عندما ينطق الاعلام كذبا.. تسقط دول وتنتصر اخرى

تعتمد قوى الاستكبار العالمي على الدعاية الكاذبة لدعم حروبها ضد من يقف في وجهها، وبغية وصولها لاطماعها المشؤومة، فيستخدمون الاعلام بكل وسائله ومنصاته وادواته من اجل كي الوعي عند الشعوب المعادية له،

2023-05-21

نسرين نجم
الوفاق/ خاص

من الضروري مواجهة الحرب الإعلامية بالوعي وتعزيز الثقافة وجهاد التبيين الذي تقع مسؤوليته على كل اختصاصي وعلى كل صاحب فكر ومعرفة فهو اشبه بجندي في هذه المعركة، والاهم عدم الانجرار وتصديق ما يصدر عن الاعلام المعادي لنا والذي يعمل على تزييف الحقائق ورمي الشائعات

في الفترة الأخيرة اصبح الاعلام لدى قوى الاستكبار العالمي وبشكل فاقع وفاضح سلاحاً تعتمده بقوة وبفعالية بإطار حروبها اللامتناهية لنهب ثروات العالم والهيمنة على هذا الكوكب، فهو السلاح الاشد فتكا الاقل تكلفة والاكثر تأثيرا، رصاص هذا السلاح قائم على تقديم مشهدية نفس – اجتماعية مراوغة تستعطف القلوب وتسيطر على العقول، وتؤثر في تكوين اتجاهات الرأي العام… لنعط امثلة واقعية عما نقوله، هناك أمران حصلا في القمة العربية الأخيرة التي عقدت في جدة بالمملكة العربية السعودية وجب التوقف عندهما:
– الامر الأول: الحضور غير المنطقي للرئيس الاوكراني الممثل فلادمير زيلنسكي والذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية والكيان اللقيط «اسرائيل» على انه النموذج القدوة، فهو يضحي من أجل شعبه ولا يهتم بأناقته وبالزي الرسمي لرئيس اي دولة ولا بالحماية الشخصية، وهو يؤدي هذا الدور ببراعة، طبيعي فهذا اختصاصه فهو بالحقيقة ممثل تهريجي، ولا ننسى ان زيلنسكي شخصية عليها الكثير من علامات الاستفهام، وحتى انه بدأت الصحف والمواقع الاميركية كشبكة CBS news تتحدث عن ان المساعدات العسكرية والمالية التي تقدمها الأدارة الأميركية لأوكرانيا في حربها ضد روسيا أغلبها قام بسرقتها زيلنسكي واعوانه…. اذن حضور زيلنسكي في القمة العربية فرضته الادارة الاميركية ضمن اطار الدعاية التي تظهر هذا الرئيس الاوكراني مسالما وديعا يهمه مصلحة شعبه سيما المسلمين منهم وهذا ما تحدث عنه في خطابه امام الرؤساء العرب في القمة حينما خاطبهم بمساعدة شعبه ونصرة المسلمين منهم، خطاب ممنهج ملفق لعب من خلاله على العامل العاطفي الديني، وصور روسيا على انها عدوة الاسلام والمسلمين.
– الامر الثاني: هو حضور الرئيس بشار الأسد في القمة والذي على مدى 12 عاما تعرضت فيها سوريا لحرب كونية مع حرب اعلامية شعواء سيما على وجود الرئيس الاسد في السلطة، والبعض راهن وتحدث بثقة عن ان الاسد لن يبقى وسيرحل منذ الشهر الاول لهذه الحرب، والبعض الاخر اعتبر بانه لن يحضر القمة وسيمثله وزير الخارجية بحضور رمزي ليس أكثر من ذلك، ولكن حربهم الاعلامية سقطت بإنتصار سوريا بدعم كبير ولا يوصف وعلى مختلف الصعد من الجمهورية الاسلامية الايرانية ومن محور المقاومة ومن روسيا، وايضا سقطت حربهم الاعلامية بحضور الرئيس الاسد في القمة..
اذن عندما ينطق الاعلام كذبا يقلب الحقائق، طبعا مع ضخ مالي كبير لتسويق اخبار كاذبة وتسويقها بطرق متنوعة واساليب نفسية تعتمد على كلمات وصور تفعل فعلها في النفوس…
