المولد والنشأة
ولد الشهيد أحمد عفانة في أسرةٍ بسيطةٍ محافظةٍ على تعاليم الدين، وملتزمةٍ بشرع الله، فأنشأته على الأخلاق الحميدة والصفات النبيلة، وأسقته حب الوطن والتضحية والفداء، عُرف الشهيد بنشاطه وحيويته منذ صغره، كان قريباً من أهله وإخوانه وكان دائم التواصل مع إخوته واصلاً لرحمه، كان يساعد الجميع دون أن يطلبوا منه المساعدة، ويمد لهم يد العون بكل حبٍّ وإخلاصٍ وصفاء، وكذلك عُرف بإبتسامته الصادقة الصافية التي لم تفارق وجهه، وحرصه الشديد على دعوة الناس إلى الخير والطاعات، فيأمر بالمعروف ويحض عليه، وينهى عن الشر والمنكر، ويشارك الجيران ويقف بجوارهم ويشاركهم في جميع مناسباتهم.
التزامه الدعوي
كان الشهيد من الملتزمين في المساجد منذ نعومة أظفاره، ومن الذين تربوا ونشأوا في حلقات الذكر والقرآن، والمسجد الذي نشأ وترعرع فيه فكان بمثابة بيته الثاني، محافظاً على صلاة الجماعة في ذلك المسجد الذي تخرج منه عشرات الشهداء. اكتسب محبة جميع شباب مسجده، وطالما أحبوا الحديث معه لأنه كان مرحاً ومحبوباً للجميع وكان رجلاً متواضعاً يحترم الصغير قبل الكبير.
انتسابه إلى حركة حماس
انتسب الشهيد إلى حركة حماس، وشرع يشارك كافة النشاطات التي كانت تدعو إليها، من مسيرات ومهرجانات نصرةً لدين الله، ورفعا ً لراية التوحيد والجهاد في سبيل الله تعالى، فكان يردد شعارات الجهاد والمقاومة في المسيرات. انضم الشهيد إلى صفوف مجاهدي كتائب الشهيد عز الدين القسّام، وكان سباقاً إلى الجهاد والإعداد في سبيل الله، حيث كان من الجنود المميزين والمتفانين في سبيل الله، وكان يسعى دائما لنيل الشهادة في سبيل الله.
مشاركاته الجهادية
عمل الشهيد في صفوف القسام قرابة 12 عاماً، فكان نعم المجاهد الشجاع والمضحي، وقام بمهمات الرصد لتحركات العدو الصهيوني، وشارك في إعداد الكمائن للعدو، وشارك في صد الاجتياحات البرية على قطاع غزة، وأبلى بلاء ًحسناً في كل معركة يخوضها ضد الاحتلال الصهيوني، عُرف بين اخوانه بحسن الأخلاق مقداماً، لم يكن كثير الكلام، بل كان يتحدث فيّما يخص العمل، كان ملتزماً بما يوكل إليه من مهامٍ صعبة، مطيعاً ولم يتوان عن ذلك أي لحظة، ولم يتأخر عن أداء مهامه، كان عسكرياً شجاعاً واسع الصدر، يحب الإخوان دائماً بذكرهم بالله عز وجل ويحثهم على الصبر والثبات عند اللقاء.
الاستشهاد
بعد رحلة جهادية طويلة ارتقى الشهيد بتاريخ 7-8-2022 خلال العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، وذلك أثناء المشاركة في محاولات إنقاذ المتضررين، وانتشال المصابين من تحت ركام القصف الذي طال منزل جيرانه، في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، قبل أن ينهار حائط أحد المباني فوقه.