الآباء الروحيون يطالِبون “ابنهم” سموتريتش بالإصرار على حقيبة الأمن...

(الصهيونيّة الدينيّة) أخطر الفئات بالكيان

قائدهم دروكمان أفتى بجواز قتل العرب تنفيذًا لـ “حكم الرّب بالعمالقة”… كتابُ أصدروه يُبيح قتل الفلسطينيين الرُضّع

2022-11-14

كتب زهير اندراوس

يُعتبر تيّار (الصهيونيّة الدينيّة) في كيان الاحتلال من أخطر الفئات الفاعلة ضدّ العرب وتكريس الاحتلال، ولا يُخفي قادته، وهم الآباء الروحانيين للمرشّح الأوفر حظًا لتسلّم وزارة الأمن الإسرائيليّة، بتسليئيل سموتشريتش، كرههم وحقدهم على الفلسطينيين، ولا يتورّعون عن إصدار الفتاوى والكتب التي تُجيز قتل الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، أصدر الحاخام حاييم دروكمان، فتوى تتيح قتل الأطفال الرضع من العرب بحجة أنّ هذا حكم الرب في العمالقة، على حدّ تعبيره.

وتنبع خطورة هذا التيّار أيضًا من أنّ الذين يؤمنون به ويسيرون على تعاليمه، يخدمون في جيش الاحتلال الإسرائيليّ ويؤدون الخدمة العسكريّة ويصلون إلى مراتب عليا جدًا، وذلك خلافًا لتيّار (اليهود الشرقيين) الدينيّ، وتيّار (يهدوت هتوراه)، اليمينيّ المتزمت وأباعه ممّن تمّ استجلابهم إلى فلسطين من دولٍ أوروبيّةٍ، إذْ أنّهم لا يخدمون بجيش الاحتلال بتاتًا.

وعاد هؤلاء الحاخامات لتصدّر الأجندة السياسيّة في دولة الاحتلال بعد فوز الكتلة التي يدعمونها (القوّة اليهوديّة) بـ 14 مقعدًا في الكنيست الإسرائيليّ خلال الانتخابات الأخيرة التي جرت في الفاتح من الشهر الجاري. واليوم، كُشِف النقاب عنّ أنّ حاخامات الصهيونية الدينيّة، بقيادة الحاخام حاييم دروكمان، طالبوا رئيس الحزب ، بتسلئيل سموتريتش، بالإصرار على تولي حقيبة الأمن خلال الاتصالات حول تشكيل الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، الذي حصل أمس على تكليفٍ رسميٍّ من رئيس الدولة، إسحاق هرتسوغ، بتشكيل الحكومة القادمة، يُشار إلى أنّه دون دعم هذا الحزب لا يتمكّن نتنياهو من تشكيل حكومةٍ.

ووفقًا للإعلام العبريّ، فقد دعا الحاخامات في بيان صدر بعد اجتماعهم مع سموتريتش، مساء الأحد، إلى “الإصرار بشكل قاطع ودون مساومات على المطالبة بمنصب وزير الأمن من أجل تعزيز أمن دولة إسرائيل، تعزيز روح الجيش الإسرائيلي، منع إقامة دولة فلسطينية وتسوية الاستيطان في يهودا والسامرة”، أي شرعنة البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية.

وتابع الحاخامات في بيانهم أنّهم “يطلبون الإصرار على مطلب الحزب بشأن الحصول على حقيبتيْ التربية والتعليم والأديان”، وسوّغوا ذلك بأن “ثمة أهمية عليا أنْ تقود الصهيونية الدينية العمل من أجل الهوية اليهودية للدولة بروح توراة أرض إسرائيل”، على حدّ تعبيرهم. علمًا أنّ ممثلهم سموتريتش يُطالِب بتطبيق الشرع اليهوديّ على الحكم في كيان الاحتلال.

