عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لـ"لوفاق":

صفقة القرن فرزت المواقف من مع فلسطين ومن عليها

إنّ مدينة القدس هي محور القضية الفلسطينية وجوهرها، فهي ذات مكانة عالية وعظيمة في قلب كل عربي ومسلم، وهي رمز يعبر عن التاريخ العربي والإسلامي، ورمز توحيد الصفوف وتقوية روح التضامن العربي والإسلامي، وتجديد عزيمة هذه الأمة لتستعيد حقها ومجدها الذي عاش وسيظل حياً في ضمير أبنائها وأجيالها. إنّ العمل من أجل إنقاذ القدس وتحريرها من أيدي المغتصبين هو عمل طويل وشاق تفرضه طبيعة الصراع التاريخي والمستقبلي بين المشروع الصهيوني والإستيطاني من جهة، والمشروع النهضوي الإسلامي من جهة أخرى. وإنّ أي جهد يبذل في خضم هذا الصراع سوف يصب في نجاح المشروع الإسلامي وانتصاره في نهاية المطاف، طال الزمن أو قصر.

2023-05-10

ضمن هذا السياق، أجرت صحيفة الوفاق مقابلة مع عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال، وكان الحوار التالي:

بدايةً كيف تصدى الشعب الفلسطيني عبر التاريخ  لتهويد مدينة القدس في ظل سطوة صهيونية وتأمر عربي؟ 

منذ أن وطأت أقدام الاستعمار الغربي أرض فلسطين، ظلت القدس تمثل  مركزية  النضال  الفلسطيني، وفي مقدمته، فهي مبتدأ وخبر هذا الصراع، فكان لها سبق تفجير الهبات والانتفاضات المتتالية فتعيد إنتاج المقاومة كأنها في بواكيرها الأولى، منذ هبة حائط البراق عام 1919،  الذي يعتبر الحائط الغربي للحرم الشريف في مدينة القدس، ومذاك اليوم تشهد فلسطين هبات وانتفاضات وثورات  ومقاومة وانفجارات  ثورية وشعبية متعددة،، تعكس حقيقة الشعب الفلسطيني وقلقه الشديد من مشروع “الوطن القومي اليهودي”، المدعوم من قبل السلطات الاستعمارية البريطانية، واستهدافهم للقدس في محاولة لتأكيد شرعية دينية زائفة للبناء عليها، وكما نعلم لم تستطع  حفريات الاحتلال المتراكمة على إثبات الرواية اليهودية المكذوبة أو على إيجاد “الهيكل” المزعوم. ويسجل التاريخ هبة عام 15/8/1929 يوم قام  عددٌ من المستوطنين الصهاينة بتنظيم مسيرةً تجاه حائط البراق، لتقسيم الحائط بين الشرقي الغربي للمسجد الأقصى، انفجرت بعدها  هبّة شعبية، استخدمت الأساليب الشعبية في العنف الثوري، كالسكاكين والسيوف والحجارة والعصي، وامتدت في مدن القدس والخليل ونابلس وصفد، واستشهد خلال الأحداث 116 عربياً، وجرح 339 آخرين، فيما قُتل 133 صهيونياً، و232 جريحاً. وقد سبق تلك المواجهة تحركات شعبية، إذ شكَّل عدد من أهالي المدن والقرى الفلسطينية جمعيةً تحت اسم “جمعية حماية المسجد الأقصى ” قبيل اندلاع ثورة  1936، وما تلاها من معارك وأهمها في العام 1948 معركة القسطل القريبة من القدس، فهي  تلخص جوهر  الصراع، العديد من الثورات والهبّات الفلسطينية كان  محورها القدس ففي هبة النفق، وانتفاضتَي الأقصى، هبّة السكاكين ورفض التقسيم الزماني والمكاني  والبوابات الالكترونية وتهويد المدينة القديمة وحي الشيخ جراح وجبل المكبر وباب الرحمة، شكلت فيها القدس مكانياً وزمانياً رمزية روحية وثقافية ووطنية ودينية، جعلها العامل المفجر للثورات، مما شكل لها عاملاً إضافياً من عوامل أهميتها الجيو-استراتيجية.

