المشارکون في مهرجان ايثار الدولي یتحدثون للوفاق

الفنان الحر يساند ثقافة المقاومة والشهادة

صالح: دور الفنان المثقف كبير في رصد الثقافات الغربية والهجينة وتوجيه الشباب إلى الصواب.

2023-05-24

موناسادات خواسته

أقيم مهرجان إيثار الدولي للفيلم والسيناريو بدورته الأولى بهدف تسليط الأضواء على مكانة ملحمة التضحية والشهادة في الذكرى السنوية لتحرير مدينة خرمشهر الباسلة منذ الجمعة 19 مايو/ في محافظة خراسان الرضوية تزامناً مع المهرجانات التي تقام في جميع أنحاء البلد، وفي بعض دول محور المقاومة، واختتم أعماله أمس الأربعاء في مشهد المقدسة تزامناً مع يوم التضحية والمقاومة في إيران.

المهرجان كما ذكرنا في تقرير سابق اشتمل على برامج ثقافية وإقامة ندوات مختلفة إضافة إلى عرض أفلام المقاومة وقد شارك فيه 30 بلدا، كما شارك فيه مخرجون من مختلف دول محور المقاومة، فاغتنمنا الفرصة وأجرينا الحوار مع المخرج العراقي “عزام صالح” الذي حضر المهرجان وكان من ضمن لجنة الحكّام، وكذلك المخرج العراقي “فارس طعمة التميمي” مخرج فيلم “الوقاد” الذي شارك المهرجان كضيف شرف، وسألناهما حول المهرجان ودور المهرجان والنشاطات السينمائية في مجال المقاومة بالعراق، وفيما يلي نص الحوار .

مهرجان إيثار خطوة مهمة لجمع الصفوف

بداية طلبنا من المخرجين العراقيين أن يبديا لنا رأيهم حول المهرجان وتقييمهما عنه، فقال السيد “عزام صالح”: مهرجان ايثار خطوة مهمة لجمع الصفوف في دول العالم الثالث وبالأخص الدول الإسلامية التي نالت منها الهيمنة والغطرسة الأمريكية في زرع ثقافة غير مرغوب بها وتغيير فكر الشباب في الإبتعاد عن القيم الاسلامية بحجة التطور والعصرنة.

مهرجان إيثار يوثق حقبة مهمة من ثقافة المقاومة

من جهته قال السيد “فارس طعمة التميمي” في هذا المجال: أنا كنت مدعو من ضمن الأعضاء المشاركين وأعضاء الشرف في مهرجان إيثار، وكان لي الشرف أيضاً أن أشاهد أعمال سينمائية على مستوى الدراما والوثائقية وغيرها على مستوى الأنيميشن، هكذا مهرجانات مهمة توثق حقبة مهمة من ثقافة المقاومة والشهادة وأغلب الأفلام تتميز بهذا الطابع وكان لها تأثير جميل لدى المشاهد عندما شاهدها في صالات العرض وأتمنى أن يستمر مهرجان إيثار بدورته الثانية والثالثة وبنجاح أكبر كون هذه التجربة ولدت ناجحة وهنالك شباب شاركوا في هذا المهرجان من بلدان عالم كثيرة وهنالك لجان تحكيمية محترمة ولها اسمها وباعها الطويل في السينما، مسرور جدا للمشاركة في هذا المهرجان، بحضوري ومجيئي من العراق وأتمنى النجاح لهذا المهرجان وأتمنى أيضاً النجاح إلى كل العاملين على نجاح هذا المهرجان بالشكل الأمثل والأفضل.

الفنان ينشر ثقافة المقاومة

وعندما سألناهما حول دور الفنان والسينمائي في نشر ثقافة المقاومة ومواجهة الحرب الناعمة، اعتبر “عزام صالح” دور الفنان المثقف كبير في رصد الثقافات الغربية والهجينة وتوجيه الشباب إلى الصواب من خلال رؤية مدروسة وواعية بواسطة صنع أفلام تحث على الوقوف بوجه كل من يحاول ان يعكر صف الأوطان وإثارة الفتن بين أبناء المجتمع بأفكار سلبية.

