سعياً للإرتقاء بالعمل التضامني مع فلسطين… ملتقى سفراء العودة

يؤكد حضور هذه الشخصيات إلى الملتقى أنّ هذا الخط من النضال العالمي بوصلته فلسطين وإنه مع الحق والعدالة في فلسطين".

2023-05-31

لأنها فلسطين جامعة كل المقاومين حول العالم كان الملتقى الدولي لسفراء العودة الى فلسطين للتأكيد على أممية القضية ووحدة الموقف بين المقاومين حول العالم.

عقدت الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين مؤتمرها في لبنان، والذي حمل اسم ملتقى سفراء العودة، كرمت الحملة فيه عدد من الشخصيات العالمية ومنحتهم لقب سفير العودة في فلسطين.

ومن ضمن فعاليات الملتقى، نظّم “سفراء العودة” يوم الأحد زيارة الى مخيم برج البراجنة جنوب العاصمة اللبنانية بيروت، وكان على رأس الزوار المناضلة أم الأسرى والشهداء أم ناصر أبو حميد، وتجمع أهالي المخيم لاستقبال الزوار بشكلٍ حاشد.

وتجول الوفد في أحياء المخيم، وزار عدد من منازل اللاجئين الفلسطينيين، حيث عقد حوارات مباشرة مع أهالي المخيم حول حق العودة وتمسك اللاجئين بحقوقهم الوطنية الفلسطينية، رغم عقود على التهجير والعيش في المخيمات.

سعى الملتقى، إلى حشد التضامن الدولي ونشر الوعي بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني بالعودة وتقرير المصير، وحضره عدد من الشخصيات الدولية، أبرزها السيدة الفلسطينية الملقّبة بأم الشهداء والأسرى المناضلة أم ناصر أبو حميد والدة الأسير الشهيد ناصر أبو حميد، “توشار غاندي” حفيد المناضل الهندي المهاتما غاندي، و”اليدا جيفارا” ابنة المناضل الأممي “ارنستو جيفارا”، و”مانديلا مانديلا” حفيد المناضل الجنوب افريقي “نلسون مانديلا”، والنائب في البرلمان الأوروبي “مانو بندا”، وعدد من الشخصيات الإعلامية والفنية العربية والفلسطينية، وقد أكدت  فيه الشخصيات المدعوة، على ضرورة حشد أوسع تضامن دولي حول الحقوق الفلسطينية، وتسليط الضوء على الانتهاكات والاعتداءات الصهيونية الاستعمارية، وتعزيز الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية على مستوى الشعوب والحكومات.

لأجل فلسطين … ملتقى سفراء العودة

القيمون على الحملة العالمية قالوا أنّ هذا اللقاء هو محاولة لجمع الأصوات العالمية المناصرة للقضية الفلسطينية فيما أكد المشاركون على أنّ قضية فلسطين ليست قضية بأبعاد محدودة جغرافياً، وإنما لها صدى واسع على مستوى العالم.

وفي هذا السياق صرح المنسق العام للحملة العالمية للعودة إلى فلسطين الشيخ يوسف عباس لجريدة الوفاق بأنّ:” الهدف من إقامة الملتقى هو إضافة ألية جديدة في معركتنا الثقافية مع العدو الصهيوني من أجل تعريف الرأي العالمي بحقيقة ما يجري في فلسطين، الشخصيات المشاركة في هذا الملتقى هي شخصيات نوعية ولها وزنها على مستوى الرأي العام العالمي، وبالتالي عندما تعلن بشكلٍ واضح عن تبنّيها للقضية الفلسطينية، وعندما تتجمع هذه الشخصيات لتقول إننا نلتقي معاً  للعمل  سوياً من أجل أن نوضّح للعالم حقيقية ما يجري في فلسطين، فهذا يعكس أهمية كبرى، ومن الشخصيات البارزة التي حضرت حفيد المهاتما غاندي وحفيد نيلسون مانديلا وإبنة غيفارا وهي شخصيات لها رمزية  كبيرة، ويعترف كل العالم بأنها شخصيات نضالية، ولكن وسائل الإعلام المرتبطة بالصهاينة تحاول تحريف هذه الصورة النضالية عن مسارها الحقيقي، يؤكد حضور هؤلاء إلى الملتقى أنّ هذا الخط من النضال العالمي بوصلته فلسطين وإنه مع الحق والعدالة في فلسطين، لذا نأمل أن يشكل هذا الملتقى إضافةً جديدةً للعمل التضامني في العالم، وأن يعمل كل واحد من هؤلاء السفراء في ميدانه وفي ساحته لتبيين حقيقة ما يجري في فلسطين وأن يساهموا في توضيح عدالة هذه القضية للرأي العام العالمي”.

