وسط حضور جزائري لافت

سفارة إيران بالجزائر تحُيي يوم القدس العالمي

يوم القدس الذي أعلنه الامام الخميني (قدس) أسس لمشروع نهضوي ثقافي بامتياز وتعبوي، لإيجاد اليقظة في ضمير الأمة.

2023-04-19

كعادتها كل عام، احتفلت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالجزائر، أمسية الخميس 13 أفريل 2023، بيوم القدس العالمي، وذلك بحضور شخصيات جزائرية بارزة من رئيس المجلس الإسلامي الأعلى وممثلين عن المجلس الأعلى للغة العربية وجمعية العلماء المسلمين، ونواب من البرلمان برئاسة رئيس لجنة الصداقة البرلمانية الجزائرية-الإيرانية، ورئيس جمعية القدس الداعمة لفلسطين وجمع من الأسرة الإعلامية وبعض الشخصيات الفاعلة، حيث أُفتتح اللقاء بقراءة آيات بينات من الذكر الحكيم. كما شهدت الإفتتاحية بث فيديوات للإمام الخميني، مهندس يوم القدس العالمي، وخلفه الإمام الخامنئي، المتمسك بموقف سلفه، والمتمثل في الرفض المطلق لوجود الكيان الغاصب وضرورة مقارعة الإحتلال.

أدار الإحتفال الذي يحمل شعار “الضفة…درع القدس”، والذي نُظم بمقر السفارة بالعاصمة الجزائرية، السيد إلياس براثن، مدير مكتب سعادة السفير، بحضور طاقم السفارة الإيرانية بالجزائر.

وبهذه المناسبة السعيدة، ألقى رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، السيد بوعبد الله غلام الله، كلمة شبه فيها الكيان الصهيوني بالمحتل الفرنسي، لأنهما أنكرا وجود السكان الأصليين للأوطان المحتلة، مشيرا إلى التضحيات الجسام للشعب الجزائري التي مكنت من دحر المحتل الفرنسي، والتي لولاها لما تحقق النصر المبين، الشيء ذاته بالنسبة للفلسطينيين الذين يعيشون ذات المصير، فلا مكان اليوم للمفاوضات، والعمل المسلح هو الخلاص.

المعايير المزدوجة للعالم الغربي

وفي معرض حديثه، إنتقد السيد غلام الله المعايير المزدوجة للعالم الغربي في التعامل مع قضية الشعب الفلسطيني المحاصر من كل الجهات من طرف الجيوش المدججة بالسلاح، ففي الوقت الذي يُغض الطرف عن وحشية المحتل الصهيوني الذي تمادى في جرائمه تحت حماية الولايات المتحدة الأمريكية بانتهاكه للقانون الدولي، وقانون حقوق الإنسان، وجميع الشرائع الدولية، وجميع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، إذ لا يوجد بند في ميثاق الأمم المتحدة إلا وانتهكه الكيان الصهيوني، نجد الغرب يملأ الدنيا نحيبا على إمرأة قتلت في الكيان، مضيفا: “حطم الكيان الصهيوني كل الأرقام القياسية في انتهاك كل القرارات الأممية، فلا يوجد قرار أممي لم ينتهكه الكيان الصهيوني من القتل العمد، والإبادة، والاسترقاق، والنقل القسري للسكان، والسجن، والتعذيب، والفصل العنصري، والإخفاء القسري، والإجهاز على الجرحى مباشرة، أو بمنع وصول سيارات الإسعاف والأطقم الطبية واستهدافها، ومنع المصلين من أداء الصلاة في المسجد الأقصى، والشواهد على ذلك كثيرة”، مضيفا أنه وبالرغم من ذلك “لم نسمع أصوات إستنكار العدوان على الفلسطينيين، ولم يصدر اعتراض أو موقف من الدول الغربية، التي تتشدق بحقوق الإنسان، يطالب بوقف البطش الصهيوني الوحشي بالفلسطينيين”.

بابائي: القضية الفلسطينية هي ركن ثابت من السياسة الإيرانية الخارجية

من جهته، ألقى سعادة السفير الإيراني الجديد بالجزائر محمد رضا بابائي كلمة، وجه من خلالها شكره للحضور الكريم، وأكد على أن دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للقضية الفلسطينية والقدس الشريف ونضال الشعب الفلسطيني المشروع ضد المحتلين مستمد من مبادئ الثورة الإسلامية الأصيلة المناهضة للظلم والغطرسة، حيث دأبت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الإحتفال سنويا بهذا اليوم في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الفضيل، فمنذ إنتصار الثورة الإسلامية في عام 1979 م، أمر قائد الثورة الإسلامية الإيرانية سماحة الإمام الخميني، رحمه الله، بإحيائه سنويا دعما ونصرة لفلسطين وشعبها المظلوم، مضيفا أننا عاما بعد عام ندرك حقيقة هذا اليوم، الذي لولاه لتمكن الكيان الصهيوني الغاشم من أن يجعل القضية الفلسطينية تدخل في طي النسيان.

