موناسادات خواسته
الجزائر بلد كبير بتاريخ عريق وثقافة متنوعة يمكن إكتشافها من خلال زيارة مختلف المدن الجزائرية والتعرف على شعبها المضياف، وكذلك الثقافة الجزائرية غنية، متنوعة وضاربة في القدم، كل منطقة، كل مدينة أو واحة تشكل فضاء ثقافياً خاصاً يستحق الإكتشاف، والأدب الجزائري يتناول موضوعات جوهرية مثل الشعر، الخطابة الرسالة والمقالة والقصة القصيرة والرواية والمسرح، عبر تاريخه، وقد قدّم كتّاباً ذوي شهرة عالمية.
ملتقى “المقاومة الثقافية خلال الثورة التحريرية” الذي أُقيم على مدى يومين قبل أيام إختتم أعماله في مدينة الجزائر بحضور رسمي تقدّمته وزيرة الثقافة “صورية مولوجي”، التي كرّمت خلال حفل الختام الشخصيات المشاركة في الملتقى، واختتم الملتقى بتوصيات عديدة أبرزها إنجاز معجم “أصدقاء الثورة الجزائرية”، ومقررات تتعلق بدورة العام القادم.
هذا وقد استضاف معرض طهران الدولي للكتاب في هذا العام، لأول مرّة رئيس اتحاد الكتّاب الجزائريين والنائب الأول لأمين عام الإتحاد العام للأدباء وكتّاب العرب الدكتور “يوسف شقرة”، الذي زار الأقسام المختلفة في المعرض بدقة وحضر ندوة “التعاون الإيراني والعربي لبناء حضارة إسلامية جديدة”، كما أنه حلّ ضيفاً لنا في “الوفاق”، فكانت فرصة سعيدة لنا وأجرينا حواراً مع هذا الشاعر والأديب القدير الجزائري الذي ترأس اتحاد الكتّاب الجزائريين وله العديد من المخطوطات الشعرية والمشاركات العربية والدولية وأوسمة استحقاق وتكريمات، وفيما يلي نص الحوار:
تشابهات كثيرة بين الإيرانيين والجزائريين
بدأنا الكلام حول زيارته لإيران وهل هي أول مرّة يزور إيران؟، فتحدث الدكتور شقرة عن إيران بحرارة وقال: أولاً تحية طيبة وشكر كبير للوفاق التي دعتني لهذه الجلسة الطيبة الكريمة، إسمها يكفي دلالة للوفاق، أننا نتوافق على كثير من الأشياء وأفضلها ما غرسه الدين الإسلامي الحب بين الأشخاص والشعوب وحتى نبتعد عن كراهية القتل ونبتعد أيضاً عن القوي يأكل الضعيف.
نعم هذه أول زيارة لي، وأنني كنت متشوّق كثير في زيارة إيران، كانت لي فرصة سابقة بعيدة جداً ولكن المكاتيب والمقادير والأمور لم تسمح لي بالحضور، ولكن كنت دائماً متشوّقا، ولماذا هذا الشوق على غير العادة مع البلدان الأخرى؟!
كنت متشوقا لسبب وهو أنه عندي سؤال في ذهني أتعبني كثيراً منذ دراستي في المتوسطة والثانوية، وأنا أسأل نفسي: لماذا التقارب الكبير بين الجزائري والإيراني؟، ما هو السبب؟، واحد في مكان بعيد والآخر في مكان بعيد عنه، فما هو الذي سبب أن يحب بعضهم البعض؟، وأنا أتكلم عن الشعب ولا أتكلم عن المسؤولين، نتكلم عن الشعوب، ولماذا إيران وقفت مع الجزائر ولماذا الجزائر وقفت مع إيران في كثير من المشاكل الدولية الصعبة وتوسطت، ولماذا إيران كانت ثقتها في الجزائر لتكون هي الوسيط؟، يعني مجموعة أسئلة كانت عندي في سؤال واحد، وهو لماذا يحب بعضهم البعض؟ ونبدأ نفرّع فيه في غير المجموعة، هذا هو السبب الذي جعلني أتحمّس لزيارة إيران هذه المرة، فعندما كلّمني الإخوة من أجل الدعوة للحضور في معرض طهران الدولي للكتاب، رحّبت مباشرة وألغيت الكثير من الأمور رغم أن في هذه الفترة كانت عندي نهاية الضغط بما أننا في بداية الموسم، ضغط هائل جداً من الأعمال، فطلبت من المساعدين وكلّفتهم كل واحد بمجموعته وملفاته، وقلت أنا ذاهب لأجيب عن أسئلتي الخاصة، الآن أريد أن أعود إلى نفسي، ولسؤالي عندما كنت صغيرا، والحمدلله وجدت الأجوبة وهي بسيطة جداً، بساطة سؤالي وأنا طفل صغير، وجدت الأجوبة بسيطة جداً، أولاً الجزائري عقليته وبناء الإنسان الجزائري منطبقة تماماً مع الإيراني، كأنهم متشابهين، حتى لو تنظرون في التركيبة الفيزيولوجية، يعني تأخذ شخص جزائري وتجعله أمام شخص إيراني تقول إنهم إخوة، تقول تفاوت في الأم والأب وإنهم من جنس واحد، مع أن المسافة بعيدة، إذن هذا هو جانب، وهناك تشابهات كثيرة، كما أنني في المعرض لاحظت كأن بعض أصدقائي في الجامعة وعندما كنّا شباب، وكنت أريد أتكلم معه! وأخطأ في ذلك، يعني نرى الشخص كأن هو نفسه، وهذا جانب ربّاني لا نتحكّم فيه، خُلقنا هكذا، والجانب الثاني هو جانب فكري، لاحظت أن الإيراني والجزائري لهم فكر واحد متفقين فيه وهو المقاومة، يقفون مع الحق ضد الباطل في أي شيء كان، أيضاً إذا أحبّك الجزائري أو الإيراني (وهذا ما لاحظته في هذه المرّة) أنه يعطيك بغير حساب، وصادق معك، يكون صادق معك إلى أقصى الحدود، ويترك التكلفة والبروتوكولات، ويصبح يتكلم معك وكأنه يعرفك منذ مائة سنة، والجانب الثالث هو الطبيعة، طبيعة مشتركة تماماً، عندما تدخل للشوارع وهذه الخضرة الموجودة في الأمكنة، هي نفسها، يعني طبيعة الأرض هي نفس الطبيعة الموجودة في العاصمة الجزائرية كأنك تدور في طهران، هي نفس الشوارع التي فيها أشجار والساحات وغير ذلك، فهناك تقارب خلقه الله ولا نتحكّم فيه، فإذن هذه عوامل مشتركة كثيرة جعلت من هذين الشعبين والبلدين كأنهما بلد واحد.
منتدى ثقافي كبير
بعد ذلك فيما كانت الأجواء في أيام إقامة معرض طهران الدولي للكتاب سألنا عن رأيه حول المعرض وتقييمه له، فقال الدكتور شقرة: بالنسبة لزيارتي أولاً لابد أن أشكر القائمين عن المعرض للدعوة الكريمة التي وُجّهت لي والتي تُوّجت بكثير من المشاريع الثقافية والأدبية بالخصوص، والتعاون الثقافي عموماً، وفي المعرض أولا لاحظت مجموعة من الأطروحات، أولها المكان، المكان الذي يوجد فيه المعرض أعتقد أنه الأول في العالم ولا أقول في العالم العربي الإسلامي بل أقول في كل العالم، متميز هذا المكان لكونه فضاءا بدأ دينياً فهو مركّب مصلى يجتمع فيه المصلون لأداء فريضة الجمعة، يتحول هذا الفضاء ليصبح منتدى ثقافيا كبيرا، تمارس فيه الأنشطة الثقافية، وهذا سرّ التميّز، حتى نبعد عن الآخر، الغربي وغيره، من الدول الأخرى التي ترى فينا وفي المسلمين أنهم متحجرين ومنغلقين على أنفسهم، فإذن نقول لهم هذه سماحة الدين الإسلامي أن في المصلى نقيم نشاطات ثقافية، ونجد فيه الكتب على اختلافها، حتى الكتب الأخرى في الفكر وفي التوجهات نجدها في هذا المعرض، هذا الجانب الهام الذي أثارني في بداية ملاحظاتي، والجانب الثاني الإنفتاح على دور النشر باختلافها، وحتى ممكن هناك بعض دور النشر شبه متطرفة في أفكارها ولا أتكلم عن جانب آخر، أنا أتكلم عن الجانب الثقافي الفكري، أنها تنشر وعندها كتب ربما في البلدان الأخرى ترفض، ولكن نجدها في هذا المعرض ومعنى ذلك أنه هناك إنفتاح كبير وفكر بعيد المدى لقادة هذا البلد، الجانب الثالث هو حضور الجمهور، العالم الغربي، يصور طهران أو ايران، على أنها – وأعتذر