الدكتورة رُلى فرحات بمناسبة اليوم العالمي للمستشار النفسي:

الإكتئاب إضطراب في المزاج ونقص بالتركيز وفقدان المتعة بالأمور

خاص الوفاق: نتيجة الاكتئاب المستمر طويل الأمد قد يشعر الشخص بالحزن والخواء والفتور عن أداء الأنشطة اليومية، ويواجه صعوبات في إنجاز مهامه. وربما يشعر الشخص كذلك بتراجع الثقة بالنفس، وهيمنة مشاعر الفشل واليأس عليه

2023-04-28

الوفاق/ خاص

سهامه مجلسي

الصحة النفسية وفقاً لمنظمة الصحة العالميّة تعني الحياة التي تتضمّن الرفاهيّة والاستقلال والجدارة والكفاءة الذاتيّة بين الأجيال وإمكانات الفرد الفكريّة والعاطفيّة. كبرنا ونحن نسمع مقولة العقل السّليم في الجسم السّليم، واليوم نقول الجسم السّليم في النفسيّة السويّة والسليمة في مختلف مراحل حياة الإنسان، من الطفولة حتى الشيخوخة مرورا بالمراهقة والرّشد. تتعدّد الأسباب والنّتيجة واحدة “اضطرابات وأمراض نفسيّة تنعكس سلباً على صحة الإنسان العقليّة والجسديّة وكذلك على عائلته ومحيطه ومن ثمّ مجتمعه. ومن هنا كان لا بّدّ من التّركيز على أهميّة الصّحة النفسيّة والعمل على كسر القيود المجتمعيّة الباليّة بوصم المرض النّفسي بالعار من خلال نشر الوعي والثّقافة النفسيّة لينعكس ذلك إيجاباً في جيلٍ سويٍّ ومجتمعٍ سوي لحياة تستحقُّ أن تُعاش. وبالطّبع هناك نصائح عديدة وإرشادات مختلفة للحفاظ على الصّحة النّفسيّة وفي هذا الصدد اجرت صحيفة الوفاق حوارا مع السيدة رُلى كامل فرحات دكتوراه في علم النّفس وفيما يلي نص الحوار:

ما هو الإكتئاب؟ تعريفه من الناحية العلميّة والمَرَضيَّة؟

يُعدُّ إضطراب الإكتئاب والّذي له مسميات أخرى (الكآبة، الاضطراب الاكتئابي، الاكتئاب النفسي، اكتئاب المزاج) من أخطر أنواع الأمراض النفسيّة شيوعاً وأكثرها فتكاً. علميّا، يُعتبرُ الإكتئاب إضطراباً في المزاج يُسبّبُ شعوراً متواصلاً بالحزن، ونقص بالتركيز وفقدان المتعة بالأمور التي اعتاد الشخص على الاهتمام بها مثل الرياضة، المطالعة، العلاقات الإجتماعية وغيرها، إذْ يتكوّن لدى الشّخص المكتئب شعوراً بانعدام أية رغبة في الحياة.

هذا الاضطراب قد يكون مصحوباً بالشعور بالذنب، ونقص في تقدير الذات وكذلك نوع من جلد النفس وعدم الاكتراث. هذا المرض له تأثيرات سلبيّة في الأفكار وطريقة التّفكير، في التصّرفات (الفعل وردّات الفعل) في المشاعر والأحاسيس، مما يُسبّب ُكثيراً من المشكلات العاطفيّة والإجتماعيّة والإنعكاسات الجسديّة الّتي لا تقلُّ خطورة وسوءاً عنّها، والتّي بدورها تُؤثر في أداء  الشّخص على مختلف الصّعد وفي كافّة الأنشطة اليوميّة ،وهذا الاختلاف يكون ظاهراً بوضوح للمُحيط.

فالاضطراب الإكتئابي المزمن هو نوع من الاكتئاب المستمر طويل الأمد. فقد يشعر الشخص بالحزن والخواء والفتور عن أداء الأنشطة اليومية، ويواجه صعوبات في إنجاز مهامه. وربما يشعر الشخص كذلك بتراجع الثقة بالنفس، وهيمنة مشاعر الفشل واليأس عليه. وتستمر هذه المشاعر لعدة سنوات، وقد تؤثر على العلاقات والدراسة والعمل والأنشطة اليومية

ما هي أهم الأسباب المؤديّة للمرض؟ وما هي أنواعه؟

للإكتئاب أسباب عديدة وتختلفُ من شخص لآخر. والسّبب الدّقيق لظهور الإكتئاب ليس معروفاً، لكن يُوجد العديد من العوامل التي يبدو أنّها تزيدُ من خطر الإصابة بمرض الاكتئاب أو تسبب تفاقمه، ومن بينها:

مزاج إكتئابي في فترة الصّباح، حالات إنتحار في العائلة، تناول مستمر لفترة طويلة لأدوية معيّنة مثل: أدويّة من نوع معيّن لمعالجة إرتفاع ضغط الدّم، وحبوب منوّمة، وحبوب منع الحمل في بعض الحالات، أمراض مثل: السّرطان، الزهايمر، الإيدز، أمراض القلب..

أسباب الإكتئاب:

العوامل البيئيّةّ: تُعد البيئة بدرجة معينة مسبباً لظهور الإكتئاب، وتُعتبر العوامل والظروف الحياتيّة الصّعبة التي قد يمر بها الفرد أحد عوامل الخطر للإكتئاب، مثل ضغوط العمل، فقدان العمل، خسارة عزيز، ترك الدراسة قصريا  أو الفشل بأمر ما، أو التعرض للتوتر لفترات طويلة. لا نسى الأوضاع المعيشيّة والإقتصاديّة والحياتيّة ومقدرة الشخص على التّأقلم والتعايش والسّعي للّتغييرفي مواجهة صعوبات الحياة المستمرة. الوحدة لفترة طويلة، والتعرض للعنف، وغيرها…

العوامل الوراثيّة والتّاريخ العائلي: يزداد خطر الإصابة بالإكتئاب عند الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بالإكتئاب أو أي إضطراب مزاجي آخر. ولا يزال الباحثون يُحاولون الكشف عن الجينات ذات العلاقة بالتسبّب بمرض الإكتئاب.

بعض الحالات الطبيّة: تؤدي الإصابة ببعض الحالات الطبيّة إلى حدوث إكتئاب، مثل بعض الأمراض المزمنة لاسيما التي يُصاحبها ألم مزمن، والأرق، والسرطان، ومرض باركنسون (الشلل الرعاش). أو بعض المُستجدّات المُسبّبة للخوف والقلق مثل جائحة كورونا.

كيمياء الدماغ: من المحتمل أن المواد الكيميائيّة الموجودة في دماغ الإنسان بشكل طبيعي والتي تُدعى الناقلات العصبيّة لها علاقة بالمزاج وتلعب دوراً بالتسبب بمرض الإكتئاب، فالخلل في التوازن الهرموني (دوبامين، سيراتونين، أردنيالين..) في الجسم من شأنه أن يكون سبباً في ظهور الإكتئاب، خاصّة وأنّه قد ارتبطت مستويات منخفضة من السيروتونين مع الإكتئاب.

نوع الشخصيّة: كأن يكون الشخص كثير القلق، أو يُعاني قلة الثّقة بالنّفس، أو يُكثر من لوم ذاته، وغير ذلك.