فالدعم الاستعماري البريطاني والأمريكي لم يتوقف في توطيد ودعم المشروع الصهيوني للسيطرة على القدس وفلسطين، والسياسات الرسمية للأنظمة العربية عجزت عن  ردع  الاحتلال الصهيوني، يقدمون التنازل تلو الآخر، وما زالوا، عجزاً تجلى في سياسات التنازل والتسويات والمفاوضات والقبول بالحلول الوسط حول تقسيم مدينة القدس شرقية وغربية،  وتهويد الأماكن المقدسة فيها،  فالقدس لا تحررها ثقافة الاستسلام والتطبيع  وقرارات الأمم المتحدة العاجزة  في هذا الشأن، بل ثقافة التحرر والمقاومة.

لماذا أعلن الامام الخميني(قدس) يوماً عالمياً للقدس؟ وما هي دلالات وأبعاد هذا اليوم؟

نرى أنّ هناك معاني استراتيجية عميقة  لإعلان الإمام الخميني(قدس)  ليوم القدس العالمي  في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، شهر التضحية والعطاء والفداء، وتربط بهذا الشهر معارك القدس الكبيرة، فالتاريخ ذو دلالة، بإعتبار أن تأدية الفروض والواجبات الدينية ناقصة طالما أن القدس محتلة وهناك واجب  إزاء هذه المدينة المقدّسة.

ما هي أهداف إعلان الإمام الخميني(قدس) ليوم القدس العالمي بعد فترة قصيرة جداً من انتصار الثورة الاسلامية، وهل تحققت هذه الأهداف؟

كانت فلسفة هذه اليوم عند الإمام الخميني كتحذير شديد لقوى الاستكبار والاستعمار والامبريالية العالمية وعلى “الشيطان الأكبر” أن يرفع  يده عن الشعوب واستغلالها واحتجاز تطورها ومنع تقدمها واستقلالها لضمان مستقبلها، وهذا عكس هوية الثورة الاسلامية  في إيران وحقيقتها الثورية وأهدافها السامية وغايتها النبيلةكقوة مساندة للحق والعدل وكرامة الشعوب. وجسدت ذلك  في وقوفها الثابت مع القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال الصهيوني الغاصب. لذلك كانت القدس تتويجاً لانتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وإحياء يوم القدس في وجدان الأمة هزت منظومة الدوائر الأمريكية والغربية والكيان الصهيوني وأذنابها في المنطقة، أن تكون الثورة المنتصرة في إيران مع فلسطين والقدس وضد الكيان الصهيوني، هذا يفسر السبب وراء الهجمة الاستعمارية المسعورة ضد إيران وسبب حصارها واستهدافها المتعدد الاتجاهات منذ انتصار الثورة وإلى يومنا هذا. لكن وصية الإمام وفكرته ظلت راسخة وثابتة ومتمسكة بالمقاومة على مدى هذا الصراع من أجل تعزيز القيّم والفكر والعقيدة التي رسختها وأمنت بها الثورة الإسلامية في إيران.

بعد ثلاث سنوات من اغتيال الشهيد سليماني، ما هي انجازات محور المقاومة في فلسطين؟

بعد ثلاثة سنوات على اغتيال قائد فيلق القدس الشهيد قاسم سليماني، الذي قدم نموذجاً يقرن القول بالعمل، وما  أنجزه في هذا الشأن كان عظيماً ترك بصماته فيما نرى اليوم، من تحدي واشتباك وجهوزية روحية وتسليحية للمقاومة ومن مختلف الجبهات وعلى مساحة أرض فلسطين التاريخية، ما يشكل لها محور المقاومة من عملية بناء القدرات اللوجستية نجده  في تصعيد الفعل المقاوم وتراكم للقوة لتحقيق حرية القدس وفلسطين والأمة والروح المعنوية القائمة على وعي مقاوم  لجيل الفدائيين، فالحرية تنتزع بالمقاومة ولا تمنح مجاناً من أحد.

