صناعة الإنسان:

تربية الطفل وفقاً لآراء إبن سينا والغزالي والطوسي

يُعدُّ هذا الكتاب من مجموعة الكتب التي لا يمكن أن يتجاوز المرء قيمتها، لتقديمه في موضوع تربية الطفل حلولاً عملية تجمع بين القرآن والسنّة النبوية الشريفة إضافةً لآراء المفكرين المسلمين وبعض الغربيين

2023-05-03

يُعدُّ هذا الكتاب لمؤلفه الكاتب محمد العطاران والصادر عن الدار الإسلامية من مجموعة الكتب التي لا يمكن أن يتجاوز المرء قيمتها، إذ أنَّ كثيراً من المؤلفات أو المحاضرات التي تتناول موضوع تربية الطفل تنحصر في تحليل هذه المشكلة، لكنها لا تقدّم حلولاً عملية تجمع بين القرآن والسنّة النبوية الشريفة إضافة لآراء المفكرين المسلمين وبعض الغربيين مثلما فعل هذا الكتاب.
يتضمّن الكتاب بعد المقدّمة  فصلاً  يتناول وجهات نظر المربين المسلمين حول الطفل تمهيداً للدخول إلى التفاصيل التي اعتمدها المربّون المسلمون كاستدلالات الغزالي المدعومة بالآيات القرآنية، وأفكار ابن سينا المرتبطة بالثقافة الإسلامية، والشيخ الطوسي الذي اعتمد الآراء الإسلامية بما حمله الإسلام من شرائع، وأسماءٌ أخرى كالقابس وابن خلدون والشهيد الثاني وغيرهم.

يتناول الفصل الثاني أهمية فترة الطفولة والتي يتّشعب الحديث فيها لفقراتٍ عديدة، منها ما يحدث عن التغيير من عالم الأجنّة إلى الطفولة ثم الصبا ثم الشباب فالشيخوخة، وهذا تطور ذو وجهين أحدهما عضويٌ والآخرُ معنويٌ، ويتركّز الكلام حول أهمية الطفولة التي تشكل أركان شخصية الطفل..
يتناول الفصل الثالث الخواص النفسية للطفل وتعالج هذه النقطة نظريات أربع تهتم بالطفل كإنسان منذ ولادته، ودراسة طبيعة السلوك والاستعداد الشخصي لهذا المخلوق المجبول على حب الخير تارة وميله باتجاه الشر تارةً أخرى.

الفصل الرابع يتناول مرحلة نشوء العادات في الطفولة فيُفردُ الكاتب لهذا العنوان مجالاً واسعاً إذ تشكِّل عناوينه الفرعية والتفصيلية ما يقرب ثلثَ الكتاب، ذلك لأهميّتهِ وما قدَّم فيه من آراءٍ للغزالي والخواجة الطوسي وابن سينا وبعض المفكرين الأوروبيين، حول كون العادات أساساً للتعليم فيما لو أصبحت ملكاتٍ في نفسِ الطفل فهي قادرةٌ على صقله في الاتجاه الصحيح.

أمّا الفصل الخامس فيتناول مسألة العقوبة البدنية ومؤيّدوها:الحديث في النظرية الأولى “لمعارضي العقوبة البدنية للطفل” يتمحور حول أربع نقاط، ومن طروحات مناصري هذه النظرية “أن الألم شر والعقوبات هي بالضرورة شرور لأن ليس لها أثر سوى الألم”. وتنتهي هذه النظرية بشرحٍ مفصل تحدّد فيه ثمانية شروط للعقوبات البدنية مع التحذير من اللجوء إلى الضرب والتعذيب. أمّا النظرية التي تؤيد العقوبات فتعتمد على آراء المفكرين المسلمين المُؤيّدة بالآيات القرآنية وما جاء من الأخبار، مع شرح الأسس الفقهية للعقوبات التي تبيّن أن ضرب الأولاد هو للتأديب لا لإجراء الحد عليهم كما يقول الإمام الصادق(ع): “لا حدَّ على الأطفال ولكن يؤدّبون أدباً بليغاً”.كما يعدد الكاتب خمسة عوامل مهمة في التربية وهي: “الوراثة، والتغذية، والأسرة، والمعلّم والمدرسة، والأصحاب”.
ويختم في النهاية بتبيان الأهداف الدينية للمسلمين من التربية، خصوصاً تعريف الأطفال على القرآن الكريم لأنه محور تعليمهم، ولا بدَّ من اتباع أفضل الأساليب لأجل الوصول لهذه الغاية. ويتحدث الكاتب عن القصة كأسلوب من أفضل الأساليب، لمّا فيها من العبر، وتعتبر من الأساليب الناجحة التي اعتمدها القرآن الكريم.

 

المصدر: الوفاق/ وكالات