لم يكن يومًا استشهاد القادة في مواجهة الكيان المحتل خسارة في سبيل القضية، فلولا ارتعاب العدو من نتائج جهادهم لما استشهدوا، ولولا وجود القادة الشهداء والأحياء لما انطلقت صواريخ السرايا لتدك المستوطنات على طول الجغرافيا المحتلة. لا احد يُنكر ان الردع يتقدم أكثر فأكثر، وان مجاهدي سرايا القدس نقلوا معادلات الردع من “سيف القدس” الى “وحدة الساحات” ومن ثمَّ الى “ثأر الأحرار”، ليضعوا جيش العدو أمام معادلةٍ جديدة لا مثيل لها، ليكون ذلك أولى نتائج هذه المعركة.
بالاضافة الى ذلك، وجدنا لغة الجهات العسكرية في كيان العدو موجهة تجاه حركة الجهاد الاسلامي، الأمر الذي يشير الى حجم الارباك الذي تعيشه المؤسسة العسكرية للعدو بحيث انها باتت تخشى مواجهة أكثر من فصيل فلسطيني في آنٍ واحد من جهة، بالاضافة الى تجاهل الجهد الكبير الذي قامت به الفصائل من خلال غرفة العمليات المشتركة.
كذلك على المستوى العسكري، لم تحقق الماكينة العسكرية اي نقلة نوعية على مستوى المعركة، في المقابل توسعة رقعة وقدرات صواريخ سرايا القدس بالاضافة الى دخول صواريخ واهداف جديدة الى المعركة مع العدو.
يعيش العدو الاسرائيلي حالة من الانقسام السياسي والشعبي، فالحكومة التي تتألف من نسبة غير مضمونة من الكتل النيابية في الكنيست هي اليوم عُرضة للتحلل والتفكك وبالتالي دخول الكيان في ازمة سياسية معقدة، قد ينتج عنها ربما الذهاب الى انتخابات برلمانية. أما على المستوى الشعبي، فعشرات الآلاف ممن لم يثوروا في الأسابيع الأخيرة ضد حكومة العدو، قد يتواجدوا في الشوارع رفضًا لضعف سياسة رئيس حكومة العدو، الأمر الذي قد يؤدي الى حالة ارباك كبيرة في صفوف العدو على المستوى الشعبي. في الخلاصة، سجلت معركة “ثأر الأحرار” تكتيكيًا نصرًا مُشرِّف للأمة العربية والاسلامية، فلم تكن معركة عادية بل كانت معركة ثأر للقادة والابرياء الشهداء، وصمود وردع كبير فرضته سرايا القدس في هذه الجولة القتالية لتكون خطوة جديدة نحو معركة زوال “اسرائيل” عن التراب الفلسطيني.