مشكلة سوء الخط عند بعض التلاميذ..أسبابها وكيفية علاجها

مسألة الخط وأسلوب الكتابة من أهم أشكال الارتباط والتفاهم وأعقدها بين البشر وفي سلسلة مراتب المهارات تعد آخر مرحلة للتعلم

2023-04-30

كثيرا ما نرى أن هناك بعض الأشخاص لديهم مشكلة في الخط وغالباً ما تبدأ هذه المشكلة منذ الصغر.. ولا تقتصر على التلميذ وحده وإنما يشكل سوء الخط عند الأطفال مشكلة لدى أولياء الأمور، الذين يعجزون في كثير من الأحيان عن متابعة الدروس مع أطفالهم، وفك شيفرة المكتوب على كتبهم ودفاتر واجباتهم، وتعد مشاكل الكتابة كما تشير وتؤكد الدراسات والبحوث، أمراً طبيعياً لدى الطفل في بداية ممارسته لها، لكنها في حال تواصلها إلى السنة الدراسية الثالثة فإنه يجب التوقف عند الأمر لدراسته ومعالجته.

مسألة الخط وأسلوب الكتابة من أهم أشكال الارتباط والتفاهم وأعقدها بين البشر وفي سلسلة مراتب المهارات تعد آخر مرحلة للتعلم، أما من جهة الأهمية يقولون إن الكتابة من أهم مهارات الارتباط التي عن طريقها نستطيع أن نفهم ونتفاهم، الكتابة عمل أساسي والتسلط عليها يستلزم الفكر والتعقل فهي من الأركان الأولية في الحياة التعليمية للتلاميذ لأن الهدف من الكتابة الواضحة حتى نبين عن هذا الطريق مسائلنا وآراءنا ومقاصدنا وليفهمه الطرف المقابل وهذا من ضروريات الحياة الثقافية لكل إنسان خصوصا في وقتنا الحاضر والحياة بدونها شاقة وقريبة إلى المحال؛ لأن الكتابة الواضحة أمر مهم وقابل للبحث ويستحق أن يخصص له رأس مال مناسب فالكتابة وسيلة اتصالية وعامل مهم للإفهام والتفاهم وتتضح قيمتها عندما نعيش في نقطتين بعيدتين وفي نفس الوقت نحتاج إلى الاتصال.

أخواتي المسألة التي ينبغي الانتباه إليها هي أن جميع الأفراد لا يراعون قوانين الكتابة أو لديهم طريقة خاصة بهم للكتابة غير مقبولة عند الآخرين ولا يعرفونها وهذه مسألة تخلق صعوبات عديدة ويسمى هؤلاء الأفراد بأصحاب الخط السيئ فهؤلاء الأشخاص لا يستطيع أن يقرأ واجباتهم أحد ومن الممكن في بعض الأحيان أن يصل سوء خطهم وعدم فهمه إلى درجة لا يستطيعون أنفسهم قراءته هذا المصطلح يصدق على أطفال قد أكملوا الصفوف الابتدائية الأولى والثانية.

اما أهم العوامل المؤثرة في الكتابة فهي الاستماع الجيد وامتلاك أسس قوية في الاستماع لأن هذا الأمر ليس متساويا عند الجميع، والقدرة على حفظ الفكرة في الذهن ترتبط بقدرة الحفظ عند الإنسان والقدرة على إمساك القلم والسيطرة على حركة العضد وقوة عضلات الأصابع

ومن الطبيعي أن يكتب الإنسان بصورة صحيحة لإفهام الآخرين والطفل المبتلى بسوء الخط غير قادر على هذا الفعل وبالتعبير الكلي هو نفس الأمي الذي ليس بقادر على الكتابة ولا يستطيع بيان قصده عن طريق العلائم الخطية ومن الضروري على الوالدين والمربين أن تكون لهم إجراءات بناءة في هذا المجال وهذا الأمر ميسر وسهل وذلك لأن سوء الخط ليس بمرض حتى يتوهم أنه مزمن وقد صار أمراً ثالثاً في الشخص فالطفل كائن مؤهل للتربية ومن المقدور أن نوجد تغييرات مطلوبة في وضعه وشخصيته، وسوء الخط عند الطفل من أنواع المشاكل الشخصية التي يمكن حلها ولأجل إصلاح هذا النقص نستطيع أن نتصرف بصورتين وهو تحريك الطفل لطلب إصلاح وضعه وهذا ممكن عن طريق التشويق والتشجيع واستعمال الفنون الإرشادية وتعليم طرق الكتابة وأساليبها الصحيحة فالأصل في الصيانة هو مراقبة الطفل منذ أيام الطفولة التي يولد فيها الطفل وينبغي الاهتمام إلى أن هذا الطفل سيذهب إلى المدرسة وسيكتب بالرسم والتمرين والاستمرار في رسم الخطوط تجعل أصابعه تتمرس ويصبح أكثر مهارة وكذلك ينبغي إجبار الطفل على الكتابة الصحيحة منذ أيام الطفولة ومنذ الصف الأول وأيضا تعليمه الكتابة الحسنة والكتابة الكثيرة والسريعة ليكون منظماً في الكتابة وليصبح خطاطاً ماهراً يراعي حدود الحروف وقواعدها وليرى بدقة وليتهجى بصورة صحيحة ويكتب.

أخيراً ينبغي الإشارة إلى أهمية تمرين الطفل على الكتابة منذ نعومة أظفاره، لكي يكبر عليها باعتبارها واقعاً حياتياً وضرورة للعيش، لا أن تكون شيئا جديداً يتعلمه في المدرسة، وهذا يضمن له التدرج الطبيعي في المدرسة وممارسة الكتابة بعفوية لا تقل عن عفوية القراءة، كما إن تنبيه الطفل إلى جماليات الخط العربي يساهم بصورة فعالة إلى تكوين علاقة فنية تسند الجانب العفوي للكتابة وتقويه.