الإنتخابات في البحرين

آية الله قاسم يدعو لمقاطعة الانتخابات: المشاركة فيها توقيع على التطبيع

الكلمة الحقّانية في المجلس النيابي القادم ضائعة، لا وجود لها على مستوى القيمة العمليّة.

2022-11-12

دعا آية الله الشيخ عيسى قاسم، الشعب البحريني إلى مقاطعة انتخابات النظام في البحرين، واعتبر أن الشعب أمام امتحان جدّيّ يمتحن مدى وعيه وفهمه وإخلاصه للدين ثم للوطن والأمة، موضحا أنَّ إعطاء الانتخابات زخمًا يعني الفشل في الامتحان.

في رسالة وجهها للشعب البحريني عشية انتخابات نظام المنامة، قال آية الله قاسم: “فشل شعبي كبير أكبر من ولادة مجلس نيابي ساقط، المشاركة في الانتخاب في هذا المجلس أكون شاركت في انتخاب هؤلاء الناس، وهذا النوع من البرلمان”.

ورأى أنَّ “المقاطعة تعني أنّك مغلوبٌ على أمرك في جانب، وأنّك لا تستطيع أن تفعّل من النظام الذي تريده للإنتخاب، من ناحية فقد القدرة العلمية، وأنّ الامكانات بيد الآخر، لكن ما أنت تملكه من هذا الصوت تضعه مع الحق أو مع الباطل، أن تحارب به ولو بالمقاطعة، هذه مسؤوليتك، فحين تغفل أو تلتفت وتُقدم على المشاركة تكون قد خنت”.

وأوضح آية الله قاسم أنَّ “الإقدام مع ذلك على المشاركة في الانتخاب تثبُت الخيانة، فلا تقعوا في الخيانة، ولا تقعوا في حالة الغفلة أو في حالة عدم الانتباه”.

وسأل: “متى يحصل المجلس النيابي المنضبط على خطّ العدل والقيم الرفيعة ورعاية الحقوق البشريّة؟ أيكون بأعضاءٍ جَهَلَة؟ أيكون بأعضاءٍ تشتريهم الدُنيا؟ أيكون بأعضاءٍ يُستغفلون؟ أيكون بأعضاءٍ يمتلكون الجرأة؟ يمتلكون الفكر، والشجاعة، والإخلاص، لكن لا منفذ لهم للإصلاح؟ دخلوا مجلساً مُحاطاً بألف سياجٍ وسياج من دون أن تخترقه كلمة حقٍّ أو لو قيلت فيه لما فادت!”.

ولفت المرجع الديني البحريني الكبير إلى أنَّه “إذا فُرِّغ المجلس من كلّ صلاحياته المعروفة في الإصلاح، وجُعِل جهازًا من أجهزة السلطة التنفيذية التي لا تأتي أوجاع الشعب إلا من قبلها، ومن قبل القضاء الذي تتحكّم فيه، فإنّ في ذلك مصيبة الشعوب”.

وتوقف عند مقدّمات المجلس النيابي، التي ستأتي انتخاباته يوم السبت، مبينًا أنَّها العزل السياسي للكفاءة والإخلاص، الكفوء معزولٌ سياسيًا، المُخلص معزولٌ سياسيًا، المُخلص الحقّ للشعب، للدين، للإنسانية، لكرامة الإنسان، سائلًا: “هذا على مستوى الناخب، وعلى مستوى المترشّح. إلى أين توصل هذه المقدمة؟ إلى مجلس فيه نجاح للشعب؟ فيه خلاص للشعب؟ فيه حفاظ على كرامة الشعب؟ فيه رجاء أن يصل في يوم من الأيام إلى المطالبة بدستورٍ عادل؟”.

وشدَّد آية الله قاسم أنَّ الناخبين هُم الجيش والمجنّسين والقوّة الأمنية أيضًا، وأنَّ كلّ هؤلاء لا يمتلكون أصواتًا في الحقيقة، أصواتهم أصواتٌ للحكم.