وبين قوسين على هذا التعبير الذي تدعو له الضرورة- يصورونها على أنها شيطان، على أنها إرهابي وضد الحريات وخاصة حرية المرأة، المعرض يفنّد ويكذّب كل هذه الادعاءات، المرأة والعائلة موجودة بكثرة، أرى الأب والأم معهم وأطفالهم، ورأيت المرأة إلى آخر الليل فمن الثامنة وحتى الساعة التاسعة تجد المرأة في وسط المعرض وتأكل على هامش المعرض لأنها حريصة على حضور المرأة، فهذا الشيء متميز وطبعاً هو موجود في كثير من الدول العربية والإسلامية، ولكن أنا أتكلم عن الكثرة والكثافة، فهنا لاحظت فيه إقبال وضغط كبير على حضور دور النشر ومنشوراتها على اختلافها، من جامعية وغيرها، زرت المعرض تقريباً بكامله ، لأنني أحب أن أزور كل مكان حتى آخذ قراءة حقيقية للأشياء، زرت الجانب الجامعي ودور النشر المحلية وجناح دور النشر الأجنبية وجناح الأطفال.
إتفاقيات وتفاهم وأبواب مفتوحة
بعد ذلك تابعنا الحديث مع الدكتور شقرة حول البرامج الثقافية بين ايران والجزائر، وتوقيع مذكّرات وغيرها، فقال: بالنسبة لزيارتي شخصياً ومن خلال التقائي بالكثير وآخرهم وعلى رأسهم وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي ومجموعة من الشخصيات ومجموعة من القيادة المشرفة على جائزة فلسطين العالمية وكثير من الشخصيات الثقافية في مجال مؤسسة النشر، توصلنا إلى بيان تفاهم أولي سنوقع عليه قريباً والتأكيد أعتقد أنه سيكون هذه الأيام، فهذا المشروع هو فتح طريق أمام إتفاقية شاملة، لأن الإتفاقية تحتاج إلى نقاش بنود الإتفاقية، كل شيء لابد أن يدرس بدقة، وأيضاً رغبتي الشخصية ورغبة إخواني هنا، إننا نركّز على الأشياء التي يمكن تطبيقها، ولا نحلم حلم في الخيال ولا نستطيع أن ننفّذ منه ولو واحد في المائة، فإذن نكون واقعيين، نخدم بلدينا في الشيء الذي نستطيع أن نقوم به، فكانت هناك اتفاقية تفاهم ستوقّع، هذه الإتفاقية هي إتفاقية شاملة، تبقى الإتفاقية الرسمية، ستكون بعد مدة عندما نتبادل الأفكار وربما تكون هناك لجنة مشتركة لصياغة الإتفاقية النهائية، لكن على كل من حيث المبدأ عندنا تفاهم كبير جداً، وغير محدود، يعني وُجدت كأنني أتكلم مع نفسي وذاتي، أصدقائي هم أنا نفسي، فهناك وجدنا كل التفاهم وكل الأبواب مفتوحة، لإنتاج وترجمة أعمال وأشياء مهمة وتبادلات وزيارات ووفود مثقفون من أساتذة جامعيين إلى باحثين إلى غير ذلك من إعلاميين، وأنا ركّزت على الإعلام في الإتفاقية وركّزت على الإعلام الذي يملك إمكانية الترجمة، ليس الإعلامي المتحجر في لغته ويوميته، أنا أريد الإعلامي المثقف، الذي يمتلك الدقة في الترجمة إلى لغتين أو أكثر، فهذا سيقوم بدور، لأننا كلما جاء إعلامي مثقّف إلّا ونقل أشياء وترجمها للآخر ونحن يهمنا من الآخر، ليس العالم الإسلامي أو العربي فقط، لأن هذا شيء طبيعي، العالم الإسلامي والعربي هم إخوة في الدم والدين وغيرها، نحن نريد النقل لأعداء الأمة، إننا مثلاً في الجزائر نملك إمكانية اللغة الفرنسية والإنجليزية ببساطة وطلاقة، فمعنى ذلك أننا ننقل الفكر الإيراني والعربي المشترك إلى الغربي الذي ينظر إلينا كأعداء، لنقول له نحن ها هنا ونحن هكذا، آنذاك نستطيع أن ننقل لك الأشياء التي لا تعرفها، فأنت جاهل بالأمة الإسلامية والأمة العربية، والأمة الفارسية، فكيف أنك تتكلم وتقول ما لا تعرفه؟!.
