وقالت المديرة الإقليمية لليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أديل خضر، في تقرير للمنظمة، إنه “مع تجاوز الصراع في السودان عتبة الستة أسابيع، هناك أكثر من 13.6 مليون طفل في حاجة ماسة للدعم الإنساني المنقذ للحياة، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق في البلاد”.
وأضافت في هذا الصدد: أن “يونيسف” تطالب بجمع مبلغ 838 مليون دولار أمريكي لمعالجة الأزمة.
موضحة: إنه “مع احتدام الصراع في السودان، تستمر الخسائر بين الأطفال في التزايد تدميرا كل يوم”.
وأضافت:” هؤلاء الأطفال ليسوا مجرد أرقام، بل هم أفراد لديهم عائلات وأحلام وتطلعات، هم مستقبل السودان، ولا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي بينما يمزق العنف حياتهم، ويستحق أطفال السودان فرصة للبقاء والازدهار، ولا ينبغي أن يدخر جميع الفاعلين أي جهد لحماية الأطفال وحقوقهم”.
*الوضع في السودان بلغ مستويات كارثية
وأشارت خضر إلى أن “الوضع قبل النزاع في السودان كان بالفعل مأساويا بالنسبة للأطفال، وبلغ الآن مستويات كارثية، إذ لا يمكن الاعتماد على الغذاء والمياه الصالحة للشرب والكهرباء والاتصالات السلكية واللاسلكية، ولا يمكن الوصول إليها ولا يمكن تحمل تكاليفها، وفرّ أكثر من مليون شخص من ديارهم وتشردوا داخليًا في السودان، بما في ذلك 319 ألف شخص عبروا الحدود إلى البلدان المجاورة حتى الآن، ويعتقد أن نصفهم من الأطفال”.
وأكدت: أنه “دون استجابة إنسانية فورية وواسعة النطاق، سيكون لعواقب النزوح ونقص الخدمات الاجتماعية الأساسية والحماية آثار مدمرة – وطويلة الأجل – على الأطفال”.
وتتواصل منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق، بين قوات الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تركزت معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفة المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين، في حين لا يوجد إحصاء رسمي عن ضحايا العسكريين من طرفي النزاع العسكري.
وأعلن المبعوث الأممي إلى السودان، فولكر بيرتس، مقتل 900 شخص بينهم أطفال، وإصابة 3500 آخرين في السودان جراء الاشتباكات المسلحة، متهمًا طرفي الصراع بانتهاك القانون الإنساني الدولي.
*الرياض وواشنطن ترحبان بالهدنة
في غضون ذلك ، اتفق الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه في العشرين من أيار/مايو الجاري لمدة خمسة أيام إضافية.
هذا ورحّبت الرياض وواشنطن، في بيان مشترك، باتفاق الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار مدة 5 أيام.
وكانت الولايات المتحدة والسعودية طالبتا طرفي النزاع في السودان بتمديد وقف إطلاق النار الحالي، ليُمنح ممثلو العمل الإنساني مزيداً من الوقت للقيام بعملهم الحيوي، بحسب بيان مشترك للرياض وواشنطن الأحد.
ودعت الوسيطتان، في بيانهما، الجيش السوداني إلى “وقف القصف الجوي”، ودعتا قوات “الدعم السريع” إلى مغادرة المناطق السكنية، إذ إن ذلك “يسهل تقديم المساعدة التي يحتاج اليها السودانيون بشدة”.
وكانت قد تصاعدت حدة الاشتباكات بين طرفي النزاع في مناطق عدة من الخرطوم قبل ساعات من انتهاء مهلة اتفاق وقف إطلاق النار الاثنين، في وقت حذرت فيه الأمم المتحدة من فرار أكثر من مليون شخص من البلاد بسبب الصراع.
وقصفت الطائرات الحربية مواقع لقوات “الدعم السريع” حول جسر الحلفايا، بالخرطوم بحري، وسُمع دوي انفجارات وأصوات أسلحة ثقيلة، جنوبي العاصمة.
وقصف الطيران الحربي مواقع لـ”الدعم السريع” بمنطقة شرق النيل التي ردت بدورها بالمضادات الأرضية.
*انتهاكات طرفين الصراع
وانقضت مهلة اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى بوساطة أميركية سعودية، في حين تتواصل انتهاكات الطرفين للهدنة التي تتزايد الدعوات لتمديدها، ويتبادل طرفا النزاع الاتهام بخرق الهدنة التي كان من المفترض أن تفسح المجال لإيصال المساعدات الإنسانية وفتح ممرات آمنة للمدنيين.
ولكن حتى اليوم الأخير من الهدنة وصلت الإمدادات إلى عدد محدود من المستشفيات في الخرطوم، والتي خرج معظمها من الخدمة بسبب القتال، كذلك لا يزال المواطنون يعانون ندرة الموارد الغذائية ومياه الشرب وانقطاعات في الكهرباء والاتصالات.
*مقتل واختطاف 4 أطباء
وفي سياق متصل، قالت منظمة “أطباء حول العالم” إنها رصدت مقتل طبيب سوداني برصاصة في صدره، واختطاف 3 أطباء آخرين واقتيادهم إلى جهة مجهولة.
وأضافت المنظمة: أنها وثقت تحويل 3 مستشفيات إلى ثكنات، وهي: مدينة المعلم الطبية ومستشفى يونيفرسال والمجمع الطبي بجامعة الخرطوم، إضافة لنهب وتخريب مستشفى عبد الفضيل ألماظ للعيون، وهو المستشفى المركزي للعيون بالخرطوم.
ودعت منظمة “أطباء حول العالم” إلى الابتعاد عن المستشفيات والمرافق الصحية باعتبارها قضية إنسانية بحتة.
*ليبيا تدين اقتحام سفارتها في الخرطوم
من جهة اخرى، أدانت وزارة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، الثلاثاء، “اقتحام مبنى السفارة الليبية بالخرطوم ونهب محتوياته”، مجددةً إدانتها “للاعتداءات المتكررة على مقار بعض البعثات الدبلوماسية لعدد من الدول في العاصمة السودانية الخرطوم”.