الوفاق/ وكالات
يبدأ يوم شيراز في التقويم الوطني الإيراني من 5 ايار ويستمر لمدة أسبوع، وهو ما يعرف بأسبوع شيراز في المدينة. في عام 2002م، تم تسمية هذا اليوم بيوم شيراز وسجل في التقويم الوطني لإيران. وشيراز هي مركز محافظة فارس وتعتبر موقعاً تاريخياً ومدينة عصرية جذابة في إيران، كما تشتهر هذه المدينة بالشعراء، فهي مسقط رأس الشاعر الايراني سعدي الشيرازي وغيره العديد من الشعراء. بالطبع، كل مدن إيران غنية وتمثل الثقافة الإيرانية الأصيلة، لكن شيراز لها مكانة خاصة بينها. وقد سُميت شيراز قديما بالعديد من الأسماء مثل؛ تيرازيس، وشيرازيس، وشهر راز، كما أطلق عليها لقب دار العلم أيام الدولة الصفوية، لكثرة مدارسها، ويوجد فيها العديد من العلماء والمجتهدين ورجال الدين ، تقع شيراز فوق سهل أخضر جميل، وتتميز بمناخها المعتدل.
عيد منتصف الربيع
5 ايار منتصف موسم الربيع من العام وفي هذا الوقت تنمو النباتات وتزدهر الزراعة. مهرجان منتصف الربيع، مثله مثل المهرجانات القديمة الأخرى، مرتبط بحياة الناس منذ البداية، وكان دوره يعتمد على التغيرات الموسمية والمتعلق بالزراعة وتربية الحيوانات. في الواقع، معظم الاحتفالات مرتبطة بشؤون حياة الناس، مثل الزراعة وتربية الحيوانات؛ ومع ذلك، فمن المحتمل أنه خلال العصر الساساني، اتخذت هذه الاحتفالات طابعاً دينياً أكثر وتم تضمينها القضايا المتعلقة بالمعتقدات الدينية.
الاحتفال بيوم شيراز
تهدف الاحتفالات المخصصة ليوم شيراز في الغالب إلى إدخال المعالم الثقافية والتاريخية والعادات والتقاليد المميزة لأهل هذه المدينة والبلد. هذه البرامج ليست فقط هدف لاهالي المدينة للمشاركة في الأحداث الثقافية والفنية في شيراز ودعوتهم للمشاركة بشكل أكبر، بل يمكن أن تكون عاملاً فعالاً ومهماً لدعوة المزيد من السياح إلى هذه المدينة الجميلة.
يمكن إنتاج رموز يُظهر المواطنون من خلالها اهتمامهم بمدينتهم. على سبيل المثال، من خلال تقديم الملابس والأوشحة المزينة باسم “يوم شيراز” أو عبارة “أحب شيراز” ، يمكن اتخاذ خطوة فعالة لتقديم هذه المدينة بشكل أفضل واجمل ليس فقط لشعب إيران، ولكن أيضا لشعوب العالم اجمع.
يعود تاريخ مدينة شيراز إلى عصور ما قبل الميلاد، وتتميز بأنها كانت عاصمة لكثير من الدول التاريخية مثل؛ الدولة الصفارية، والدولة البويهية، والدولة الزندية، وقد عثر على اسم شيراز في العديد من النقوش القديمة التي يقدر عمرها بأكثر من 4000 سنة، وبحسب الروايات الإيرانية، فإن مؤسس المدينة هو ملك فارسي أسطوري يدعى طهمورث، لكن المدينة تحولت بعده إلى خراب ومجرد آثار، وقد ازدهرت المدينة بعد الفتح الإسلامي، وأصبحت منذ عام 650 المركز الإداري والعسكري لإقليم فارس.
كما ولد ودفن فيها فطاحل الادب والثقافة الاسلامية من جملتهم الشاعران حافظ وسعدي، وسميت (بدار العلم) نظرا لعراقتها العلمية والثقافية، ولها جاذبية مميزة مما جعل المؤرخين والسواح يكتبون عن محاسنها الكثير، ويصنفونها في مقدمة المراكز السياحية في ايران.
المعالم التاريخية
تخت جمشيد: احد أهم المناطق الأثرية والسياحية في إيران. وإذا مررت بكل المزارات الشهيرة هناك دون تخت جمشيد فكأنك لم تزُر بلاد فارس. تخت جمشـيد عمارة تاريخية من القصور الأخمينية، تعدادها ومسـاحاتها وارتفاعاتها المدهشـة وزخارفها ونقوشها الحجرية، مظاهر أضفت عليها شهرة عالمية فأصبحت إحدى آثار الحضارة الإنسانية. ومن القصور والأبنية المعروفة فيها: بوابة الأُمم، قصر آبادانا، قصر داريوش أو تجر، القصر ذو الأعمدة المائة، قصر أو بوابة غير كاملة، خزانة تخت جمشيد، قاعة الشورى، بئر صخري، مقبرة أردشير الثاني والثالث، قصر هديش، القصر الداخلي الذي هو الآن متحف تخت جمشيد .