مرحلة المُراهقة: وتصادم المُراهق المستمر ما بين رغباته وقيود أسرته ومجتمعه خاصّة مع انعدان التّفهم الأسري لهذه المرحلة واحتياجاتها، وعدم وجود التربيّة الجنسيّة الصّحيحة (وهذا بحثٌ مُستقلٌّ بحدِّ ذاته)

التّقدم في العمر: وما يُرافقه من أفكار ومأحاسيس وشوعور بالوحدة والّتي كلها تترافق مع قلق الموت المؤدّي للإكتئاب عند المُسنين

أنواع الإكتئاب:

تظهر بعض أنواع الاكتئاب في ظروف خاصة، وتتضمن أنواع الاكتئاب ما يأتي:

 

  • الإكتئاب الشّديد (اخطر أنواع الاكتئاب): Major Depression، أو الاكتئاب الرئيسي، أو الاكتئاب أحادي القطب، وهو أحد أنواع الإكتئاب الشائعة، يعاني المصاب بالاكتئاب الشديد من استمرار الأعراض طوال الوقت، ويعتبر أخطر أنواع الاكتئاب، وقد تستمر الأعراض أسابيع أو أشهر، تتضمن أعراض الاكتئاب الشديد ما يأتي:
  • الأرق أو النوم فترات طويلة.
  • الشّعور باليأس.
  • الشّعور بالحزن.
  • الشّعور بألم دون سبب محدد.
  • إنخفاض معدل التركيز واضطراب الذاكرة.
  • فقدان الشهية أو الإفراط في تناول الطعام.
  • فقدان الطاقة والشعور بالتعب.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة المفصلة.
  • فقدان القدرة على اتخاذ القرارات.
  • أفكار بالانتحار أو الموت أو إيذاء النفس.

 

  • الاكتئاب المستمر: Persistent Depression، يُسمى أيضاً الإكتئاب المزمن، أو الإضطراب الإكتئابي المستمر، وهو الإكتئاب الذي يستمر لمدة عامين أو أكثر. في هذا النوع قد لا يشعر الشخص بأعراض شديدة مثل الإكتئاب الشديد، لكنّه يشعر بالإجهاد ويُواجه صعوبة في أداء نشاطاته اليوميّة، تتضمن أعراض الإكتئاب المستمر ما يلي:
  • الشعور بالحزن العميق.
  • اضطرابات في الشهية.
  • اضطرابات النوم.
  • انخفاض الطاقة.
  • تدني احترام الذات.
  • عدم الاهتمام النشاطات المفضلة.
  • حدوث مشاكل في التركيز والذاكرة.
  • مواجهة صعوبة في المدرسة أو العمل.
  • فقدان الشعور بالبهجة والسعادة.
  • العزلة.

يُّعدُّ هذا النوع من الإكتئاب طويل الأمد، إلّا أن أعراضه يمكن أن تتفاوت من متوسطة إلى شديدة، وقد يُعاني بعض المصابين من نوبات الإكتئاب الشديد قبل أو أثناء الإصابة بالإكتئاب المستمر، وفي هذه الحالة يُسمى “الإكتئاب المزدوج”.

والجدير بالذكر أن الإكتئاب المستمر يستمر لسنوات في كل مرة يعود فيها، لذا يبدأ الأشخاص المصابون بهذا النوع من الإكتئاب في الشعور بأن أعراضهم ليست سوى جزء من نظرتهم الطبيعية للحياة.

 

  • إضطراب ثنائي القطب: Bipolar Disorder، ويُسمى أيضاً الهوس الإكتئابي، أحد أنواع الإكتئاب الّتي يُعاني فيها المُصاب من حالة مزدوجة، إذ يُمكن أن يدخل في حالة إكتئاب شديد، يتبعها فترة من النشاط أو الطاقة المرتفعة غير الطبيعيّة، بحيث تبدو أعراضها عكس أعراض الإكتئاب، وتتضمن أعراض الهوس أو النشط العالي ما يلي:
  • إحترام الذات العالي بشكل مبالغ فيه.
  • الأفكار العظيمة.
  • التّفكير والنشاط بسرعة أعلى من الطبيعي.
  • الشعور بالجّنون أحياناً.
  • إنخفاض الحاجة إلى النوم.
  • السّعي وراء المتعة مثل الإنفاق المادي المفرط، سواءً على الأكل أو الملبس أو غيرها.
  • النشاط الجنسي المُفرط
  • عادةً ما يتبع هذه الحالة فترة إكتئاب تظهر أعراضها كالآتي:
    • الشعور بالتعب والخمول.
    • الإصابة بالأرق.
    • الشعور بالقلق والعصبية.
    • الإصابة باليأس وفقدان الثّقة بالنّفس.
    • الشعور بآلام دون أسباب حقيقيّة مصحوبة بحركات إنفعاليّة.
    • أفكار إنتحاريّة، لكنّها في حالة ثنائي القطب أكبر بحوالي 15 مرة من أنواع الإكتئاب الأخرى.

في حالات ثنائي القطب يمكن أن يحدث الذهان، وحدوث الهلوسة والأوهام في الحالات المُتقدمة.

 

  • إكتئاب ما بعد الولادة: يمكن أن يحدث اكتئاب الولادة في الفترة المحيطة بالولادة، إذ يمكن أن يبدأ الاكتئاب قبل الولادة بأربعة أسابيع، غالباً ما يحدث بسبب التغيرات الهرمونية التي تسبب التقلبات المزاجية.

عادة ما تشعر 85 % من الأمهات الجدد ببعض الحزن بعد ولادة الطفل، لكن 16% من النساء، يصل فيها هذا الحزن إلى أن يتم تشخيصه على أنه أحد أنواع الإكتئاب.

تتضمن أعراض إكتئاب الفترة المحيطة بالولادة، أو إكتئاب ما بعد الولادة ما يأتي:

  • الشعور بالعصبيّة، والحزن.
  • الشعور بالقلق.
  • الشعور بالتعب والإنهاك.
  • الشعور بقلق شديد بشأن صحة الطفل وسلامته.
  • إيجاد صعوبة في رعاية المولود الجديد، يصل إلى حد التّ×لي فعليّاً عن الاهتمام به ورعايته وترك الأمر إلى والدة الأام أم والدة الزوج.
  • أفكار تتعلق بإيذاء النّفس أو إيذاء الطّفل.

قد يمتد إكتئاب ما بعد الولادة أسابيع أو شهور بعد الولادة، وتُعتبر النّساء الّلواتي يفتقرن إلى المساعدة، أو اللواتي عانين من الإكتئاب من قبل، أكثر عرضة لخطر الإصابة بإكتئاب الفترة المحيطة بالولادة.

في حقيقة الأمر، ليس من المستبعد أن يُصاب الآباء الجدد ببعض الكآبة بعد ولادة الطفل، تماماً كما يحدث لدى الأمهات، وهو أمر طبيعي، وهو يتلاشى عادة في غضون أيام قليلة. ولكن في حال إزدادت هذه المشكلة، واستمرت فترة الكآبة والحزن لدى الأب، وتطورت لديه الأعراض، فقد تصل إلى ما يسمى الإكتئاب الأبوي بعد الولادة Paternal Postnatal Depression، حيثُ ومن الضروري حينها الّلجوء إلى التّدخل الطّبي للسيطرة على الأعراض والتّخلص منها، وعادة ما يتكلل العلاج بالنجاح.

 

  • إكتئاب الشّتاء: أحد أنواع الإكتئاب ما يُسمى الإضطراب العاطفي الموسمي :Seasonal Affective Disorder ، أو ضجر الشتاء الشديد. يحدث في أوائل فصل الشّتاء، ويزداد في الرّبيع، ينتج عنه تغيّرات في المزاج، وقد يكون السبب في ذلك هو نقص ضوء الشمس الطبيعي.

