الوفاق/ الأجواء في منتصف الشهر الأخير من الربيع في إيران كلها تدور حول أحداث ترتبط بشخصية الإمام الخميني (قدس)، حيث يتطرق جمع كثير من مفكري ومثقفي العالم من مختلف أرجاء العالم إلى هذه الشخصية الكاريزمية بمختلف أبعادها السياسية والعلمية والثقافية والأدبية، ففي الرابع من حزيران ودّعنا ورحل عنا ذلك الرجل العظيم تاركاً لنا نهج النضال والنصر الشامخ، ذلك الرجل الذي سما بالإنسانية والمستضعفين ليرسو بفكره على شاطىء الحرية والعزة الأبدية.
فلم يقتصر تأثير الإمام الخميني (قدس) على إيران وحسب وإنما امتد ليشمل العالم الإسلامي عبر مفهوم الوحدة الذي طرحه كمبدأ لأي حراك سياسي وهو ما وجد طريقه إلى كثير من أدبيات الدول والتيارات والحركات الإسلامية على امتداد العالم.
في مقال سابق تحدثنا عن بعض الكتب التي كانت من تأليف الإمام الخميني (قدس) وقد تم ترجمتها إلى مختلف اللغات ومنها العربية، أما اليوم نتطرق إلى بعض الأفلام والمسلسلات والندوات التي كان موضوعها هذه الشخصية العالمية.
مسلسل ووثائقي “روح الله”
مسلسل “روح الله”، من إنتاج محمد رضا شفيعي وإخراج راما قويدل وسيامك صرافت، على أعتاب وفاة الإمام الخميني (قدس) وعشرة أيام الفجر في عامي 2012 و2013.
ويروي المسلسل سبعة حوادث متفرقة مرتبطة بحياة الامام الخميني (قدس) نوعاً ما، دون أن يظهر الامام في أي مشهد، إنما تصل الأحداث المتعلقة بالعامة إلى مسامعه ويقوم بحلها وفصلها عبر المقربين منه، أو يظهر لهم رأيه حول أمور الحياة اليومية.
من جهة أخرى هناك وثائقي بنفس الإسم أي “روح الله” للمخرج “محمد دبوق” باللغة العربية ويعد هذا الفيلم من اكمل الوثائقيات التي تناولت حياة الإمام (قدس) ويتألف من 10 اجزاء تتناول اهم المراحل في حياة الامام ويعتمد على لقاءات مع شخصيات بارزة من العراق، تركيا، يوريا، مصر، فلسطين، فرنسا، ولبنان وتناول: نضال عائلة الامام (قدس)، تربية الامام في الطفولة، الثورة الدستورية، قرية خمين في الحرب العالمية الاولى، زواج الامام، دخول مجال السياسة، الحقبة الاول من الحكم البهلوي، رحيل آية الله عبدالكريم حائري، متابعة هجرة آية الله بروجردي إلى قم المقدسة، الامام في تركيا، خطبة الامام باللغة التركية في صلاة الجمعة، خشية الملحدين من نفوذ الامام، معاهدة الجزائر، استشهاد السيد مصطفى، الامام في نوفل لوشاتو، مجزرة 8 من سبتمر، تشكيل حكومة مؤقتة، الجمهورية الاسلامية فقط، انتخاب اول رئيس جمهورية، رجائي رئيساً للوزراء، عزل بني صدر، محاولة اغتيال آية الله الخامنئي، مجزرة صبرا وشاتيلا، قبول قرار مجلس الأمن 589 من قبل الامام (قدس) عمليات مرصاد وغيره.
فيلم “إحدى عشرة دقيقة وعشرون ثانية”
فيلم “إحدى عشرة دقيقة وثلاثون ثانية” هي قصة مجموعة من المصورين التلفزيونيين الذين يذهبون إلى جماران لتسجيل رسالة الإمام الخميني (قدس) بعد الهجوم الصدامي الأول على إيران وقصف مطار مهرآباد، لكي يقومون بتسجيل رسالة الإمام الخميني (قدس) وإيصالها إلى الأخبار الإذاعية والتلفزيونية.
بالطبع في هذه الأثناء تحدث أمور التي تشكّل أساس قصة هذا الفيلم، وتستند فكرة هذه القصة إلى ذكرى بهروز أفخمي، الذي كان عضواً في فريق تصوير الإمام في ذلك الوقت، ويشير سبب تسمية “إحدى عشرة دقيقة وثلاثين ثانية” أيضاً إلى زمن شحن بطاريات الكاميرا خلال تلك الفترة.
يذهب بهروز أفخمي مع زملائه وصديقه الشهيد مرتضى آويني إلى هذه المهمة، ويلعب أمير حسين قاسمي دور بهروز أفخمي في هذا الفيلم.
مسلسل “سنوات الحادثة”
مسلسل “سنوات الحادثة” للمخرج سعيد جاري في 10 حلقات مدة كل منها 45 دقيقة هو اختصار للعقد الأول للثورة ويتناول حوادث مختلفة منها اغتيالات وتفجيرات في بداية الثورة على يد زمرة المنافقين الإرهابية حتى رحيل الإمام الخميني (قدس).
“سنوات الحادثة” هو المسلسل الأول الذي تم إنتاجه حول التواصل المباشر للإمام الخميني (قدس) مع الأطفال، ومصدر البحث في هذا المسلسل هو أيضاً كتاب يحتوي على جميع كتابات الإمام الخميني (قدس) بخط يده عندما كان يجيب على رسائل الأطفال والناس.