وأشار سعادة السفير الإيراني إلى الإنطلاقة المباركة ليوم القدس العالمي من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فمنذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران في 11 شباط/فبراير 1979، أعلن قائد الثورة الإسلامية الإيرانية سماحة الإمام الخميني، رحمه الله، بعدها بأشهر وتحديداً في 7 آب/ أغسطس من العام نفسه، أن “الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك هي يوماً عالمياً للقدس الشريف” تخليدا للقضية الفلسطينية في الضمير البشري، قالبا بذلك الطاولة على رؤوس الصهاينة الذين كانت ضمن إستراتيجيتهم التي وضعها بن غوريون في خمسينات القرن الماضي، شراء ذمم بعض الدول المسلمة لصياغة تحالف استراتيجي يهدف لمحاصرة الشعب الفلسطيني، مما يؤكد على محورية القضية في فكر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آنذاك، حيث دعا المسلمين إلى التضامن الدولي مع فلسطين، وللوقوف وقفة واحدة ضد تجاوزات الإحتلال الصهيوني الغاشم، ليصبح بذلك أكبر حدث عالمي، يجتمع فيه الشرفاء للتنديد ضد وحشية وفضاحة الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، والمطالبة بحقوقهم المشروعة، وبإلغاء مشروع حذف فلسطين من خارطة الجغرافيا العالمية، ولرفع الصوت بأن العالم الحر كله يقف مع مظلومية الشعب الفلسطيني.

وقال بأن يوم القدس الذي أعلنه الامام الخميني (قدس) أسس لمشروع نهضوي ثقافي بامتياز، وتعبوي شعبي، لإيجاد اليقظة في ضمير الأمة، ذلك أن القدس ليست مجرد مدينة مقدسة بالنسبة للمؤمنين في العالم فقط، وليست عاصمة أبدية لفلسطين المحررة فحسب، بل هي عنوان جامع يلتقي حوله كل شرفاء العرب والمسلمين، وكل أحرار العالم، وهي رسالة إنسانية مخضبة بقيم العدالة والإيمان”.

أكد سعادة السفير بأن القضية الفلسطينية هي “ركن ثابت من السياسة الإيرانية الخارجية، ونهج أبدي، حيث دخلت هذه القضية في صلب الهوية الإيرانية بإعتبارها واجب شرعي، إذ لا تفوت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أية مناسبة وطنية كانت أم دينية للتذكير بقدسية ومحورية القضية الفلسطينية، والتي تعتبرها قضية عقائدية، إذ يُسجل، منذ انتصار الثورة الإسلامية، أنها سخّرت كل قدراتها خدمة لفلسطين وشعبها ومقاومتها ومقدساتها، بل وضعت تحرير الأقصى والقدس كجزء مهم من مبادئها، ومنذ تلك اللحظة، تُعدّ إيران الحاضنة والرافعة الأساسية في دعم المقاومة ونصرتها. فبعد الإحتفال بيوم القدس العالمي في آخر يوم جمعة من كل شهر رمضان المبارك، تلبية لنداء مؤسس الجمهورية، الإمام الخميني، رحمه الله، يواصل الإيرانيون حشد الهمم لاستمرار جذوة المقاومة عن طريق تخصيص المنابر والخطب، وإقامة الفعاليات والمؤتمرات للحث على أهمية تقديم الدعم المالي والإسناد للثورة الفلسطينية، حيث غرس الإمام البذرة وأثمرت الفكرة، فمازالت إيران حامية لكل الحقوق والثوابت الفلسطينية، وماضية في دعم فلسطين والمقاومة”.

كما أشار المبعوث الإيراني إلى دور الدعم الإعلامي لمواجهة الماكينة الإعلامية الغربية المضللة التي تحاول زرع الفرقة في الأمة الإسلامية، وتحريف الرأي العام، وإبعاده عن القضية الفلسطينية وجعلها قضية ثانوية فرعية وإخراجها من سلة أولويات الأمة، داعيا الأسرة الإعلامية بأن تضطلع بدورها بإعتبار الإعلام الحلقة الأساس في تشكيل الرأي العام والتوعية وإدارة الأزمات السياسية، إذ أضحى مشاركا رئيسيا في صنع الأحداث السياسية، وسلاحا يفوق كل أصناف الأسلحة التقليدية المعروفة في ميادين القتال، حيث باتت الحملات الإعلامية تسبق الحملات السياسية والعسكرية وتمهد لها، وبذلك وجب إيجاد مساحة صوت للقضية الفلسطينية في الفضاء الإعلامي، والعمل على تعبئة الشعوب الإسلامية تربوياً وثقافياً وسياسياً وجهادياً في مواجهة الصهيونية، ومن أجل خنق وكشف كذب وتدليس الآلة الإعلامية المضادة، والتي تزيف الحقائق وتلمع صورة كيان محتل وتصوره بأنه بلد ديمقراطي حضاري.