وأوضح أنَّ السلطة التنفيذية تُملئ البلاد بالمجنّسين على حساب لقمة عيشه، وأحيانًا على حساب قيمه، وعلى حساب أمنه الاجتماعي، والتجانس الثقافي الموجود فيه، لافتًا إلى أنَّ السلطة التنفيذية تبحث عن مجلسٍ نيابي يوافقها ويخدمها، ليكون المجلس النيابي معهم وفي صالحهم.

وأضاف أنَّه انضم للناخبين عدد من دعاة التطبيع، ولذلك فُتح مركز في “إسرائيل” لإنتخاب المجلس النيابي في البحرين.

وذكر أنَّ إسقاط حقّ الانتخاب من 94 ألف ناخب، يجعلنا نرى القيمة العددية والنسبة المرتفعة لهؤلاء الذين أُسقِط حقّهم في الانتخاب بالقياس إلى الكتلة الناخبين من المواطنين.

وقال آية الله قاسم: “الكلمة الحقّانية في المجلس النيابي القادم ضائعة، لا وجود لها على مستوى القيمة العمليّة، لا قدرة لها على النفاذ، اللائحة الداخلية أحد ضوابط الكلمة في المجلس، بحيث أنّ الطرق في هذه اللائحة إلى الكلمة الحقّانية مسدودة، وأوّل ذلك الهيمنة المعطاة لرئاسة المجلس النيابي”.

وأضاف: “المجلس الآتي مغيّبةٌ عنه كلّ الكفاءات، فقيرٌ من حيث الاخلاص، قاعة البرلمان قاعة خاوية من الكفاءات ومن الاخلاص والوفاء للشعب، وفي الكثير من قيم الدين ولو كان هناك غيارى، يُمكن أن يكون هناك غيارى، قد تكون أيُّها المترشّح للمجلس على خير نيّة، ولكنّك من ناحية الواقع ستكون نصيرًا للباطل، لأنّ نيّتك لا تنفذ ومشاركتك تعني الإعانة على الظلم”.

وأكَّد أنَّ “المشاركة في هذه الانتخابات توقيعٌ على بقاء الوضع السيء الذي يصرخ منه الآن الكُلّ، المشاركة في الانتخاب والترشُّح تعني توقيع على بقاء هذا الوضع، لا بل على زيادته سوءًا، وأيضاً توقيع على التطبيع القائم وتوسعة رقعته وامتداد مداه وتركّزه وتعمّقه واستفحاله خطراً وكارثة”.

وأردف آية الله قاسم قائلًا: “أنت الآن في البحرين وأنت تنتخب تبارك الانتخاب في “إسرائيل”، وفي غير “إسرائيل” ممّن يُجنّسون ضدّك، هناك مجنّسون يوقّعون في بلدان أخرى غير “إسرائيل”، هؤلاء يشاركون لصالحك أو لصالح السلطة التنفيذية؟ واليوم الذين يصوّتون في “إسرائيل” هُم من البحرين، غدًا في دورة أخرى سيصوّت الإسرائيلي المُجنّس للمجلس النيابي في البحرين، وتوقيعك يفتح الباب لهذا”.

وتابع: “كلّ شعب البحرين الآن يعرف بأن المقاطعة من أجل صالح مَن، وأنّ المشاركة من أجل صالح مَن. تشارك يعني من أجل تسلُّط مضاعف على ظهرك وظهر اخوانك ممّن تُحب وتفكّر في مصلحتهم، ودينك ودنياك، حاضرك ومستقبلك”.

وأكَّد آية الله قاسم أنَّ المقاطعة تُعطي درسًا للحكومة بأنّ كلّ خططها المضادّة للشعب لن يكون لها أثر ما دام الشعب على هذا الوعي، وحتى تُفضح هذه الانتخابات وأنّها إرادة مفروضة على هذا الشعب، وما دامت إرادة الشعب مغيّبة فلن يكون الشعب إلاّ عدوًّا لوضع الظلم، لوضع الاضطهاد، وختم قائلًا: “يوم السبت هو يوم حزنٍ لشعب البحرين لا يوم فرح، نعم يُمكن أن يفرح لو قاطع الانتخابات”.