هذه هي رسالة المثقف، هي رسالة ينقلها الإعلامي المتمكّن، ولا ينقلها الإعلامي العادي، – مع احترامي وحبي لهؤلاء وأنا لا أنقص منهم ولكن لكل شخص وظيفته وكل واحد يستطيع أن يقوم بشيء، واحد عشرة في المائة وواحد 50% وواحد 60% وواحد 100%، الى غير ذلك، – نحن نريد الإستفادة القصوى من هذه المرحلة التي تشهد توافقات، لندعمها ونقويها، كما تحدثنا في المحاضرة التي كانت في الصباح، حول بناء حضارة إسلامية جديدة ومتجددة.
التعاون الإيراني والعربي وبناء حضارة إسلامية جديدة
كما ذكرنا حضر الدكتور شقرة في ندوة تحت عنوان “التعاون الإيراني والعربي وبناء حضارة إسلامية جديدة” الذي أقيم بمعرض طهران الدولي للكتاب وتحدث فيها حول الموضوع، وعندما سألناه عن الندوة، قال: أنا عبّرت عنها بكلام بسيط، لأن الندوة كانت طويلة وبطبيعة الحال لا أستطيع إعادة الندوة الآن، ولكن أنا أعجبني الموضوع كثيراً، وأعجبني الأستاذ المحاضر “الدكتور محمدعلي آذرشب” الذي كان يعرف الكثير عن الجزائر، وشارك في “تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية”، كان موجود هناك وكتب كتاباً في هذا المجال.
أنا عبّرت عن هذا بماء النهر، ماء النهر يجري دائماً وإيران معروفة بالأنهار والعيون والينابع الجبلية وغيره، وهذا الماء يختلف عن ماء البِرك والأحواض كأنه متجدد، وهذا الماء المتجدد، عندما تأخذه إلى المختبر وتُحلّل، تجد أن مكوناته تختلف عن مكونات الآخر، فيها حيوية وتبعث في الجسم النشاط، نريد للإنسان العربي والإيراني أن يكون هذا الماء الذي يتجدد ولا يكون راكد، فيقتل كل شيء تحت هذا الجسد الجامد، هذا الكلام الذي كان يدور ونستفيد من تجارب الآخر، فمثلاً شاركت في ملتقى وهو مع الصين، صين فتحت قناة مع الدول العربية وأقامت ملتقى، أسمته “طريق الحرير”، فانظر لإختيار المصطلح، لابد أن نكون دقيقين أيضاً في إختيار الألفاظ والمصطلحات، فقالوا “طريق الحرير”، لأن الصين تريد أن تبني جسرا بين حضارتين قويتين، والصين في زمن قصير تحوّلت إلى بلد من أكبر البلدان والآن هي تنافس القوى الأولى في العالم لتكون هي القوة الثانية وكوّنت حزاما ربطت فيه كثير من الدول، روسيا، الهند، والدول العربية، فعندما تلاحظ الحضارات، فهنا إزدواج للحضارات تكوّن حضارة جديدة أقوى من سابقاتها، وتتعايش بينها بكل محبة، نريد لإيران أن تلعب هذا الدور، لتربط بينها وبين العرب المسلمين لأن ايران أقرب لنا من الصين، هي دولة مسلمة، ودولة رائدة شاركت في بناء الحضارة العربية الإسلامية، فمثلاً عندما نأتي إلى بناء الحضارة الأولى بعد البعثة وفي زمن الخلفاء، نرى من وضع قواعد اللغة العربية، كلهم إيرانيين، وقليل منهم من العرب رغم أن العرب يملكون لغة العربية الأصلية والإيرانيين تعلّموا اللغة العربية وأتقنوها وأصبحوا يضعون لها قاعدة وقواعد، إذن هذا هو دور ايران مع العرب، يجب أن يكون بهذه الصورة ونبعد عنّا مقولات الآخر التي أراها مثل الشيطان، تدخل فتفرق، ولا تريد لنا أن نتوحد لأن في وحدتنا قوة تقتل هذا الشيطان.