وفي هذا السياق، شدّد على ضرورة التواجد الإعلامي المكثف، والإستفادة من كل المنصات التي أفرزتها الطفرة التكنولوجية بهدف حشد الهمم، وفضح جرائم الإحتلال الصهيوني الغاشم الذي يعيث في الأرض فسادا، حيث برزت أهمية الإعلام بكل أنواعه مع ظهور الثورة التكنولوجية المعرفية، والتي عملت على تطور وسائل الإعلام، ونرى اليوم أن معظم الدول الغربية تعتمد عليه بشكل كبير في حربها الناعمة، وتروج لإيدولوجياتها من خلاله، ونجحت في ذلك، فالتشويه الذي بلغته القضية الفلسطينية من خلال المعلومات المضللة لا يوصف، لذلك يجب علينا مواكبة هذا الواقع، وغزو الفضاء الإعلامي عن طريق النشر والكتابة، ونشر الصور والفيدوات، نصرة للقضية الفلسطينية، وللتصدي لهذه البروبغندا المقيتة.

ومن جانب آخر، عرّج سعادته على الإعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى، وكيف صعّد هذا الكيان، مع أنّ قُواهُ خائرة، من ممارساته الوحشية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، منتهكا بيت المقدس، وهاتكا لحرمة شهر الله المقدس، فنراه يُواصلُ جرائمَهُ، ويُشهِرُ السلاحَ بوجه المظلومين، ويقتل النساءَ والأطفالَ والعُزّلَ من الشيوخ والشباب، ويزجُّ بهم في السجون، ويمارسُ التعذيب، ويهدم البيوت، ويُبيدُ المزارعَ والـمُمتلكات، غير أنه وعلى الرغم مما سبق ذكره من الممارسات العدوانية، “نشهد اليوم تغيرا جذريا، والقوة المدججة بالأسلحة هي من تهاب ذلك الشاب الفلسطيني الأعزل، حيث قدّم هذا الأخير بطولات مشرفة سيتوقف التاريخ أمامها طويلا، حيث أثبتت معركة سيف القدس، ومن تلاها من معارك أن هناك متغيراً جديداً يفرض نفسه على الحالة الأمنية الصهيونية، وهو تنامي المقاومة في الضفة الغربية، والتي يُحاول الكيان الصهيوني تركيز كل طاقاته العسكرية والأمنية عليها.”

وأضاف: “لقد حققت معركة سيف القدس إنجازات وغيّرت بعض المفاهيم، حيث شكّل تصدي المقدسيين لسياسة الاحتلال وتهجيرهم من بيوتهم، رافعة لانطلاق هبة فلسطينية متحدة، استطاعت أن تفرض نفسها على أجندة الجميع وتعيد قضية القدس إلى الواجهة”.

وإسترسل قائلا: “أثارت هذه العملية مخاوف الصهاينة الذين باتوا يهابون هبة فلسطينية متحدة، حيث لمسنا وحدة الصف الفلسطيني على المستويين الشعبي والجماهيري، مما يُمثل تحولا إستراتيجيا ومسارا نضاليا جديدا يعيد القضية الفلسطينية إلى مربعها الأول، فإستراتيجية وحدة الساحات هي أكثر فعالية ونجاعة لأنها تشتت المحتل بسبب إشتعال كل الميادين في آن واحد.”

وشدّد المبعوث الإيراني على موقف إيران الثابت والذي يُطالب بحدود فلسطين من النهر إلى البحر، مشيرا إلى تقديم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لمقترح إجراء إستفتاء عام في فلسطين لتقرير المصير، وتسجيل هذه المبادرة في الأمم المتحدة، بالتزامن مع الكفاح المسلح حتى تحقيق النصر المبين.