أمّا المنشد البحريني حسين الأكرف فقال: “أنّ الهدف من مشاركته في مؤتمر العودة هو التأكيد على محورية القضية الفلسطينية ومركزيتها من بين كافة قضايا الأمة، وبذل كافة الجهود وتكريس مختلف الطاقات في سبيل انتصارها”.

وأضاف:” إنّ عنوان سفير العودة ليس إلا تأكيداً على الدور الذي يجب أن يقوم به كل إنسان حر في دعم الفلسطينيين بالشتات بحقهم في العودة لوطنهم وتحريره وإلحاق الهزيمة بالمحتل وطرده منه”.

مساهمة السفراء في تبيان حقيقة القضية الفلسطينية

يُرجعُ الفنان اللبناني معين شريف هدف مشاركته في الملتقى إلى:” ضرورة استخدام سلاح الفن الهادف الذي أقدمه وأستطيع الإضاءة عبره على كل حادثة وكل مناسبة إجرامية من قبل العدو الصهيوني، أعتقد أن الصوت هو منبر إعلامي، ونحن بمعركتنا الإعلامية معركة الوعي اليوم محتاجين لكل الأصوات”.

من جانبه ، المنشد البحريني حسين الأكرف يؤكد لصحيفة الوفاق أنّ:” القضية الأساس هي وحدة الشعب الفلسطيني في استعادة كافة الأراضي الفلسطينية عبر خط المقاومة بكل أشكالها”. ويضيف:” إنني من موقعي كمنشد إسلامي أسعى دائماً لتقديم ما يُعبّر عن وقوفي مع الشعب الفلسطيني ومواجهتي للمحتل الإسرائيلي وموقفي من كافة أشكال التطبيع معه، وكذلك إيصال صوت قضيتنا الأم وهمنا الأكبر لأوسع المديات عبر الفن الملتزم”.

بدوره، يشير مانديلا مانديلا إلى أنه:” يقع على عاتقنا جميعاً مسؤولية توعية العالم بالفظائع التي ارتكبت في فلسطين المحتلة منذ بداية النكبة قبل 75 عاماً. يجب علينا أيضاً أن نرسل رسالة قوية إلى المقاومة الداخلية في فلسطين المحتلة وخاصة الشباب، بأننا نقف معهم وسنواصل الوقوف معهم حتى تصبح فلسطين حرة. لقد التزمتُ أيقونة السلام والعدالة وحقوق الإنسان والكرامة العالمية للجميع بالفلسطينيين، “إنّ حريتنا غير مكتملة بدون حرية الشعب الفلسطيني.”

ويتابع قائلاً:” نقول لجميع الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال ويواجهون وحشية نظام الفصل العنصري الإسرائيلي في بعض الأحيان فقط بأيديهم وصدورهم العارية، أنتم أبطالنا الحقيقيين. لقد ناضلنا لمدة 350 عامًا ضد الاستعمار، وستة عقود من القمع العنصري الوحشي وحصلنا على حريتنا، وبالتالي ستحققون أنتم أيضًا حريتكم، لا تستسلموا أبداً! حريتكم أمرٌ لا مفر منه وسوف تتحقق في حياتكم”.

ويتابع بالقول:” نقول لجميع اللاجئين الفلسطينيين وأولئك الذين يعيشون في الشتات أنتم أول سفراء للصراع مع العدو الصهيوني، ولديكم دورٌ مهم تؤدونه في خلق الوعي وتعبئة الرأي العام للإفراج عن جميع السجناء السياسيين من سجون الفصل العنصري الإسرائيلي. يجب على الفلسطينيين في الشتات الإنضمام إلى حملة الدعوة العالمية للعودة إلى فلسطين.”

القدس في عيون سفراء العودة

يؤكد مانديلا مانديلا على أنّ “القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين وتحريرها واجب على جميع شعوب العالم المحبة للحرية. يجب أن نضمن أنّ القدس لا تزال مكانًا مقدسًا لجميع شعبها مسلمون ومسيحيون ويهود عاشوا معًا لقرون. إنّ الهجوم على مسجد الأقصى وكنيسة القيامة وأماكن أخرى ذات أهمية دينية هو عمل إجرامي ويجب محاسبة المذنبين بارتكاب أعمال التدنيس الشنيعة هذه”.

ويشير إلى أنّ:”القدس مقدسة ويجب حماية قدسيتها بموجب القانون الدولي. أولئك الذين يحاولون سلب قدسية القدس لن ينجحوا وسنواصل النضال من أجل الحفاظ على قدسية هذا الفضاء المقدس”.

وختم بالقول:”إنّ الرسالة التي صدرت في الذكرى الخامسة والعشرين لهزيمة الفصل العنصري في “إسرائيل”في  جنوب لبنان هي رسالة قوية للفلسطينيين مفادها أن تحرير فلسطين المحتلة ليس ممكناً فحسب بل لا مفر منه”.

منح لقب سفير العودة

كرّمت الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين مجموعة من الشخصيات المؤثرة حول العالم، ومنحتهم لقب “سفراء العودة” ليشمل شخصيات عربية وهندية وإسبانية وكوبية وإفريقية. واحتفت الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين، بـ 8 أشخاص من النخب السياسية والفكرية المؤثرة حول العالم، ومنحتهم لقب سفراء العودة، لأنّهم رفعوا راية فلسطين، ودافعوا عنها كلٌ حسب مجاله وقدراته.

ومُنح لقب “سفير العودة” خلال هذا الحفل إلى كلّ من حفيد المناضل نيلسون مانديلا والنائب في برلمان جنوب أفريقيا “مانديلا مانديلا”، والناشطة الكوبية “أليدا غيفارا” إبنة المناضل تشي غيفارا، إلى جانب رئيس مجلس إدارة شبكة الميادين الإعلامية “غسان بن جدو” والإعلامي الرياضي الجزائري “حفيظ الدراجي”.

كما مُنح هذا اللقب للنائب الإسباني في البرلمان الأوروبي “مانويل بينيدا”، والفنان اللبناني “معين شريف”، والمنشد البحريني “حسين الأكرف”، والكاتب الهندي توشار غاندي حفيد المهاتما “غاندي”.

وفي هذا السياق يقول المنسق العام للحملة العالمية للعودة إلى فلسطين الشيخ يوسف عباس أن المشاركين من  قارات العالم المختلفة، و”أننا ننتظر من كل سفير من هؤلاء السفراء أن يكون لكلٍ منهم أثر إيجابي في موقعه، ويلفت إلى:”أنه  لمس في عيون هؤلاء  السفراء وفي تصريحاتهم بأنهم يشعرون بأنهم أكثر مسؤولية عن هذه القضية وبأنهم سيحملون راية هذه القضية، ولا شك أن هذا سيكون له أثرٌ كبير على الرأي العام العالمي الذي يزداد قناعة يوماً بعد يوم، بأنّ هذا الكيان كيان ظالم غاصب وبأنه زائل قريباً إن شاء الله” .

 

سفراء العودة: سنطرح قضية الأسرى في المحافل الدولية

 

أنهى وفد سفراء العودة إلى  فلسطين زيارتهم إلى معتقل الخيام السابق جنوبي لبنان، بعد جولة لهم في بلدة العديسة الحدودية مع فلسطين المحتلة، ووقفة في حديقة شهداء العودة التي أقامتها الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين.

وصرح عضو برلمان جنوب أفريقيا، وحفيد الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا:” كانت تجربة عاطفية للغاية أن نشهد مركز التعذيب في بلدة الخيام في جنوب لبنان وأن نسمع من شخص تم سجنه هناك عن التعذيب القاسي الذي تعرض له السجناء خلال احتلال جنوب لبنان”.

وأضاف:” فتحت زيارتنا إلى “مليتا” في جنوب لبنان أعيننا وأرتنا كيف هُزمت “إسرائيل”، شكل هذا الانتصار رسالة قوية إلى المقاومة الداخلية وتعطي الأمل لأولئك الذين يواجهون وحشية “إسرائيل” في الفصل العنصري بشكلٍ يومي”.

وفي ختام الزيارة، أصدر السفراء بيانًا ختاميًا من المعتقل، أعلنوا فيه تضامنهم مع الأسرى الفلسطينيين المرضى. وأكًّد الحضور على التزامهم بـ”طرح قضية الأسرى الفلسطينيين في المحافل التي يشاركون فيها”، فيما شددوا أنّ “فلسطين ستتحرر”.

ويُذكر أنّ المرة الأولى التي يصل فيها الوفد إلى المنطقة الحدودية مع فلسطين المحتلة، فيما تجدر الإشارة إلى أنّ معتقل الخيام أقامته قوات الاحتلال وعملائها، وسجنت فيه المئات من المعتقلين اللبنانيين والفلسطينيين لسنواتٍ عديدة، قبل أن يتم تحريرهم جميعًا في أيار 2000.

ختاماً هي رسالة تضامنية بأبعادٍ مختلفة يطلقها الملتقى الدولي لسفراء العودة إلى فلسطين من لبنان عنوانها الأساس الإيمان بعودة الأرض إلى أصحابها وزوال الاحتلال.

 

المصدر: خاص للوفاق