وقالت القوات المسلحة السودانية في بيان لها إن إعلان قوات الدعم السريع عن هدنة لـ24 ساعة يهدف للتغطية على الهزيمة “الساحقة” التي سيتلقاها خلال ساعات.
وأكد البيان أن الجيش دخل مرحلة حاسمة مع “المتمردين”، وأن الجهود منصبة على تحقيق غاياته على المستوى العملياتي.
في وقت سابق، أصدرت قوات الدعم السريع، بيانا بأنه بناء على الاتصال مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، وجهود “الدول الشقيقة والصديقة” فقد وافقت على هدنة لـ24 ساعة لفتح مسارات آمنة لعبور المدنيين وإخلاء الجرحى.
وأكد البيان أن مقاتلي الدعم السريع ملتزمون بالهدنة.
وجاء في البيان أن “الطرف الآخر”، في إشارة إلى قوات الجيش، لا يزال يوجه الضربات لعناصر الدعم السريع، داخل المناطق المأهولة بالسكان.
*موكب دبلوماسي أمريكي يتعرض لإطلاق نار
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، إن موكبا دبلوماسيا أمريكيا تعرض لإطلاق نار في السودان، بينما تتواصل الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وأكد أنه أعرب للأطراف عن أن الهجوم غير مقبول، مضيفا أن “هذا العمل طائش وغير مسؤول”.
وأشار إلى أن التحقيقات مستمرة حول الهجوم، لافتا إلى أن النتائج الأولية تظهر تورط قوات الدعم السريع في الحادثة.
وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن بلينكن حث الطرفين على الاتفاق على وقف لإطلاق النار وقال إن مسؤولية “ضمان سلامة ورعاية المدنيين والموظفين الدبلوماسيين وأفراد فرق المساعدات الإنسانية” تقع على عاتقهما.
بدوره، ذكر متحدث وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي، أنه لا توجد خطط لإجلاء الأفراد الأمريكيين من السودان في هذه المرحلة.
*تعذر تقديم الخدمات الإنسانية
على جانب آخر، قال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الثلاثاء، إنه يكاد يكون من المستحيل تقديم الخدمات الإنسانية في العاصمة السودانية الخرطوم وما حولها وحذر من أن النظام الصحي في البلاد معرض لخطر الانهيار.
وقال فريد أيور رئيس بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في السودان للصحفيين: “الحقيقة هي أنه في الوقت الحالي يكاد يكون من المستحيل تقديم أي خدمات إنسانية في الخرطوم وما حولها”.
وحذر أيور من أنه إذا استمرت الاضطرابات في النظام الصحي السوداني “فسوف ينهار تقريبا”.
ومنذ صباح السبت الماضي، يشهد السودان اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم، ومدن أخرى، وتبادل الطرفان اتهامات ببدء كل منهما هجوما على مقار تابعة للآخر بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كل منهما.
*السيسي: ما يحدث في السودان شأنٌ داخلي
من جانبه أكّد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أنّ مصر تحرص على عدم التدخل في الشوون الداخلية لأيّ دولة، بما فيها السودان.
وقال السيسي بعد اجتماعٍ للمجلس الأعلى للقوات المسلحة إنّ “السياسة المصرية دائماً ما تتسم بالتوازن”، كاشفاً أنّه “عرض الوساطة على الأطراف السودانية”.
وأشار السيسي إلى أنّ “ما يحدث في السودان هو شأنٌ داخلي، ولا ينبغي لأيّ طرفٍ التدخل فيه”.
بدوره، تحدث الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن أهمية دور مصر في تجنيب السودان نتائج الأحداث الجارية، وعن أن بعض المصالح العربية قد تتعارض مع مصالح مصر الأكثر عمقاً في السودان، بحسب قوله.
وقال إن القاهرة تحجز موقعاً رئيسياً في المجالين العربي والأفريقي في مسار الأمور، “وتقضي على محاولات الاستبعاد من الاتصالات الجارية حالياً”.
وأضاف: أتوقع سياسة ديناميكية من جانبنا وجولات نشطة للدبلوماسية المصرية على مختلف مستوياتها ، علنية وسرًية في المجالين العربي والافريقي تحجز موقعا رئيسيا لمصر في مسار الامور وتقضي على محاولات الاستبعاد من الاتصالات الجارية حاليا.
*البرهان يُصدر قراراً بحل” الدعم السريع”
وفي السياق، قال رئيس “مجلس السيادة الانتقالي” في السودان، عبد الفتاح البرهان، إنّ الهجوم الذي شنته قوات “الدعم السريع”، في الأيام الأخيرة “محاولة انقلاب”.
وأضاف البرهان، في تصريحات لشبكة “CNN” الأميركية، أنّ “هذه محاولة انقلاب وتمرد على الدولة”، مشدداً على أنّ “قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، المعروف باسم (حميدتي)، تمرد ضد الدولة، وإذا تم القبض عليه، فستتم محاكمته أمام القضاء”.
وأعلن الجيش السوداني أنّ “القوات المسلحة السودانية تصدت لهجمات قوات الدعم السريع في منطقة المدينة الرياضية جنوبي العاصمة وفي عدة مناطق محيطة”.
في المقابل، أعلنت قوات “الدعم السريع” أنّها أسقطت مروحية قرب معسكر النسور في أم درمان. ونشرت عبر صفحتها في “تويتر” صوراً يظهر فيها عدد من عناصرها إلى جانب المروحية.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية السودانية، أنّ البرهان أمر بحل قوات الدعم السريع وإعلانها “قوة متمردة”.
وذكرت الخارجية السودانية، في بيان لها، أنّ “كل الوساطات الوطنية والإقليمية والدولية التي سعت لإقناع قيادة الدعم السريع بالاندماج في القوات المسلحة فشلت بسبب تعنّت قادتها”.
” الدعم السريع”: الجيش قصف بالطيران موقعا يضم عددا من” جنوده الأسرى”
بدورها قالت قوات “الدعم السريع” السودانية، إن طيران الجيش قصف موقعا يضم أسرى تابعين له، ومصابين من الطرفين ومدنيين يتلقون مساعدات طبية وإنسانية.
جاء ذلك في بيان لقوات “الدعم السريع” التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والتي تخوض مواجهات عنيفة منذ أيام مع قوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال حميدتي إن قوات “الدعم السريع” وافقت على هدنة إنسانية لمدة يوم لضمان مرور آمن للمدنيين وإجلاء الجرحى، لكن الجيش السوداني اعتبر أن إعلان “التمرد” (في إشارة للدعم السريع) لهدنة 24 ساعة يهدف للتغطية على الهزيمة الساحقة التي سيتلقاها خلال ساعات”.
قائد قوات الدعم السريع السودانية، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ورئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام
*رئيس بعثة الأمم المتحدة: الطرفين المتقاتلين لا يعطيان انطباعا
أعلن رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان فولكر بيرتس، أن القتال بين قوات الجيش السوداني النظامية وقوات الدعم السريع أدى إلى مقتل 185 شخصا، وإصابة أكثر من 1800 آخرين.
وأضاف بيرتس، في تصريحات للصحفيين، الثلاثاء، عبر رابط فيديو، أن الطرفين المتقاتلين لا يعطيان انطباعا إنهما يريدان وساطة من أجل السلام بينهما على الفور.