ومن الامثلة على اللعبة الاعلامية ما شاهدناه في المعركة الاخيرة «ثأر الاحرار» بين المقاومين والعدو الاسرائيلي، وما رافق هذه المعركة من محاولات للتضليل الاعلامي ورمي الاكاذيب على مواقع التواصل الاجتماعي، نذكر مثلا عندما تم نشر خبر بعد مرور يومين من انطلاقة المواجهة البطولية بأن الفصائل الفلسطينية وافقت على شروط العدو بإيقاف اطلاق النار، الامر الذي ولد احباطا لدى الشعوب الحرة ولدى الفلسطينين الشرفاء، ولكن تبين فيما بعد زيف ما يقولونه، وبأن هذا الخبر يدخل ضمن اطار الحرب النفسية الباردة، وحتى اللعب على زرع الهلع والشعور بالهزيمة عند الفلسطينين عندما كان يطلق العدو بيانات على مواقع التواصل عن ان القبة الحديدية تمنع وصول اي صاروخ للمستوطنات، لكن الواقع كان عكس ذلك والدليل كان ما يتم تصويره من قبل المستوطنين الصهاينة وحديثهم عن الخسائر التي لحقت بهم، وحتى من خلال الكم الهائل من الاتصالات على مراكز الدعم النفسي نتيجة الخوف الذي سيطر عليهم..
ومن حين لآخر تلجأ الماكينة الاعلامية لقوى الاستكبار العالمي على اختلاق اخبار وفيديوهات مفبركة عن الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي ما هي إلا اضغاث احلام، كإنفجار من هنا، وتحركات احتجاجية من هناك وافلام هوليوودية واسعة الخيال، وكل هذا لتصنع فتن ولإثارة اعمال شغب داخل الجمهورية، الا ان هذه المخططات الشيطانية سقطت بسبب مستوى الوعي العالي عند الشعب، وحكمة ويقظة وبصيرة قادة الجمهورية الاسلامية الايرانية.
اذن تعتمد قوى الاستكبار العالمي على الدعاية الكاذبة لدعم حروبها ضد من يقف في وجهها، وبغية وصولها لاطماعها المشؤومة، فيستخدمون الاعلام بكل وسائله ومنصاته وادواته من اجل كي الوعي عند الشعوب المعادية له، وبث الهلع في نفوس هذه الشعوب، ولا يمكن ان نغفل ان حكومات هذه القوى الشيطانية رصدت ميزانيات ضخمة لرصد وتحليل خصائص الشعوب، وسبر اغوارهم ومعرفة نقاط قوتهم وضعفهم ليسهل بالتالي السيطرة عليهم عبر وسائل متعددة كما التبعية الاقتصادية، وهذه الوسائل مدعومة بأبحاث وافكار مزيفة بأن ما يقومون به هو خير للانسانية جمعاء، وحاربوا ولا يزالوا وبشدة وبكل الوسائل الدول المعارضة لهم كالجمهورية الاسلامية في ايران التي كسرت هيمنتهم وغطرستهم وعملت على انشاء محور اقتصادي مناهض لهم، ومحور للمقاومة مرغ انوف المستعمرين من اليمن الى العراق لبنان ففلسطين فسوريا، وكل هذا ببركات الثورة الاسلامية التي صنعت صحوة ضعضعت اطماع الادارة الاميركية الخبيثة والغدة السرطانية «اسرائيل»، فكانت الثورة هي الشعلة وعلى كافة الصعد التي انارت دروب الاجيال والشعوب التواقة للحرية ولكسر الهيمنة والاحادية ونهب الثروات والتبعية..
اذن من الضروري مواجهة هذه الحرب الإعلامية بالوعي، وبتعزيز الثقافة وبجهاد التبيين الذي تقع مسؤوليته على كل اختصاصي وعلى كل صاحب فكر ومعرفة فهو اشبه بجندي في هذه المعركة، والاهم عدم الانجرار وتصديق ما يصدر عن الاعلام المعادي لنا والذي يعمل على تزييف الحقائق ورمي الشائعات..
وهنا نختم مع ما قاله سماحة السيد الامام علي الخامنئي دام ظله الشريف: «الاعلام ساحة حرب، والعدو الان في حالة حرب ضدنا، حسناً، انتبهوا اذن الى ان الاعلام الصحيح معناه مواجهة العدو، مواجهة حقيقية وجها لوجه، مواجهة الظلم والظلمات».