الوفاق- في الوقت الذي يتوعّد فيه زعماء الجماعات الارهابية الانفصالية وبشكل علني ومن على شاشات القنوات الممولة من امريكا والسعودية، بتجزئة ايران، وعندما يتم تهريب الاسلحة والمتفجرات والعملاء الى داخل ايران، ناهيك عن استخدام هذه الاسلحة في الداخل الايراني، وتنفيذ مخطط زعزعة الإستقرار في ايران عبر بث الفوضى والاضطرابات، عندها على تلك الجماعات الإرهابية أن تتوقّع ردّا ساحقاً لا تهاون فيه.
*أنشطة الزمر الإرهابية
حيث شنت قوات حرس الثورة الإسلامية ضربات صاروخية وهجوم بطائرات مسيّرة تابعة للقوة البرية للحرس، على مقرات ومراكز الإرهابيين الانفصاليين المناهضين لإيران في اقليم شمال العراق، وأعلن حرس الثورة في بيان، عن تنفيذ الهجوم على مقرات ومراكز وممرات نقل أسلحة وذخائر الإرهابيين المجاور للجانب الغربي للبلاد، منذ صباح أمس (الاثنين)، بضربات صاروخية وطائرات مسيرة اثر استمرار تقاعس والإهمال الواضح والمتعمد أحياناً من قبل مسؤولي اقليم شمال العراق في التعامل مع أنشطة الزمر الإرهابية الانفصالية المناهضة للجمهورية الإسلامية، والتي تعشعش في أراضي الاقليم منذ سنوات وتتآمر وتعتدي على الشعب الايراني.
*إصرار على معاداة ايران
وأشار حرس الثورة الإسلامية الى الضربة التي نفّذها الشهر الماضي في إطار ضربة تحذيرية ورادعة للجماعات الإرهابية، وقال: على الرغم من عمليات الشهر الماضي، يتحرك الإرهابيون ويتصرفون لخلق حالة من زعزعة الأمن في إيران الإسلامية، لذلك وبحسب الظروف والاشراف الاستخباراتي والتخطيط العملياتي، فقد تم إستهدافهم.
وشدّد بيان حرس الثورة الإسلامية على ضرورة نزع سلاح الزمر الارهابية المعادية ومنع تواجدها قرب الحدود الايرانية في اقليم شمال العراق، مطالبا المسؤولين في هذا الاقليم الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
واضاف البيان: نفذت الوحدات العملياتية لمقر حمزة سيد الشهداء التابع للقوة البرية للحرس الثوري هذه العملية بعد تحذيرات متكررة في اجتماعات دبلوماسية وأمنية مشتركة أخيرة بشأن إغلاق المعسكرات ونزع سلاح وطرد الجماعات الارهابية من المنطقة والتأكيد على عدم الإخلال بأمن وهدوء سكان شمال العراق، وللأسف لم نشهد أفعالاً عملية وموضوعية مؤثرة من قبل الطرف الآخر.
*أمن البلاد خط أحمر
وأوضح بيان الحرس الثوري أنه في الوقت نفسه، بما أن الحدود والأمن الداخلي للبلاد من الخطوط الحمراء بالنسبة للجمهورية الإسلامية الايرانية، فانه لايمكن تحمل استمرار هذا الوضع. واشار إلى التوصيات المقدمة للمسؤولين والحكومة المركزية وإقليم شمال العراق، وكذلك لسكان المنطقة بالابتعاد عن مواقع المراكز والأنشطة الإرهابية، وشدد على أن نزع سلاح الإرهابيين ومنع تواجدهم، وإغلاق مقراتهم، داعياً المسؤولين في الحكومة المركزية واقليم شمال العراق العمل وفق التزاماتهم تجاه الجمهورية الإسلامية الايرانية من أجل الحفاظ على علاقات حسن الجوار.
وجاءت ضربة حرس الثورة الإسلامية للتنظيمات الإرهابية في إقليم كردستان العراق، بعد أخرى مماثلة نفّذها الشهر المنصرم لوأد أنشطة بعض الجماعات الارهابية التي كانت تنشط على الشريط الحدودي بالقرب من ايران بهدف تنفيذ أعمال إجرامية في البلاد، وكان قد سقط إثر الأعمال العدائية للإرهابيين في الآونة الأخيرة العشرات من عناصر الامن الداخلي وخفر الحدود والمواطنين العاديين، شهداء بالاسحة التي جرى تهريبها من قبل تلك التنظيمات الارهابية المتموضعة في شمال العراق.
