الوفاق/ خاص
يعتبر شارع وليعصر، معلماً وطنياً، باعتباره شاهدا على العديد من الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية عبر التاريخ.
المشي عبر الأشجار والناس والسيارات والحافلات والدراجات والمباني في شارع ولي عصر، يمنحكم فرصة مشاهدة الحياة اليومية وأيضاً فرصة التعرف على أنواع الطبقات الاجتماعية، حيث يمتدّ هذا الشارع من الشمال إلى جنوب طهران، التي تحتضن في جنوبها المناطق الفقيرة، وفي شمالها المناطق الراقية، وفي مركزها الطبقات الوسطى، ويمكن القول بأنه يختصر مدينة طهران الكبيرة في نفسه.
وشارع ولي عصر الذي يمتد على مسافة 18 كيلومتر من شمال العاصمة الإيرانية طهران إلى جنوبها، يعتبر أطول شارع مُشجّر في الشرق الأوسط، وأقدم وأهمّ الشوارع في طهران.
ينطلق هذا الشارع من ساحة سكة الحديد (ميدان راه آهن) جنوب طهران إلى ساحة تَجريش (ميدان تجريش) الواقعة في شمالها، ويحتضن خلال هذا الطريق المباني السكنية والمراكز التجارية، وغيرها.
على طرفي الشارع تقع حوالي 11 الف شجرة دلب تبلغ أعمارها أكثر من 90 عاماً، ويبلغ ارتفاعها ما بين 20 و50 متراً، ما جعل الشارع مشهوراً بها.
وبسبب أهمية الشارع وقدمة أشجاره، وضعتْه إيران منذ سنوات ضمن التراث الثقافي لها. وتهتمّ بلدية طهران ومنظمات أخرى بالحفاظ على هذه الأشجار. وتحاول بلدية طهران من أجل تسجيل هذا الشارع ضمن التراث الثقافي العالمي.
تقع العديد من مراكز التسوق الكبيرة والمتنزهات العامة والمطاعم الشهيرة والقصور التاريخية والمتاحف والمراكز الثقافية والمباني الحكومية والمكاتب الدولية والسفارات والفنادق على طرفي شارع ولي عصر من بدايته حتى نهايته. وتمرّ الخطوط الأسياسية لقطار الأنفاق في طهران من تحت هذا الشارع، كما أن هناك خطّ للحافلات يبدأ من بداية الشارع وينتهي بنهايته، ويشمل كثيراً من المحطات.
الاماكن السياحية في شارع ولي عصر
حديقة الشعب
حدود الحديقة هي من الشمال شارع جام جم، من الجنوب شارع نيايش، من الشرق شارع ولي عصر، من الغرب شارع سئول. تم تشييدها على مرحلتين الاولى في العام 1966م واستمر الى العام 1968م والذي كان جزء من الحديقة بموازات شارع وليعصر تم افتتاح المرحلة الثانية في العام 1974م والذي كان تشجير وزراعة انواع الزهور.
تحتل حديقة الشعب مكانة بالغة الأهمية حيث تقع على جانب شارع (ولي عصر) وفي الجانب الآخر توجد محلات تجارية ومطاعم فاخرة، وتشتمل على بحيرة جميلة تسمح لروّادها بسياقة القوارب ذات الدّواسات، اما طبيعة الحديقة فإنها تنال اعجابكم بمناظرها الجذّابة التي تضم مجموعات متنوعة من الحيوانات والطيور، لاسيما الغزلان. كما تنموا فيها اكثر من 120 نوع من الاشجار والشجيرات واشجار الفواكه ومنها التفاح، المشمش، الخوخ، التوت، السفرجل، الموز، الخرمالو، التين و…
في الحديقة حوض كبير فيه نافورات موسيقية، تماثيل مشاهير ايران مثل فردوسي، سعدي، شهريار ونيما يوشيج، تمثال الام .