وفي ختام حديثه، أشار سعادة السفير إلى جهود الجزائر في دعم القضية الفلسطينية، مثنيا على موقفها الثابت تجاه هذه القضية العادلة، ومبادرتها للم الشمل الفلسطيني بالتوقيع على إعلان الجزائر في العام المنصرم، داعيا إلى ضرورة تضافر الجهود على كافة المستويات السياسية والثقافية والعسكرية إلخ…، ودعم المجاهدين والمقاومين، وكل الحركات التحررية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، خاصة في الوقت الراهن، حيث استفحل التهويد والاستيطان والظلم بشكل غير مسبوق، مؤكدا مرة أخرى على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لم ولن تألو جهداً في دعم الحقوق المشروعة والمغتصبة للشعب الفلسطيني.

خلفي: تقوية جسور التعاون البرلماني من خلال تبادل الخبرات بين الوفود البرلمانية

قدّم السيد موسى خلفي، نائب بالمجلس الشعبي الوطني الجزائري عن حركة مجتمع السلم، ورئيس لجنة الصداقة البرلمانية الجزائرية-الإيرانية، كلمة أثنى من خلالها على الدعم اللآمحدود الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية لفلسطين، “حيث أنها دأبت منذ إنتصار الثورة الإسلامية بها سنة 1979، على تقديم الغالي والنفيس للفلسطينيين، فلم تحد بوصلتها عن القدس قيد أنملة، والإحتفال بيوم القدس العالمي ليس سوى حلقة من الإجراءات التي بدأتها طهران منذ أكثر من أربعة عقود دعما للقضية الفلسطينية”.

وبالمقابل، ثمّن المتحدث أيضا المواقف المشرفة للجزائر التي مثَّلت تجربتها في الكفاح المسلح من أجل الاستقلال مصدر إلهام للكثير من الحركات التحررية في إفريقيا وآسيا، وأصبحت قبلة الثوار وعنوان الكفاح. كما استغل المتحدث هذه السانحة من أجل تقديم الشكر للجمهورية الإسلامية الإيرانية على مبادئها ومواقفها الراسخة تجاه قضايا الأمة الإسلامية، معربا عن ارتياحه لمستوى العلاقات الثنائية بين الجزائر وإيران، ومبديا إستعداد المجموعة البرلمانية “لتعزيز التقارب بين الشعبين الجزائري والإيراني، وكذا العمل من أجل تقوية جسور التعاون البرلماني من خلال تبادل الخبرات بين الوفود البرلمانية”.

عليان: ندعو الأمة الإسلامية بكل فئاتها بأن تهبَّ، باستخدام كل إمكانياتها، لمُنَاصرة الأقصى

من جهته، أشار السيد محمد عليان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة البليدة وقيادي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إلى الوضع الفلسطيني الراهن، وتدنيس الصهاينة للمسجد الأقصى وترويع المصلين والعاكفين، داعيا الأمة الإسلامية بكل فئاتها بأن تهبَّ، باستخدام كل إمكانياتها، لمُنَاصرة الأقصى، وحمايته من التدنيس والتدمير والعدوان المستمر الذي يمارسه الكيان الصهيوني الغاشم.

شارك الشيخ أحمد إبراهيمي، رئيس جمعية البركة، في تظاهرة يوم القدس العالمي، حيث قال بأن إحياء يوم القدس العالمي هو إحياء لسنة حميدة سنها الإمام الخميني، وإن دل هذا على شيء، فإنما يدل على إحياء آية من آيات الله، لأننا نتكلم على العقيدة والإنتماء الديني.

كما عرّج السيد إبراهيمي على المخططات الجديدة للكيان الصهيوني، فالمحتل الغاشم، وبالإضافة إلى جهوده للتغيير الديموغرافي في فلسطين، يعمل من خلال تعامله مع المسجد الأقصى المبارك على فرض أمر واقع جديد، يرمي إلى فرض هيمنته الدينية على المسجد الأقصى بالتدريج، وتكريس التقسيم المكاني والزماني داخل المسجد وباحاته.

كما شّدد على “أنه وبالرغم من التخاذل المخزي لبعض الدول الإسلامية، وتشديد المستوطن لمخططاته التهويدية، نشهد إنتصارات الشعب الفلسطيني المبهرة وصموده الأبي الذي برهن بأن هذا الشعب هو الذي قال عنه رسول الله (ص): “لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك”، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس”، حيث وبفضل دعم المقاومة الإسلامية له، وعلى رأسها جهود الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تمكن من قلب الموازين، صادحا بأعلى صوت بأن خيار المقاومة، ولا شيء غير المقاومة، هو السيد على الأرض، ولا مكان للمفاوضات اليوم، حيث ضربت مقاومته المسلحة العمق القومي الصهيوني، والمحتل اليوم يدفع أثماناً لا يرغب ولا يستطيع دفعها، وهذا النصر يُشكل رافعة لانطلاق هبة فلسطينية متحدة، استطاعت أن تفرض نفسها على أجندة الجميع وتعيد قضية القدس إلى الواجهة.

