لقد اجتذب المصرف الكثير من رجال الاعمال والاثرياء اليهود في الولايات المتحدة، كما بنى علاقات بشخصيات سياسية مهمة. كما جذب بعض أعضاء الجماعات اليهودية في أميركا الجنوبية، وقد بلغ حجم ودائعهم حوالي 40 مليون دولار في منتصف السبعينيات من القرن المنصرم. ولكن زمن خوزيه كلاين بدأ المصرف في ارتكاب مخالفات عدة مثل منح تسهيلات مصرفية وتجاوز سقوفها ومنح قروض لشركات يملك أصحاب المصرف حصصاً فيها. ما دفع السلطات المالية المختصة في الولايات المتحدة الى وضع المصرف تحت الرقابة. وبسبب التدخل السياسي الذي حال دون اتخاذ تدابير أو إجراءات ضد المصرف، ومع انتقال ملكية المصرف الى غرافيير، عمل الأخير بأساليب ملتوية وغير مشروعة على نهب المصرف وإفراغه من ملايين الدولارات وسلب أموال المودعين وودائعهم. ومع ظهور معالم الفضيحة، لقي غرافيير مصرعه فجأة إثر سقوط طائرته الخاصة فوق المكسيك عام 1976 في حادث أحاطه الغموض، حيث انتشرت تكهنات عن احتمال أن يكون قد اغتيل. وقامت السلطات المالية الأميركية بإغلاق المصرف، وكان غرافيير قد نهب منه 50 مليون دولار، وقد فقد الكثير من المودعين من أعضاء الجماعات اليهودية في أميركا الجنوبية أموالهم.
اليهود والتهرب الضريبي
ومن فضائح اليهود، التهرب الضريبي، ومعروف حجم الضرر الذي يسببه على الواقع المالي للدولة، فمن أكبر الفضائح فضيحة مارك ريتش، من مواليد بلجيكا، من أصل ألماني، فرّت عائلته الى الولايات المتحدة مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، أسس شركته في سويسرا “مارك ريتش وشركاه” التي تطورت بسرعة، وصارت من أكبر الشركات العاملة في التجارة، خصوصا البترول والمعادن، وقدر حجمها عام 1981 بنحو 200 مليون دولار أميركي، وقد نجح الفرع الأميركي في تحقيق إيرادات بلغت ال 105 ملايين دولار اميركي، من خلال التفلت والالتفاف حول بعض قوانين ضبط أسعار البترول التي أقرتها الإدارة الأميركية عام 1973 لحماية صناعة التكرير الأميركية من الارتفاع المفاجئ في الأسعار. كما قام ريتش بإخفاء أرباحه وتهريبها الى خارج البلاد من خلال مجموعة من الصفقات المشبوهة، وتهرب من دفع 48 مليون هي الضرائب المستحقة عليه لمصلحة الضرائب الأميركية، ووجهت إليه عام 1982 اتهامات بالتهرب الضريبي. لكن ريتش فرّ الى سويسرا بعد إغلاق فرع شركته في الولايات المتحدة، واستمر في نشاطه التجاري من سويسرا.
فضائح اليهود المالية
كما تورط اليهود بالفضائح أيضا، في سوق الأوراق المالية الأميركية (البورصة) ومنهم اليهودي الأميركي لويس وولفسون، الذي ظهر كمستثمر من تجارة الخردة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وفي عمر الثامن والعشرين وبعد المليون دولار الأول من الخردة، اتجه الى شراء الأسهم والحصص في العديد من الشركات والمؤسسات، وقام ببناء وتطوير شركة “ميريت شابمان آند سكوت كوربوريشن” التي اعتبرت من أولى الشركات الضخمة المتعددة الأنشطة. ولكن كثيراً من عمليات وولفسون، لا سيما في بيع وشراء الأسهم، كانت مخالفة للقوانين الخاصة بهذه العمليات، وقد كانت أقرب الى المضاربة، ما أدى الى مواجهات عديدة مع هيئة الأوراق المالية والبورصة الأميركية، وسعت السلطات المالية الى إدانة أبرز رموزها “لويس وولفسون” على سبيل ردع المنحرفين في قطاع المال والاستثمار المالي.
بالفعل نجحت هيئة الأوراق المالية في إدانة وولفسون، وحُكم عليه بالسجن، وتم تصفية شركته، وسقطت إمبراطورية لويس وولفسون، وقدرت كلفة إجراءات التقاضي، ودعاوى المساهمين في شركته ملايين من الدولارات الأميركية.
كثيرة هي فضائح اليهود، الذين امتهنوا الربا والتهريب وارتكاب الموبقات، دون أي وازع أخلاقي أو رادع، ففي الولايات المتحدة التي قدمت الكثير لهم، قاموا بالالتفاف على القوانين والاحتيال والتهرب الضريبي، ولا شك ان شعور العنصرية والاحتيال يجعل اليهودي يشعر بأنه بطل في أن يكون خارجاً عن القانون.