وايضا في هذه الحديقة توجد مجوعات تضم السينما الرباعية الابعاد، المطاعم، العاب الاطفال، الاسكيت، ركوب الدراجات و…
حديقة ساعي
حديقة ساعي من أجمل الحدائق الموجودة في العاصمة طهران حيث تبلغ مساحتها 120082 مترا مربعا ولها ستة مداخل، تقع الحديقة في شارع ولي عصر وهو الآخر، يوجد في الحديقة اكثر من 15 نوعا من النباتات، يمكن القول ان متنزه «ساعي» هو من اكبر الحدائق التي يرتادها الاهالي وزائري العاصمة.
تم انشاء المتنزه من قبل وزارة الزراعة على يد المهندس المرحوم كريم ساعي في العام 1942 ميلادي. بعد توسع مدينة طهران تم تسليم الحديقة في العام 1952م الى بلدية طهران حيث قامت البلدية بتجهيز الحديقة وجعلها للعموم.
تم انشاء الكثير من المرافق التابعة ومنها ساقيات المياه، الاحواض، شلال، مكان لألعاب الاطفال، وهناك جزء من الحديقة يعرف باسم البستان الياباني حيث توجد فيه انواع الطيور.
يوجد في المتنزه حديقة للحيوانات منها: الارانب، الماعز، الغزلان، البجع، البط، السنجاب، الببغاء والطاووس و.. .
حديقة فردوس ومتحف السينما
فردوس هي حديقة قديمة وجميلة في شارع وليعصر وليست بعيدة عن ساحة تجريش وفي نهايتها قصر تاريخي. تعد الحديقة واحدة من أشهر الحدائق في طهران، والتي تم تحويلها اليوم إلى حديقة لمتحف السينما وأحد المعالم السياحية في طهران. وفضاء الحديقة بمساحتها 20000 متر مربع وفيه بناء بمساحة 1000 مترمربع يمكن تصنيف هذا المجمع كمجمع تاريخي ثقافي.
سوق تجريش.. أحد أقدم الأسواق في العالم
يحب الناس السفر في جميع أنحاء العالم، الى الأماكن المعروفة ولكن أحد الأسباب التي يمكن أن تحفزك على السفر هو غمر نفسك في تقاليد المكان الأصلي. فإذا سافرت إلى طهران، فليس بإمكانك فقط زيارة المعالم الأكثر حداثة، بل أيضاً ستكون لديك فرصة للغوص في أحد أقدم البازارات في العالم، حيث يمكن العثور على كل شيء هناك.
ومن المؤكد أن المشي عبر سوق أو بازار تجريش سيكون أحد أبرز معالم سفرك. حقيقة مثيرة للاهتمام هي أن تجريش يعني السهم أو المدبب. ربما ينبع من التضاريس الجبلية المجاورة. الهواء داخل البازار أكثر برودة من الهواء في طهران. باختصار هو مزيج من ضوء النهار المتسلل من خلال المناور في الرواق الى القبة في البازار، بالإضافة إلى نسيم بارد، يجعلك تشعر بوقت رائع.
ويحتوي هذا البازار على بنية وهيكل قديم للغاية. تم بناء بعض أماكنه منذ أكثر من 200 عام، وبني مرة أخرى في عهد أسرة القاجار. وهكذا، تم تسجيله باعتباره نصب تذكاري وطني لإيران. عندما تصل إلى البازار، سيتم الترحيب بك من خلال ممر طويل، المبطن بالطوب البني، والذي كان شائعاً لدى كثير من الناس آنذاك الذين يتذكرون الأيام الخوالي لإيران. ومع ذلك، فبغض النظر عن مدى انشغال المدينة المحيطة بأعمالها، ولكن بمجرد دخولك السوق، مع وجود علامات الفيروز المميزة والروائح النابضة بالحياة، ستشعر على الفور بأنك في بيتك.
يمكن أن يكون الممر المسقوف ساحقاً مع وفرة من العبير المحير وصوت الأحاديث بين التجار والعملاء، والمساومة بشدة، ما يخلق محيطا حيويا لم تر مثله، بالاضافة الى المجموعة الغريبة والساحرة من البضائع. البازار مليء بتشكيلات متنوعة للأكلات والأطعمة.