يُمكن تمييز الإضطراب العاطفي الموسمي من خلال الأعراض التالية:

  • الشعور بالتّعب أثناء النهار.
  • القلق والعصبيّة.
  • زيادة الوزن.

عادة ما يتم علاج هذا النوع من الإكتئاب بالضوء، من خلال جلسات يوميّة بالقرب من مصدر ضوء شديد الكثافة.

  • الإكتئاب التفاعلي: Situational Depression، أو ما يُسمى إضطراب التّكيّف مع المزاج المُكتئب. من أنواع الإكتئاب ويشبه الإكتئاب الشّديد في كثير من النواحي، لكنّه ناجم عن ظروفٍ أو أحداثٍ معيّنة تشمل الآتي:
  • وفاة أحد أفراد الأسرة.
  • مرض خطير أو حدث آخر يهدد الحياة.
  • الصّعوبات والتّحديات الماليّة والتغيّرات المُفاجئة في نمط الحياة مثل الحروب والأوبئة والكوارث الطّبيعيّة ( كما حصل مؤخّراً في زلزال تركيّة).
  • الإنفصال الأسري، الخيانة، والطّلاق.
  • المرور بعلاقات مؤذية عاطفياً أو جسدياً.
  • أن يكون الشّخص عاطلاً عن العمل.
  • المشاكل القانونية.

تظهر أعراض الاكتئاب التفاعلي إلى البدء في غضون ثلاثة أشهر من الحدث، وتتضمن ما يأتي:

  • الشّعور بالحزن واليأس.
  • القلق، والأرق.
  • البكاء المتكرر.
  • اضطراب الشهية.
  • فقدان الطاقة.
  • الألم دون سبب.
  • الوحدة والعزلة.
  • فقدان القدرة على التركيز.

 

  • الإكتئاب غير النمطي: نوع آخر من أنواع الإكتئاب التي يُساء فهمها أو تشخيصها، إذ يُعاني الشّخص من إكتئاب غير النمطي، أي غير المفهوم تماماً، إذ يشعر فيه الشّخص بثقل في الذراعين والسّاقين بما يشبه الشّلل، وهي إحدى العلامات المميّزة لهذا النّوع من الإكتئاب، إضافة إلى الإفراط في تناول الطعام، والإفراط في النّوم. تتضمن الأعراض الأخرى للإكتئاب غير النّمطي:
  • اضطراب في المزاج.
  • الحساسيّة تجاه الرفض من الآخرين.
  • صعوبة في تكوين العلاقات.
  • زيادة الوزن.
  • العصبية.

 

ما أهمُّ الأعراض والعلامات التي نتعرَّف بها على شخصٍ مكتئب؟

أعراض الإكتئاب مختلفة ومتنوعةّ لأنّه يظهُر بأشكالٍ تختلفُ من شخصٍ لآخر، بحسب طبيعة شخصيته وعمره وبيئته وظروف عيشه وتربيته وعمله وثقافته وحتى مستواه الإجتماعي والمادي ومدى تعرّضه للضغوطات النفسيّة وللتحديّات الحياتيّة، وكذلك بحسب حدة المرض ومرحلته ومدة الإصابة به.

قد تظهرُ لدى بعض المُصابين بمرض الإكتئاب أعراضٌ حادةٌ جداً إلى درجةٍ واضحةٍ وهي بمثابة مُؤشّرٍ على أنّ هناك شيئاً ما ليس على ما يرام. ويشعرُ آخرون بأنهم ليسوا سعداء ولا يرغبون بالقيام بأي نشاطٍ مهما كان بسيطاً دون أن يعلموا ما هو السبب!!

تشمل أعراض مرض الاكتئاب وبحسب ال DSM 5  (الدّليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية) ما يلي:

أعراض نفسيّة:

  • الشعور بالقلق، والتوتر، والضّجر.
  • الحزن المستمر.
  • نقص، أو فقدان الرغبة، أو المتعة بالنشاطات اليوميّة الّتي كانت تثير الرغبة وتُسبّبُ المتعة.
  • الشعور باليأس، والإحساس بالذنب.
  • ضعف الثقة بالنفس، والشعور بالدونية.
  • صعوبات في التركيز، أو اتخاذ القرارات.
  • الإحساس بالعصبية والكآبة.
  • الإحساس بانعدام الأمل.
  • نوبات من البكاء بدون أي سبب ظاهر.
  • عصبيّة، وحساسيّة مفرطة.
  • إحساس بالتّعب أو الوهن.
  • إحساس بقلة القيمة.
  • التّفكير بالموت، أفكار إنتحارية أو محاولات للإنتحار.

أعراض جسديّة:

  • الشعور بالخمول، وانعدام النشاط.
  • إضطرابات في النوم (صعوبة النوم ليلاً، مع الاستيقاظ باكراً، أو النوم الزائد).
  • مُشكلات جسدية بدون تفسير، مثل: أوجاع الظهر أو الرأس.
  • الصداع، وآلام العضلات بلا سبب واضح.
  • التحدّث، والتحرّك ببطء.
  • إنخفاض الشهية ونقصان الوزن، أو زيادة الشهية وزيادة الوزن، بدون قصد.
  • إضطراب الأمعاء (الإمساك).
  • فقدان الرغبة الجنسية.
  • تغيرات في الدورة الشهرية.

أعراض اجتماعيّة:

  • الميل للإنعزاليّة.
  • الإبتعاد عن الأهل، والأصدقاء المقرّبين.
  • عدم الإهتمام بالواجبات بالعمل، أو المدرسة.
  • تعاطي المهدئات، والكحول.

 

هنالك بعض الحالات تُصاحبها أعراض مشابهة لأعراض الاكتئاب، مثل: نقصٍ في الفيتامينات – فيتامين (د) -مشكلات الغدة الدرقيّة، أو ورم في الدماغ… وعليه يجب التّحقٌّق من الحالة الصحيّة قبل تشخيص الإكتئاب لذلك التّشخيص الفارقي في العلاج النّفسي أو الطّب النّفسي هو المقياس الأساس في التشخيص والتّقييم ووضع الخطّة العلاجيّة، حيثُ فقدان الخبرة يُؤدّي إلى التّشخيص الخاطئ الّذي يُعتبر جريمة بحد ذاتها.

 

هل الاكتشاف المبكِّر للمرض يفيد في العلاج؟ كيف؟

 حقيقة إنّ الكشف المُبكر عن أي مرض جسدي أو نفسي أو إضطراب يُساعد حتماً في سرعة شفائه او على الأقل يعمل على الحد من تطوره وتفاقمه خاصّة في تلك الأمراض الّتي تتطلب علاجاً دوائيّاً مثل الفصام وإضطراب الشخصيّة المّعاديّة للمجتمع، حيث مَنْ يُعانون من هذه الاضطرابات يُشكّلون خطراً على أنفسهم وعلى مُحيطهم على حدًّ سواء. كذلك مرضى الإكتئاب، فالكشف المُبكر والتّشخيص الدّقيق يُساعد في الحد من تفاقم الحالة ومُساعدتها في وقت قصيروجهدٍ أقل ومعاناة أخف من التّحسن والعودة إلى ممارسة الحياة بشكل طبيعي خاصّة أن الإكتئاب وكما ذطرنا أعلاه يُعرّض صاحبه أولاً لأفكار إنتحاريّة ومن ثمّ لتنفيذ محاولاتٍ إنتحاريّة قد تودي بحياته في كثيرٍ من الأحيان.

