في مدينة جيرفت

هضبة اسفندقة.. آثار تاريخية تعود إلى 5000 عام

أحدى أشهر العشائر التي تقطن هذه المنطقة عشيرة مهني الكبيرة. وهذه العشيرة إحدى العشائر القديمة في كرمان وفي الماضي كانت عشيرة (كوفج) تقطن وتنتشر في ناحية ساردويية الواقعة شمال (اسفندقة).

2023-06-07

تقع هضبة اسفندقة وهي منطقة جميلة وذات طقس لطيف على بعد 72 كم غرب مدينة جيرفت الواقعة جنوب ايران. ويطلق عليها أيضا (كاوكشي) و(تخت سليمان). وتنبت فيها نباتات الحرمل.

وتوجد في هذه المنطقة آثار تاريخية تعود الى 5000 عام مضت مما يدل على عراقة تاريخ هذه المنطقة كما هو شأن نواحي كرمان ومناطقها. وتوجد فيها العديد من الجداول والسواقي التي تروي مزروعاتها.

أحدى أشهر العشائر التي تقطن هذه المنطقة عشيرة مهني الكبيرة. وهذه العشيرة إحدى العشائر القديمة في كرمان وفي الماضي كانت عشيرة (كوفج) تقطن وتنتشر في ناحية ساردويية الواقعة شمال (اسفندقة).

ويبدو أن هذه العشائر هاجرت ونزحت من هضبة (مهنة) الواقعة في خراسان الى محافظة كرمان. ومن ابرز وجوه عشيرة (مهني) شخصية معروفة تدعى (فتح علي خان مهني) حيث كان من الوجوه البارزة في العهد القاجاري. والعشيرة تنزح من منطقة الى اخرى صيفاً وشتاء الى ناحية رودبار وجيرفت واسفندقة. وتعرف عشيرة (مهني) بكونها تضم رجالاً بواسل ومقاتلين أشاوس.

وتتضمن آثار اسفندقة مبنى تاريخياً قيماً يدعى (مقبرة ميرحيدر) تعد من تراث العهد الصفوي. وتضم عين ماء ساخنة تدعى (آب بادكيشكي) وهي نافعة ومعالجة للأمراض الجلدية والمفاصل.

هذه البناية الفريدة النظير هي في الحقيقة مرقد (ميرحيدر مهني) وذريته الذين دفنوا في هذا المكان، وهي مسجلة في سجل الآثار الوطنية الايرانية .

الهيكل العام لهذه البناية من الخارج يتكون من 8 أضلاع وزوايا اما من الداخل ففيه 4 زوايا.

وتضم البناية من خارجها طاقين اثنين ومن الناحية السفلى تتكون منها الاواوين الصغيرة التي تعد مدفناً للأموات من ذرية (ميرحيدر مهني) وتسمى (قبيلة ابو سعيدي).

وتضم كذلك قبة واشكالاً هندسية باللون الاحمر داخل اطواق صغيرة واوين داخل المقبرة.

وتغلف الاطواق نقوش وكتيبات محفور فيها شواهد القبور وما تحت القبة يخص ابناء (ميرحيدر مهني) ومذكور فيها بأن تاريخ العمارة يعود الى العهد الصفوي.

ومن أهم الصناعات اليدوية المعروفة في (اسفندقة) حياكة السجاد وأرقى انواعه السجاد ذو الورد الأحمر وهي ذات شهرة واسعة النطاق، ومعظم الناس يقرنون بين سكان اسفندقة وحياكة السجاد ذي الورد الأحمر. وتوجد في هذه القرية ورشة كبيرة خاصة لحياكة السجاد.

وبالطبع فان سبب تسمية السجاد بهذا الاسم هو وجود الزهور الحمراء اللون في نقوش هذا النوع من السجاد المحاكة أرضيته بالأخضر الغامق والكحلي واللون الفاقع الأصفر ويزدان بزهور ذات ورد أحمر اللون مما يضفي مظهراً جميلاً على هذا السجاد. وتُوثر تصاميم هذا السجاد وخرائطه من الحائك المعروف فيها وهو (قيصر خليفة) الذي وافته المنية ويستخدم فيها خيوط اسمها (كلرخ) كان يجلبها التجار في هذه المنطقة الى محمد باقر خان عمدة المنطقة. ولأنه يحب هذا النوع من التصميم فانه كان يطلب من حائكي المنطقة استخدامه في تصاميم السجاد الذي يحيكونه.

وتوضع للسجادات المحاكة حواشي منوعة منها (حاشية هاشمي) و(حاشية لاله عباسي) و(حاشية منجق). وكان يجلب حواشي هاشمي احد تجار السجاد في طهران الى عمدة المنطقة ويطلب منه كميات من السجاد المحشي به والمطرز بالورد الأحمر وباعتبار ان هناك تناسقاً بين الوان الورد والحواشي في هذا النوع من السجاد فقد ذاع صيته وانتشرت شهرته.

ومن بين الصناعات اليدوية الأخرى في منطقة (اسفندقه) حياكة نوع بسيط من السجاد أو البساط (الحلس) المنتشرة فيها هنا وهناك في بعض القرى، فضلا عن حياكة (فرشة الملحفة) والشراشف أيضا.

الاخبار ذات الصلة