قمة إيرانية-سورية في دمشق.. رسائل متعددة

القمة الايرانية - السورية بين الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ونظيره السوري بشار الأسد في العاصمة السورية دمشق ستكون محط أنظار العالم بأسره وستتصدر أخبارها وسائل الإعلام العالمي قاطبة انطلاقاً من توقيتها الدقيق والحساس في هذه المرحلة التي تشهد حراكاً غير مسبوق في المنطقة سواء لجهة التقارب السوري - العربي بشكل عام والسعودي بشكل خاص أو الاتفاق الايراني - السعودي الذي تم التوصل إليه مؤخراً برعاية الصين الشعبية.

2023-05-02

أهمية زيارة رئيسي الى سوريا -والتي تعد الأولى لرئيس ايراني بعد إندلاع الأزمة السورية- تنبع من العلاقة الاستراتيجية المتينة بين الدولتين الشقيقتين، وحرصهما على التنسيق الكامل فيما بينهما حيال مختلف قضايا وملفات المنطقة والعالم حيث يحرص الجانبان منذ قيام الثورة الاسلامية في ايران عام ١٩٧٩ على تنسيق مواقفهما دائماً، ما أثمر عن إرث كبير وتوافق منقطع النظير في مواجهة التحديات التي تهدد شعوب ودول المنطقة ولا سيما العدو الصهيوني والذي يعمل مع داعميه من قوى الاستكبار والهيمنة على تكريس وجوده وتهويد الأراضي العربية المحتلة والغاء حقوق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتهويد المسجد الأقصى والمقدسات الاسلامية.

وينظر مراقبون متخصصون بشؤون المنطقة أن قمة دمشق المرتقبة وجهت حتى قبيل انعقادها رسائل عديدة الى العالم ربما يكون أبرزها أن التنسيق الايراني – السوري كان وسيبقى في أعلى مستوياته وأن الدولتين الشقيقتين تتعاملان مع التطورات المتسارعة في المنطقة وفق مصالحهما المشتركة وبما يخدم قوى المقاومة التي قدمت الكثير من التضحيات في سبيل ذلك.

وغني عن القول أن نتائج قمة رئيسي والأسد ستستفيد منها شعوب المنطقة ككل خصوصاً وأن طهران ودمشق لطالما كانتا قاطرة المواقف البناءة والاستراتيجة التي تخدم مصالح هذه الشعوب وتطلعاتها نحو تعزيز سيادتها واستقلال قرارها الاقتصادي والسياسي على حد سواء وحماية مكتسباتها وثرواتها وحقوقها.

البُعد السياسي وأهميته في القمة المرتقبة لا يقلل مطلقاً من شأن الجوانب والأبعاد الأخرى ولاسيما الاقتصادية منها، حيث يضم الوفد الرافق للرئيس الايراني مسؤولين اقتصاديين لمناقشة العلاقات الاقتصادية بين دمشق وطهران وسبل تعزيزها وتكريس الموقف الايراني الداعم لسورية في مواجهة الأزمة التي تعصف باقتصادها في ظل الحصار الخانق الذي تتعرض له وتداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب أراضيها في شباط الفائت.

 

المصدر: الوفاق/ خاص/ عدنان ناهي أحمد