تعود العلاقات السورية – الإيرانية إلى العام 1961م، وتعززت هذه العلاقات بشكل كبير بعد قيام الثورة الإسلامية الإيرانية في العام 1979م، والتنسيق بين قيادتي البلدين يتم على أعلى المستويات إلى أن وصلت هذه العلاقات إلى درجة العلاقات الإستراتيجية، فكان البلدان يشكلان أهمية خاصة بالنسبة للآخر، حيث يعدان عمقاً جيوسياسياً هاماً بالنسبة لبعضهما البعض.
تستند العلاقات السورية – الإيرانية على عدة أسس ومن أهمها وقوف الثورة الإسلامية ضدّ الكيان الصهيوني الغاصب كمبدأ أساسي، وضرورة التعاون الثقافي بين ايران وسورية في المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية والتصدي للمخاطر الصهيونية وإقامة محور المقاومة ودعمه بكل الإمكانيات حيث يشكل هذا المحور الرد الطبيعي على المشروع الأمريكي والصهيوني.
من العوامل الموجهة للعلاقات الإيرانية – السورية عامل المصلحة الثنائية المشتركة بين الدولتين في الجوانب الاقتصادية التي ترتكز على تبادل المنفعة الإيجابية في مجالات استثمار الثروات الطبيعية في النفط والغاز؛ بالإضافة الى الموقع الجغرافي لسورية وإطلالتها على البحر المتوسط، حيث يصبح لها منفذا التنوع الزراعي وامكانية التكامل بين مكونات الاقتصاد الزراعي بين الدولتين والتنوع المناخي والإنتاجي.
إن حضور ايران القوي في الموضوع السوري وعلى كل المستويات بطلب من الدولة السورية والشرعية السورية، وبناء على اتفاقيات مشتركة، كان ومازال ذي تأثير واضح، وفي توفير المقومات المادية لصمود الدولة السورية على الأرض في معركة إنكسار الهجمة المضادة، الأمر الذي كانت له انعكاسات لا يستهان بها على المشهد العربي والشرق أوسطي، والصراع العربي – الصهيوني بشكل عام.
مستقبل العلاقات بين الطرفين قابل للتطور والوصول إلى أعلى درجات التكامل والتفاهم والتنسيق بهدف الوقوف في وجه التحديات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط أمام تحديات النظام الاقتصادي الدولي الجديد، كتحديات العولمة والانفتاح الاقتصادي العالمي.
إن زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى دمشق هي زيارة مهمة للغاية بسبب المتغيرات والتطورات التي تشهدها المنطقة ولها تأثيرات على الصعيد الإقليمي ومن شأنها أن تفتح الباب أمام مزيد من العلاقات بين دول المناهضة للهيمنة خاصة الدول التي تعاني من العقوبات ولديها مصالح مشتركة حيث يمكن لدول أخرى أيضاً الاستفاة من هذه العلاقات.