وفي الختام، لفت السيد إبراهيمي إلى أن علامة النصر في فلسطين بادية، مصداقا لقوله تعالى: “لَا يُقَٰتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِى قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَآءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ” (الحشر: 14)، مشيرا إلى قيام الكيان الصهيوني بتشييد الجدران والسياجات الحديدية في الضفة الغربية وفي غزة وعلى حدوده مع الأردن ومصر وسوريا ولبنان، فاليهود لن يواجهوا المسلمين إلا في قرى محصنة بالأسوار والخنادق، أو من خلف الحيطان، لأنهم ليسوا أهل قتال، فطبيعتهم واهية تخاف الموت وتحرص على الحياة، فلا ينبغي للمسلم أن يهابها أثناء القتال حتى لو كانت الغلبة في العدة والعتاد لصالحهم. وأردف أن الله أضاف كلمة (جُدُر) بعد ذكر القرى المحصنة لأن اليهود حين يقاتلون المسلمين فإن لهم في قتالكم حالتين، الأول أن يتحصنوا بداخل قُراهم التي بالغوا في تحصينها، أما الثانية فالخروج وذلك يستلزم ترك القرى المحصنة ولما كانوا أجبن من ذلك، فقد كانت فكرة الجدار هي الأنسب لهم لكي يتمكنوا من التحرك خارج حصونهم.

وأضاف أيضا بأن الآية الكريمة تكشف عن الطبيعة النفسية لليهود الذين برعوا في تدبير المؤامرات ونقض المعاهدات وتزييف التاريخ وتحريف الدين والافتراء على الله وعلى كتبه، وأنبيائه ورسله، ما جعلهم متفرقين عداوتهم فيما بينهم شديدة، تظن أنهم مجتمعون على كلمة واحدة، ولكن قلوبهم متفرقة؛ وذلك بسبب أنهم قوم لا يعقلون أمر الله ولا يتدبرون آياته، ووضح المتحدث أن معظم الدراسات والتنبؤات الغربية أجمعت كلها على فشل المشروع الصهيوني وأنه لا مستقبل للصهاينة في المنطقة، والدليل على ذلك توقف حملات الهجرة للكيان، وهجرة أكثر من 800.000 يهودي من الكيان بدون عودة، فضلا على أن الجيش الإحتياطي يرفض الإستجابة لنتنياهو، مما يؤكد نجاعة سياسية وحدة الساحات، والمقصود بها توحيد محور المقاومة.

وقال رئيس رابطة الأشراف، الشيخ إسماعل القادري: “أدعو المولى سبحانه وتعالى أن ينصر القضية الفلسطينية وأن يبارك في أهل فلسطين وشبابها وأن يرزقنا الصلاة في القدس الشريف”.

عبد اللآوي: القدس ترمومتر أو ‘ميزان قياس إستقرار العالم’

كما أفاد السيد موسى عبد اللآوي، ممثل جمعية العلماء المسلمين، بأن القدس هو “ترمومتر أو ‘ميزان قياس إستقرار العالم’، لأن كل الدراسات الأمنية والسياسية تؤكد أنه كلما كان القدس آمنا مطمئنا كان العالم آمنا مطمئنا”، مشددا على ضرورة المقاومة الإعلامية، وعدم الذوبان على المستوى الإعلامي خاصة في ظل ما يشهده المسجد الأقصى من تدنيس.

تطرق المتحدث إلى الوشائج القوية التي تجمع الشعبين الجزائري والفلسطيني، حيث قدم الجزائريون والفلسطينيون صورا استثنائية لأي علاقة يمكن أن تربط شعبين بعضهم ببعض، ففي الملاعب والمواجهات مع الإحتلال وفي المسجد الأقصى، أخذ العلم الجزائري مكانا إلى جانب العلم الفلسطيني كتعبير عن الحب الذي يكنه الفلسطينيون لبلد المليون ونصف مليون شهيد. الشيء ذاته في الجزائر، وخير مثال عن ذلك العبارات الشهيرة التي يرددها الجزائريون: “نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، والتي قالها الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين والتي بقت خالدة، بالإضافة إلى هتافات مدرجات الملاعب من قبيل: “فلسطين، فلسطين.. فلسطين الشهداء”، فضلا عن إنسحاب الرياضيين الجزائريين وإقصائهم من المنافسات العالمية بسبب رفضهم القاطع اللعب ضد الصَّهاينة أو حتىَّ مُجرد السَّلام عليهم.