يمتد هذا البناء الحجري العظيم على حدود 135 ألف متر مربع ويُعتبر أكبر إنجاز معماري للاخمينيين حيث تم بناؤه بشكل كامل من الحجارة. إن المثير للإهتمام أنه لم يتم الإستفادة من أي نوع من الملاط لتثبيت الصخور ويوجد قطع كبيرة من الصخور المتصلة ببعضها بدون الإستفادة من الملاط وفي بعض الحالات تم استخدام بعض من التجهيزات والمعدات الحديدية كتلك المعروفة باسم الخطاف (ذيل السنونو). يحتوي مجمع برسبوليس على: 7 مباني، إضافة لقواعد لمنحوتات مجسمة، قناطر، أعمدة، وضريحان حجريان.
المواقع الأثرية حول منطقة تخت جمشيد أو (Perspolis) التي استمر بناؤها نحو 200 سنة، تنتشر على مساحة تبلغ نحو 7 آلاف كيلومتر مربع. ويعتقد أن هناك الكثير من المعالم التاريخية القديمة التي لم تكتشف بعد. ومن خلال جولة سياحية في تلك المنطقة يمكن أن تشاهد، بعد تخت جمشيد بنحو 87 كم، مدينة باسار غادا التي كانت أول عاصمة للأخمينيين في أيام الملك كورش الكبير. كما أن بالقرب من هذا الموقع معالم تاريخية محفورة في جبال زاجروس، منها نقش رستم، نقش رجب، إذ تعبر هذه الآثار عن مراحل تاريخية تشمل الحقبة الأخمينية والساسانية، وفيها ضريح الملك أرتاكسريس الأول.
تتكون جدران معابد وقصور هذه المنطقة التي يبلغ عمرها نحو ألفين وخمسمائة سنة من صخور بيضاء وسوداء ما بين كل منها فواصل صغيرة كأنها تذكر الإنسان بضرورة الفصل بين حدود الخير والشر. وحيث كل شيء واضح تحت ضوء الشمس الناصعة هنا بين الجبال قرب مدينة مرودشت على بُعد نحو ستين كيلومترا شمال شرقي مدينة شيراز التابعة لمحافظة فارس الإيرانية.
مقبرة سعدي: حديقة سياحية تقع في الشمال الشرقي للمدينة، أقامها الشاعر بهذا الاسم ويوجد بها قبره. كانت هذه الحديقة في السابق ملكاً للشاعر، وبعد أن توفي دفن فيها، سعدي شاعر وحكيم القرن السابع الهجري الذي تُرجم كتاباه «غلستان» و «بوستان» إلى أغلب اللغات العالمية .
مقبرة حافظ: الشاعر الشيرازي العارف الذي يتميز بشهرة عالمية، وكان يعيش في القرن الثامن الهجري، يقع قبره في موضع جميل مشرف على بوابة القرآن في سفح جبل وإلى جوار غدير ماء .
وهناك قبور اُخرى : ابن خفيف ، الشيخ روزبهان ، سيبويه ، الشاه داعي الله ، الشاه شجاع ، الأربعون شخصاً ، الأشخاص السبعة.
قلعة كريم خان الزندي: كانت هذه القلعة بمثابة الجناح الداخلي والقصر السلطاني للأُسرة الزندية. وهي قلعة آجرية ذات جدران عالية، في كل ضلع من أضلاعها الأربعة برج كبير، وتقع في مركز مدينة شيراز .
حمام وكيل: هذا الحمام لا مثيل له بين الحمامات المشابهة، ومن أهم مايمتاز به الرُسوم الجميلة الكائنة في سقف القاعة الرئيسة .
(دار) مشير: نُزُل قديم عند المدخل الجنوبي لسوق وكيل، وهو اليوم معرض للصناعات اليدوية الإيرانية .
قصر ساسان: يقع على بُعد 9 كم جنوب غربي سروسـتان، وهو مبنى عظيم من الحجارة والجص شيد في عهد بهرام غور، وفيه العديد من الطيقان،والأواوين، والحجرات، والدهاليز .
مقبرة الشيخ يوسف السروستاني: مبنى تاريخي يقع في مدينة سروستان ويتألف من 4 طيقان ذات أعمدة حجرية، وطيقان شبه دائرية منحوتة من الحجارة بشكل رائع .
بوابة القرآن: يعود بناؤها للعصر البويهي. ويوجد قبل الحجرة التي تعلو الطاق قرآن في مجلدين يعرف بـ “ذي الأمنان السبعة عشر”.
شيراز دار العلم
كانت شيراز تُعرف بدار العلم منذ القدم، لوجود الكثير من المدارس ولما كان يدرس فيها من كبار العلماء ومشاهير المجتهدين .وأشهر مدارسها القديمة: مدرسة الخان، مدرسة آقابابا خان، المدرسة المنصورية، مدرسة الحكيم،مدرسة السيد علاء الدين حسين، وغيرها.
مدرسة الخان؛ من أكبر المدارس في شيراز وأشهرها، ويعود تاريخ بنائها إلى العصر الصفوي حيث بدأ تشييدها بأمر من وردي خان والي فارس وتمت في أيام ولده عام 1024هـ . هناك قاعة مشيدة فوق رواق المدرسة كان يحاضر فيها ملا صدرا الفيلسوف الشيرازي الكبير .
هذه الأماكن التأريخية التي لا نظير لها في العالم ليست سوى جزء يسير من الآثار القيمة في محافظة فارس حيث تستقطب سنويا أعدادا هائلة من السائحين والزوار من إيران ومن مختلف أصقاع المعمورة.
