يتعلق الأمر بخالد بن حمد آل خليفة الابن الخامس للملك، والذي يبلغ (33 عاما)، ويدير منظمة رياضية تحت اسم (KHK Sports) يتفرع عنها عدة نوادٍ ومنظمات أصغر، بينها ناد خاص للرياضات القتالية العنيفة.
وقد اشتهر عن خالد هوسه السادي بالعنف والقوة، وكان أعلن 14 أيار/مايو 2020، عن تعيين الإيرلندي دانيال كيناهان، مستشارًا خاصًا لقسم الرياضة القتالية في منظمته الرياضية.
وفي بيان رسمي نشرته حينها صحيفة جي دي إن الناطقة باللغة الإنجليزية في البحرين، قال رئيس نادي القتال الشجاع محمد شاهد وهو باكستاني مجنّس يعمل لدى خالد بن حمد، بأن منظمة KHK Sports عيّنت دانيال كيناهان لتقديم المشورة عبر مجموعة KHK Sports بأكملها، بما في ذلك KHK MMA وKHK Boxing والترويج للفنون القتالية المختلطة واتحاد القتال الشجاع”.
وأكد محمد شاهد أن منظّمة KHK Sports تعمل على تطوير الأعمال الرياضية ، وخاصة في الرياضات القتالية. وتقيم أحداثًا عالمية دولية، وتمتلك أكبر ملكية لوسائل الإعلام الرياضية في الشرق الأوسط.
ما هي وسائل الإعلام الرياضية التي تمتلكها منظمة خالد بن حمد؟، هذا أمر غير معروف وليس واضحا، ولم يتطرق له أحد سابقا.
ووصف البيان كيناهان بأنه “وسيط دولي للملاكمة”، وقالت إنّ علاقته الدولية سوف تعزز علامتها التجارية وتوسع انتشارها الدولي.
العبارة الأهم في البيان المصاغ باسم محمد شاهد، جاء فيها أنّ ” سموّه يقدر القيمة الهائلة التي سيقدّمها السيد كيناهان للمنظمة”.
هذا التعيين فتح عيون دوائر أمنية في الغرب على طبيعة النشاطات التي تقوم بها KHK Sports التي يمتلكها خالد بن حمد، فقد اتضح إن المستشار الجديد له هو أحد أكبر الشخصيات في مجال الجريمة المنظمة في العالم، شخصية خطيرة تطاردها عدة دول.
وهو متهم بقيادة عصابة خطيرة معروفة في أوروبا، ومتهم بتهريب وبيع المخدرات والأسلحة. ومتورط في جرائم قتل صحافيين، ووزراء، ومحامين، ورجال شرطة، إضافة لتورطه في مجزرة كبيرة بحق عصابة أخرى تلاحقه هي الأخرى وتريد القضاء عليه، وهناك قائمة كاملة بالضحايا من الجانبين.
معلومات مثيرة وموثقة بحق كيناهيان، معلومات وتقارير في الصحف الغربية الكبرى بل حتى موسوعة ويكبيديا خصصت صفحة للتعريف به كشخصية خطيرة في عالم الإجرام.
كيف إذن اختاره خالد بن حمد، وهو شخصية عسكرية ورسمية، فهو قائد القوات الخاصة في الحرس الملكي، وهو رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، وعائلته تدير دولة بها عدد من أجهزة المخابرات التي تستطيع معرفة نوعية الأشخاص الذين يتواصلون مع العائلة المالكة وخلفياتهم بالكامل.
نوع هذه العلاقة، تفسح مجالا للتفكير في الاتهامات التي سيقت لخالد بن حمد بأن له ضلعا في ترويج وبيع أنواع من المخدرات (اللاريكا) في البلاد وربما خارجها، وكذلك كونه مدمنًا.
بل يمكن إثارة الحديث عن كونه شخصية عسكرية ذات نفوذ في ترتيب صفقات بيع وشراء السلاح تحت غطاء الحرس الملكي لكنها في الباطن لعصابة دولية خطيرة. العديد من التساؤلات تقفز إلى الذهن نظرا للاستفادة الكبيرة التي يمكن جنيها من قبل طرفين كنجل ملك في دولة خليجية مع رئيس عصابة خطيرة.
على الرغم من خلفيته الجنائية المزعومة، واصل كيناهيان الظهور إلى جانب ملاكمين عالميين. وفي مارس 2020، وقف بجانب الملاكم العالمي دارين تيل وبينهما سفير العلامة التجارية في البحرين إم تي كيه جلوبال محمد بن منصور العريض.
وهذه الشركة إم تي كي جلوبال هي شركة مملوكة لكيناهان نفسه، وهذا يوضح أنه استطاع إيجاد موطئ قدم له في البحرين قبل تعيينه في منظمة خالد KHK Sports في 14 مايو 2020. وقام كيناهان بمقابلة صحفية مع ArabianBusiness عن طبيعة استثماراته في البحرين، لكن الصحيفة حذفت هذه المقابلة لاحقا.
تعمل منظمة خالد بن حمد، أيضًا كامتداد لأجندة الحكومة البحرينية، وأداة للدبلوماسية وغسيل السمعة عن طريق الرياضة، وتشتيت الانتباه عن المخاوف المستمرة بشأن حقوق الإنسان.
بعد تواصل الحكومة الإيرلندية مع السلطات في البحرين، وبدء تسرب الخبر إلى الإعلام الغربي وبث التساؤلات، اضطرت منظمة خالد KHK Sports إلى الإعلان أن كيناهان لم يعد مستشارا لها.
لكن هذا الشخص لم يذهب بعيدا فقد ظل قريبا في الجوار، وتحديدا في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، دبي التي تحكمها عائلة آل مكتوم ولها صهر في البحرين هو ناصر بن حمد الأخ الشقيق لخالد.
في العام 2022 أعلن مسؤولون أمريكيون فرض عقوبات على عدد من كبار أعضاء عصابة “كيناهان” الإيرلندية للجريمة المنظمة. بل أعلنت حكومة الولايات المتحدة عن تقديم 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال أو إدانة دانييل كيناهان وقادة آخرين في كارتل كيناهان.
تلقي هذه المعلومات الضوء على عالم الظل الذي يقف خلف الصعود الكبير لخالد وناصر نجلي الملك، وصعودهما الكبير داخل البلاد، والنفوذ الواسع لهما أمنيا وعسكريا وتجاريا، وعن طبيعة الأشخاص التي تضمهما حاشية الأميرين.