تؤكد زيارة رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران السيد إبراهيم رئيسي الى سوريا، التي انتهت بالأمس، أن محور المقاومة أضاف مهمة البناء بمعناه المؤسساتي والحكومي الى مهامه الأساسية (أكثرية أطراف المحور لديها أذرع خدماتية اجتماعية)، والى علاقات التعاون بين أطرافه ودوله وحكوماته، بعدما كان ذلك يقتصر على الجوانب العسكرية بشكل كبير.
وبالتأكيد، كان للزيارة الكثير من الدلالات السياسية الاستراتيجية المهمّة، إلا أن الأهمية الكبرى هو ما وقّع عليه الرئيس السيد إبراهيم رئيسي ونظيره السوري بشار الأسد، من مذكرة تفاهم لخطة تعاون إستراتيجي شامل وطويل الأمد من 15 وثيقة، سيكون لها نتائج اقتصادية مهمّة للبلدين وللشعبين، وستقدم أنموذجاً لنظرية الاقتصاد المقاوم أيضاً. والأهم من كل شي، ستمنع الجهات الدولية والإقليمية التي قد تظنّ بأنها تستطيع ابتزاز دمشق، في ملف إعادة الإعمار، لتحصّل للمعسكر الأمريكي بالاقتصاد، ما عجز عن تحقيقه هذا المعسكر بالسياسة والسلاح والإرهاب.
وهذا ما أعلنه بوضوح السيد رئيسي خلال الزيارة حينما قال: “بلا شك زيارتي إلى هذا البلد هي نقطة تحول في توسيع العلاقات الإيرانية السورية وتأثيرها حول إزالة العوائق وتوسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين، وحتى في المنطقة سيتم الكشف عنها قريبا”.
أبرز ما كشف عما تضمنته وثائق التعاون الاستراتيجي الشامل:
_ بناء محطّات توليد الكهرباء في سوريا، بكلفة مليار يورو.
_الاستثمار الإيراني في قطاعات الفوسفات والصناعات الدوائية والنقل البحري.
_الاتفاق على توسيع الخط الائتماني لسوريا لدى الجمهورية الإسلامية، ليشمل مشاريع بناء وتطوير محطّات توليد الكهرباء، إضافة إلى قطاع النفط. مع الإشارة الى أن طهران فتحت منذ العام 2011 خطاً ائتمانياً لتأمين احتياجات سوريا من النفط.
_ الاتفاق على إجراء التبادل التجاري بين البلدين بالعملات المحلّية.
_ إنشاء بنك وتأمين مشترك بين إيران وسوريا. لكن حتى إنشاء البنك، سيوفر أحد البنوك العاملة بين البلدين، عمليات تبادل مالي سهلة من أجل تسهيل الإجراءات المالية لرجال الأعمال.
_ إرسال 50 ألف زائر إلى دمشق سنوياً
_ تقديم إيران مجموعة من التسهيلات للشركات والمستثمرين السوريين، الراغبين في تصدير بضائعهم إليها أو الاستثمار داخلها. وتشكل هذه التسهيلات: تخفيضات ضريبية، قروضاً تشجيعية، وتسهيلات في النقل.
_ كما تشمل مذكرة التفاهم مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة والهندسة الفنية والإسكان والاتصالات والتكنولوجيا والزلازل والإغاثة وتسهيل أمور الزيارة (بمعدل 1000 زائر أسبوعيا في 3 إلى 5 رحلات).
_إكمال سكك الحديد التي تربط كلا من إيران والعراق وسوريا، والذي كان يعدّ من المشاريع الاستراتيجية، الذي سيتيح ربط هذه الدول ببعضها البعض بالسكك فضلاً عن الطرق، وتحوّلها الى عقدة وصل مهمة بين أسيا وأوروبا وأفريقيا. كما ستتيح لهذه الدول الإفادة والاستفادة من مشروع الصين “حزام وطريق”، ومن مشروع إيران وروسيا “ممر الشمال والجنوب.