الحساسية الموسمية

اهمية أشجار الكينوكاربوس في خوزستان

اتُهمت أشجار كينوكاربوس بزيادة الحساسيات الموسمية والوفيات في الربيع والخريف،

2022-11-09

الوفاق/ خاص

محمد حسن الشبري

هذه الایام كما في كل عام یزور الآلاف من سكان محافظة خوزستان – جنوب غرب ایران – لاسیما اهالي الأهواز، المراكز الصحية والمستشفيات إثر تعرضهم للإختناق ومشاكل في الجهاز التنفسي.

ويعلل خبراء البيئة والصحة إن هذا التلوث البيئي ناتج عن تساقط الأمطار الحمضية واشجار السينوكاربوس وتصاعد ذرات الغبار الملوثة بسبب مخلفات المشتقات النفطية والصناعية.

شجرة كينوكاربوس

شجرة كينوكاربوس هي شجرة دائمة الخضرة ومقاومة للحرارة وتتحمل الملوحة وقلة المياه بشكل جيد، وفي المحافظات الجنوبية وحتى بعض جزر الخليج الفارسي، يمكن رؤيتها على طول الأرصفة والخط الأوسط للشوارع، لكنها كذلك مسببة للحساسية.

هذه الاشجار بالرغم من مظهرها الجميل ووفرة أوراقها وظلالها إلا أنها حسب معلومات العلوم الطبية في الأهواز تخلق مشاکل كبيرة وهي زيادة الحساسية الموسمية بين الناس إذا لم يتم تقليمها قبل الربيع والصيف.

مسؤولي جامعة الأهواز للعلوم الطبية، حذروا عدة مرات من عدم تقليم أشجار كينوكاربوس قبل الربيع والخريف.

بدورها حذرت إدارة أزمة محافظة خوزستان في عهد غلام رضا شريعتي، المحافظ السابق، عدة مرات من تقليم الأشجار قبل هطول الأمطار، ولكن لم يتم تقديم أدلة علمية على دور أشجار الكينوكاربس في زيادة أمراض الجهاز التنفسي.

بعد ازدیاد المصابین بالامراض التنفسية خلال امطار الخریف في خوزستان، افترض أن حبوب لقاح شجرة كينوكاربوس ربما أدت إلى اصابة المواطنین بالاختناقات. وبناءً على ذلك، تم إجراء مشروع بحثي في ​​جامعة جنديشابور في الأهواز، وتمت دراسة حبوب اللقاح من شجرة كينوكاربوس على عدد من المرضى وأظهرت الدراسات أن 58٪ من هؤلاء المرضى لديهم حساسية من لقاح شجرة كينوكاربوس.

في وقت سابق، قال رئيس جامعة الأهواز للعلوم الطبية إنه من خلال اختبار مستخلص نبات كينوكاربوس من قبل مجموعة البحث، ثبت أن هذا النبات هو “السبب الرئيسي لأزمة الجهاز التنفسي” في خوزستان.

واتُهمت أشجار كينوكاربوس بزيادة الحساسيات الموسمية والوفيات في الربيع والخريف، ولكن من ناحية أخرى، فإن هذه القضية لها أيضاً معارِضون يعتقدون أن هذه المسألة “سياسية” أكثر منها علمية.

حماة اشجار الكينوكاربوس: إنها قضية سياسية وليست علمية

يعتقد حيدر علي کشکولي، عضو هيئة التدريس السابق في جامعة شهيد جمران في الأهواز وخريج قسم الشؤون المدنية والبيئية في جامعة ولاية كولورادو، أن لأشجار الكينوكاربوس استخدامات أخرى بالإضافة إلى أهميتها الكبيرة في البيئة.

ويقول إن لهذه الأشجار استخدامات أخرى بالإضافة إلى تأثيرها على البيئة، وقد تسبب هذا في زراعتها على نطاق واسع في دول جنوب الخليج الفارسي. بالطبع، الطقس الحار فعال أيضاً في هذا المجال، لأن اشجار الكينوكاربوس لديها إمكانية نمو أعلى في الطقس الحار.

ووفقاً للسيد كشكولي، ينمو نبات الكينوكاربوس بين خطي عرض 32 درجة شمالاً وجنوباً ويوجد في أمريكا الشمالية حتى المكسيك وسواحل إفريقيا ومصر. و قال ان دور شجرة كينوكاربوس في زيادة أمراض الرئة والجهاز التنفسي كان “سياسياً” وأوضح أنه بعد الحرب، ومع النمو المفرط لسكان الأهواز، أصبحت المصانع جيران المنازل.

وذكر هذا الخريج من قسم الهندسة المدنية والبيئة بجامعة ولاية كولورادو أن التلوث الناجم عن الوقود الأحفوري نتيجة زيادة استخدام السيارات بالإضافة إلى الصناعات الملوثة قد تسبب في مزيد من التلوث في المدينة، وهو معلق في الهواء ولكن في فصلي الربيع والخريف ينزل مع أول هطول للأمطار.

وتابع: قانون الهواء النظيف الذي تمت الموافقة عليه لمنع تلوث الهواء، يتضمن سلسلة من الإجراءات مثل إنشاء مترو الأنفاق وإسقاط السيارات والمحركات القديمة وتطوير الحافلات الكهربائية التي تتطلب ميزانيات كبيرة. لذلك، من أجل تحرير أنفسهم من تطوير هذه المرافق، اتهمت السلطات السابقة بالمحافظة، أشجار الكينوكاربوس بزيادة أمراض الجهاز التنفسي.

