في ذكرى ميلاده، بلدة “ذوق مكايل” اللبنانية تحتفل بابنها الشاعر الياس أبو شبكة، من خلال منح جوائز الدورة الثانية من المسابقة الشعرية التي تحمل اسمه.
احتفلت بلدة “ذوق مكايل” اللبنانية، الواقعة شمالي العاصمة بيروت، بابنها الشاعر الراحل الياس أبو شبكة (1903-1947)، الذي أضاف إلى الشعر اللبناني نزعة رومنطيقية خاصة، اتسمت بالشفافية والعفوية والتألق والنغم الجميل.
سطّر الشاعر أبو شبكة روايات الحب الشعرية، وجسّد الطبيعة بأسلوب إيقاعي جميل ومتنوّع، وتفاعل مع كبار الشعراء والمفكرين المحدثين الأوروبيين، وكانت له مواقف جريئة في مواضيع لم يكن من السهل الغوص فيها في حينه، فلم تبخل بلدته عليه بإحياء اسمه بعد رحيله، حيث حوّلت بلدية “ذوق مكايل” منزله إلى متحف في العام 2008، ضمّ وثائقه وأشعاره وجميع مقتنياته.
كما احتفى “بيت الشباب والثقافة” بمناسبة ولادة الشاعر، التي تصادف في الـ3 من أيار/مايو، وخصّص مسابقة سنوية في هذه المناسبة، منحت الفائزين بجائزتها جوائز دورتها الثانية التي أقيمت في هذا العام. حيث فاز في دورتها الثانية الشعراء التالية أسماؤهم، والذين ألقوا قصائدهم الرابحة أمام الحضور.
حيث فازت ليلى حسن بيز عن فئة “المقطوعة النثرية”، والتي تحدّثت من الولايات المتحدة الأميركية عبر كلمة مصوّرة، وحلّت في المركز الثاني باميلا شربل. وفاز عن فئة “القصيدة المحكيّة” حنّا شعيا. وعن فئة “القصيدة الكلاسيكية”، فاز كلٌّ من دلال رسلان موسى، وأنطوان خليل.
وتخلّل المناسبة لقاء مع الشاعر هنري زغيب، ابن البلدة أيضاً، في حضور رئيس البلدية الياس البعينو، وأعضاء من المجلس البلدي، وشعراء وأكاديميين، وحشد من مُحبّي الشعر والثقافة.
استعرض زغيب سيرة أبو شبكة، وألقى من شعره قصائد، تخللتها قصائد مغنّاة مع مارينا العتلّ، والموسيقي فادي أبي هاشم، والمؤلّف الموسيقي جوزف مراد.
وأكّد زغيب على موضوع لطالما تحدّث عنه، وهو ضرورة تدريس شعر الياس أبو شبكة في المدارس على نطاق أوسع، لأنّه “يدخل أسرع إلى ذاكرة الطلاب، حين يترافق شعره مع اللحن، فيُصغون إلى القصيدة مُلحّنة مُغنّاة، ثم يقرأونها بشرح معبّر من المدرس أو المدرّسة، فتصبح القصيدة صديقة التلامذة، ترافقهم إلى بيوتهم، ودفاترهم، وكتبهم، ودروسهم، وذاكرتهم”.
نقولا طعمة
