يقع كثير من الآباء والأمهات في خطأ كبير أثناء تربيتهم لأبنائهم، وذلك بسخريتهم الدائمة من بعض السلوكيات!
وكما يمكن لأحد أن يكسر عظمة طفل، فإنّه في الوقت نفسه يمكن للمرء أن يكسر روح الطفل، إنّ التقليل من شأن الأطفال وإهانتهم والحط من شأنهم يقوّض من إحساس الطفل بذاته.
إنّ الاعتداء اللفظي هو عبارة عن الاستمرار في الشتائم، وتجاهل أو رفض الطفل، مثل: “اتمنى أنّك لم تولد”، “أنت غبي للغاية”، “أنت لا قيمة لك”.. وغيرها من العبارات المؤلمة للطفل وبالطبع فإنّ هذه الكلمات يصدّقها الأطفال وخاصّة إن سمعوها من آبائهم أو مدرسيهم أو غيرهم ممن يحبون ويثقون..وإنّ استمرار هذه الإهانات أو الإساءات يمكن أن تسبب الضرر في شخصية الطفل، وبغض النظر عما إذا صاحبت هذه الشتائم اعتداء جسدي.. أو من تلقاء نفسها فإنّ آثارها ستكون مدمرة..
حيث يقع كثير من الآباء والأمهات في خطأ كبير أثناء تربيتهم لأبنائهم، وذلك بسخريتهم الدائمة من بعض السلوكيات التي يقوم بها الطفل أو من خلال نطقه غير الصحيح لبعض الكلمات، ولا يتوقف الأمر عند هذا الشأن بل يمتد ليتحول إلى سخرية وتقليل من شأن الطفل مما ينعكس على نفسيته بشكل سلبي..
الطفل يحتاج إلى الاحترام أكثر مما يحتاجه الكبير
معظم الأشخاص الذين يعانون من العقد والمشاكل النفسية، إذا نظرنا إلى طفولتهم فسنجد أنهم عاشوا طفولة مشوهة وتعرضوا إلى قسوة شديدة من قبل الأهل، فلابد إذن من استخدام الأساليب الراقية في التعامل مع الأطفال حتى في وسائل العقاب، ويجب البعد عن كل ما يؤذي الطفل نفسياً ومعنوياً وذهنياً..
ومن أهم الاحتياجات النفسية التي يحتاجها الطفل وكثيراً ما نهمل منحها إياه خلال سنيّ حياته الأولى هي الحاجة إلى الاحترام..
الطفل يحتاج إلى الاحترام أكثر مما يحتاجه الكبير.. لأن الكبير لديه من العقل ما يجعله يتقبل بعض الإهانات البسيطة والتي يعلم أنها غير مقصودة من أحب الناس إليه كوالديه مثلاً.. لكن الطفل لا يعلم ذلك لأن عقله لم ينمُ بعد وبالتالي وقْع الإهانات والأذى النفسي قد تكون أكبر من وقْعها على الكبير العاقل البالغ.