العدو الصهيوني يرتكب مجزرة جديدة بحق الشعب الفلسطيني

هذه الجريمة الجبانة ليست جراء منازلة أو مواجهة أو معركة عسكرية بل عملية إجرامية غادرة استهدفت عائلات فلسطينية في منازلهم الآمنة.

2023-05-12

لندن – دكتور أحمد الزين
مرة اخرى يخطىء العدو الصهيوني الحسابات، ويقدم على خطوة خطيرة تنمّ عن حماقته وغبائه باغتياله ثلاث من قادة المقاومة الفلسطينية، بالاضافة الى 10 شهداء و20 مصاباً، من بينهم مدنيين أبرياء من نساء وأطفال، في جريمة مروعة تندى لها جبين الانسانية قد ترقي الى جرائم حرب وابادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية..

بالاضافة الى لجوئه الى عمليات استفزازية بالسماح لمجموعة من المستوطنين الصهاينة باقتحام المسجد الأقصى في القدس الشريف صباح هذا اليوم تحت حماية القوات والشرطة الإسرائيلية، والتي بدورها تقوم بعمليات دهم واعتقالات واقتحامات للمخيمات الفلسطينية في الضفة وآخرها مدينة نابلس.

وتعتبر هذه الجريمة الجبانة ليست جراء منازلة أو مواجهة أو معركة عسكرية بل عملية إجرامية غادرة استهدفت عائلات فلسطينية في منازلهم الآمنة والتي تثبت عن طبيعة العقلية التوحشية للكيان الصهيوني وتنفيده سياسات التصفية والاغتيالات الهمجية والفاشية والعنصرية دون مراعاة أي قيم دينية وإخلاقية وإنسانية .. والتي تظهر عن مدى تعطشه للقتل وسفك الدماء البريئة وارتكابه مجازر إرهابية بقتله النساء والاطفال والمدنيين عن سبق الاصرار والترصد.. والتي تكشف عن انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان والمرأة والطفل.. والقيام بتحدّي سافر للمجتمع الدولي وارتكابه مخالفات واضحة لقواعد القوانين الدولية ومعايير المواثيق الاممية التي تنص على حماية المدنيين في زمن الصراعات والتوترات والنزاعات.

وقد يهدف العدو الصهيوني من شنّ غارات عسكرية جوية بمشاركة 40 طائرة إسرائيلية على قطاع غزة، كمحاولة لخلط الاوراق وزيادة التعقيد في المنطقة، ولضرب المناخات الايجابية الناجمة عن الاتفاق الأيراني السعودي، ولإفساد فرحة الانتصار لعودة سوريا الى جامعة الدول العربية وعودة الدول العربية الى سوريا، وللتعبير عن غضبه وقلقه من زيارة وزير الخارجية الايراني حسين عبداللهيان الى الحدود اللبنانية الفلسطينية وإعلانه من بلدة مارون الرأس الحدودية المقاومة بتقديم كافة الدعم الى حركات القاومة الفلسطينية لتحرير أرضهم المغتصبة من قبل الكيان الصهيوني المؤقت، وللتعبير أيضا عن إمتغاضه وإغتياظه من زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الى سوريا ولقائه بالرئيس بشار الاسد، وإعلانهما عن الانتصار العسكري لمحور المقاومة – الذي يترأسه الجمهورية الإسلامية وتمثل سوريا قلبه وثقله – على المحور الامريكي السعودي الداعشي، كما اعلانا عن الانتصار الاقتصادي أيضا من خلال التغلب على العقوبات واحتوائها والالتفاف عليها المفروضة عليهما من قبل امريكا.. ومن خلال توقيع اتفاقيات اقتصادية وتجارية وصناعية وزراعية ودفاعية بين البلدين لتعزيز التبادل والتكامل الاقتصادي في مجالات الطيران المدني وإحياء السياحة الدينية، والسكك الحديدية وقطاع الاتصالات والدواء والطاقة والنفط وغيرها..