وأما “التميمي” قال: إن للفنان دوراً رئيسياً في نشر هذه الثقافة، لولا الفنان لما كان هكذا أفلام كي يفتضح المعتدي والأساليب الرخيصة التي تتبعها الأنظمة التي تقمع المقاومة، في هكذا أعمال الفنان الإيراني والعربي والفنان في كل بقاع الأرض ينشر الثقافة عن طريق المشاركة في هكذا أعمال وبالمقابل فضح زيّف ما تدعيه هذه الأنظمة ضد المقاومة بأعمال على مستوى الأفلام القصيرة والطويلة وعلى مستوى الأنيميشن، هذه لها أهمية، كون هذا الفيلم السينمائي أثره باق، ولا يذهب، في السينما نستطيع أن نحقق كل وجهة نظرنا، في تقديم أعمال تنشر هذه الثقافة وهذه المقاومة الكبيرة التي زعزعت كل الكيانات وأتمنى أن نستمر على هذا النهج، والفنان العربي والإيراني والعالمي الحر ، هو من يساند هذه الثقافة ثقافة المقاومة ومواجهة هكذا حرب شرسة إعلامية في وجود أنظمة قمعية، تجهض المقاومة لكن الفنان يبقى له القول، لأن ثقافة المقاومة هي الباقية وهي الأساس في كل شيء.

أعمال سينمائية كثيرة في العراق بموضوع المقاومة

وفيما يتعلق بالنشاطات السينمائية بموضوع المقاومة في العراق قال “صالح”: لقد عمل الشباب العراقي في مجال السينما الكثير بالوقوف في وجه الإرهاب الداعشي وكذلك في فضح أساليب الديكتاتورية والإرتماء في الحضن الأمريكي.

ومن جهته قال “التميمي”: في بلدي العراق هنالك النشاطات متعددة وكثيرة بموضوع المقاومة لاسيما العراق حارب داعش كثيراً وهنالك قصص كبيرة وكثيرة وهنالك طاقات شباب عراقية خالصة تصنع من هكذا بطولات أعمالاً تخلد بطولة الجيش العراقي والحشد الشعبي، والمقاومة العراقية التي أزاحت داعش من الوجود ومازال الشباب العراقي وأنا واحد منهم أدعم هؤلاء الشباب والمقاومة وفضح زيف داعش في العراق وكل بلدان العالم، هنالك أفلام ومهرجانات تخصصية في العراق بموضوع المقاومة والشاهد على ذلك هناك مسلسلات للحشد الشعبي ومنظمات كثيرة تُعنى بذلك وهنالك جوائز كثيرة ودعم كبير للشباب لكي يفضح ما قام به داعش اتجاه بلدي.

النشاطات السينمائية في العراق

وأخيراً طلبنا من المخرجين العراقيين يذكروا لنا بعض الأفلام التي شاركا فيها ويبدو لنا رأيهما حول العمل الإيراني العربي المشترك، فقال “صالح”: شار كت في كتابة سناريوهات سينمائية تدين الدكتاتورية وتحارب داعش والإرهاب، منها فيلم “رماد” يتحدث عن المقابر الجماعية ولكنه لم ينفذ، وفيلم “الهروب مرتين” عن ارهاب داعش ولم ينفذ أيضاً، وهما فيلمان طويلان، كما وشاركت في أكثر من مسلسل دراما تتحدث عن الوقوف في وجه الدكتاتورية.

وأما “التميمي” هكذا يرد علينا بالجواب: أنا كان لدي فيلم طويل اسمه “الوقاد” يتحدث عن حقبة مظلمة بتاريخ العراق هي حقبة الإعدامات الجماهيرية في زمن صدام حسين، هذا الفيلم يتحدث عن قصة حقيقية، لإمرأة أُعدم أخيها وصارت تبحث عنه في المقابر الجماعية وهنالك الكثير من الأمور والخطوط الدرامية في هذا العمل وهذا العمل إنتاج كبير وإن شاء الله نشارك فيه في مهرجانات الأفلام الطويلة هذا جزء من النشاطات السينمائية في بلدي تتحدث عن موضوع المقاومة في زمن الديكتاتور صدام حسين، وأتمنى أن يتطور مهرجان ايثار لكي يستضيف أفلاما طويلة تسجيلية  وأفلاماً روائية كي يكون المهرجان على مستوى عال من مشاركة جميع الأعمال، على مستوى الأفلام الطويلة والقصيرة، وعلى مستوى أفلام الديكو دراما الوثائقية والروائية وعلى مستوى الأعمال الروائية القصيرة والطويلة لكي يكون مهرجان إيثار مضيئاً بكل تفاصيل العمل السينمائي، وشكراً لكم بما قدمتموه في هذا المهرجان، وأتمنى لكم النجاح وفعلاً نجحتم على مستوى الدعم والأفلام التي قدّمتموه في المهرجان.

دراسة سينما العالم الإسلامي 

وكما ذكرنا أقيمت ندوات مختلفة في المهرجان، ومنها ندوة تحت عنوان ” دراسة سينما العالم الإسلامي” وتحدث فيه مخرجان دوليان وأبديا رأيهما في هذا المجال فنذكر بعض منها.

قال المخرج السوري “محمد أبوالجدايل” الذي كان من ضمن لجنة إختيار أفلام المهرجان: لعل أحد أسباب عدم تمكن دور السينما الإسلامية من التطور هو عدم وجود دعم حكومي للسينما، والسبب التالي هو الميول الدينية والتطرف في العالم الإسلامي.

