إنتهاكات حقوق الإنسان في البحرين

ملف سجناء الرأي يعري سياسات القمع في البحرين

يعري ملف سجناء الرأي سياسات القمع التي يفرضها النظام الخليفي الحاكم في البحرين بعد مرور أكثر من اثني عشر عاما على سجنهم ومحاكمتهم وفق قوانين وإجراءات جائرة لا تمت للعدالة او المواثيق الدولية بصلة.

2023-05-12

قالت حركة أحرار البحرين الإسلامية إن ملف سجناء الرأي أصبح محرجا لولي العهد الخليفي سلمان بن حمد الذي كان يسوّق نفسه كتقدمي وليبرالي ومنفتح، ولكن سرعان ما فاق أسلافه في الظلم والإجرام.

ورأت الحركة في بيان اطلع عليه “بحريني ليكس”، مشكلة الخليفيين أن موضوع السجناء السياسيين لا ينفك عن المسألة السياسية التي كانت هي السبب الأساس لانطلاق ثورة 14 فبراير.

ومنذ ذلك الوقت أصبح الشعب أكثر وعيا بضرورة التغيير السياسي الجذري لعلمه أن الحكم الخليفي فشل طوال وجوده في احترام حقوق الإنسان أو حمايتها، وأن وقف ذلك يتطلب تغييرا جوهريا يزيل عقلية الإجرام والسادية والعداء المستحكم للسكان الأصليين (شيعة وسنة) من أي حاكم يتربع على ذروة السلطة.

كما يعلم داعمو الحكم الاستبدادي خصوصا البريطانيين باستحالة أمرين متوازيين: أولهما تغير الحكم من الاستبداد إلى الديمقراطية او حتى القيام بإصلاح سياسي ذي معنى.

ثانيهما استحالة حماية حقوق الإنسان او احترامها من قبل هذه العائلة التي لا تستطيع استيعاب معاني الدولة الحديثة ومستلزماتها وقيم العدل والإنصاف والحقوق الإنسانية الطبيعية.

برغم ذلك فقد أحجم البريطانيون عن القيام بدور إيجابي منصف يحمي حقوق البحرانيين الإنسانية والسياسية ويكف أيدي الخليفيين عن الإجرام والاستبداد.

وعلى العكس من ذلك يعتبر البريطانيون وجود الخليفيين عاملا جوهريا لحماية مصالحهم وتوفير التسهيلات العسكرية بما فيها القواعد القديمة والجديدة.

في خضم هذا التداخل المعقد بين الموجود والمطلوب، بين المصالح والمبادئ، بين العدل والظلم وبين الحق والباطل تستمر معاناة الشعب ويجبرون على دفع ثمن هذا التداخل من جهة والتدخل الخارجي الداعم للخليفيين من جهة أخرى.

وقد ترك المعتقلون السياسيون يرزحون في طوامير التعذيب بدون رحمة أو شفقة لا من الخليفيين ولا من البريطانيين أو السعوديين أو الإماراتيين.

مع ذلك صمدوا ولم يتراجعوا شعرة عن مواقفهم المبدئية المشرفة تجاه وطنهم وسيادته واستقلاله وكذلك تجاه قضايا أمتهم الكبرى وعلى رأسها قضية الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين.

يشعر البحرينيون، خصوصا المعتقلين السياسيين، بأنهم طلاب حق فيقول قائلهم: “لنا حقٌّ فإن أعطيناه وإلا ركبنا أعجاز الإبل، وإن طال السرى”.

هؤلاء يتصدّرن صفوف المضحّين ولا يبخلون بأعز ما يملكون، فيسجنون ويعذّبون ويزلزلون وقد يفقدون حياتهم في ميادين الكفاح. هؤلاء هم الخالدون حقا.

فقد امتطوا صهوة المجد وبلغوا من العلى ذروته. ما أكثر هؤلاء في فلسطين والبحرين، وقد صمدوا بوجه المحتلين وحرموهم لذة العيش الآمن ووقف أحرار العالم معهم، صحيح ان قوى الاحتلال والاستعمار والشيطان تدعمهم ولكن بيوت هؤلاء خائرة ولن تدوم طويلا.

وبينما الخليفيون مدعومون من قبل القوى الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، فإنه مع ذلك يعرف العالم أنهم بلا شرعية وأنهم يواجهون السكان الأصليين بقوة السلاح فحسب وليس بالقانون او منطق العدل أو الإنسانية.

وطوال الاحتلال الخليفي للبحرين لم تتغير عقلية رموزهم، بل يتشدقون بأنهم استخدموا القوة والعنف دائما.

وها هو زعيمهم الحالي الذي يعتبر أسوأ رموزهم منذ بدء العدوان، يسعى لمحو تاريخ البلاد جملة وتفصيلا، ويصر على فصلها عن تاريخها المجيد المرتبط بالإسلام والعروبة. ويؤكد في مقطع مصوّر بان تاريخ البحرين بدأ مع العدوان الخليفي في العام 1783، وليس قبله.

وإن محاولاتهم اليائسة لـ “خلفنة” البحرين تشبه إلى حد كبير المحاولات الإسرائيلية لتهويد القدس ومحو آثار فلسطين. وكلا الاحتلالين يسعيان لاستبداد السكان الاصليين بمجنسين ومستوطنين من خارج البلاد لأنهم لا يعترفون بالسكان الأصليين ولا يعترفون بهم.

وها هو الطاغية يسعى لتغيير الأسماء التاريخية لمدن البحرين وقراها: إن فرعون طغى في الأرض وجعل أهلها شيعا، يستضعف طائفة منهم.

لقد فشل فرعون في مسعاه، وفشل بعده زعماء القبائل التي تصدت لرسول الله ودعوته، وهزم المحتلون أينما كانوا وبقيت الشعوب ناهضة وصابرة ومقاومة حتى تحقق لها النصر.

الاخبار ذات الصلة