وعليه فإنّ الأفراد ممن كانوا يعانون من أمراض نفسية استطاعوا ان يتماثلوا للعلاج بعد خضوعهم للعلاج النّفسي المُناسب بعد تشخيصهم الصّحيح في وقت مبكر. من ناحية ثانيّة فإنّ تأّخر ذهاب المرضى النفسيين لتلقي العلاج يُؤثر بطريقة سلبيه عليهم ويجعل إمكانية علاجهم أكثر صعوبة وتعقيد.

ولا ننسى أن هناك نسبة كبيرة من المرضى النفسيين يرفضون تلقي العلاج النفسي من المتخصصين ويذهبون الى بعض طرق العلاج التقليدية خوفآ من النظرة السلبيّة المجتمعيّة تجاههم لأنّهم يعتبرون المرض النّفسي (عاراً) يُهدّدُ مكانتهم الإجتماعيّة والأسريّة ويشعرون به بالدّونيّة وعدم الإحترام. وبالطّبع هذاى الإعتقاد خاطئ وعلينا نحنُ المختّصّون في هذا المجال وأنتم الأقلام الحُرّة السّعي دوماً لتغيير هذه الصّورة النّمطيّة ولنشر الوعي اللازم مُشدّدين على أهمية أن يتعاطى أفراد المجتمع بطريقة إيجابية مع المرضى النفسيين بشكل خاص ومع مجال الصحة النفسيّة بشكل عام لا سيما أن مجال الصّحة النفسيّة أصبح من المجالات الأساسيّة والرئيسيّة لأي مجتمع يتطلع إلى النّهوض والتّطور والتّقدم نحو الأمامم، فنُحققُ بذلك مجتمعاً يتمتّع بصحة نفسيّة جيّدة تنعكسُ إيجاباً على مختلف القطاعات المجتمعيّة والإقتصاديّة والتعليميّة والتربويّة وغيرها…

وهذا ما لمسناه من تطور ملحوظ في مجال الصحّة النفسية  في الآونة الأخيرة في الكثير من  البلدان العربية حيث أصبحت خدمات الصحّة النفسية تقدم اليوم في مراكز وعيادات متخصصة تضم العديد من المتخصصين الذين يتمتعون بكفاءة وخبرة عالية في هذا المجال، بعد أن كانت محصورة في بضعة مستشفيات. كذلك شهد إختصاص العلاج النّفسي والطّب النّفسي إقبالاً ملحوظاً في السّنوات الأخيرة خاصّة مع ما شهدته بلداننا العربيّة ومحيطها من أزماتٍ سياسيّة وإجتماعيّة وصحيّة وأيضاً كوارث طبيعيّة.

وهنا يهمّني أن أُشدّد وأرفعُ الصّوت عاليّا من على منبركم الكريم بضرورة تواجد العلاج النّفسي والإرشاد النّفسي في كل المستشفيات والمدارس والثّانويات لنقوم بالعلاج المُبكر وبصيانة النّفس الوقائيّة للحد بالأساس من وقوع المرض ووجود الإضطراب. وكذلك على ضرورة دمج خدمات الصّحّة النفسيّة في نظام الرعاية الصحيّة الأوليّة حتى يتم تقديم العلاج المتكامل لمن يحتاجونه من المرضى. والأصّحاء على حدٍّ سواء.

 

هل الاكتئاب مرتبط بأمراض أخرى مصاحبة أو مرحليَّة؟ وهل هو بداية مرحلة أم نهاية المرحلة؟

إنّها سلسلة متصلة أو نستطيع القول أنّها حلقة مُحكمة، هي مُعضلة مَنْ يأتي بمَنْ ومَنْ هو السّبب ومن يكون النتيجة!! فالإكتئاب مُمكن أن يكون نتيجة لمرض جسدي مُعيّن وكذلك هناك إحتمال فعليّ أن يكون هو المُسبّب الرئيسي لهذا المرض وإن كان الّشخص يتمتّع بصفاتٍ وبموروثاتٍ مُساعدة على نشوء المرض وحدوثه أو حتّى تفاقمه.

ومن الأمراض الأخرى الّتي قد تُصيب الشّخص بسبب الإكتئاب:

  • السّرطان: قد يكون الشعور بالحزن أو الغضب أو القلق أمراً طبيعياًّ، لكن الاكتئاب شائع أيضاً خاصة مع أنواع معينة من المرض. وقال بول ب. هيكس، عميد مشارك في كلية الطب بجامعة تكساس إيه آند إم: “لدى الأشخاص المصابين بسرطانات الجهاز الهضمي، في المعدة أو البنكرياس، إحتمالاً متزايداً للإصابة بالاكتئاب، وغالباً ما يمكن أن يسبق التشخيص”.

الخبراء ليسوا متأكدين تماماً من سبب ذلك، لكن النظريات المختلفة تشير إلى تغيرات في نظام المناعة وعلم الوراثة. كما نعلمُ، تُسبّب بعض علاجات السّرطان مشاكل في النّوم، فقدان الشهيّة، الغثيان، والّتي بدورها يُمكن أن تُسهم في الإكتئاب، والأشخاص الّذين يُعانون من الإكتئاب هم أكثر عرضة للتّدخين، وشرب الكحول، والسّمنة، وكل ذلك يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.

 

  • مشاكل الغدة الدرقية: الغدّة هي المسؤولة عن تنظيم عمليّة التّمثيل الغذائي في الجسم، لكن فرط نشاط الغدة الدرقيّة وقصور الغدة الدرقيّة يُمكن أن يُؤدي إلى الإكتئاب، على الرغم من أنه أكثر شيوعاً عند إنخفاض مستويات الغدة الدرقية. وكذلك يُمكن أن يأتي تشخيص الإكتئاب أيضاً قبل أي مشاكل معروفة في الغدّة الدرقية.
  • أمراض القلب: تُّعدُّ إضطرابات المزاج أكثر شيوعاً عند الأشخاص المُصابين بأمراض القلب مُقارنة بغيرهم، وفقاً لجمعية القلب الأمريكية. فخطر الإصابة بأمراض القلب أعلى أيضاً بين الأشخاص المصابين بالإكتئاب، كما إن الاكتئاب قد يتداخل مع الشفاء من مرض القلب، وهو بالفعل القاتل رقم واحد للرجال والنساء الأمريكيين. هناك أيضاً دليل على أن المصابين بالإكتئاب قد يكون لديهم صفيحات شديدة الّلزوجة، ممّا قد يُؤدي إلى تصلّب الشرايين، وهو عامل خطر رئيسي للأزمات القلبيّة.

 

  • الألم المزمن: يُعاني حوالى نصف الأشخاص المُصابين بالتهاب المفاصل أو آلام الظهر وغيرها من الاكتئاب أيضاً. حيثُ من الممكن أن يؤدي الألم إلى ظهور علامات التهابيّة قد تكون مرتبطة بتغيرات مزاجيّة، واستمرار الألم يوصلُ إلى الإكتئاب. يمن ناحية ثانيّة من المُمكن أن يسبق الإكتئاب الألم أيضاً، على سبيل المثال، إنّ المصابين بالفيبروميالجيا (الألم الليفي العضليوهو إضطراب يُسبب ألماً واسعاً المدى في البنيةّ العضليّة الهيكليةّ ويصحبه الشّعور بالإرهاق وإضطرابات النّوم والذاكرة والحالة المزاجيّة)، مصابين بالإكتئاب أكثر من الشّخص العادي. الألم يمكن أن يكون أيضاً أحد أعراض الإكتئاب، حيث أن كثير من الناّس لا يمتلكون الكثير من المفردات لمشاعرهم النفسيّة ويُعبرون عن ذلك الضّيق العاطفي مع الأعراض الجسديّة، فنسمعُ جملة تتردّ> دائماً على مسامعنا : روحي تؤلمني!!).
  • مرض السُّكري: الإكتئاب يرتبط بمرض السكري، إن الإصابة بالإكتئاب تزيد من صعوبة تناول الطّعام بشكل صحيح، وممارسة التمرينات الرياضية – والتّوقف عن القيام بهذه العادات الصحيّة يمكن أن يجعل الإكتئاب ومرض السُّكري أسوأ. ويعتقد الباحثون أيضاً أن السُّكري والإكتئاب قد يشتركان في عدة مسارات شائعة، بما في ذلك الأسباب الوراثيّة والهرمونيّة والمناعيّة. وقد يُسبّب مرض السُّكري أيضا أضراراً في الدّماغ يمكن أن تُشارك في حدوث الإكتئاب.

