تتخذ الجماعات المقاتلة الجديدة تسميات مكانية رمزية

الضفة.. مجموعات جديدة والعمليات مستمرة

القلق الصهيوني يتزايد من انتشار ظاهرة الكتائب والوحدات التي تتكنّى بأسماء المخيمات والمدن في الضفة المحتلة.

2022-11-12

غالب قنديل/ تغلي الضفة الغربية المحتلة بعوامل انفجار متواصل بين المجموعات الفدائية الفلسطينية وجيش الاحتلال الصهيوني، تشير اليه وتيرة العمليات التي تنفذها مجموعات فدائية فتية، تعمل خارج النسق التقليدي لأساليب التنظيم والقيادة التي عرفها العدو وائتلف معها طيلة عقود.

تشير الهجمات الفدائية الأخيرة في الضفة الغربية المحتلة الى ابتعاد الشباب الفلسطيني المقاتل عن أنماط وأشكال التنظيم الهرمية المركزية لصالح العمل ضمن مجموعات صغيرة محلية منتشرة في الجغرافية، وهو ما يصعّب على الصهاينة عمليات الملاحقة والمتابعة، ويحفظ للشباب الفلسطيني المقاتل عنصر المفاجأة، ويحقّق للفدائيين مقدارا أعلى من الأمان والمرونة، وبالتالي يعطيهم مزيدا من القدرة المضاعفة على تسديد الضربات الموجعة والمباغتة للعدو.

تتخذ الجماعات المقاتلة الجديدة تسميات مكانية رمزية بانتسابها الى المخيمات والمدن الفلسطينية، وهي تبدو في ظاهر الأمر بعيدة عن فكرة العمل الجبهوي والتنظيم المركزي، وهذه الميزة من الزاوية الأمنية تحافظ على الخصوصية التنظيمية المحلية، وتقطع على العدو سبل الربط في المتابعة والملاحقة الاستخباراتية بين الفرق المقاتلة وهياكلها التنظيمية والميدانية، بقدر ما قد تحول دون تبادل الإمكانات وتداول الخبرات وتأصيلها لتطوير النضال المسلح وتعميق الخبرات وتعميمها.

القلق الصهيوني يتزايد من انتشار ظاهرة الكتائب والوحدات التي تتكنّى بأسماء المخيمات والمدن في الضفة المحتلة، وهي تنفذ ضربات موجعة متلاحقة، باتت تغطي نطاقات ومساحات لا يستهان بها من الجغرافية الفلسطينية. والظاهرة المتجهة الى التوسع تزداد فاعلية وصعودا.

آخر الهجمات شنّتها “كتيبة بلاطة” ردا على اقتحام قبر يوسف، وهي تعمل وتنشط في ذات الحيّز الجغرافي لنشاط “عش الدبابير”، الأمر الذي ضاعف القلق الشامل لقوات الاحتلال وأجهزة الاستخبارات والجماعات الصهيونية، التي تعمل وتدعو الى تعميم البطش والتنكيل ضدّ الفلسطينيين في سائر أنحاء الضفة الغربية المحتلة، حيث تشير الوقائع الى توسّع المبادرات وانتشارها في الجغرافية الفلسطينية.

مشكلة الصهاينة أن هذه المجموعات تتنامى وتنتشر، وهي في كلّ ناحية من الضفة الغربية، تتّخذ تسميات مختلفة، وتتحرك كتشكيلات محلية صغيرة، لدرجة أن هذه الحالة باتت عصيّة على الحصر، ويصعب تقصّي أنشطتها، لأنها ليست مركزية، وتعمل باستقلال محلي، بحيث تتحرك كلّ مجموعة وفق خطّتها الخاصة في صيغ تنظيمية مبتكرة خارج الهرمية التقليدية، الأمر الذي يجعل الملاحقة والمطاردة وتقصّي المعلومات أمرا شديد الصعوبة والتعقيد.

المفارقة المربكة للعدو أن المجموعات المتحدّرة من رحم المنظمات والفصائل والحركات الفدائية وتشكيلاتها نفسها ليست متعارفة ولا متّصلة. والميزة الفارقة الظاهرة، هي فتوّة العناصر المقاتلة المتحّدرة من أجيال شابة، وتتكنّى بيافطاتها الخاصة والمستحدثة.

إنها فلسطين، تتفتّح مقاومة متمرّدة من براعم يانعة شابة، اشتد عودها وحصّلت وعيا وخبرات بتراكم زاد الأجيال المقاومة والفدائية التي سبقت. كتائب الفدائيين تسطّر بطولات تأسر العدو في حلقة الحيرة والعجز في مرحلة جديدة من الصراع، ينبغي ارتقاب فصولها، ومتابعة حصادها.

الشرق الجديد