كما لفت المتحدث إلى تبني المقاومين الفلسطينيين للتجربة الثورية الجزائرية، كحرب العصابات، داعيا إلى المقاومة المسلحة ولا شيء غير المقاومة حتى تحقيق النصر المبين.

ومن جهته، إعتبر الدكتور يوسف مشرية، رئيس منتدى جسور السلام الدولي، بأن الرجال المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، كما جاء في الآية الكريمة: «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا»، سورة الأحزاب: آية 23، هم محور المقاومة الذين يقدمون الغالي والنفيس خدمة للقضية الفلسطينية، داعيا الأشراف من هذه الأمة للحذو حذو هذا المحور، الذي يضم بلد الشهيد عميروش، والصدح عاليا بالحق وإحقاقه لنصرة المظلومين واسترداد المقدسات من الدنس الصهيوني. كما إعتبر أن هذا اليوم هو مناسبة تعيد إلقاء الضوء على الحقوق المسلوبة للفلسطينيين الذي تُركوا لوحدهم من دول عربية حملت زيفاً لواء تحرير القدس لسنوات، وسقطت عند أول إنعطافة تطبيعية مع الكيان الصهيوني تحت العصا الأميركية.

وبهذه المناسبة، إعتبر المتحدث أن القدس أمانة وعقيدة لدى الشعب الجزائري الذي يعتبر الدفاع عن هذه القضية عقيدة ثورية، الشيء ذاته بالنسبة للموقف الرسمي للبلد، حيث تضع الجزائر كل ثقلها على الطاولة نصرة للشعب الفلسطيني الأعزل، بالرغم مما تكابده من مؤامرات خارجية، إذ أن هذه الأخيرة لم ولن تثني رجال الجزائر الأحرار عن عزمهم، بل زادتهم قوة وتصميما في السعي لتحقيق هذه الأهداف العليا التي تجسد إرادة وطموحات الأمة.

فرحات: من كان عدوا للفلسطينيين فهو عدو لنا

ومن جهته، وجه مدير جريدة الوسيط المغاربي، السيد بلقاسم فرحات، مداخلة، قرأتها نيابة عنه الإعلامية نسرين بوزيان، أعرب فيها عن إمتنانه للسفارة الإيرانية بالجزائر على تنظيم هذا الإحتفال بمناسبة حلول يوم مشهود في مسيرة الأمة الإسلامية، بإعتباره يوما مقدسا عند المسلمين والأحرار في العالم. وأشار المتحدث إلى أن يوم القدس العالمي هو حدث سنوي يعارض احتلال الكيان الصهيوني للقدس ومناسبة لحشد الهمم وإقامة التظاهرات المناهضة للصهيونية في الدول العربية والإسلامية والمجتمعات الإسلامية في مختلف أنحاء العالم، تيمنا بنهج الإمام الخميني، طاب ثراه، الذي أعلن بأن يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان الفضيل، أو الجمعة اليتيمة أو جمعة الوداع هي يوما عالميا للقدس. وأردف قائلا بأن الدعوة المباركة التي أعلنها الإمام قد آتت أكلها، والمتمثلة في استنهاض الثورة الفلسطينية، وتحفيز المسلمين على الجهاد المقدس بخطوات أمضى وضربات أضحت تدك العمق الصهيوني وتقض مضاجعه وتزلزل أركان هذا الكيان الغاشم المحتل لفلسطين، مهد الحضارات والقـدس، القبلـة الأولى والمدينـة المقدسـة الثالثـة للمسـلمين.

وأشار السيد فرحات إلى أن ذكرى يوم القدس العالمي عملت، خلال العقود الأربعة الماضية، إلى حشد همم المجاهدين والثوار داخل فلسطين وخارجها تجاه القضية الأولى للمسلمين و لأحرار في العالم أجمع، مضيفا بأن العدو الصهيوني يواجه اليوم تهديدا متصاعدا نتيجة لمعطيات يوم القدس العالمي، ومنها تعاظم الفصائل الإسلامية والوطنية الفلسطينية، حيث تتوالى الإنتفاضات والعمليات البطولية داخل الأرض المحتلة، وداخل العمق الصهيوني، وهي حالة ثورية أصيلة، أعادت الإعتبار إلى ثابتة الصراع والمواجهة ومحاربة المشاريع المعادية في المنطقة.

