معرض الكتاب السنوي ينطلق في طرابلس شمالي لبنان وفي جعبته عشرات تواقيع الكتب والأنشطة الثقافية المواكبة.
تأكيداً على الاستمرار، أطلقت “الرابطة الثقافية “في طرابلس معرض الكتاب السنوي، وهو المعرض الــ 49 من دون انقطاع، ورغم كل الصعوبات التي تمرّ بها البلاد، يصرّ منظموه على إقامته في موعده السنوي.
هذا العام، ينطلق المعرض وفي جعبته عشرات تواقيع الكتب، والأنشطة الثقافية المواكبة، ومنها العروض المسرحية، وهي التي تغني عروض الكتب المتراجعة لأسباب عديدة منها تراجع النشر، وصعوباته، وتعثرات الدور، وصعوبة المشاركات، إلى ما هنالك من صعوبات أفرزتها التطورات، وخصوصاً منها الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
افتتح المعرض برعاية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ممثلاً بوزير الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، وحضور وزير الاعلام المهندس زياد مكاري، وحشد من الفاعليات والجمهور والمهتمين.
في كلمة له، قال الوزير مرتضى إن: “عرس السنديان تحييه العصافير التي يطربها ان تجد لها ظّلًا وسكنى بين الاغصان والأوراق الخضراء، فيما يفرح السنديان بأن حفيفه يعتلي صهوة النسيم مضرسا بأحلى زقزقات، إنه عهد ربيعي وثيق يشبه هذا الذي عقدته طرابلس مع معرض الكتاب الذي يأوي إليها كل ربيع رفوفاً من كتب، وأسراباً من مكتبات، ودور نشر، ومنتديات، وأعراساً لمنتديات ثقافية متنوعة”.
ورأى مرتضى أن “طرابلس هي سنديانة البلدان الثابتة في وجه الريح، الباسطة خضرة محبّتها في كل اتّجاه، والمقيمة على أغصانها الحسنى؛ الفيحاء عاصمة لبنان الثانية، مدينة العلم والعلماء، وملتقاه”، منوّهاً بطرابلس التي تقيم موعداً سنوياً ثابتاً مع الكتاب منذ نصف قرن، يُضاف إلى “مواعيدها اليومية مع الفكر والثقافة، والإبداع والصمود، وما ذينك إلّا لأن ابناءها مدركون بأن المعرفة سبيل البشر جميعاً الى الوعي الذي هو الغاية الأولى والأخيرة لكل نشاط معرفي”.
واستهل حفل الافتتاح بالنشيد الوطني اللبناني، وبوقفة دقيقة صمت على أرواح شهداء فلسطين، فإلى فعاليات المعرض الذي ضمّ عشرات المنصات لدور النشر، ومعارض لمراكز ثقافية، وعلمية، وتكنولوجية، وجامعات، وجمعيات ثقافية.
ويضم المعرض هذا العام أنشطة مواكبة لعروض الكتب، أهمها إطلاق وتواقيع الكتب التي يرتقب أن تزيد عن 70، والأنشطة الثقافية، والمحاضرات، وندوات الشعر، كما يتخللها معارض فنية تشكيلية لفنانين لبنانيين.
ومن أبرز الأنشطة ندوة شعرية بعنوان “بشامون تفيض شعراً في روض الفيحاء” قدمها الشاعر مردوك الشامي، وأمسيتان تتعلقان بفلسطين: “حرقة الأقصى” للشاعر ابراهيم أسعد، بالتعاون مع “اتحاد الشعراء والأدباء والفنانين العرب”، و”قصائد في القدس الشريف” بالتعاون مع هيئة تكريم العطاء المميز في النبطية.
أما السمبوزيوم السابع لمعرض الكتاب للرسم والنحت فبعنوان: “تحت ظلال الربيع”، ومعارض تشكيلية لزينب دندش “أمي في زهور”، ولخالد عيط، وللفنانة مهى جماس بعنوان “ومضة في الذاكرة”.
ويمكن التوقف عند أمسية “مجلس حواس الفن”- المبادرة الفريدة – التي يتحدث فيها: عن حاسّة الكلام: الشاعر طوني خزامي، وعن حاسّة اللون الفنان التشكيلي الدكتور محمد عزيزة، وعن حاسّة النغم الدكتور هياف ياسين، ومختار الحواس الفنان المسرحي الإيمائي فائق حميصي، وحاسّة الوفا الغائب الحاضر الكاتب الموسيقي جوزيف فاخوري، بمشاركة ابنته الممثلة جناح فاخوري، وحاسّة حرة للمايسترو باركيف تسلاكيان مؤسس “كورال الفيحاء”. ثم ندوة حول مخائيل نعيمة، وعرض مسرحي بعنوان “تعو نضحك سوا” للمسرحي توفيق المصري.
عن واقع المعرض هذا العام، وظروف إقامته، تحدث رئيس الرابطة المنظّمة للمعرض رامز فري لــ “الميادين الثقافية” فرأى أن “معرض الكتاب أصبح منصة حوار لمختلف المناطق والفئات اللبنانية، وأصبح هدفنا الأساسي ليس فقط عرض الكتب، والمؤسسات التربوية، والثقافية، والاجتماعية، والإعلامية، بل خلق مساحة حوارٍ، وتلاقٍ بين مختلف أطياف المجتمع اللبناني، بمختلف انتماءاته، وعلى مختلف الصعد، للنقاش والحوار، وإبداء الرأي بحريّة، واحترام الاختلاف، والتعبير لنقيم جواً من التفاعل تحت سقف الرابطة، وفي كنف معرض الكتاب”.
وأبدى ارتياحه لنجاح هدف المعرض حيث “حشد عدداً كبيراً من الحضور من مختلف المناطق والمشارب، خاصة في الأنشطة المواكبة لعرض الكتاب، ذلك رغم الصعوبات التي تواجهنا”، مؤكداً أنه بـــ “إيماننا وإصرارنا نتخطى هذه الصعوبات، بما يتوافر من إمكانات متاحة لنا، وسنستمر بهذا المسعى رغم كل الظروف والمصاعب”.
نقولا طعمة