*وعود خاوية
وكانت قد طلبت الجمهورية الإسلامية الإيرانية من المسؤولين في إقليم كردستان العراق الكف عن احتضان مثل هذه الجماعات، المرتبطة باجندات مشبوهة، والتي تعمل على تنفيذ مخططات امريكية و “اسرائيلية” معادية للجمهورية الاسلامية، إلاّ ان المسؤولين في الإقليم لم يقدّموا سوى الوعود الخاوية، في الوقت الذي كانت ايران تقدم لهؤلاء الجيران وثائق بالصوت والصورة عن وجود عناصر للموساد الاسرائيلي، وضباط المخابرت الامريكية، وضباط تابعين لدول عضاء في حلف لناتو، يسرحون ويمرحون، خلف حدود ايران، وهدفهم الوحيد هو ضرب امن واستقرار ايران.
*توضيح من قائد القوّة البرية
تعقيباً على الضربة الحاسمة للتنظيمات الإرهابية، كشف قائد سلاح البر في قوات حرس الثورة الاسلامية العميد ” محمد باكبور ” عن تفاصيل جديدة عن العملية،مؤكدا أن ايران حذرت اقليم كردستان العراق والحكومة المركزية العراقية في يوم 28 ايلول الماضي أن الجماعات الداعية الى تقسيم ايران تتواجد في شمال العراق، اما أن يتم طردها أو نزع اسلحتها أو اسكانها في مخيمات. وأضاف قائلا: أن الجماعات الانفصالية قامت بأعمال ارهابية في داخل ايران انطلاقا من العراق وشاركت في بعض اعمال الشغب التي شهدتها منطقة شمال غرب ايران، حيث شاهدنا بصمات هؤلاء في هذه الاعمال.
*هلاك عدد من الإرهابيين
وأشار الى العمليات التي قامت بها قوات حرس الثورة الاسلامية في استهداف قواعد الارهابيين في اربيل في يوم 28 ايلول، مؤكدا أنها أسفرت عن هلاك عدد من الارهابيين، فيما أجرى الجانب الايراني محادثات مع اقليم كردستان العراق والحكومة العراقية بهذا الخصوص. وقال المسؤول: رغم ان الجانب العراقي وعد بذلك وقام ببعض الخطوات الاساسية الا ان هذا الوضع لم يستمر، مؤكدا أن وزارة الخارجية الايرانية أجرت محادثات مع اقليم كردستان وتقرر ازالة قواعد الارهابيين التي كانت في عمق شمال العراق.
وشدد ” باكبور ” على أن الارهابيين يتخذون الناس العاديين درعا لهم حيث أنهم يختبئون بينهم، موضحا ولهذا السبب استهدف الجانب الايراني أمس الاثنين في اطار خطة دقيقة المواقع التي تقع في أطراف المناطق الخالية من المدنيين.
وحمّل الحكومة المركزية العراقية واقليم كردستان العراق مسؤولية أمن مواطنيهم، مشددا على أن ايران تسعى لحفظ أمن مواطنيها من الاعمال التي يقوم بها الارهابيون ضدها.
*ردّ على أعمال إرهابية سافرة
وشدّد على أن شمال غرب ايران شهدت الكثير من الحوادث بدعم وقيادة فرق تقوم بأعمال الشغب وتدمير الممتلكات العامة والاغتيالات التي طالت البعض في محافظات آذربيجان الغربية وكردستان وكرمانشاه، حيث كان معظم الذين قبضنا عليهم من ارهابيي اقليم كردستان العراق. ودعا أهالي منطقة ” بكر جو” في محافظة السليمانية التي يتخذها الارهابيون مقرا لهم بعد تدمير القوات الايرانية أوكارهم، الى طرد الارهابيين من منطقتهم لضمان أمنهم.
من جانبه أكد المتحدث باسم الخارجية “ناصر كنعاني”، أن ايران لن تتهاون بشأن أمنها الحدودي، وسترد على تهديدات الجماعات الانفصالية في كردستان العراق. وفي مؤتمره الصحفي، أمس الاثنين قال كنعاني: أن الانفصاليين الأكراد نفذوا عمليات ضدنا واستهداف مقراتهم يأتي في إطار حقنا بالدفاع عن النفس، معتبرا أن ردنا جاء بعد عدم اتخاذ بغداد وإقليم كردستان إجراءات لمواجهة تهديدات الجماعات الكردية.