وأضاف: “على الرغم من كل هذه الحالات، لدينا أفلام مميزة وخالدة في السينما التاريخية، مثل فيلم محمد رسول الله (ص) لمجيد مجيدي، وهي تتناول أحداثاً قبل الإسلام، ولكن لا يوجد مفهوم جاد وواسع يمكن أن يقدم سينما شاملة للإسلام.

وتابع أبو الجدايل: رغم أننا تجاوزنا بعض العقبات، إلا أن هناك العديد من المواضيع المشتركة بين الدول الإسلامية التي يمكن معالجتها، وفي حين أن هناك العديد من القدرات البشرية والمالية، إلا أننا لا نرى أعمالا بارزة في دور السينما في العالم الإسلامي.

وقال أبو الجدايل: إن الجمهورية الإسلامية تولي اهتماماً جيداً للقضايا وتلعب دورها بشكل جيد في مهرجانات مثل المقاومة ومهرجان إيثار التي تقام حالياً في القسم الدولي.

وذكر هذا المخرج السوري أن من أبرز الأفلام وأكثرها تأثيرا كان فيلم يونس النبي(ع) الذي عندما تم بثه في سوريا، لم يبق أحد في الشارع وكلهم كانوا في بيوتهم لرؤية الفيلم، وقال: يجب أن نتجه نحو عمل مشترك مثل قضية فلسطين، لأننا لدينا تحديات مشتركة.

وأوضح أبو الجدايل: يجب أن نوفر طريقا مشتركا لمخرجي العالم الإسلامي، وأشار إلى أن مهرجان إيثار الدولي كان خطوة كبيرة في هذا الاتجاه، وآمل أن يصل موضوع وحدة مخرجي العالم الإسلامي، إلى نتيجة إيجابية.

من جهته تحدث المخرج العماني “حميد العامري” عن المعوقات التي تواجه سينما العالم الإسلامي وقال: في نفس الوقت الذي ظهرت فيه السينما العربية شهدنا المشاكل والتعثر في السينما الإسلامية وكان هناك انقسام بين الدول الإسلامية، لذلك لم يتمكنوا من تقديم سينما قوية للعالم.

وأضاف العامري: إن العالم الإسلامي كله تأثر بإنتاجات الحضارة الغربية وهذه القضية عامل مؤثر آخر في عدم تقدم السينما الإسلامية، ولكن إيران تحمل أعباء العالم كله وتحاول سد الثغرات بعرض أفلام قيمة، والأفضل للدول الإسلامية أن تستثمر من أجل القيم، ويجب أن يهتموا بالتحديات التي تواجه الحياة ولا يجب أن تكون الأفلام حول مواضيع تاريخية فقط.

لا ينبغي تقسيم السينما

وقال المخرج السوري “قصون الماضي”: علينا أن لا نقسّم السينما، يجب أن نعبّر عن آثار الفن وأسلوب السلوك في المجتمعات الإسلامية، والسينما تحفظ كرامة الإنسان، لم تنجح الدول الإسلامية في تقديم أعمال للعالم في هذا المجال.

وأضاف الماضي: نحن بحاجة إلى تقديم حقائق خالصة للعالم، فالسينما هي أداة لنقل رسالة كبيرة إلى العالم، واليوم لا تقل أهمية السينما وتأثيرها عن الشعر الذي كان له دور في زمن الجاهلية.

وتابع: كفنانين من العالم الإسلامي، يمكننا استخدام قدرة الفن للترويج للجوانب الإسلامية، والشهيد الحاج قاسم سليماني اقترح على المخرجين البارزين تشكيل نقابة لإنتاج أفلام مؤثرة.

من جهته قال “جان جيمز يوبل” أحد المخرجين الأمريكيين: لقد عشت في إيران لمدة 5 سنوات، خلال هذا الوقت سافرت إلى مدن مختلفة وتعرفت على الشعب الإيراني.

لقد حدثت تطورات في الأشهر السبعة الماضية في أمريكا، وهي في غاية الأهمية. كان العام الماضي نقطة البداية للتطورات التي حدثت، على سبيل المثال، ارتدى أحد الموسيقيين الأمريكيين فستاناً قال إن حياة السود ثمينة.

وذكر أن 90٪ من السود الناشطين في مجال الموسيقى الأمريكية يتعاملون مع اليهود وكل شيء تحت سيطرتهم، وأكد “يوبل” على أن اليهود يسيطرون على الحكومة والرئيس والموسيقيين، وبالطبع، في الماضي، عندما كانت الشخصيات البارزة تقول شيئاً ضد الصهيونية، كان يقبله الناس.

 

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص