وجاء القرار “الصادم” بعد اجتماع عاصف جمع الثنائي مع رئيس مجموعة “ريد كابيتال” (مالكة النادي) جيري كاردينالي، وسادته خلافات حادة في وجهات النظر حول مستقبل الفريق، الذي أنهى الموسم المنصرم في المركز الرابع.
وسلطت شبكة “آر إم سي سبورت” (rmcsport) الفرنسية على تداعيات هذه الخطوة التي لم تحظ بقبول جماهير النادي التي أطاحت بإحدى أساطير الفريق على الإطلاق، وهو اللاعب الذي لعب 25 موسما مع “الروسونيري”.
وتوترت العلاقة بين مالديني وكاردينالي في الأسابيع الماضي نتيجة اختلاف كبير في وجهات النظر حول إدارة الفريق؛ فالأول يميل إلى العمل بطريقة تقليدية وبالطريقة نفسها التي عاصرها كلاعب، في حين يريد كاردينالي الاعتماد على البيانات والإحصاءات واتباع منهجيات العمل الحديثة.
وجاء هذا التوتر امتدادا لما حدث الصيف الماضي، حين طالب مالديني بمزيد من الحرية والاستقلالية في اتخاذ القرارات؛ الأمر الذي أغضب كاردينالي، وهو مطلب تكرر الحديث عنه في الاجتماع الأخير بين الرجلين.
واتسعت الفجوة بين مالديني وملاك النادي بعد تصريحاته التي أدلى بها عقب الإقصاء من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام الجار اللدود إنتر ميلان، حيث قال “من الصيف الماضي قلت إننا لسنا جاهزين للمنافسة على بطولتين (الدوري ودوري الأبطال)”، وذلك بعد التتويج بلقب الدوري الإيطالي في موسم 2021-2022.
وأضاف “قلت ذلك في الصحافة ومُلّاك النادي يعرفون الأمر، يجب الاستثمار أكثر كي نكون ضمن الأربعة الأوائل وتقديم أفضل مستوى في إيطاليا”.
ولم ترق هذه الكلمات لكاردينالي، خاصة أنها وضعت الضغوط عليه، حيث علت أصوات بضرورة دفع أموال أكثر من أجل إبرام تعاقدات جديدة، وهو ما نجح فيه مالديني الذي كان مؤمنا تماما بأن حديثه العلني سيكون له صدى كبير لدى جماهير النادي.
ففي المباراة الأخيرة لميلان في الدوري الإيطالي للموسم المنتهي 2022-2023 أمام فيرونا، رفع أنصار “الروسونيري” لافتة كبيرة في المدرجات كتبوا عليها “لقد مرّ عام آخر والآن نريد صفقات جديدة”.
على الجهة الأخرى، كان شعار المجموعة مالكة النادي وكاردينالي واضحا للغاية؛ “استثمارات حقيقية ولكن بالمنطق من أجل تحقيق تنمية مستدامة”، حتى لا يجد النادي نفسه في وضعية اقتصادية حرجة كما حدث في نهاية عصر سيلفيو بيرلسكوني.
وعليه، بدأت ريد بيرد تحديث نهجها الإستراتيجي، حيث أنهت عمل جيفري موانكادا كشاف المواهب الذي يعمل لدى ميلان، وهو ما أزعج مالديني.
وتريد ريد بيرد اعتماد التقارير الفنية والإدارية وتجهيز البيانات والإحصاءات قبل التعاقد مع أي لاعب أو موهبة، وهو نهج بعيد تماما عن طريقة عمل مالديني.
مسألة أخرى أزعجت كاردينالي، وهي المساحة الكبيرة التي يتمتع بها غابرييل غيوفريدا وكيل أعمال ستيفانو بيولي مدرب الفريق، وجونيور ميسياس في ميلان وعلاقته الوثيقة بالثنائي مالديني وماسارا، وتدخله المباشر في عدد من صفقات النادي.
وما أثار جنون كاردينالي هو التعاقد مع الحارس الكولومبي المغمور ديفيز فاسكويز في يناير/كانون الثاني 2023، حيث وصل إلى ميلان عن طريق وسيط مقرّب من ماسارا، وعند دراسة ملفه الرياضي تفاجأ الجميع بأن شباكه اهتزت 38 مرة في 27 مباراة، ولم يخرج بشباك نظيفة إلا في 4 مباريات فقط، وذلك مع فريقه السابق غواراني من باراغواي في موسم 2021-2022.
كما أن خيارات مالديني وماسارا بالتعاقد مع ديفوك أوريغي الصيف الماضي ورغبتهم في التعاقد مع ماركو أرناوتوفيتش في سوق الانتقالات الصيفية الحالية لم تقنع كاردينالي الذي أراد لاعبين أكثر شبابا وعدوانية وينسجمون مع تطور كرة القدم.