رسالته  واضحة  ترجمها  بالممارسة و جسدها بالدم، إنّ تحرير القدس لا يمكن أن يتحقق بالكلام والشعارات والخطابات، فالقدسُ تتعرّضُ لأكبر حفلة جنون عنصري ونازي شيطاني صهيوني  من داخلها ومن خارجها، ونية خبيثة ضد أهلها وطردهم بصورةٍ منهجيّةٍ عبرَ منعه من العودة إليها ورفض تجديد هُويّاتهم، واحتلال بيوتها شبرًا شبرًا، ونبش الأنفاق تحت مقدّساتها الإسلاميّة والمسيحيّة بحثًا عن هيكلٍ يهوديٍّ مزعوم، والإعلان صباح مساء بأن القدس عاصمةُ إسرائيل الأبديّة، لسان حال الجيل الجديد في مدن فلسطين كافة من الشمال الى الجنوب ومن غزة الى الضفة  يقول :دون مقاومة  جدّية  مسلحة و شاملة  و عمليّةٍ وحازمةٍ يبقى الحديثُ  عن القدس حبرًا على ورق لذلك سنتذكر  الحاج قاسم كلما  تصاعدت  المقاومة استراتيجية واحدة ومتحدة، مثلما تذكرناه  بالأمس  عند انطلاق الصواريخ من ثلاث جبهات: لبنان وسورية وغزة في وقت واحد، وهو وهو الذي أسهم في تطوير  فعل المقاومة ميدانياً.

لماذا يتوجس الصهاينة خيفة من إحياء يوم القدس، وكيف تصدى الاسرائيليون لهذا اليوم عبر اضعافه والتقليل من أهميته وإلباسه لباس الطائفية؟ وكيف وحد يوم هذا اليوم أبناء الأمة الإسلامية بأطيافها ومذاهبها المختلفة حول القضية الفلسطينية ؟

يتوجس الصهاينة عندما يقف شعب فلسطين ويبرهن أنه لم يعوّد نفسه ولم يعوّد العالم على نسيان جراحه، وأنه لم يعد يشعر بنفسه وحيداً في الميدان، فهو يشتري حضوره بمقاومته وصموده ونضاله، وما يخشاه العدو أنّ  إعلان يوم القدس أضاف شحنة إضافية روحيّة ومعنويّة ووقود أسهم في إشعال روح النضال حتى تتحرّر القدس، داعياً الفلسطينيين أن تكون القدس بوصلتهم وقضيّتهم المركزية وعدم الاكتراث للفتن الداخلية والمصالح الفئوية الضيقة بل توحيد جهودهم لأجل فلسطين وقدس الأقداس.

ما هو يوم القدس اليهودي الذي استحدثه الصهاينة مواجهةً ليوم القدس العالمي؟

هذا اليوم يكشف الوجه الحقيقي  للصهاينة بمختلف تياراتهم الايديولوجية وعلى من يكون أكثر عداء لنا، ولكنهم يجمعوا على مخططات استراتيجية واحدة وثابتة، باعتبار القدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني وتحت سيادة صهيونية كاملة وقد شجعتها بعض الأنظمة العربية المتواطئة  والمطبعة في فرض السياسة الإسرائيلية على القدس وتشجيع جماعات وعصابات الاستيطان  وفرسان التلال وسائر المليشيات المسلحة  وفرق المعبد  التهويدية، بقصد خلق وقائع جديدة  في المدينة المقدسة، مثل يوم مسيرة الأعلام أو الفصح العبري وثم ذبح القربان وأخيراً اختراع ذريعة اسمها “يوم القدس العبري” أو ذكرى “استكمال احتلال القدس”، تعبيراً عن إرادة صهيونية تهويدية عارمة تسعى إلى طمس هوية القدس الإسلامية العربية لحساب خلق “أورشليم” التلمودية الصهيونية. هذا يعكس نوايا العدو بالمخطط ( التطهير العرقي) والعنصري الذي هو أكبر من حواجز باب العامود و قصة تقسيم زماني، والهدف النهائي هو تهويد المكان، فإسرائيل خاضت معركة عبرنة الأماكن وعبرنة الذاكرة، وهي تخترع ذاكرة عبرية لتطمس الذاكرة العربية  كي تتمكن من تهويد القدس.

كيف واجه إحياء يوم القدس طروحات العدو الاسرائيلي وربيبته أمريكا مثل صفقة القرن وغيرها؟

أبرز ما يميز هذه الصفقة؛ أنها جاءت مطابقة للنوايا الصهيونية الخبيئة والخبيثة، وأن ما يجري في القدس  ليس مجرد مشاغبات المستوطنين من العصابات وشذاذ الآفاق، إنما هي استراتيجية بعيدة المدى للسيطرة على القدس، والأهم صفقة القرن هي إعلان  الولايات المتحدة الأمريكية، تبني هذه الاستراتيجية، كما يعبر عن حقيقتها قادة الصهيونية الدينية المتطرفة فيما يسمى عملية “حسم الصراع”، وهذا أسقط أوهام الدور الاميركي المخادع في رعاية عملية السلام و على قيام “دولة فلسطينية”، بل هي راعية للعدوان الصهيوني والكيان العنصري، وكُشف كذب السياسة الأمريكية في العقدين الماضيين، التي طالبت علناً  بإزاحة القدس من عملية التفاوض؛ وذلك عبر نقل السفارة الأمريكية إليها، والاعتراف بها عاصمة للكيان الصهيوني.

