خاص الوفاق/ العالم الشافعي اللبناني: الأصنام المعاصرة هي الخلافات والتفرقة بين بعض أبناء الأمةالإسلامية

نحن ننظر الی الأمة کأمة کجسد واحد و ننظر الی العبادات علی أنّها عبادات ذات مقاصد و غایات

2023-05-27

وقال الشيخ مصطفى ملص وهو عضو تجمع العلماء المسلمين في ورئيس اللقاء الوطني التضامني لبنان أثناء محاضرته في ندوة أقيمت برعاية المعاونية للشؤون الدولية لبعثة الحج والزيارة الإيرانية: إن شعائر الحج لیست فقط عبادة دینیة بل هي مظاهر الأخلاق و تجلیات الوحدة الإسلامیة لا بل هي رمز إنسانی جامع و مسار کوني عظیم و الکعبة المشرفة قبلة المریدین التي تختزن حضارة السلام و الإسلام لله عز و جل هي المرکز الکوني الذي یجذب أنظار و وجوه المسلمین في کلّ دعاء و صلاة لذلک یجب أن تکون حاضنة للمسلمین علی إختلاف مشاربهم و مذاهبهم

إنّ الخلافات و الصراعات الیوم بین المسلمین هي الأصنام المعاصرة و علی کل مسلم واع و حر أن یحمل فأس ابراهیم علیه السلام و یحطم تلک الأوثان لکي ندخل جمیعنا مکة سالمین مسالمین و مسلمین لله سبحانه و تعالی في کل حج کما دخلها رسوله و صحابته وعد أن أعلو کلمة الله و نبذ الخلافات و العداوات.

السلوك الإجتماعي في الحج

الحج سلوک نفسي و إجتماعي فضل أن کونه فعل إیمان و عبادة و هو أساس وحدة المسلمین و الکعبة رمز الحق و العدالة و المساوات بین العالمین لذلک نحن الیوم أمام فرصة الهیة عظیمة تتجلّی في إتخاذ الحج سبیل إلی الوحدة الإسلامیة لنرجم معاً شیطان الفتنة و الخلافات و الصراعات التي مزق في الأمة و فرقتها نحن الیوم جمیعاً مدعوون إلی أن نتحمل مسؤولياتنا تجاه دیننا و أمتنا و تجاه الأمة الإسلامیة التی کانت خیر أمة أُخرجت للناس هذه الأمة التي تعصف بها الیوم ریاح الفتة و العداوة بین الإخوة المسلمین بفعل الأعداء بفعل سلوک العداء الذي تقوده الصهیونیة و النزعة الأمریکیة التي تسعى إلى زعزعة الإستقرار في المنطقة.

الحج والوحدة الإسلامية

نحن الیوم علینا أن ننطلق من أساس الدین و من مظاهر الحج لنحقق هذه الوحدة لکي نلبّي الله و رسوله من خلال هذه الشعائر التي لدیها شعارات واحدة و کتاب واحد هي أمة عصیة علی أن تتفرق لذلک علینا أن ندرس اسباب الخلافات التي عصفت بالمسلمین أسباب هذا التشرضم و هذا التشتت و الإنقسام و الیوم نحن أمام فرصة حقیقة خاصة بعد التوافق و التقارب الذي تقوده الجمهوریة الإسلامة الإیرانیة بقیادة الإمام القائد الولي الفقیه الذي یرعا التقارب بین المسلمین من خلال مبادرات التقارب المبارك بین طهران و بین الدول العربية والذي سیحقن دماء المسلمین.

 

الأمة الإسلامية جسد واحد

نحن ننظر الی الأمة کأمة کجسد واحد و ننظر الی العبادات علی أنّها عبادات ذات مقاصد و غایات،  فلیست هناک عبادة بدون مقاصد و لیست هناک عبادة بدون غایات ، والله سبحانه و تعالی حینما تحدّث في القرآن الکریم عن کل عبادة من العبادات فإنّه یذکر أنّ لها مقاصد . « کتب علیکم الصیام کما کتب علی الذین من قبلکم لعلّکم تتقون » و تحقق التقوی لایکون فقط في أن تصلّي و أن تصوم و و إنّما التقوی یجب أن تتحقق في تعاطیک مع أهلک و تعاطیک مع جیرانک و مع مجتمعک و مع اولیاء الأمور الذین یتولَّون المسئولیات في المجتمع.

التقوى الإجتماعي والسياسي

 

التقوی لایمکن أن تحصر في عمل معیّن أو في أعمال معدودة ، و إنّما التقوی یجب أن تکون لباس لك في حیاتك کلها تتوجّه بها الی مجتمعك و الی محیطك.

فأنت لایمکن أن تکون تقیّا أو لایُقبل أن تکون تقیّا في جهة و أن تکون عاصیا في جهة أخری . و الحج کذلک هو من هذه العبادات التي تظهر وحدة الأمة و تضامنها و تعاونها و إلتقاء مرتکزاتها الایمانیة التي تشدّها بعضها الی بعض .

وکما قلنا انت حینما تلبّي بالحج فإنّک تقول «لبیک اللهم لبیک» أي یالله انا استجیب لک بکل أمر أمرتني به و بکل نهي نهیتني عنه ، فکل ما أمر الله سبحانه و تعالی من العمل الصالح أنت تقول في تلبیتک أنا ملتزم بهذا العمل الصالح و بکل الأعمال الصالحة التي استطیعها في هذه الحیاة ، لأنّ الله لایکلّف نفسا الّا وسعها.

و أیضا حینما تقول لبّیک اللهم لبّیک أي انا أُلبّیک في الانتهاء عمّا نهیتني عنه من الأعمال السیئة و منها « الرضا بالطغیان و الاستبداد و الخضوع و التسلیم لأعداء الإسلام الذین !!ینکرون!! بهذا الدین » فإذَن هذه کلها أبعاد في حقیقتها أبعاد سیاسیة و ابعاد اجتماعیة و لایمکن أن تتحقق هذه الأبعاد اذا قلنا لاعلاقة للحج بالسیاسة . کل ما له علاقة بالأمة الإسلامیة و بتقدّمها و بعزّتها و برفعتها و تحسینها في وجه أعدائها کل هذه من المنافع التي یمکن أن تحصّل في الحج

نتّحد معاً على قواعد الإسلام

الإسلام له قواعد و أسس یجمع علیها کل المسلمون یعني کل المسلمین هم مُجمَعون علی الأسس الإسلامیة التي یلتقون علیها و ألتي تستنبط من القرآن الکریم فهذه الأمور التي تجمع و توحد هذه الأمور یجب علینا أن نرکز علیها و أن نعمّقها في أفهامنا و في علاقاتنا و في تعاطینا مع بعضنا البعض.

المصدر: خاص الوفاق