وجّه رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية “آية الله السيد إبراهيم رئيسي” البنك المركزي أن يباشر بالتعاون مع الأجهزة المعنية، في توفير الأرضيات للتعامل التجاري على أساس العملة الوطنية الايرانية “الریال” وعملات سائر الدول المستهدفة.
جاء ذلك خلال اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد يوم الأحد برئاسة آية الله رئيسي، حيث نوه بتزايد رغبة الدول والخطط التي تضعها بهدف تقليل الاعتماد وشطب عملة الدولار من دائرة أنشطتها التجارية.
* الإشادة بمعرض “إيران إكسبو 2023”
وفي جانب آخر من تصريحاته، أشاد رئيس الجمهورية بجهود القائمين على تنظيم المعرض الخامس لفرص الصادرات الايرانية، واصفاً المنتجات المحلية المعروضة في هذا الحدث بأنها تبعث على الفخر والاعتزاز. وأضاف رئيسي: المتوقع من كافة الأقسام أن تتظافر الجهود فيما بينها لرفع حجم الإنتاج وتطوير جودة الصناعات الوطنية، لاسيما الصناعات المعرفية وتجنب شراء النسخ الخارجية المماثلة.
* السوق السورية تزخر بالطاقات المؤاتية
على صعيد آخر، تحدث رئيس الجمهورية حول نتائج زيارته الأخيرة الى سوريا وتوقيع “مذكرة التعاون الشامل والستراتيجي طويل الأمد” الى جانب عدد من الاتفاقيات الأخرى للتعاون في مختلف المجالات بين طهران ودمشق. وفيما أكد على ضرورة تنفيذ هذه الوثائق تماماً، صرح رئيسي بأن السوق السورية تزخر بالطاقات المؤاتية التي تسهم في توسيع العلاقات التجارية بين البلدين.
* إزالة الدولرة
من جانبه، صرح محافظ البنك المركزي بأن السياسة الإستراتيجية للبنك المركزي الإيراني هي إزالة الدولرة في النقد الأجنبي والتجارة بناء على أسباب اقتصادية وسياسية سليمة كإستخدام الدولار كأداة ضغط من قبل واشنطن، لافتاً الى أن العملات الأخرى تشهد نمواً ملحوظاً خاصة في آسيا.
ووفقاً للتقرير الصادر عن البنك المركزي، فقد أشار محمد رضا فرزين، في لقاء وزير التجارة والصناعة وتنمية الاستثمار العماني قيس بن محمد اليوسف، إلى الاستعداد الكامل والتام للبنك المركزي الإيراني لتقليص وإزالة الدولرة من المعاملات التجارية والاقتصادية بين البلدين.
وأشار في هذا السياق الى أنه سيتم توفير مجالات إجراء المعاملات الاقتصادية والتجارية على أساس العملة الوطنية لإيران والدول والشركاء التجاريين بما فيها سلطنة عمان.
وفي إشارة إلى المفاوضات والإلتزامات الجيدة بين إيران وسلطنة عمان العام الماضي فيما يتعلق بتطوير العلاقات النقدية والمصرفية إلى جانب العلاقات التجارية بين البلدين، أكد فرزين استعداد ايران لاستخدام الأساليب الدولية لغرفة المقاصة النقدية والإتفاقية النقدية المتعددة الأطراف والإتفاقية النقدية الثنائية في التعاملات التجارية مع عمان والشركاء الاقتصاديين لإيران.
كما لفت فرزين إلى توسيع العلاقات التجارية بين إيران وسلطنة عمان العام الماضي، قائلاً: إنه ومع الإرادة السياسية التي تشكلت بين إيران وسلطنة عمان، نما حجم العلاقات الاقتصادية بين البلدين بنسبة 40٪ في العام الماضي ووصل إلى مليار و800 مليون دولار، ويمكن بالتأكيد أن يتم هذا الحجم من التبادل بإستخدام العملة الوطنية للبلدين في شكل إتفاقية نقدية ثنائية أو غرفة مقاصة نقدية.
كما أكد محافظ البنك المركزي على ضرورة استخدام البطاقات المصرفية المشتركة بين الشبكة النقدية والمصرفية لإيران وسلطنة عمان من أجل تسهيل العلاقات التجارية والأنشطة الاقتصادية لمواطني البلدين. وأوضح أنه تم عقد مفاوضات بشأن هذا الإجراء مع البنك المركزي العماني؛ وفي حال التسريع به من قبل البنك المركزي العماني، فان إيران مستعدة لوضع استخدام البطاقات المصرفية المشتركة على جدول الأعمال في أقرب وقت ممكن.
وفي هذا الاجتماع، أشار فرزين إلى انعقاد اجتماع الاتحاد الآسيوي للصرّافة (ACU) في شهر حزيران/ يونيو من هذا العام في طهران ودعوة محافظي البنوك المركزية للدول الأعضاء والرقابية وكذلك الدول المجاورة بما في ذلك سلطنة عمان.
كما أشار الى أن استخدام أساليب الاتفاقيات النقدية الثنائية أو متعددة الأطراف وكذلك غرفة المقاصة النقدية بين الدول الأعضاء في اتحاد التبادل الآسيوي سيؤدي بالتأكيد إلى زيادة العلاقات التجارية وتقليص وإلغاء الدولرة من المعاملات التجارية بين هذه البلدان.
* العلاقات المصرفية الإيرانية-العمانية
من جهته، أشار وزير التجارة والصناعة وتنمية الاستثمار العماني إلى زيادة العلاقات النقدية والمصرفية بين إيران وبلاده، وقال: بالتأكيد إن استخدام غرفة المقاصة النقدية والإتفاقية النقدية الثنائية والعملات الوطنية في العلاقات التجارية الوطنية بين إيران وسلطنة عمان طريقة بناءة لتوسيع التعاون الاقتصادي، وسلطنة عمان مستعدة لوضع هذه المسألة على جدول أعمالها بعد دراستها.
وفي إشارة إلى ضرورة فتح خطوط إئتمانية بين إيران وسلطنة عمان واستعداد إيران في هذا الصدد، أعرب قيس بن محمد اليوسف عن استعداد بلاده لزيادة حجم التعاون التجاري والاقتصادي بين عمان وإيران من خلال استخدام أساليب مختلفة وتطوير العلاقات النقدية والمصرفية مع إيران.
وتطرق وزير التجارة والصناعة وتنمية الاستثمار العماني الى معرض “إكسبو إيران 2023″، معرباً عن إعجابه بتطور الصناعات الإيرانية، مبدياً استعداد بلاده التام لتوسيع التعاون في مجال الصناعة جنباً إلى جنب مع العلاقات النقدية والمصرفية بين البلدين.