لقد حصلت عملية فرز واضحة، محور القدس في مواجهة محور الصفقة،  تم الفرز بدون مواربة بين الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني ودول التطبيع من جهة، وبين محور المقاومة الرافض والمواجه للصفقة من جهةٍ أخرى، من مع فلسطين ومن عليها.. وما الحراك الشعبي الذي سبق وترافق مع انعقاد مؤتمر البحرين، والرفض الشعبي للتطبيع في مونديال قطر وكذلك شعوب دول الخليج الفارسي والمغرب العربي عامة، إلا دليل على حدة وحقيقة هذه المواجهة، وقد أسهم يوم القدس العالمي في تحديد بوصلة الصراع للأمة جمعاء. شكلت الصفقة الوعي لمخاطر اللحظة السياسية من ناحية، وتعمق عملية الفرز وعلى جميع المستويات بين قوى المساومة والاستسلام، وبين قوى المقاومة والرفض التي تتصدى ببسالة للمشرع الأمريكي الصهيوني.

 في ظل المرحلة الجديدة من نضال الشعب الفلسطيني…ما هي أهمية يوم القدس العالمي وما هي أهم المضامين التي يحملها في ظلّ التطوّرات المتسارعة التي تشهدها الساحة الفلسطينيّة، وفي خضمّ التصدي لمشاريع الكيان الصهيونيّ في محاولةٍ مستمرّة منه لطمس القضية الفلسطينية وتغييبها عن الوعيين العربي والعالميّ؟ ما هو شعار يوم القدس لهذا العام؟

جاءت قمتي العقبة إلى شرم الشيخ  بمشاركة مصرية أردنية أمريكية فلسطينية إسرائيلية بهدف شق مجرى سياسي  معاكس للواقع الشعبي الفلسطيني والعربي ويسعى لتصفية حقوقنا الوطنية وتحويلها إلى إقامة سلطة حكم ذاتي محدود و دائم على ما تبقى من الضفة بعد ضم مناطق c والكتل الاستيطانية وعبر قوننة العصابات المسلحة. وتحقيق الهدف الصهيوني وإعادة بناء الهيكل، لذلك هو هدر للوقت فالعدو الصهيوني مستمر في الاقتحامات والاغتيالات والاعتقالات التي خلفت قرابة 90 شهيداً من بينهم 17 طفلاً وسيدة خلال العام 2023 ناهيك عن الاقتحامات اليومية في القدس بدخول قُرابة مئتي مستوطن وقد يزيد يومياً، ناهيك عن الإنتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين، لذلك الرد الطبيعي والمشروع لا يكون بعقد القمم المزعومة مع العدوان والاستجابة للضغوط الامريكية والعربية، بل بتصعيد المقاومة وخيراً فعلت الهيئة الدولية لإحياء يوم القدس العالمي، عندما أطلقت شعارًا موحدًا لهذا العام (2023) وهو: “الضّفةُ دِرْعُ القُدْس”، لبسالة أبطال الضفة الغربية المحتلة وما قدّموه خلال الأشهر الماضية، من تضحيات ومقاومة شكّلت حدثاً استثنائياً في مسار معركتنا المتواصلة مع العدو لأجل تحرير القدس الشريف. بمعنى أن تصعيد العمل المقاوم في الضفة المحتلة يحمي القدس، وهذا يثبّت أنّ هناك التفاف شعبي لصالح مشروع المقاومة يشكل حاضنة حقيقية لحماية القدس.

كيف أخرج إعلان الإمام الخميني (قدس) يوم القدس العالمي من كونها مسألة فلسطينة عربية وحتى اسلامية واعطائها بعداً عالميا ًكنموذج للصراع بين الحق والباطل؟

معنى عالمية يوم القدس، تطرح أممية المقاومة ضد الاستعمار والاستغلال والاضطهاد وفي سبيل القدس، مقاومةً عابرةً  للجغرافيا والمسافات والحدود، ولا يمكن حصرها بحدود إقليميّة أو قومية ولابحدود محليّة أو مذهبية أو إثنية، القدس بهذا المعنى تختصر جوهر الصراع بين الحق والباطل بين العزل والظلم وبين مشروع التحرر ومشروع الاحتلال، و بين الحرية والتبعية، وأكثر من ذلك أن تكون القدس”تقاطع بين الزمان والمكان وبين الأرض والسماء”.