عرّج السيد فرحات على الدور الكبير الإعلامي والرسالي الذي تؤديه جريدته للدفاع عن القضية الفلسطينية، حيث أنها تغطي وبشكل يومي الأخبار وتنشر التقارير والمقالات التي تهتم وتعنى بشؤون الفلسطينيين، خاصة الأسرى والمعتقلين، حاملة شعار: “من كان عدوا للفلسطينيين فهو عدو لنا، ومن كان مساندا لهم فهو مرحب به عندنا،” في الوقت الذي تعمل فيه الماكينة الغربية على وأد أصوات أولئك الداعين للوحدة والمشروع التوحيدي والتعبئة لنصرة المظلومين، وإحباط مساعيهم النبيلة، حيث تتجاهلهم إلى درجة لم تُبقِ شكًّا عند المراقبين بتآمر الإعلام الدولي على ذلك المشروع والعاملين له.

وختم المتحدث كلمته بالتشديد على ضرورة مواصلة النضال حتى إزالة هذا الكيان الصهيوني المعتد من الوجود وإعادة فلسطين إلى أهلها الأصليين بعدما شردوا منها منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا، كما قدم شكره للجمهورية الإسلامية الإيرانية، نواة المقاومة الإسلامية والسند الظهير للشعب الفلسطيني الأعزل، داعيا، بهذه المناسبة، إلى مزيد من التعاون الجزائري-الإيراني.

تراكة: نرى وحدة الساحات لمختلف قوى المقاومة لتوحيد الكلمة

ومن جهته، قال البروفيسور جمال تراكة، أستاذ جامعي: “نحتفل اليوم في مقر سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بيوم القدس العالمي الذي أعلنه سماحة الامام الخميني قدس الله سره الشريف قبل أربع وأربعون عام… هذا اليوم الذي يمثل نقطة تحول هامة في الصراع مع الكيان الصهيوني بحيث أعطى القضية الفلسطينية بُعدها الإسلامي والأممي،” مضيفا بأن الاحتفال جاء هذه السنة في ظل تحولات كبيرة في ميزان القوى بين محور المقاومة والكيان المؤقت، والذي أضحى كيانا متهلهلا منقسما على نفسه، ومهددا بحرب أهلية بين مكوناته، وتمرد غير مسبوق على الالتحاق بجيش العدو من طرف أبناء الكيان الغاصب، وفي المقابل نرى وحدة الساحات لمختلف قوى المقاومة لتوحيد الكلمة من أجل التفرغ للمعركة المصيرية مع العدو، وعليه “نحن في الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين نعتبر مشاركتنا فرض عين ،كوننا نرى أن الرابطة اللسان الناطق للمقاومة وعينها التي لا تنام، فقد أوصلت صوت المقاومة والقضية الفلسطينية للرأي العام العربي والإسلامي وكل أحرار العالم ،كما فضحت كل متآمر على مقاومتنا وقضيتنا المركزية فلسطين، و من نافلة القول ضرورة المشاركة في نشاط كبير ومهم كيوم القدس العالمي.”

سعادة: إستراتيجية وحدة الساحات أثبتت للصهاينة أن مساعيهم لبث الفرقة ستبوء كلها بالفشل

ومن جهتها، إعتبرت الدكتورة هناء سعادة، إعلامية وأستاذة جامعية، بأن “مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإمام الخميني، رحمه الله، ترك تـراثا مهيبا يجمع بين ثناياه قدسية الزمان، شهر رمضان المبارك، وقدسية الوقت، الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل، وقدسية المـكان، القـدس، القبلـة الأولى والمدينـة المقدسـة الثالثـة للمسـلمين، إلـى جانـب قدسـية المناسبة، والمتمثلة في إحياء قضية الإسلام الأولى، تحريـر القـدس، حيث يجتمع الملايين من المسلمين للتنديد بجرائم الكيان الصهيوني، وتهجير الجزء الأكبر من الشعب الفلسطيني، فتعلو هتافات الاستنكار والشجب للصهيونية ولحرب التهويد والاستئصال على أرض فلسطين أرض الرسالات ومهد الأنبياء”.

وأشارت إلى تدنيس المستوطنين الصهاينة إلى المسجد الأقصى، فمنذ بداية شهر رمضان المبارك، تكثّفت دعوات واستعدادات “جماعات الهيكل” المزعوم وحاخاماتها لتقديم ما يُسمى “قربان الفصح” داخل المسجد الأقصى المبارك، مضيفة بأن هذه المحاولات الاستفزازية في حق المسجد الأقصى ليست الأولى، بل سبقتها محاولات أخرى لذبح القرابين، ولولا تصدي المرابطين بصدورهم العارية، وعزيمتهم القوية لهذه المحاولات، لقام المستوطنون بمعاونة المحتل بتدنيس الأقصى بتلك القرابين.

كما شددت على ضرورة التعبئة الإعلامية، قائلة: ” يتعين علينا كنشطاء وإعلاميين مرافقة إخواننا المجاهدين من خلال الإستفادة من المنصات الإعلامية خاصة مع الطفرة التكنولوجية، وما أفرزته العولمة والتطور التكنولوجي الحاصل، ويكون ذلك من خلال حشد الهمم، وفضح جرائم الإحتلال الغاشم الذي يعيث في الأرض فسادا، ويخطط للاستيلاء على المسجد الأقصى، والذي بدوره يعاني من تدنيس الصهاينة وتدليس المطبعين،” مضيفة بأن “الإعلام الإلكتروني هو عصب الإعلام الحديث، فالدول الغربية تعتمد عليه بشكل كبير في حربها الناعمة والترويج لأيدولوجياتها، و نجحت في ذلك، فالتشويه الذي بلغته القضية الفلسطينية من خلال المعلومات المضللة لا يوصف، فقد أشارت إحدى الدراسات الأمريكية إلى أن 60% من سكان الولايات المتحدة يعتقدون أن الفلسطينيين هم الذين يحتلون “إسرائيل”، وأن كل فلسطيني هو بالضرورة (إرهابي) حتى يثبت العكس!”

وأردفت قائلة بأن مشاركتها في هذه الفعالية بصفتها عضوة في الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين تُؤكد إلتزام الرابطة بدعم القضايا المحقة للشعوب، والمشاركة في الفعاليات التي من شأنها رفع الوعي العام، ومقارعة بروبغندا الماكينة الإعلامية الغربية، حيث تلعب هذه الرابطة الدور الأبرز في إعادة ضبط البوصلة نحو المقاومة، وتُجاهد بالقلم وأصوات أعضائها الصادحة بالحق من أجل اختراق الإعلام المضاد، وتغيير الرأي العام لصالح مشروع المقاومة، حيث رسمت خريطة طريق لجهاد التبيين، وكانت ولا تزال خير من حمل لواء هذا الواجب الشرعي والإلتزام الأخلاقي والإنساني.”

وختمت بالقول بأن “إستراتيجية وحدة الساحات أثبتت للصهاينة أن مساعيهم لبث الفرقة ستبوء كلها بالفشل الذريع، وعليهم أن يهابوا من محور المقاومة القادم بقوة، والذي يحمل خيارا واحدا يتمثل في النصر، ولا شيء غير النصر في ظل نظام عالمي جديد، شكل نقلة نوعية لمنطقة أُريد لها العبث والدمار لتنقلب الأمور، وتكون برداً وسلاما، ليرتد كيدهم إلى نحورهم”. وبخصوص العلاقات الجزائرية الفلسطينية، قالت بأن “القضية الفلسطينية لا تزال حاضرة في الوجدان والذَاكرة الجمعية الوطنية الجزائرية، إذ تربط الشعبين وشائج قوية، كما تحتل هذه القضية، أم القضايا، مكانة مهمة ضمن الأجندات الرسمية الجزائرية، والحقد الصُّهيوني على الجزائر لتعلقها الشَّديد بفلسطين خير دليلِ على ذلك”.

تنوّعت كلمات المشاركين الآخرين في الندوة الفكرية التي سبقت الإفطار، لكنها شدّدت جميعها على أهمية الاحتفال بهذا اليوم الذي دعا إليه الامام الراحل آية الله الخميني، باعتباره آلية نضالية لديمومة الإرتباط بالقضية الأم وهي فلسطين وعاصمتها القدس أمام محاولات سلخها عن محيطها الجغرافي والثقافي والحضاري، مؤكدين على إنكشاف مخططات بعض الأنظمة لبث الفتنة والإقتتال بين شعوب المنطقة ودولها خدمة للعدو الصهيوني ورغبة في التطبيع معه واستحداث عدو آخر مكانه. كما أبدوا اعتزازهم بهذه السنة التي سنها الإمام بأن جعل آخر جمعة من شهر رمضان يوما عالميا للقدس ليبقي القدس حاضرا في وجداننا.

وفي نهاية اللقاء، عبّر الحاضرون كلهم عن شكرهم الجزيل للجمهورية الإسلامية الإيرانية على عزمها لتقديم الغالي والنفيس لآخر رمق حتى تطهير هذه الأرض المقدسة التي وطأتها أقدام الأطهار من النبيين والوصيين، واصفين إياها بالسند الظهير للشعب الفلسطيني الأعزل.

بعدها، قُدّم الإفطار الذي مازج بين المطبخين الجزائري والإيراني، وسط إستحسان وإعجاب الحضور، حيث أبدى طاقم السفارة كرم الضيافة وحسن الإستقبال اللذين يتميز بهما الشعب الإيراني الأصيل.

هناء سعادة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: الوفاق