واتهم حيدر علي کشکولي المسؤولين السابقين في جامعة العلوم الطبية بالأهواز بأنهم لم يكونوا صادقين مع الناس من خلال تعاونهم مع محافظ خوزستان ولم يكونوا صادقين بشأن إمراض أشجار كينوكاربوس.

مزايا وعيوب كينوكاربوس

لكن هذا ليس كل شيء. على الرغم من أن مجموعة من المحققین تعتقد أن هذه الأشجار لا تضر بالصحة، يعتقد البعض أنه إلى جانب الفوائد، أثبتت اشجار كينوكاربوس أيضاً خسائر في مجال التنفس البشري.

ووصف غلام رضا کودرزي، عضو هيئة التدريس بقسم هندسة الصحة البيئية في جامعة جنديشابور في الأهواز، اشجار الكينوكاربوس بأن لها نقاط ایجابیة وسلبیة لمدينة الأهواز.

وقال: من نقاط الضعف الاستخدام الواسع لنوع واحد من الأشجار، وفي حالة وصول آفة سيتم تدمير جزء كبير من الغطاء النباتي للمدينة، والنقطة السلبية الثانية هي إذا كان هذا النبات فعالاً في زيادة الحساسية الموسمية في حال انه یشکل 80٪ من الغطاء النباتي، فأن هذه الشجرة تعمل بمثابة “قنبلة” تهدد صحة الناس في كل موسم.

واعتبر السيد کودرزي أن النقاط القوية لهذا النبات هي مقاومة عالية للملوحة والحرارة، والتي لا تملك البلدية الكثير من البدائل عنها فيما يتعلق بالحرارة العالية ونوع التربة في الأهواز وتضطر لاستخدام هذا النبات.

ووصف الباحث المساعد بمركز أبحاث تلوث الهواء وأمراض الجهاز التنفسي، الكينوكاربوس، نبات أصلي من غابات فلوريدا في أمريكا، والذي وصل بعد ذلك إلى الدول العربية ثم فيما بعد إلى إيران.

تقليم أشجار الكينوكاربوس يقلل من “الحساسية”

اعتبر هذا المسؤول أن عمر التلقيح لأشجار الكينوكاربوس يتراوح بين 15 و 20 عاماً، واستشهد بدراسات جامعة جنديشابور في الأهواز، وأشار إلى أن هذه النباتات يمكن أن يكون لها تأثير كبير على زيادة الحساسيات الموسمية.

کما ان ازدیاد الامراض التنفسية التي نُسبت لاحقاً إلى “كينوكاربوس”، حدث في الفترة من 2012 إلى 2020، اثناء ذروة فيروس كورونا،  ولم يتضح ما إذا كانت الأعراض ناجمة عن فيروس كورونا أو الأنفلونزا التي یسببها لقاح النبات.

ووفقاً لغلام رضا کودرزي، خلال الفترات التي تم فيها تقليم نباتات “كينوكاربوس” على نطاق واسع قبل هطول الأمطار الخریفیة، انخفض مستوى الحساسية أيضاً بشكل كبير.

ويقول عضو هيئة التدريس بقسم هندسة الصحة البيئية بجامعة الأهواز للعلوم الطبية إن البحث الذي تم إجراؤه في هذا المجال له معاييره الخاصة على المستوى الدولي من حيث مراقبة أطر البحث، كما تم تسجيل مقالته في أكثر المجلات موثوقية في مجال تلوث الهواء وقد علق العديد من العلماء علیها.

وفي النهاية، أكد السيد کودرزى أن ما تم الحصول عليه حتى الآن بناءً على نتائج البحث هو دور نبات  كينوكاربوس في “الحساسية” والذي لم يتمكن باحثون آخرون من العثور على إجابة (معاكسة) في هذا المجال، وبالإضافة إلى ذلك، في حالة التقليم في الوقت المناسب، يتناقص نطاق الحساسية، على الرغم من أنه حذر عدة مرات من أنه لا ينبغي معالجة هذه الشجرة بقوة ويجب تقليمها قبل هطول الأمطار بدلاً من قلعها.

ماذا يقول أخصائيو الحساسية؟

هذا ویعتقد بعض المحققین ان بحوث العلوم الطبية اجریت من قبل غير متخصصين في مجال الحساسية. کخبير الحساسية، عباس فايزي، الذي یقول: يتم تقليم آلاف الأشجار كل عام على افتراض أنها تسبب الحساسية، لکن هذا “خطأ”.

وقال إن جمعية الربو والحساسية لا توافق على أن الكينوكاربس فعال في زيادة الحساسية الموسمية، بينما بناءً على الأبحاث التي أجريت في العالم والبحوث العملية، ثبت تأثير أشجار الكينوكاربس في فصلي الربيع والخريف على زيادة الحساسية الموسمية.

وفي إشارة إلى الحجم الكبير للصناعات الملوثة في مدينة الأهواز، نصح السيد فايزي بضرورة إنشاء درع وقائي بتوسیع الرقعة الخضراء و بعدم قطع هذه الاشجار.

يبدو أنه نظراً لوجود وجهات نظر مختلفة في هذا المجال وحتى ادعاءات الخبراء بشأن إجراء البحوث العلمية، فإن القضية تعود إلى أن العلم التجريبي يتغير ولم یکن ثابت وقد تختلف نتیجة الأبحاث من وقت الی آخر.

 

 

 

الاخبار ذات الصلة