ينتجونها في بيئة لم يلوثها الاحتلال

“حكايا من فلسطين”.. منتجات ثقافية وفنية تصنعها المناطق المهمشة

مشروع "حكايا من فلسطين" يسعى لتعزيز مساهمة المراكز المجتمعية لتعليم الشباب والكبار في المناطق الريفية المهمشة.

2023-05-14

تعزيزاً للموروث الثقافي، والهوية الفلسطينية، يأتي مشروع “حكايا من فلسطين” من أجل إتاحة الفرصة أمام مجتمعات المناطق المهمشة للتعبير عن أطرهم الثقافية والفنية التي ينتجونها في بيئة لم يلوثها الاحتلال.

المشروع ببُعده القائم على الموروث والسردية الفلسطينية عبر ترويج المنتوجات الثقافية والفنية محلياً وأوروبيًّاً، تُنفّذه مؤسسة التعاون الدولي التابعة للجمعية الألمانية لتعليم الكبار في فلسطين بالشراكة مع كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة، وبالتعاون مع ثمانية مراكز مجتمعية لتعليم الشباب، والكبار في الضفة الغربية وقطاع غزة.

بدأ المشروع مطلع تشرين الثاني 2020، ويستمر حتى نهاية تشرين أول 2023، بتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي والوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية. وتُبيّن المديرة الوطنية لمكتب الجمعية الألمانية لتعليم الكبار في فلسطين “علا عيسى” أنّ المشروع يهدف إلى تعزيز مشاركة المجتمع المدني الفلسطيني في الحفاظ على الثقافة الفلسطينية، والترويج لها.

وتوضح عيسى أنّ مشروع “حكايا من فلسطين” يسعى لتعزيز مساهمة المراكز المجتمعية لتعليم الشباب والكبار في المناطق الريفية المهمشة والأقل تعرضاً لمختلف أشكال التعبير الفني والثقافي في احتضان التعليم، والفعل الثقافي.

وتشير إلى أنّ المشروع يعمل على تحقيق أهدافه من خلال ثلاث مراحل، تبدأ الأولى بالعمل على تقوية، وبناء قدرات المراكز الثمانية المجتمعية لتعليم الشباب والكبار في تقديم التعليم الثقافي، وإدارة الأنشطة الفنية والثقافية المختلفة، والتي تعمل على ترويج الموروث الثقافي المحلي، وتشرك الشرائح المجتمعية المتعددة.

أما المرحلة الثانية، فتذكر عيسى أنها تعمل على تعزيز مشاركة المجتمعات المستهدفة في التعبير الثقافي والفني عبر زيادة فرص التعليم والفعل الثقافي عالي المستوى، فيما تتضمن المرحلة الثالثة رفع الوعي العام حول الموروث الثقافي الفلسطيني والسردية الفلسطينية والعمل على ترويج الثقافة والتراث الفلسطيني.

وبحسب عيسى فإنّ مشروع “حكايا من فلسطين”، يرتكز على عدة مفاهيم أهمها تعزيز مفهوم الشراكة مع المجتمعات المحلية المستهدفة باعتبارهم الشريك الحقيقي الأول والذي يسعى المشروع لخدمتهم.

تقاطع الثقافة والتعليم

وتؤكد أن انخراط المراكز المجتمعية ضرورة لتعليم الشباب والكبار كفاعل أساسي في تبني وتقديم برامج التعلم الثقافي، والحفاظ على الهوية، والموروث الثقافي في فلسطين ضمن برامج أخرى عديدة آخذين بالاعتبار أهداف التنمية المستدامة التي تتبناها اليونسكو كمرجعية، والتي تذكر التعليم بأشكاله المختلفة كواحد من أهم السبل لتحقيق التنمية العالمية المستدامة، بما فيها التعليم الثقافي.

وتنبه عيسى إلى أن المشروع يأتي متسقاً مع رؤية المؤسسة في ترسيخ الثقافة الفلسطينية ضمن منهجيات التعليم المحلية، وكجزء أساسي من تشكيل مكونات الهوية الفلسطينية.

وتقول: “يعتمد جوهر المشروع في الاستفادة من مساحات التقاطع الكبيرة بين مجالي الثقافة، والتعليم من أجل إشراك مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في عمق العمل الثقافي والفني، وإكسابها الأدوات اللازمة لبناء منهجيات التعليم الثقافي لتحسين الظروف الحياتية، وتحقيق خطوات نحو الوصول إلى تنمية محلية تكون فيها القيم الجوهرية هي العدل، والحرية، ضمن سياق عالمي يزداد صعوبة على كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية”.

وتفيد عيسى بأن المشروع أقام بازاراً للمنتجات الثقافية في منطقة اليامون شمال غربي جنين، وهو الأول من نوعه في المنطقة، حيث أتاح الفرصة للشعراء والشاعرات إلقاء قصائدهم، والرسامين، والخطاطين لعرض لوحاتهم، ومشاركة الفتيان من عمر 13 إلى 17 عاماً بقصص للأطفال وكانت مواضيعها الطاغية، ورسوماتهم تركز على الخوف من الاحتلال، وحب القدس، وحالة الفقد التي نعيشها.

 

المصدر: الوفاق/ وكالات