وأكد الجيش التزامه بإعلان جدة، في حين قال “الدعم السريع”: إن وفده تقدم بمجموعة مطالب في مفاوضات جدة.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير، فيصل بن فرحان، إن الاتفاق الذي وقع في جدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يأتي كخطوة أولى ستتبعها خطوات أخرى. وأضاف في تغريدة :أن الأهم هو “الالتزام بما تم الاتفاق عليه”، وأكد أن السعودية ستعمل حتى يعود الأمن والاستقرار إلى السودان وشعبه.
*خطوة مهمة لحماية المدنيين
وقد رحبت الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وهيئة “إيغاد” بتوقيع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على إعلان جدة، ورأت أن التوقيع على إعلان جدة خطوة مهمة لحماية المدنيين وحفظ كرامتهم.
كذلك، رحبت قوى الحرية والتغيير-المجلس المركزي بالإعلان الإنساني الموقع بين الجيش والدعم السريع في جدة.
من جهته، قال المتحدث باسم العملية السياسية في السودان، خالد عمر يوسف، إن “توقيع الاتفاق يشكل خطوة أولى في الاتجاه الصحيح، تحتاج إلى أن تتحول إلى وقف للقتال بآليات واضحة للتنفيذ والمراقبة، وذلك لتسهيل ما وصفه بالخروج من كارثة الحرب”.
ودعا يوسف قادة القوات المسلحة والدعم السريع إلى التحلي بالإرادة اللازمة لمواصلة هذا المسار ووقف القتال في أسرع ما يمكن.
ورحبت الجبهة الثورية بقيادة الهادي إدريس بتوقيع الاتفاق، وقالت: إنه يشكل قاعدة أساسية لانطلاق حوار لوقف دائم للقتال، ومن ثم مناقشة القضايا السياسية بمشاركة القوى المدنية من أجل التوصل إلى حل دائم وشامل.
*ماذا تضمّن إعلان جدة؟
واتفق الطرفان في إعلان جدة الذي تم توقيعه بالتعاون مع السعودية والولايات المتحدة على الالتزام بسيادة السودان والحفاظ على وحدته.
كذلك، اتفقا على أن مصالح الشعب السوداني وسلامته أولوية رئيسة، وأكدا الالتزام بحماية المدنيين في جميع الأوقات، وتسهيل المرور الآمن لهم لمغادرة مناطق الأعمال العدائية، إضافة إلى الامتناع عن أي هجوم من المتوقع أن يتسبب بأضرار مدنية، واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب وتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين.
وتضمن إعلان جدة التزام الطرفين باحترام المرافق الخاصة والعامة كافة وحمايتها، مثل المرافق الطبية ومنشآت المياه والكهرباء، والامتناع عن الانخراط في عمليات الإخفاء القسري والاحتجاز التعسفي للمدنيين، وعدم اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية، إضافة إلى ضمان عدم استخدام نقاط التفتيش في انتهاك مبدأ حرية تنقل المدنيين.
يذكر أنّ وفدي الجيش وقوات “الدعم السريع” عقدا اجتماعات منذ أيام برعاية الولايات المتحدة والسعودية في مدينة جدة.
*ممثل الأمم المتحدة الخاص للسودان
إلى ذلك أبدى ممثل الأمم المتحدة الخاص للسودان فولكر بيرتس تفاؤله – الجمعة- بشأن إمكانية توصل الوسطاء لوقف لإطلاق النار في السودان خلال الأيام القليلة المقبلة، وقال: إنه تلقى تطمينات من أحد الطرفين بأنهما سيواصلان التفاوض في السعودية.
وقال للصحفيين في جنيف: “أعتقد أن أهم عنصر في هذا التفاهم الذي تم توقيعه ليلة الخميس هو التزام الطرفين بمواصلة محادثاتهما”، مضيفا: أنه تحدث لأحد الطرفين صباح الجمعة.
وأضاف: “أتوقع استئناف المحادثات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار اليوم أو غدا”، مشيرا إلى أن إصرار الطرفين على قدرتهما على الانتصار في المعركة “وراء عدم التوصل حتى الآن لاتفاق وقف إطلاق النار”. وقال بيرتس: إن طرفي الصراع في السودان أدركا الآن أن النصر لن يأتي سريعا.
* 30 ألف لاجئ سوداني يصلون تشاد
ورغم “إعلان جدة” شهدت الخرطوم بحري قصفا جويا عنيفا لسلاح الجو السوداني على أهداف للدعم السريع، في حين تواصلت الاشتباكات المسلحة بين الطرفين في ولاية غرب دارفور في المناطق الحدودية مع تشاد التي وصل إليها 30 ألف لاجئ سوداني في الأيام الأخيرة.
وأفادت وسائل إعلام: بأن سلاح الجو السوداني نفذ لليوم الثالث على التوالي قصفا جويا عنيفا على أهداف للدعم السريع في شمبات شمالي الخرطوم بحري.
كما تواصل القصف الجوي والمدفعي في العاصمة السودانية الخرطوم الجمعة، بعدما أخفق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الاتفاق على وقف لإطلاق النار رغم التزامهما بحماية المدنيين والسماح بعبور المساعدات الإنسانية.
وتجري اشتباكات متواصلة في ولاية غرب دارفور بالسودان في المناطق الحدودية مع تشاد، إذ يُسمع في مدينة أدري التشادية المحاذية للحدود مع السودان دوي المدافع الثقيلة بوتيرة متقطعة منذ ليل الخميس، كما استمرت أصوات المدافع حتى صباح الجمعة.
على صعيد آخر، وصل خلال اليومين الماضيين عشرات آلاف اللاجئين السودانيين إلى المناطق التشادية الحدودية، ويتهم هؤلاء من يسمونهم بالجنجويد بالاعتداء عليهم بحرق قراهم ونهب بهائمهم وممتلكاتهم.
وتقدر السلطات العسكرية التشادية في الحدود عدد من لجأوا إلى تشاد في اليومين الماضيين بضعفي عدد السودانيين اللاجئين إلى تشاد منذ اندلاع الحرب في الخرطوم الشهر الماضي.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للاجئين أولغا سارادو للصحفيين في جنيف: إن نحو 30 ألف لاجئ وصلوا في الأيام الأخيرة إلى تشاد، ليرتفع العدد الإجمالي للذين وصلوا من السودان في الأسابيع الأخيرة إلى 60 ألفا.
وأضافت: “ما يقرب من 90% من اللاجئين هم من الأطفال والنساء، منهن العديد من الحوامل”.