 الذئبة الحمراء: الإكتئاب يُحفّز جهاز المناعة على مُهاجمة الأعضاء والأنسجة، كما قد يتسبب مرض الذّئبة (مرض مناعي ذاتي مُزمن يُمكن أن يتلف أي جزء من الجسم، مثل: الجلد، المفاصل، والأعضاء) في مهاجمة الجهاز المناعي للخلايا العصبيّة والدماغيّة، مما قد يُساهم في الإكتئاب. إن الإجهاد النّاجم عن التعامل مع مرض الذئبة وأعراضه – مثل الحمّى غير المُبرّرة أو التّعب أو آلام المفاصل أو الطّفح الجلدي – بشكل يومي قد يؤدي أيضاً إلى الإكتئاب، كما يُمكن لبعض أدوية الذّئبة أن تُصيب الشّخص بتقلبات المزاج.

هل يوجد نَوبات معيَّنة للإكتئاب؟ وما مَداها وأثرُها؟

يُعاني المرضى نوبات متعدّدة من الإكتئاب حتّى وإن كان قد يُصاب الشّخص مرة واحدة فقط في العمر. وفي أثناء هذه النّوبات تحدث أعراض مثل فقدان الأهميّة أو المتعة في النشاطات اليوميّة، تُرافقها أعراض أخرى كالشّعور بالفراغ، واليأس، والقلق، والتّوتر، والذّنب، والحزن والبكاء والغضب والشّعور بالإحباط من أتفه الأمور وكذلك التّهيّج وسرعة الإنفعال والشّعور بالخواء في كثير من الأحيان.

وفي هذا الصّدد تقول مُنظّمة الصحّة العالميّة (WHO): إنّ الإكتئاب إضطراب نفسي شائع، وعلى الصعيد العالمي هُناك 5% من البالغين يعانون من الاكتئاب.

وهنا نطرحُ سؤالاً “كم يستمر الإكتئاب”؟ ومن خلال الإجابة نُظهر كم أنّ الإكتئاب أمر صعب وفتّأك.

إجمالاً لا يوجد متوسط ​​مدة لأعراض الإكتئاب، إذ تعتمد مدة إستمرارها على مجموعة من العوامل، منها سبب الإكتئاب، ونوعه، وحالة المُصاب، وتلقّي العلاج المُناسب والتّشخيص الصّحيح.

بشكلٍ عام إنّ مرض الإكتئاب مرض يُلازِم المُصاب طوال حياته، وإنْ حصل أنّ مرّت على المريض فترات ساكنة بدون أعراض وهذا بسبب تلقيه العلاج، إلّا أنّه في كثير من الأحيان تستمر أعراض الإكتئاب من عدة أسابيع إلى بضع شُهور أو حتّى إلى سنوات طويلة ويُصبح الإكتئاب مرض عُضال مُزمن ينتهي بصاحبه إلى عواقب لا تُحمد عقباها خاصّة حين لا يخضع المريض إلى العلاج أو يكون العلاج بحد ذاته لا يتناسب مع وضع الحالة!! عُموماً يكون الإكتئاب على شكل نوبات، ممكن أن تستمر نوبة الإكتئاب الواحِدة من 6 أشهر إلى 8 أشهر. وفيما يلي بعض المعلومات المُوضّحة بإيجاز حول ما نتحدّث عنه:

  • بالنّسبة لإكتئاب ما بعد الولادة (PPD)، تستمر أعراضه لبضعة أسابيع، أو قد يتطور إلى إضطراب إكتئابي شديد، وهذا يعتمد على العديد من العوامل، وإنّ العلاج نقطة أساسيّة لعدم تطور الإكتئاب إلى إضطراب إكتئابي شديد.
  • بالنّسبة للإكتئاب الشّديد (MDD)، يُمكن أن تستمر نوباته ما بين 6 إلى 18 شهراً أو أكثر، ومع العِلاج والتّدخل السريع مع بدء ظهور الأعراض ستقل إحتمالية تكرار نوبات الإكتئاب في المُستقبل.
  • بالنّسبة للإكتئاب المزمن (Chronic Depression) أو ما يُعرَف بالإكتئاب المُستمر (PDD)، يكون أقل حدة وأعراضه أقل من الإكتئاب الشّديد، ويمكن أن تستمر أعراضه لفترة طويلة من الزمن (غالباً لمدة عامين أو أكثر).

 هل الإكتئاب والكآبة مرض واحد؟ ما الفرق بينهما وفقاً للأعراض وطرق العلاج؟

الكآبة هي مشاعر حزينة تتسمُ بالضجر وبالرغبة الشديدة في البكاء، تُهاجم الشّخص وتُسبّب له الحزن والتشاؤم مع الكثير من الأعراض التي تجعل حياته أصعب بكثير ممّا كانت عليه. وهي من المشاعر الطبيعيّة التي يمرُّ بها كل النّاس في مختلف مراحل عمرهم، وتكون هذه المشاعر رد فعل لمواقف كثيرة تحدث للشّخص تُفقده القدرة على المقاومة والصّمود. إنّ الكآبة شعورٌ يُصيبُ الملايين من النّاس في مختلف أرجاء العالم ويعتبرها الأطباء حالة نفسيّة إيجابية يُعبر الشّخص بها ومن خلالها عن ما أصابه من حزن وألم، حيث أن كتمان هكذا مشاعر يمكن أن يُسبّب للشخص مشكلات نفسية أكبر فهي رد فعل إنفعالي طبيعي ينتج عن تعرض الشّخص لصدمة نفسيّة أو موقف أليم. عادة لا تستمر أعراض الكآبة والحزن لفترة طويلة.

وعلى الرّغم من تشابه علامات الكآبة مع الإكتئاب الشّديد، إلا أنّ المعالجين والأطباء النّفسيين لديهم القدرة على التّفرقة بين هذه الحالات من خلال التّشخيص الفارقي الّذي تحدثنا عنّه سابقاً وبالتاّلي وصف العلاج الدوائي الصحيح (عبر الأطباء النّفسيين) ووضع الخطّة العلاجيّة المناسبة مع المعالجين النفسيين، وهذا بما يتناسب مع كل حالة،  لأنّه وإن تشابه شخصان بالأعراض والسّمات إلّأ أن الخطة العلاجيّة ونوع العلاج (سوف نتحدّث عنه لاحقاً. قد يختلف من شخص لآخر ومن حالة لأخرى وفقاً لعدة أسباب.

الفرق بين الكآبة والإكتئاب:

على الرغم من أن مشاعر الكآبة وكما ذكرنا على أنّها مشاعر صحيّة وتمرُّ على الكثيرين، إلّا أنّ البعض لا يُمكنه التّفرقة بين أعراضها وأعراض الإكتئاب.