للتأكيد فإن عالمية القدس تعطي بعداً  عالمياً للمقاومة أي  “عولمة المقاومة”، فالقدس ليست قضية حصرية بل عابرة  للجغرافيا، و ترمز إلى العدالة الانسانية، والاعتداء عليها تحميه امبراطورية الشر الامريكية، التي  تقف بالجهة المقابلة لحركة الشعوب، كما تقف ضد أي إدانة دولية لانتهاكات الاحتلال  المستمرة للقانون الدولي والقرارات الدولية، يعني أنها تقف ضد كل العالم، وبأشكال مختلفة ولذا فان معركة الكفاح ضد الظلم لا تخص ديناً او مذهباً أو فئة أو جنس من البشر، هذه قضية العدالة الانسانية، وتحقيقها يكون عبر حركة تحرر  لمقاومة شعبية عالمية، ضد  السطو الامريكي والصهيوني والعنجهية التي تلغي كل حضارات البشر وحقوقهم وتحتكر لنفسها حق التقرير بشأن الآخرين، لذلك نعتبر الاستجابة لهذا النداء هو  واجب وطني وقومي وأممي.

 في ظل الصراع على هوية الكيان والانقسام بين الليبراليين والمتدينين وكلام رئيس الدولة عن خطر تدمير الكيان من الداخل،ما هو مصير الكيان المؤقت؟

مصيره الزوال هذا ما نؤمن به وتحرير فلسطين أمر حتمي، ومنطقي لأنه كيان غاصب. ميزان القوى  يميل  تدريجياً لمصلحة محور المقاومة، ونشهد إختلالاً بنيوياً تاريخياً  في معادلة الصراع بعد تفاقم التناقضات داخل بنية الكيان الصهيوني، الذي سيؤدي عاجلاً أم أجلاً لزواله. سيلمس العالم أن الصهيونية كالنازية تماماً تسير على خطاها، وأنها لا تشكل خطراً على  المنطقة فقط إنّما على  العالم.

فهو كيان يفتقد الشرعية الاخلاقية، ولم يعد بوسعه التخلص من طبيعته العدوانية إلا بسقوطه، واندحار أيديولوجيتها العنصرية. و طليعة إسقاطه هو الشعب الفلسطيني المقاوم، الشعب الأكثر عناداً ومقاومة وتسلحاً بالإرادة والجسارة، وهذا يفسر متلازمة القلق الوجودي عند الكيان، بينما ترتفع عند الانسان الفلسطيني قوة البقاء والانتماء والثبات والمقاومة وشرعية والتجذر في أرض فلسطين وفشلها بعد 75 سنة من إبادته، كما في تجارب استعمارية مماثلة، بل أكثر من ذلك فقد تساوى العام الماضي 2022 عدد الفلسطينيين مع عدد اليهود على أرض فلسطين. ولم تعد القوة الوحيدة في المنطقة، لذلك حتماً هذا الكيان المزعوم والمؤقت وسيزول.

بعد معركة سيف القدس التي أكدت أن القدس هي محور الصراع وبداية معركة التحرير، برأيكم متى سنحتفل بيوم القدس في مدينة القدس؟

معركة (سيف القدس)، وجهت صفعة قوية لكل دعاة ثقافة الهزيمة والتطبيع والتفريط والترويج للرواية الصهيونية ومشاريع الأسرلة بشكلٍ مباشر أو غير مباشر، والمقاومة جعلت الناتو العربي في خبر كان، “اتفاقات ابراهام” سيكون مصيرها تحت الأقدام. سيف القدس أطلق وعياً جديداً ومرحلة جديدة في يوميات المقاومة ووحدة الساحات في سياق تعزيز  ثقافة النصر. لذلك احتفالنا سيكون في مدينة القدس سيكون أقرب وأعظم على توقيت ساعة محور المقاومة.

وكما كتب شاعرنا محمود درويش :

«يا أيها البطل الذي فينا تمهل

عش ليلة أخرى لنبدأ رقصة النصر المنزّل».

 

المصدر: الوفاق/ خاص/ عبير شمص

الاخبار ذات الصلة