وقد أطلق “الجيش الإسرائيلي” على عملية اغتيال قادة المقاومة والهجوم على قطاع غزة باسم “الدرع والسهم”، حيث يهدف العدو الصهيوني من خلال هذه الهجوم الجبان الى فصل المسارات وتفكيك وحدة الساحات الاخير، ولدكّ إسفين الفصل وتوسيع الهوة بين فصائل المقاومة الفلسطينية، ومحاولة تحييد حركة حماس عن ردة الفعل والانتقام باستهداف قادة حركة الجهاد الاسلامي فقط والاستفراد بكل فصيل على حدة، والايحاء بانها مستعدة للتهدئة والتفاوض وتبريد الاجواء وعدم رغبتها بالتصعيد بعد تحقيق اهدافها العدوانية.
بالمقابل أعلنت “إسرائيل” حالة الاستنفار والطوارئ في الجبهة الداخلية والطلب من مستوطنيه بالإختباء في الملاجىء والتجهز لحرب جديدة.. خصوصا بعد أن أبلغت الفصائل الفلسطينية مصر أنها سترد حتما على الهجمات الإسرائيلية على غزة، وفورا فتحت مصر خط اتصال مباشر مع “إسرائيل” والفصائل الفلسطينية للتهدئة، ولكن حركة الجهاد الإسلامي رفضت طلبات مصر بالتهدئة وتوعّدت بالرد السريع والانتقام الحتمي المشروع لدماء الشهداء الذكية التي سقطت ظلما وعدوانا، وذلك بعد إتمام مراسم التشييع والدفن.

كما يأتي هذا العدوان الصهيوني على غزة بتشجيع من امريكا نفسها حيث ذكر الاعلام الصهيوني والقناة السابعة الى أنّ “إسرائيل أطلعت الولايات المتحدة الأميركية على العملية المخطط لها في غزة”، وحازت على موافقة وزير الخارجية الامريكي انطوني بلينكن للقيام بتنفيذ الضربة الجوية وإطلاق عملية عسكرية، في مسعى أمريكي واضح لتعكير الاجواء التفاؤلية السائدة في تهدئة منطقة غرب آسيا، وإعادة التوتر والتصعيد ولتفجير الصراعات والنزاعات من جديد، لزعزعة الامن وعدم الاستقرار فيها، ولو ادى ذلك الى المخاطرة بفتح سيناريوهات خطيرة بما في ذلك الحرب الكبرى، كرسالة إحتجاجية وإعتراض وعدم الموافقة على الاصطفافات والتحولات الجديدة من خلال المصالحات والمحادثات الثنائية والاتفاقيات بين إيران والسعودية وبلدان منطقة غرب آسيا برعاية صينية روسية إيرانية. هذا السيناريو الذي ترسمه امريكا شبيه بالسيناريو السوداني حيث رصد الخبراء أصابع أمريكية خبيثة وراء الحرب العسكرية الدائرة في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لتحريك عش الدبابير في أفريقيا، مما ينذر باتساع دائرة الصراع والحروب في كثير من الاماكن الحساسة في العالم، والتي تعتمدها دوما امريكا في سياساتها الاستعمارية على الطريقة الانكليزية “فرق تسد”.

وكل المؤشرات السياسية والعسكرية والميدانية وتصريحات قادة الفصائل تدل على ان رد المقاومة الفلسطينية على الجريمة الاسرائيلية غير المسبوقة سيأتي عاجلا أم أجلا، وهذا الكيان الصهيوني المحتل الغاصب يتحمّل وحده مسؤوليتها وتداعياتها وأمتداداتها، وستدفع “إسرائيل” ثمنا باهظا غير مسبوق على عدوانها وجرائمها ولتجاوزها الخط الاحمر وتجرؤها على المحرمات في سياساتها الدموية والقمعية والإجرامية والاستيطانية من خلال تماديها المستمر بالقتل والاغتيالات والاعتقالات والاقتحامات وتهديم البيوت وتدنيس المقدسات.. وذلك إيمانا منا ويقينا وإعتقادا بالعدالة الالهية كما ورد في القرآن الكريم: {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ} (السجدة، 22).
ومن المؤكد بان هذه الجرائم الوحشية الصهيونية سوف تزيد الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة ومحورها ايمانا وصبرا وصمودا وعزيمة وإصرارا على المضي على نهج الشهادة والشهداء وطريق الكفاح بتبني خيار دعم المقاومة كخيار استراتيجي وحيد لاسترجاع الاراضي الفلسطينية المحتلة وتحرير القدس، وطرد الصهاينة المستوطينين إيذانا بالوعد الإلهي بزوال “إسرائيل” ومحوها من الخارطة الى الابد.