يتخلّص الشخص من مشاعر الكآبة بمجرد إنتهاء الموقف المُسبّب لهذه الأعراض، أو عندما يُشارك الشّخص في أنشطة جديدة تُساعده على الخروج من حالة الحزن الّتي أصابته، أو حدوث تغييرات على البيئة المحيطة بالمُصاب. وعادة لا يحتاج المصاب بالكآبة إلى تناول أدوية أو إلى الخضوع إلى العلاج النّفسي، ما يحتاجه الشّخص في هذه الحالة الدّعم النّفسي فقط من المُحيطين به ومن الأصدقاء والأعزّاء والمُؤثّرين فيه. كذلك بث روح الأمل والتفاؤل بداخله من جديد، ومساعدته على طرد الأفكار السّوداويّة والسلبيّة والتشاؤميّة حتى يستعيد نشاطه والقدرة على التّفكير بإيجابيّة من جديد خاصّة حين الإضاءة على الأمور الّتي تهمه والّـي هي بحدّ ذاتها مصدر للأمل والفرح والسّعادة.

أمّا بالنسبة للإكتئاب فهو إضطراب نفسي شديد ييُؤثّر تأثيراً كبيراً في كيان الشّخص ويُغير كل تفاصيل حياته، ويُنغّص هناء عيشه. تختلفُ شدة أعراضه من حالة لأخرى لكن المؤكد هو استمرارها لفترة طويلة تزيد عن أسبوعين. وللإكتئاب الكثير من الأبعاد البيئيّة والاجتماعيّة الوراثيّة، ويحتاج للعلاج النّفسي، مثل العلاج السّلوكس المعرفي، العلاج السّلوكي الجدلي العلاج الأسري النّسقي وغيرها بحيب الحالة. أحياناً يستعين المعالج النّفسي بالطّبيب النّفسي لوصف بعض الأدويّة المُعدّلة للمزاج وبحيسب ما تستدعيه حالة العلاج. والإكتئاب يحتاج علاجاً لفترة طويلة لا تقل عن ستة أشهر وقد تصل إلى سنتين.

 

تأخُّر العلاج وتردّد البعض في زيارة عيادة المعالج النّفسي / الطّبيب النفسي – خاصة في المجتمع الشرقي – أثرها وانعكاساتها في تطور المرض؟

تختلف مقدرة الشّخص في مواجهة الإكتئاب وفقاً للجنس والعمر والثقافة والخلفيّة المعرفيّة والإجتماعيّة والتكوين النّفسي للشخص، وما يتمتع به من مرونة نفسيّة وقدرة على التّكيّف والإندماج والتّغيير مع ما يُحيطه من ظروف جديدة وتحدّيات عديدة في مختلف مراحل حياته. وفي جميع الحالات يُعدُّ الإكتئاب من الأمراض النّفسيّة الّتي تحتاج لعلاج نفسي ودوائي في كثير من الأحيان من أجل التخلّص منه والقضاء عليه، لأن تركه دون علاج يُطيل من مدته ويُعقّد علاجه ويُصعّب شفائه ويتسبب في الكثير من الأضرار النفسيّة والجسديّة  والحياتيّة للشخص.

وهكذا يرتبط الإكتئاب الغير المُعالج بالعديد من المشكلات الصحيّة، مثل:

إرتفاع خطر الإصابة بمرض السكري: ربط بعض الباحثين الإكتئاب بزيادة خطر الإصابة بمرض السّكري، على الرغم من عدم الحصول على السبب الكامن وراء هذا الخطر المتزايد، إلا أنّهم يقترحون أنه قد يكون مرتبطاً بزيادة الإلتهاب في الجسم النّاتج عن مستويات الكورتيزول الأعلى من الطبيعي وكذلك الصعوبة التي يُعاني منها الأشخاص المُصابون بالإكتئاب الشّديد في سلوكيات نمط الحياة الصحيةّ مثل ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي.

زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، وذلك لأنّه عند الإصابة بالإكتئاب يُنتج الدّماغ المزيد من الكورتيزول، (وهو هرمون يتم إطلاقه عند مواجهة ضغوطاً عقليّة أو جسديّة)، وقد أشارت بعض الدّراسات على أنّ الإفراط في إنتاج الكورتيزول على المدى الطويل يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة، بما في ذلك النوبات القلبيّة والسكتات الدماغيّة. ممّا يُؤدّي إلى زيادة خطر الوفاة في الأشهر التي تلي النوبة القلبيّة أو الدماغيّة.

الصّداع النصفي: يحدث الإكتئاب والصّداع النّصفي معاً وفقاً لدراسة نُشرت في المجلة الدوليّة للطب النّفسي، حيث ذكرت أنّ المرضى الّذين يُعانون من الصّداع النّصفي هم أكثر عرضة لتطوير إضطراب اكتئابي بمرتين إلى 4 مرّات من الأشخاص العاديين. وبأنّ الأشخاص الذين يتركون إكتئابهم دون علاج يزيدون من مخاطر انتقالهم من الصُّداع النّصفي العرضي إلى الصُّداع النّصفي المزمن. وعليه فوجود أحدهما يُعرّض الشّخص لخطر أكبربالإصابة بالآخر نظراً لأن إنخفاض مستويات السيروتونين قد تم ربطه بكل من الحالتين. وتستخدم مثبطات استرداد السيروتونين الإنتقائية لعلاج كِلا الإضطرابين. وعليه فإنّ بعض الباحثين يفترضون أنّ الصلة بين الصّداع النّصفي والإكتئاب تكمن في عدم قدرة الشّخص على إنتاج السيروتونين والنّاقلات العصبيّة الأخرى.

هشاشة العظام: تُشيرُ بعض الدّراسات إلى أنّ الإكتئاب قد يُساهم في تطوير كتلة عظام أقل عن طريق تقليل إعادة ترسيب الكالسيوم والمعادن الأخرى في العظام، وعليه قد يكون كلّ من النّساء والرّجال المُصابين بالإكتئاب أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام من غيرهم ممّن لا يُعانون من الإكتئاب. بالإضافة إلى ذلك، قد وجد الباحثون ارتباطاً بين الإكتئاب وتطوّر ترقق العظام لدى النّساء الأصغر سناً، والّلواتي لم يمرّن بعد بسن اليأس.

من ناحية ثانيّة وبالإضافة إلى الآثار السلبية التي يمكن أن يُسبّبها الإكتئاب غير المُعالج على الصّحة البدنيّة، فمن الممكن أن يُساهم نقص العلاج في عدد من المشكلات النّفسيّة والمعرفية والنفسية أيضا، يتضمن:

السّلوكيات العدوانيّة والمخاطرة المتزايدة: وجدت الدراسات أن الرّجال الذين يُعانون من الإكتئاب غير المُعالج هم أكثر عرضة لإظهار الغضب والسّلوك العنيف والإنخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر مثل القيادة السريعة، والرياضات الخطرة وغيرها ممّا يُعرّض حياتهم وحياة من حولهم إلى مخاطر عديدة.

تعاطي المخدرات: يُؤثّر تعاطي المخدرات على حوالي 20٪ من الأشخاص المُصابين بالإكتئاب وإضطرابات المزاج الأخرى.  وهو أكثر شيوعاً بين المراهقين والرجال.

مشاكل الذاكرة: في الدماغ يخزن الحُصين الذكريات وينظم أيضاً إنتاج الكورتيزول، قد يؤدي ارتفاع مستويات الكورتيزول بشكل ثابت إلى إبطاء إنتاج الخلايا العصبية الجديدة وتقلص الخلايا العصبية الموجودة، مما قد يُؤدي إلى تطوّر مشاكل الذاكرة .

