صرح رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله ابراهيم رئيسي بان التعاون بين طهران وعشق آباد حقق نموا ملحوظا خلال العامين الماضيين مع رغبة ايران في تعزيز علاقات الجوار. جاء ذلك في تصريح للرئيس آية الله رئيسي الثلاثاء، بطهران خلال الاجتماع مع رئيس مجلس مصلحة الشعب التركمانستاني قربان قلي بردي محمدوف، بحضور وفدي البلدين رفيعي المستوى وقال: إن العلاقات بين البلدين تقوم على أساس القواسم المشتركة ، وهي علاقات حضارية وثقافية عميقة وتتجاوز مجرد الجوار. وأضاف: إن التعاون بين طهران وعشق آباد شهد نموا ملحوظا خلال العامين الماضيين، في ظل إرادة جمهورية إيران الإسلامية بتقوية علاقات الجوار.
*تنمية العلاقات بين البلدين
وأوضح رئيس الجمهورية أنه لا يوجد أي عائق أمام تنمية العلاقات بين البلدين ، وأضاف: إن البلدين لديهما إمكانيات لتوسيع التعاون في مجالات الطاقة والنقل والترانزيت والجمارك والزراعة والعلوم والتكنولوجيا. وفي إشارة إلى مشكلة ندرة المياه باعتبارها مشكلة مشتركة بين دول المنطقة ، قال الدكتور رئيسي: إذا كان لدول المنطقة تعاون وتفاعل بناء في هذا المجال ، على غرار التعاون النموذجي بين إيران وتركمانستان لإدارة قضية المياه المشتركة ببناء سد الصداقة، ستقل المشاكل في هذا المجال. وأضاف رئيس الجمهورية: اننا نعتقد اعتقادا راسخا أن جزءا مهما من مشاكل المنطقة ، بما في ذلك عدم وجود تعاون جاد في مختلف القضايا ، يرجع إلى وجود الأجانب. اذ إن وجود الأجانب في المنطقة ليس لا يصنع السلام والاستقرار فقط لكنه أيضًا مخل بالأمن والاستقرار.
*خلق وتعزيز السلام في المنطقة
وأكد السيد رئيسي: إن سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة هي خلق وتعزيز السلام والاستقرار والأمن ، وعلى عكس الغربيين الذين يدّعون حماية حقوق الإنسان ، فإننا نبحث بجدية وصدق عن حقوق الإنسان ونؤمن أن الغربيين هم في قفص الاتهام وليسوا مدعين.
كما رحب آية الله رئيسي باقتراح إحياء عملية إقامة المعارض الاقتصادية والتجارية المتبادلة بين إيران وتركمانستان ، والذي طرحه القائد الوطني ورئيس مجلس مصلحة الشعب في تركمانستان، وقال: إن إقامة مثل هذه المعارض تساعد بالتأكيد بصورة مهمة ومؤثرة في التعرف على القدرات المتبادلة للنشطاء الاقتصاديين في البلدين.
*رئيس مجلس مصلحة الشعب التركمانستاني
من جانبه أعرب الزعيم الوطني ورئيس مجلس مصلحة الشعب التركمانستاني عن امتنانه لكرم الضيافة من أشقائه الإيرانيين، وقال: إن إيران وتركمانستان، كدولتين صديقتين وجارتين، تسعيان دائمًا إلى تعزيز علاقاتهما العميقة. لقد دعمت تركمانستان سياسات جمهورية إيران الإسلامية في مجال إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
وفي إشارة إلى قدرة التعاون بين تركمانستان وإيران وكازاخستان للتعاون الثلاثي في مجال السكك الحديد من أجل تعزيز ممر شمال- جنوب، قال: للتعويض عن التأخيرات في المجال التجاري أثناء تفشي كورونا، قامت تركمانستان بنشاط جمركي مشترك مع إيران على مدى ساعات اليوم. كما أننا مهتمون بإحياء المعارض التجارية والاقتصادية في البلدين للتعرف على الامكانيات المشتركة. كما أكد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية ورئيس مجلس مصلحة الشعب التركمانستاني على توسيع التفاعلات الثقافية، وخاصة الاحتفال بالنوروز كمنصة لتعزيز العلاقات وتوسيع التعاون بين دول حضارة النوروز.
*وثيقتا تعاون و 3 مذكرات تفاهم
الى ذلك وقع مسؤولون رفيعو المستوى من إيران وتركمانستان وثيقتين للتعاون و 3 مذكرات تفاهم في مختلف المجالات بحضور رئيس جمهورية إيران الإسلامية ورئيس مجلس مصلحة الشعب التركمانستاني. وتشمل وثيقتا التعاون ومذكرات التفاهم الثلاثة مجالات الترانزيت والممرات الدولية ، والطاقة ، وتصدير المنتجات الزراعية، والكهرباء ، والتعليم والاستثمار، وغير ذلك. وعقب مراسم التوقيع على وثيقتي التعاون ومذكرات التفاهم ، شارك رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية ورئيس مجلس مصلحة الشعب التركمانستاني في مؤتمر صحفي مشترك.
*ترانزيت السلع والطاقة
من جانبه، قال رئيس مجلس الشورى الاسلامي “محمد باقر قاليباف”: ان تجارة الترانزيت والطاقة، من الفرص الاساسية والمهمة للغاية في سياق التعاون بين ايران وتركمانستان وسائر الدول الاقليمية نظرا للظروف الراهنة. جاء ذلك خلال اللقاء، بين “قاليباف” مع رئيس مجلس المصلحة الشعبي لجمهورية تركمانستان “بردي محمداوف” الذي يزور البلاد حاليا. واعتبر رئيس البرلمان الايراني، ان الاواصر الثقافية والدينية العريقة والحدود المشتركة، مقومات اساسية لتعزيز العلاقات بين البلدين؛ مردفا: ان تبادل الزيارات يسهم بشكل كبير في المضي بهذا الاتجاه. وتابع قاليباف: يجب ان لا نفوّت الفرص من اجل تحقيق الاهداف المشتركة وتعزيز هذه القناعة، بما يؤدي الى توسيع العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية بين طهران وعشق اباد.