مسلسل “لغز الملك”
مسلسل “لغز الملك” من المسلسلات التاريخية التي أخرجها محمد رضا ورزي، ويصور قصة حياة المقبور محمد رضا بهلوي في مصر حتى وفاته.
في بعض أجزاء هذا المسلسل، تتم أيضاً مناقشة حضور الإمام الخميني (قدس) في التيارات السياسية لإيران خلال فترة بهلوي، ويمكن للمشاهد أن يتعرف على أجزاء من حياة الإمام في هذا المسلسل.
ندوة حوارية دولية
وقد أقيمت ندوات وحوارات مختلفة لدراسة الأبعاد المختلفة لشخصية الإمام الخميني (قدس) خلال الأيام الماضية ومنها ندوات فكرية كالندوة الحوارية الدولية التي كانت بعنوان “خطاب الامام الخميني (قدس) التوحيدي والأخلاقي في العالم المعاصر؛ الإنجازات والمستقبل” الذي أقيمت تزامناً مع الذكرى السنوية الرابعة والثلاثین لرحيل مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإمام الخميني (قدس) مساء الجمعة في فندق “كوثر” في طهران، وكان ذلك بحضور مجموعة من المفكرين الإيرانيين والأجانب من إيران، لبنان، ازبكستان، اليابان، العراق، ألمانيا، ماليزيا، رومانيا، بهدف تبيين الأبعاد الاخلاقية لخطاب الإمام الخميني (قدس)، الإسلامي وما جاء به من إنجازات للعالم المعاصر .
نجم: القادة الشهداء تخرّجوا من مدرسة الإمام الخميني (قدس)
حضر الندوة مفكرون ومثقفون من مختلف أنحاء العالم، منها الكاتبة اللبنانية “نسرين نجم” حيث قالت: من أهم انجازات الثورة الإسلامية هي المقاومة بحيث القادة الشهداء الكبار تخرّجوا من مدرسة الإمام الخميني (قدس).
وأضافت: عندما نتحدث عن شخصية الإمام الخميني (قدس) نتحدث عن شخصية فريدة جمع ما بين القائد وما بين المصلح الإجتماعي وأيضاً ما بين الإنسان الرؤوف والقائد المتين لذلك جمع العديد من القيم والخصال الحميدة في هذه الشخصية العظيمة التي أثرت على كل المجتمعات ليس فقط العربية والإسلامية بل على كل محور العالم وعندما نتحدث عن الثورة الإسلامية ونتائجها هي ليست محصورة بمنطقة بل هي أممية،كونية والكل يتحدث منها.
وتابعت نجم: الثورة الإسلامية استطاعت أن تصدر فكرة إسلامية محمدية أصيلة والمفاهيم والحقوق الإنسانية والقيم بحيث تخرّج من مدرسة الإمام الخميني (قدس) القادة الشهداء الكبار أمثال الشهيد قاسم سليماني الذي أسس مدرسة سليمانية التي كان لها دور بارز في تأسيس محور المقاومة وكل ما نعيشه الأن من انتصارات هو من هذه الانجازات العظيمة لهؤلاء القادة والشهداء الكبار.
وحول دعم الإمام الخميني (قدس) للقضية الفلسطينية تابعت الكاتبة اللبنانية: استطاع الإمام الخميني (قدس) أن يقوم بأمر مهم جدا وهو توجيه هذه الحقيقية بأن الكيان الصهيوني هو عدو الشعب الفلسطيني المظلوم وهو عدو هذه الأمة ولا يمكن ان نقول بان يوم القدس العالمي هو يوم خاص بالقضية الفلسطينية بل خاص بكل الذين يطالبون بالحرية ولم يتحقق انتصار معركة “سيف القدس” ومعركة “ثأر الأحرار” ومثل هذه المعارك إلا بفضل ودعم وبركات الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
الإمام الخميني (قدس) في مرآة الشعر العربي المعاصر
من جهة أخرى نرى أن الحركات التاريخية العظيمة تدين بأكثر من أي شيء آخر إلى الشخصيات البارزة التي أحدثت تغييرات عميقة في المجتمع البشري من خلال تأثيرها على أفكار الأمم، وانعكست معالمه البارزة في الشعر العربي المعاصر.
الإمام الخميني (قدس) كان رجلاً حراً وقد قام الشاعر العربي المعاصر “عدنان مصطفى العمراني” بتصويره في أشعاره القيمة، كما صوّر “علي مرتضى الأمين” الشاعر اللبناني، و “صالح عظيمة” الشاعر السوري حرية الإمام وكسره الأصنام في أشعارهما.
فنظراً لهذه السمات الفريدة أقيمت ندوة إفتراضية تحت عنوان “الإمام الخميني (قدس) في مرآة الشعر العربي المعاصر” الذي أقيم عبر اسكاي روم برعاية الجمعية العلمية للأدب بجامعة المذاهب الإسلامية في مدينة زاهدان، وتحدث فيه الدكتور داوود زرين بور رئيس الجامعة والملحق الثقافي الإيراني في مصر، حيث أشار إلى ما تركته شخصية الإمام الخميني (قدس) في أشعار الشعر العربي المعاصر الذي بقي خالداً.