الإكتئاب الذي يصعب علاجه أو المتكرر: وجد بعض الباحثين أنّه عندما يظلّ الإكتئاب دون علاج لفترة طويلة، فهناك فرصة بنسبة 50٪ لعودة الحالة إلى طبيعتها بعد العلاج الناجح. فعندما يُترك الإكتئاب دون علاج لفترة طويلة من الزمن، يتسبّبُ ذلك بتفاقم الأعراض التي يصعب علاجها ويتطلب عندها علاجاً مكثّفاً وطويلاً، لا يخلُ من التّعقيدات والمعاناة.

 كيف يتم تشخيص الإكتئاب؟ وما هي أهميّة إختبارات الإكتئاب في عمليّة التّشخيص؟

 لا يُعدُّ تشخيص الإكتئاب أمراً سهلاً نتيجة تنوّع واختلاف أعراضه بين شخص وآخر، وبين حالة وأخرى، حيث يعتمد المُعالج النّفسي في التّشخيص على معرفة طبيعة الأعراض التي يُعاني منها المريض، وشدة هذه الأعراض ومدة معاناته منها، ويدرس تاريخيّة الحالة ومحيط المريض الأسري ويكتشف الأسباب المُسبّبه للإكتئاب وقد يطلب من المريض أن يجري بعض الفحوصات المخبريّة والتحليليّة  للكشف عن الأعراض الجسدية المصاحبة للاكتئاب أحياناً، مثل سوء الهضم.  أو للتّأكّد بأنّ هذا الإكتئاب ناجمٌ عن أمور نفسيّة بحته أم هناك أمراض جسديّة أدّت إلى الإكتئابأو تشابهت مع أعراضه مثل مرض قصور الغدة الدرقيّة.

ومن المهم جدّاً أن يقوم المعالج النّفسي بإجراء إختبارأً للإكتئاب، وهو عبارة عن أداة مُساعدة ليس فقط في تشخيص وجود الإكتئاب بل الأهم تحديد شدته ونوعه ودرجة خطورته، وكذلك إستيضاح بعض أسبابه الّتي يُخفيها المريض في كثير من الأحيان سواءً عن قصد أو غير القصد.

ومن أهم هذه المقاييس أو الإختبارات، والّتي تُعتبر إحدى أضلع المثلث الّذهبي في أدوات المُعالج النّفسي المُميّز (المقابلة، الملاحظة، المقاييس والإختبرات):

مقياس بيك للإكتئاب  وهو عبارة عن 21 سؤالاً، حيثُ تتراوح الدّرجة من صفر إلى 3، وتُستخرجُ درجة شدة الإكتئاب من صفر إلى 9 (لا يوجد إكتئاب) ومن 27 وما فوق (إكتئاب شديد جداً ومؤشّر إلى خطر الإنتحار). قائمة هملتون لأعراض الإكتئاب والّتي تتضمن 17 سؤالاً، حيثُ تتراوح الدّرجة من صفر إلى أربعة أو من صفر إلى إثنين. وتُستخرج درجة شدة الإكتئاب من صفر إلى 7 (لا يوجد إكتئاب) ومن 23 وماوفق (إكتئاب شديد جداً وخطر الإنتحار)

كيف يُعالج الإكتئاب؟ وما هي أنواعه؟ وهل هناك من وسائل وقائيّة أو داعمة؟

هناك عدة خيارات ومراحل لعلاج الإكتئاب والتّخفيف  من أعراضه. وقد يتم الجمع بين أكثر من أسلوب معاً وبحسب الحالة وبما يراه المُعالج مُناسباً تماشياً مع شدة الإكتئاب والأسباب الّتي أدت إلى نشوئه. وتتضمن خيارات علاج الإكتئاب ما يلي:

العلاج النّفسي: يُعتبر العلاج النّفسي أحد ركائز علاج الإكتئاب من أي نوع كان، إذ يساعد تردّ> المريض إلى عيادة المعالج بشكل دوري للخضوع إلى جلسات علاجيّة يتراوح معدّلها بين 45 إلى 60 دقيقة وفيها يتحدث المريض مع المعالج النّفسي المختص والعارف بهذه الأمور وصاحب الخبرة في هذا الشأن، خاصّة بعد أن يكسب ثقته، وهذا ما يُساعده على التعامل مع المشاعر السيئة والأفكار السّلبيّة والمعتقدات الخاطئة بشكل أفضل وأوضح ممّا يُؤدّي إلى تغييرها واستبدالها بمشاعر إيجابيّة وأفكار صحيحة ومعتقدات مُتزنة. وهذا كلّه يتم عبر وضع المُعالج للخطة العلاجيّة المُناسبة وإشراك المريض فيها، حيثُ أنّ العلاج النُفسي الحديث المبني على الأسئلة السُّقراطيّة والتمارين المنزليّة والأنشطة المختلفة وما يُرافق ذلك من تقييم للتّغذيّة المُرتجعة من قبل المريض، وكذلك نوع العلاج المُستخدم سواء كان العلاج السّلوكي المعرفي أو العلاج السّلوكي الجدلي أو التّقبل والإلتزام وغيرها الكثير، كلّها تُظهر للمريض أهميته وتُعزّز ثقته بذاته وتُعيد عنده حساباته تجاه جلد الذّات ونعت نفسه بصفات سيئة مثل الفشل … ولا بُد من أن يشارك المريض بجلسات العلاج الأسري أو الجماعي ودائماً نقول حسب الحالة…

العلاج الدّوائي: يخضع مريض الإكتئاب إلى العلاج الدّوائي بالإضافة إلى العلاج النّفسي إذا تطلّبت حالة الشّخص ذلك، وهذا يتم بالتّعاون بين المعالج النّفسي والطّبيب النّفسي الّذي وحده مُخوّل بوصف هذا النّوع من الأدويّة. (المعالج يستطيع فقط وصف بعض المُكمالات الغذائيّة والطبيعية والّـي تُساعد في عمليّة العلاج)

يوجد العديد من أدوية مضادات الاكتئاب والتي تستخدم غالباً في الحالات المتوسطة أو الشديدة، وتشمل أدوية الاكتئاب (مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، مثبطات أوكسيداز أحادي الأمين، مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، مثبطات امتصاص السيروتونين والنورأدرينالين) وبالطّبع نحن لسّنا بصدد ذكر أي من أسماء هذه الأدويّة حيثُ أولاً هي خارج نطاق إختصاصنا وثانياً نحن من مُناصري العلاج النّفسي ضمن برامج تأهيليّة لإعادة هيكلة النّفس البشريّة بعيداً عن الأدويّة إن سمح وضع الحالة لذلك.

يجدر الإشارة إلى أن مضادات الإكتئاب قد تستغرق وقتاً قبل أن يبدأ ملاحظة تأثيرها، كما يجب عدم استخدامها إلا بوصفة طبية والالتزام بتعليمات الطبيب. كذلك ينبغي على المريض عدم إيقاف الدواء دون استشارة الطبيب؛ تجنباً للتعرض لانتكاسة أو للأعراض الإنسحابية التي قد تحدث نتيجة التوقف المفاجئ للدواء والّتي تتسم بخطورة شديدة على النّفس والجسد.