ومن الجدير ذكره في هذه العُجالة أنّه في تأكيد آخر على أنّ استهداف الأطفال في الحروب الإسرائيلية كان وما زال مقصودًا في حدّ ذاته، أصدر حاخامان متطرفان يدير أحدهما مدرسة دينية يهودية (يشيفاة) في مستوطنة (يتسهار) القريبة من مدينة نابلس في الضفة الغربية مؤخرًا، أصدرا كتابًا يبيحان من خلاله قتل غير اليهود، وبخاصة الفلسطينيين وأطفالهم.

ومؤلف الكتاب هو الحاخام يتسحاق شابيرا، وهو مدير مدرسة (يوسف ما زال حيا) في مستوطنة (يتسهار) وهي أحد معاقل المستوطنين المتطرفين، وساعده على تأليفه حاخام آخر يعمل مدرسًا في اليشيفاة ويدعى يوسي إليتسور، والمؤلفان ينتميان إلى تيّار (الصهيونيّة الدينيّة).

ويشمل كتاب (عقيدة الملك) 230 صفحة تتضمن فتاوى أصدرها حاخامات تتعلق بقتل غير اليهود، وقالت صحيفة (معاريف) إنّه بمثابة مرشد لمن يتردد فيما إذا كان ينبغي قتل غير اليهود ومتى يجب القيام بذلك.

وأضافت الصحيفة أنّه على الرغم من أنّ الكتاب لا يوزع بواسطة شبكات بيع الكتب الكبرى، بيد أنّ عددًا من حاخامات اليمين المتطرف اليهودي يوصون أتباعهم بشرائه وبين هؤلاء الحاخامات يتسحاق غينزبورغ ودوف ليئور ويعقوب يوسف.

ويتم نشر الكتاب عبر مواقع الإنترنت، فيما وصلت قمّة بيعه بين المتطرفين اليهود في الذكرى الـ29 لقتل المتطرف الحاخام المأفون، مئير كهانا، الذي اغتيل في نيويورك عام 1990، وكان يُطالِب علنًا بطرد العرب من أرض إسرائيل الكبرى، أيْ فلسطين التاريخيّة.

ومنعًا لملاحقة معدّي الكتاب قانونيًا، لم يسجلوا كلمة عربيّ أوْ فلسطينيّ، غير أنّ مضمونه موجّه بشكل مباشر ضد الفلسطينيين.

ويتضمن الكتاب تدريبات في كيفية قتل غير اليهود ومتى، وينطلق معدّوه بتحليل قتل غير اليهودي من ضرورة ما سموه “تنفيذ الفرائض السبع”، ويظهر الكتاب استنتاجًا آخر يشرح متى مسموح قتل الغير، فيقول: “في كل مكان يكون فيه حضور الغير يعرض للخطر حياة إسرائيل، فمسموح قتله حتى لو كان من محبّي أمم العالم وليس مذنبًا على الإطلاق في الوضع الناشئ”.

وجاء في الكتاب إنّ “القتل ينطبق أيضًا عندما يكون المضطهِد لا يهدد بالقتل بشكل مباشر بل بشكل غير مباشر. وحتى المدني الذي يساعد المقاتلين يعتبر مضطهِد ومسموح قتله. وكل من يساعد جيش الأشرار بأي شكل فإنه يعتبر مضطهِد.

وشدّدّ الكتاب المذكور على أنّ “المدنيّ الذي يُشجّع الحرب يعطي قوة للملك والجنود لمواصلتها، وعليه فكلّ مدنيّ ضدّنا يشجع المقاتلين أوْ يعرب عن الارتياح لأفعالهم، يعتبر مضطهِد وقتله مسموح”، كما جاء في الكتاب.

وتصل قمّة التحريض في الدعوة إلى قتل الأطفال أيضًا، ومما جاء في هذا الجانب: “إنهم سدادو الطريق، فالرضّع يسدون طريق النجاح بوجودهم، وعليه مسموح قتلهم لأنّ وجودهم يساعد القتل”.

الاخبار ذات الصلة