ايران في قمة الترجمة

الكتب الإيرانية المترجمة الى العربية تجول العالم وتنشر ثقافتها العريقة

يمكننا القول ان الثقافة الإيرانية متواجدة وتتواصل بجد في جميع المجالات ومنها الكتب التي تترجم الى العربية.

2022-11-14

الوفاق/خاص/ موناسادات خواسته

يصادف غداً الثلاثاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني، يوم الكتاب وقراءة الكتب في ايران، كما هو يوم تكريم الأستاذ آية الله العلامة الطباطبائي الذي له مؤلفات عملاقة وكثيرة، فبهذه المناسبة نتطرق في مقالنا اليوم الى الكتب الإيرانية المترجمة الى العربية التي انتشرت في مختلف أنحاء العالم ونشرت الثقافة الإيرانية العريقة.

من الماضي البعيد وحتى الآن، لعبت الترجمة دوراً مهماً في نقل ثقافة وفن وفكر وطقوس ومذهب الأناس من مجتمعات مختلفة إلى بعضهم البعض.

وفي الوقت نفسه، تعتبر ترجمة الأعمال الأدبية من أهم الأعمال الفكرية والثقافية بين الأمم المختلفة، وهي أكثر الأعمال الثقافية والفكرية ديمومة، والتي لاقت رواجاً بين الناس في المجتمعات المختلفة من خلال الترجمة منذ الماضي ويتزايد حجمها كل يوم أكثر من قبل.

الإيرانيون عبر تاريخهم الطويل، مثل المجتمعات الأخرى، قدّموا مساهمة كبيرة في ترجمة أعمالهم إلى لغات أخرى والعكس صحيح أيضاً أي قامت دور نشر عربية ومترجمون من الدول العربية بترجمة الكتب الإيرانية.

تعود إحدى الفترات التي استفاد فيها الإيرانيون من قدرة اللغة العربية بأكبر قدر ممكن إلى الفترة التي أعقبت وصول الإسلام إلى إيران، وبقيت الأعمال القيّمة في مجال التأليف والترجمة من تلك الفترة.

في الفترة المعاصرة أي في الأعوام الحالية، استفاد العديد من الكتاب والباحثين الإيرانيين من هذه القدرة، وقاموا بترجمة الكتب الأدبية المعاصرة الى اللغة العربية، والدليل على هذا هو بعض الأعمال الأدبية الإيرانية التي تُرجمت إلى اللغة العربية في فترات مختلفة، بما في ذلك الفترة المعاصرة؛ ومع ذلك، فمن الواضح أن الأعمال الأدبية الفارسية تتمتع بقدرة أعلى مما تمت ترجمته إلى العربية حتى الآن.

الكتب الأدبية

الدكتور محمد علي آذرشب أستاذ جامعة طهران والذي قام بترجمة وكتابة كثير من الكتب، يذكر في هذا المجال أسامي أكثر من 57 كتابا أدبيا فارسيا، تُرجم الى اللغة العربية، منها: “اللعب بالنار” من تأليف اشرف أسدي وترجمة محمود سلامة علاوي، وكتاب “مختارات من الشعر الإيراني المعاصر” من تأليف فرزدق أسدي، وكتاب “الطوفان الأخير” من تأليف حسين إسرافيلي وترجمة ندى حسون، وكتاب “ملاك الروح” للشاعرة الإيرانية القديرة بروين اعتصامي، ترجمة “حسين موسوي” و “سمير ارشدي”، وكتاب “بيام مشرق” للمؤلف محمد اقبال وترجمة عبدالوهاب عزام، وكتاب “ساعي البريد” للأديب الإيراني جلال آل أحمد ترجمة “ندى حسون”، وهناك كتب كثيرة من هذا المؤلف تُرجمت الى العربية بما أنها تجذب القارئ العربي، منها كتاب “النون والقلم” ترجمة “عبدالوهاب علوب”، وغيرها، وكذلك كتب الدكتور علي شريعتي الأديب والمفكر الإيراني الشهير الذي تُرجمت كثير من كتبه الى اللغةالعربية وواجهت إقبالاً  كبيراً منها: “الفريضة الخامسة”، “الشهادة”، وغيرها، كما أن دارالأمير في لبنان قامت بنشر مجموعة أعماله.

وكتاب “اوزان الشعر الفارسي” للأديب الإيراني الأستاذ برويز ناتل خانلري وترجمة “محمد نورالدين عبدالمنعم”،  وكتاب “شعر المقاومة في الأدب الإيراني المعاصر” للمؤلف محمدجعفر ياحقي وترجمة ندى حسون، وكتاب “الإسلام وإيران” للشهيد مطهري وترجمة محمدهادي اليوسفي، وكتاب “لفراقه عن الوردة ينحب البلبل ” للإمام الخميني (قدس) وترجمة نبيل البكاء، وغيرها من الكتب التي هي كثيرة ولا يمكن إحصائها.