العلاجات البديلة للإكتئاب:

توجد بعض العلاجات البديلة التي قد تفيد مريض الإكتئاب وتُحسّن من حالته وتُسرّع من شفائه:

الدّعم المعنوي: يلعب علاج الإكتئاب في المنزل ومساندة الأهل والمقّربين من المريض دوراً مسانداً للعلاج السّلوكي والدوائي، ويمكن في بعض الحالات مناقشة الأسباب التي أدت إلى الإكتئاب والحلول المقترحة مع بعض أفراد الأسرة الذين هم أهم لاعب في دور شفاء المريض أم في تفاقم حالته.

المكملات الغذائيّة، تناول بعض أنواع المكملات الغذائيّة مثل مكملات زيت السمك، (ولكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها تجنباً لآثارها الجانبية، أو التداخلات الدوائية مع الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض). وقدت وجدت دراسات إُجريت في عام 2020 لتجارب المراقبة العشوائيّة الّتي شملت 638 إمرأة أن مكملات أحماض أوميجا 3 الدهنيّة حسّنت بشكل كبير أعراض الإكتئاب لدى النّساء الحوامل وبعد الولادة.

بعض الأعشاب المُساعدة في التّخفيف من حدة الأعراض: مثل الزعفران والبابونج والنعناع والّتي تُعتبر من المُهدئات الطبيعيّة وبالطّبع هي ليست بديلاً أبداً عن العلاج النّفسي، بل تُساعد في تحسّن مزاج المريض. غعلى سبيل المثال قد وجدت الدراسات والأبحاث أن الزّعفران مليئ بمركبات مضادات الأكسدة بما في ذلك الكاروتينات، والكروستين، ومن المثير للإهتمام أن الزّعفران قد أظهر نتائج واعدة كعلاج طبيعي للإكتئاب، وقد لاحظت الدراسات أنه يزيد من مستويات الناقل العصبي السيروتونين المعزّز للمزاج في الدماغ، في حين أنه من غير المعروف بالضبط كيف تعمل هذه العملية يعتقد أن الزعفران يمنع امتصاص السيروتونين وبالتالي يبقيه في الدماغ لفترة أطول.

بعض أنواع الفيتامينات: (تحت إستشارة طبيّة، حيثُ الإكثار منها يُسبّب أيضاً مشاكل أكبر من نقصانها)، فيتامين د عنصر غذائي مهم يلعب العديد من الأدوار الأساسيّة في الجسم، لا يمتلك الكثير من الأشخاص مستويات كافية من فيتامين د، بما في ذلك الأشخاص المصابون بالاكتئاب. تُشير الأبحاث إلى أن الأشخاص المُصابين بالإكتئاب هم أكثر عرضة لإنخفاض أو نقص فيتامين د، يميل الأشخاص المصابون بالاكتئاب إلى الحصول على مستويات أقل من فيتامين د مقارنة بالعامة، ويميل الأشخاص الذين يعانون من أدنى المستويات إلى ظهور أعراض الاكتئاب الأكثر حدة. وعليه فقد يُحارب فيتامين د الإكتئاب من خلال عدة آليات، بما في ذلك الحد من الإلتهاب وتنظيم الحالة المزاجيّة والحماية من الخلل الوظيفي العصبي.

 فيتامينات ب: تلعب فيتامينات ب أدواراً مهمّة في الوظيفة العصبيّة وتنظيم الحالة المزاجيّة، بما في ذلك حمض الفوليك وب 12  و ب 6 ضرورية لإنتاج وتنظيم النّاقلات العصبيّة مثل السيروتونين وحمض جاما وأمينوبوتريك والدوبامين. تظهر الأبحاث أن النّقص في فيتامين ب 12 وحمض الفوليك قد يزيد من خطر الإصابة بالإكتئاب، وقد يساعد تناول هذه العناصر الغذائية في تقليل أعراض الإكتئاب.

تغيير نمط الحياة وممارسة الرياضة بانتظام، إذ تُساعد ممارسة الرياضة على إفراز هرمون الإندورفين الذي يُحسّن المزاج، ويحدُّ من الأعراض. ويُنصح الفرد بممارسة الرياضة بمعدل نصف ساعة، ثلاثة إلى خمسة أيام في الأسبوع على الأقل.

ممارسة تمارين اليوغا والتأمل وسماع الموسيقى.

وهنا نلفتُ النّظر إلى أنّ العلاج بالموسيقى والعلاج بالسيكودراما قد أظهرا أيضاً فعاليّة في علاج الإكتئاب.

 كيف يمكن الوقاية من الإكتئاب؟

قد يكون من الصعب الوقاية من الإكتئاب، إذ يصعب تحديد مسبباته ومحفزاته لتجنبها، ولكن بشكل عام فإنّه يُنصح باتّباع نمط حياة صحي للوقاية من تطوره، ومن العادات الصحيّة التي تُساعد في تقليل خطر الإصابة بالإكتئاب:

  • بناء علاقات جيّدة مع الآخرين.
  • الحفاظ على نظام غذائي صحي.
  • الحد من التوتر.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • الحصول على قدر كافٍ من النوم.
  • التّحدّث إلى المعالج النّفسي المختّص لأخذ الاسشارة فهو لايقل أهميّة عن طبيب العائلة
  • ممارسة الهوايات الّتي يحبها الشّخص ويسعد بها مثل الرّسم، الموسيقى، المُطالعة، الكتابة، الرقص… فكلها منافذ للفضفضة والتّرويح عن الضغط النّفسي…

 

وأخيراً هناك سؤالاً يُطرح دائماً: هل مريض الإكتئاب يضحك؟

إنّ الإكتئاب الضاحك هو ناتج من أن شخصيّة المُصاب قادرة على إخفاء الحزن والمرض بالضّحك طول الوقت.

نحن أوضحنا أن الإضطراب ثنائي القطب والّذي يُسمى أيضاً الهوس الإكتئابي، أحد أنواع الإكتئاب الّتي يُعاني فيها المُصاب من حالة مزدوجة، إذ يُمكن أن يدخل في حالة إكتئاب شديد، يتبعها فترة من النشاط أو الطاقة المرتفعة غير الطبيعيّة وهذه الحالة تتحرك بين الحالتين بين الحزن أحيانا والضحك الشديد والنشاط أحياناً أخرى.

وهناك أيضاً بعض مرضى الإكتئاب الّذين يتحرّكون بين العدوانيّة والضّحك، ومَنْ يضحك باستمرار خلال إصابته بالإكتئاب يُعاني من عدم تصديق النّاس له. ومّما يزيد من الألم والحزن وجود مُصاب باللإكتئاب وهو دائم الضّحك وهذه دلالة قطعيّة على شدّة معاناته، خاصة حين ينتج بسبب الشخصيّة التي تربت على أن الرّجال لا يبكون، لا يضعفون ولا يشكون الألم أمام الآخرين.

وعليه، فقد أصبح مصطلح “الإكتئاب المبتسم” منتشراً بشكل واسع في الآونة الأخيرة، وهو حالة يبدو خلالها الشّخص سعيداً بينما هو يُعاني في الحقيقة من أعراض إكتئاب داخليّة، يُخبّأها خلف ابتسامته ويعضُّ على آلامه بشدة ضحكه.

وفي هذا السّياق قالت أوليفيا ريميز، وهي طالبة دكتوراه في جامعة كامبريدج، إنّ “الإكتئاب المبتسم” ليس مصطلحا تقنيّا يستخدمه علماء النّفس، بل إنه أقرب تسمية علميّة لمن يُصاب بالإكتئاب وينجح في إخفاء الأعراض”، حسب فضائية روسيا اليوم. وتُحذر ريميز من أن هذه الحالة تُعرّض النّاس لخطر الإنتحار، حيث أنّها تُعد أكبر قاتل للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما في المملكة المتحدة، على سبيل المثال.