دخلت تركيا مرحلة الصمت الانتخابي، الساعة السادسة من مساء أمس السبت، قبل ساعاتٍ من يوم حسم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة، اليوم الأحد، والتي اختتمت حملاتها بمشاهد تحمل رمزية كبيرة.
وأنهى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مرشّح “تحالف الجمهور” للرئاسة، آخر أيام الحملة الانتخابية بصلاة المغرب في مسجد “آيا صوفيا”، حيث تجمّعت حشودٌ من المصلين حوله.
في المقابل، اختتم كمال كليجدار أوغلو، المنافس الرئيسي لإردوغان ومرشّح “تحالف الأمة”، حملته الانتخابية بزيارةٍ رمزية لضريح مصطفى كمال أتاتورك، الذي يُوصف بمؤسس تركيا الحديثة، في العاصمة أنقرة.
ويتوجّه الناخبون الأتراك، صباح اليوم الأحد، إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس للبلاد لمدّة 5 سنوات، وانتخاب البرلمان الـ28 في تاريخ الجمهورية.
وتفتح مراكز الاقتراع الساعة الـ 8 صباحاً بالتوقيت المحلي، ويستمرّ التصويت حتى الساعة الـ 5 مساءً.
وتحظر الهيئة العليا للإذاعة والتلفزيون في تركيا، من الـ 6 من مساء أمس السبت، أيّ دعاية للأحزاب على المحطات الإذاعية والتلفزيونية، ويستمر الحظر حتى يوم الاقتراع، ويشمل جميع الأخبار المتعلقة بنتائج الانتخابات حتى الساعة الـ 9 مساءً بالتوقيت المحلي (السادسة مساء بتوقيت غرينتش) غداً الأحد. ويُستثنى من ذلك ما تُعلنه الهيئة العليا للانتخابات.
ويمكن للهيئة العليا للانتخابات أن ترفع الحظر قبل الـ 9 مساءً، إذا رأت ما يستوجب ذلك.
ويتنافس على كرسي الرئاسة 3 مرشحين هم: مرشح “تحالف الجمهور” الرئيس الحالي رجب طيب إردوغان، ومرشح “تحالف الأمة” كمال كليجدار أوغلو، ومرشح “تحالف الأجداد” سنان أوغان.
وكان المرشح الرابع محرم إينجه زعيم حزب البلد قد أعلن، الخميس الماضي، انسحابه من السباق.
وتعدّ هذه الانتخابات الثانية في ظلّ النظام الرئاسي وفق التعديلات الدستورية التي أقرها البرلمان عام 2017.
ويشمل الاستحقاق الذي سيجري غداً في 14 أيار/مايو الحالي، الانتخابات الرئاسية والبرلمانية للدورة التشريعية الـ28.
كيف سيُحسم الفائز في الانتخابات؟
على المرشح الحصول على 50% من أصوات الناخبين + صوت واحد فقط، على الأقل للفوز. وما لم يحصل أيّ مرشح على هذه النسبة، ستُجرى دورة ثانية بين المرشحين اللذين حصلا على أعلى نسب من التصويت، ويفوز من يحصل على أكثر من 50% من الأصوات.
كم يبلغ عدد الناخبين؟
يبلغ العدد الإجمالي للناخبين 64 مليوناً و113 ألفاً و941 مواطناً داخل تركيا وخارجها، يُدلون بأصواتهم فيما يزيد على 191 ألف صندوق اقتراع في أنحاء البلاد و5 آلاف صندوق خارجها.
ويصوّت 6 آلاف و215 ناخباً عن طريق صناديق متنقلة في 421 منطقة داخل تركيا، وفق تصريحات رئيس المجلس الأعلى للانتخابات أحمد ينر.
ديموغرافية الناخبين
يبلغ عدد الناخبين داخل تركيا 60 مليوناً و697 ألفاً و843 مواطناً موزعين على 81 ولاية، بما يُمثّل 94.67% من إجمالي من يحق لهم التصويت.
ويُشارك الرجال والنساء بقرابة نصف إجمالي الأصوات داخل تركيا، بزيادةٍ طفيفة لصالح النساء، اللاتي تبلغ نسبتهن 50.6% بواقع 30.71 مليون ناخبة مقابل 49.4% للرجال بواقع 29.99 مليون ناخب.
وتكتسب كتلة الناخبين الجدد الذين يحق لهم التصويت لأوّل مرّة، البالغ عددهم قرابة 5 ملايين ناخب، خصوصيةً بالانتخابات القادمة، لأنّهم يُمثّلون الجيل الذي لم يعِ كيف كانت تركيا، قبل وصول حزب العدالة والتنمية للسلطة لأوّل مرّة، بعد فوزه بالانتخابات العامة عام 2002.
ويبلغ عدد من يحق لهم التصويت لأوّل مرّة بالجولة الأولى من الانتخابات 4 ملايين و904 آلاف و672 مواطناً، بنسبة 7.65% من إجمالي الناخبين.
إسطنبول.. عاصمة الحسم
وتتجه الأنظار كل موسم انتخابي إلى إسطنبول، ليس فقط لأنّها أكبر المدن وزناً انتخابياً داخل تركيا، بل لأنّها كانت بداية وصول إردوغان إلى السلطة، حينما تولى رئاسة بلديتها الكبرى عام 1994.
ويبلغ إجمالي ناخبي إسطنبول 11 مليوناً و350 ألفاً و971 مواطناً، يعيشون في 39 منطقة داخلها ويمثلون 17.7% من العدد الكلي للناخبين الأتراك.
كذلك، تمثل “اسنيورت” أكبر المناطق حيث يبلغ عدد الناخبين بواقع 643 ألفاً و14 مواطناً، بينما يقع بمنطقة “الجزر” أقل عدد ناخبين بواقع 13 ألفاً و504 مواطنين.
وبينما كانت إسطنبول بداية إردوغان للوصول إلى السلطة، خسر حزبه رئاسة بلديتها الكبرى بالانتخابات المحلية السابقة عام 2019، ليفوز أكرم إمام أوغلو بها مرشحاً عن حزب الشعب الجمهوري (المعارض).
متى تعلن النتائج؟
تعلن الهيئة العليا للانتخابات النتائج الأولية غير الرسمية، منتصف ليل الأحد أو في صباح اليوم التالي، الإثنين.
وبعد استكمال الطعون في النتائج الأولية، تعلن النتائج النهائية في مدّةٍ أقصاها أسبوعان.