كتب المقاومة والشهداء

وكذلك عندما نبحث في الكتب المترجمة نرى أن هناك كثيرا من الكتب المترجمة حول موضوع سيَر الشهداء وخاصة الشهداء المدافعين عن المقدسات في سوريا وغيرهم،حيث قامت دور النشر العربية بترجمتها، ورأينا كثير منها في معرض طهران الدولي للكتاب، فيذكر السيد “مهدي نوراني” مسؤول مؤسسة “ساية” للوفاق بعض من هذه الكتب ويقول: الموضوعات هي حول فكر السيد القائد حفظه الله والإمام الخميني (رض)، والشهداء، وعلماء مثل الشيخ مصباح اليزدي، والشيخ العاملي، والعلامة الجعفري، وتكون الموضوعات كلها متعلقة بجبهة المقاومة، اما  في الموضوع الفكري والإسلامي والسياسي، نحن اكثر شيء مهتمون بفكر الشهداء والإمام الخميني (رض) والسيد القائد حفظه الله.

والكتب التي قمنا بترجمتها هي حول سيرة الشهيد حججي، والشهيد قاسم سليماني، و الشهيد سياهكلي، وكتاب “سلام على إبراهيم”، وكتاب “أخي عباس” وغيرها من الكتب التي  هي كثيرة وفي مقال سابق تطرقنا إليها.

الكتب الإيرانية باللغة العربية

وهناك كثير من الكتب الإيرانية التي تمت كتابتها باللغة العربية من قبل مؤلفين ايرانيين منها كتاب “السياسة  الخارجية الإيرانية” للدكتور عباس خامه يار المستشار الثقافي الإيراني السابق في لبنان، حيث أكدت الشخصيات العلمية والأكاديمية والسياسية المشاركة في حفل توقيع كتاب “السياسة الخارجية الإيرانية؛ الأسس والمنطلقات” للباحث الایراني “الدكتور عباس خامه يار” أن الكتاب يعدّ مادة علمية لكل المهتمين بالقضايا الاقليمية، مصرحة أن السياسية الخارجية الايرانية ناتجة عن هوية جامعة للفكر الإسلامي المعاصر.

وكتاب “إيرانيات نماذج من الثقافة الإيرانية” لـ “محمد نور الدين عبد المنعم” وهو استاذ اللغة الفارسية وادابها بكلية اللغات والترجمة جامعة الازهر وعميد الكلية الاسبق، و في هذا الكتاب يتبع المؤلف منهجا خاصا به، وهو محاولة دراسة أي موضوع لغويا وتاريخيا، والربط بين ما كان عليه في القديم، ثم وضعه الحالي؛ فمثلا إذا تناول موضوع الاحتفال بعيد من الأعياد عند الإيرانيين فلا بد من الحديث أولا عن المصطلح اللغوي ودلالته في اللغة الفارسية، ثم كيف كان الإيرانيون يحتفلون به قديما، وتطور هذا الاحتفال وما طرأ عليه، ثم كيفية الاحتفال به في العصر الحديث والمقارنة بين الماضي والحاضر.

ايران في قمة الترجمة

من جهة أخرى نرى أن اللأديبة والمترجة الإيرانية القديرة “نوش آفرين انصاري” تعتبر أن ايران في القمة بمجال الترجمة وتقول عن جودة صناعة النشر الإيرانية في مجال كتب الأطفال والناشئين: منذ عام 1963، أقوم بمراجعة الكتب في مجال كتب الأطفال من خلال زملائي في مجلس كتب الأطفال ، وأقوم بعمل جماعي وإتقان معايير المراجعة الدقيقة.

يعمل في مجلس كتاب الأطفال أكثر من 200 خبير. لذلك ، من خلال الاستماع إلى إنجازات وبيانات الخبراء ، أحصل على معلومات وأتعرف على الوضع الحالي.

بشكل عام، في العقد الماضي ، يتحسن وضع نشر الكتب في إيران، في مجال الترجمة، وقفنا في القمة.

أفضل الكتب التي حصلت على جوائز دولية يتم ترجمتها بواسطة مترجمين رائعين وإتاحتها للأطفال والناشئين والعائلات.

أدب الأطفال ليس للأطفال فقط، بل لكل أولئك الذين يؤمنون بالطفولة والتعليم والنظرة الإنسانية التي تكمن في الأدب.

وفي إشارة إلى أهمية الأنشطة في مجال الدبلوماسية الثقافية، قالت أنصاري: “لحسن الحظ، نقدم كتبنا للعالم بأقصى قدر من ضمان الجودة”.

وبهذه الطريقة أيضاً يمكننا إحياء الشعر الذي يعتمد على حياتنا الثقافية للأطفال والناشئين.

الثقافة الإيرانية في الكتب

وأخيراً يمكننا القول ان الثقافة الإيرانية متواجدة وتتواصل بجد في جميع المجالات ومنها الكتب التي تترجم الى العربية وتحمل الثقافة الإيرانية معها الى مختلف أنحاء العالم، كما أنها تجعل من الشهداء نجوماً في سماء الأدب لكي يُضاء بهم الطريق.