الوفاق/ خاص
د. رُلى فرحات
يُعد يوم البيئة العالمي، الذي يُشرف عليه برنامج الأمم المتحدة للبيئة ويُحتفل به سنويًا في 5 يونيو/حزيران منذ عام 1973، أكبر منصة عالميّة للتوعيّة البيئيّة العامّة، حيث يحتفلُ به ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. وقد استضافته دولة كوت ديفوار (ساحل العاج) هذه السّنة (2023) وأقامت الفعاليات الإحتفاليّة بهذه المناسبة.
ويُّعدُّ هذا اليوم مناسبة لتنوير الرأي العام من مواطنين وفاعلين حول الحالة البيئيّة والمشاكل التي تُهدّدها حول قضايا البيئة والتنميّة المستدامة، مثل، العمل على ترشيد استهلاك المياه والحفاظ عليها وعدم تلويثها وعدم الإسراف فيها. الإهتمام بالتّشجير أمام المنازل وفي كلِّ الطّرقات والسّاحات وتكثيف زراعة الأشجار. العمل على التوعيّة بإستخدام الأسمدة العضويّة في الزّراعة حتى تكون بديل دائم عن الأسمدة الكيماويّة الّتي تضرُّ في صحة الإنسان. كذلك هو فرصة لإستعراض كلّ ما تمّ إنجازه من برامج وأنشطة حول حماية البيئة وتثمين مقوماتها وحبّها ونشر السّلام والمحبة والتّوقف عن الأذى، لكي نعيش حياة أكثر روعة وجمالًا وليكون كوكبنا جنّة جميلة يملؤها البناء والعمران والحضارة بعيداً عن كل ما يستنزف مصادر الطّبيعة من نفاياتٍ وتلوّث المياه الجوفيّة والبحار والمحيطات والأنهر والبحيرات وكذلك تلوّث الهواء بأدخنة المصانع والمعامل والسّيارات والشّاحنات وكثرة الفيروسات بالإضافة للتلوّث الإشعاعي وغيره وصولًا لإستنزاف طبقة الأوزون وما تُعانيه بسبب الإحتباس الحراري…
وفي هذه المناسبة يجب أن نربطُ أهميّة البيئة ونظافتها وصلاحيّتها ببناء أسرة تربويّة صحيحة لتنشئة أطفالًا أسوياء، وهذا ما يتحدّث عنه علم النّفس البيئي، الّذي يدرس الطّريقة الّتي تُشكّل بها بيئتنا الطبيعية شخصيتنا كأفراد، إذْ يعرّف هذا العلم مصطلح البيئة ضمن نطاق واسع، فيشمل البيئات الطبيعيّة والصّفات الإجتماعيّة والبيئات الحضريّة وبيئات التّعلم وبيئات المعلومات. هذا العلم يُركّز على التفاعل بين الأفراد ومحيطهم، ومن هنا أهميّة وجود البيئة النّظيفة المتوازنة بكل المقاييس والّتي تنعكسُ إيجابًا في سلوكيات الشّخص الآتيّة من ردات فعل طبيعيّة للأفكار والمشاعرز هذا ما نراه جليًّأ عندما نقوم بدراسة مجتمع بيئي مُعيّن على سبيل المثال لا الحصر، صحراوي أو معتدل، فنجدُ إنعكاس هذه البيئة كطابع عام في شخصيّة كل فرد من أفراد هذا المجتمع ويتبعه تشكيل شخصيّته بحسب البيئة الأسريّة والمحيط؟؟؟
إنّ للبيئة أهميّة كبيرة في حياة الانسان سواءً كانت من ناحيّة الموارد الطبيعيّة أو الموارد النفسيّة، فإنْ أوجدَتْ ما يلزم وحافظتْ على الأفضل بما يتماشى مع القيم والقوانين العادلة، وفّرتْ الأساس اللازم لتحقيق النمو الشامل والمستدام، والأمن الغذائي، والحد من الفقر، وتعزيز رفاهيّة الإنسان، والمرونة النّفسيّة والشخصيّة السّويّة وصولًا إلى جودة حياة تستحقُّ أن تُعاش.