وجه التشابه بين ايران والجزائر
من جهة أخرى نظراً لثورة الجزائر ومواجهة الإستعمار، وأدب المقاومة في الجزائر طلبنا من رئيس اتحاد الكتّاب الجزائريين لكي يتحدث لنا عن مكانة أدب المقاومة في الأدب الجزائري، فقال: الجزائر بصفة عامة حتى بدون كتّاب، هم مقاومون في الأصل، وهذا وجه التشابه مع إيران، كنت أتكلم فيه في المحاضرة، والتشابه هو في قضية تركيبة الإنسان، فنحن بأصلنا مقاومون، وبالتالي كتابتنا تأتي تلقائياً مقاومة، وفي الأدب المقاوم، حتى لو يتكلم الشخص مع صديقه نرى في حديثه المقاومة، يتكلم بلغة راقية، أيضاً في الرواية، وفي القصة القصيرة والقصة القصيرة جداً من نوع الجديد، فكلها مملوءة بالمقاومة، الآن تأتي الدرجات، تجد هناك أشخاص مؤمنين بهذا التوجه للأدب المقاوم وخاصة التركيز على فلسطين، بشكل أكبر، والمقاومة، هي عمل إنساني كامل، ولكن في الجزائر حبهم لفلسطين والقضية الفلسطينية يأخذ جزءا كبيرا ولاحظوا حتى هنا، نحن نتكلم في القضايا المشتركة، لماذا إيران والجزائر؟
فتجد هذه الأشياء موجودة في إيران، وهناك الكثير من الجمعيات الخاصة لفلسطين، والأدب الفلسطيني والمقاومة وغيره، ففي الجزائر أيضاً، فالراحل “هواري بومدين” وهو مؤسس الدولة الجزائرية بعد الإستقلال، يقول: “نحن مع فلسطين، ظالمة أو مظلومة”، بقي الآن شعار الفلسطينيين يكررونه، فمن ثم تجد أن الأشعار فيها دائماً في كثير من النصوص تضمن القضية الفلسطينية وقضية المقاومة من أجل الإنسانية، ربح معركة الإنسان في حد ذاته وبناء الإنسان.
المثقف هو عبارة عن صحيفة متنقّلة
كما ذكرنا للدكتور شقرة كثير من الكتب الأدبية وأشعار، فكشاعر وأديب سألنا رأيه حول دور الشعر والأدب في المجتمع وخاصة في مواجهة الحرب الناعمة، فقال: الشاعر أو الأديب صفة عامة، هو هذه الصحافة الناقلة، وكما قلت الشاعر أو الثقافي هو عبارة عن صحيفة متنقّلة، بداخله أفكار، يكتب نصوص وينشر أفكار، هذه الأفكار تأتي على قالب نصوص شعرية، فتستطيع أن تدخل الإنسان مباشرة.
جائزة فلسطين العالمية للآداب رافعة للواء المقاومة
من جهة أخرى بما أن الدكتور شقرة أصبح عضو المجلس الأعلى لجائزة فلسطين العالمية للآداب، وشارك في الدورة الأولى من الجائزة والآن في الدورة الثانية منها، طلبنا منه أن يتحدث لنا عن تقييمه وأهمية العمل في مجال الرواية والأدب الخاص بفلسطين، وأهمية الدورة الثانية نظراً لأنها تقام في ظل حراك جديد حول الأدب الفلسطيني، والفرص الموجودة، فقال: أولاً أنا سعيد بانضمامي لجمعية جائزة فلسطين العالمية للآداب، هذا فخر لي أن أكون من ضمن أسرة هذه الجائزة، وبرأيي هذه الجائزة بقدر ما هي تحفيزية للكتاب حتى يكتبون، لكنني أرى فيها شيئا متميّزا، وهو أنها رافعة للواء المقاومة، فتجد في الدورة السابقة كاتبة حتى أظن انها في سن صغيرة التي فازت بالجائزة وهي “سمية علي هاشم”، وتكتب في شيء تتوقع فيه إنهيار إسرائيل وهو كتاب “تل أبيب سقطت”، فهذا يعتبر فخرا كبيرا للجائزة في حد ذاته، عمل للجائزة، سيؤرخ له التاريخ، أنها هي مَن أنجبت مِن مثل هذه الأشياء، فدور الجائزة، بقدر ما هو مالي ويشجّع الكتّاب على التنافس، وكثير من هذه الأمور التي نتركها جانباً، فنقول أن المؤسسة في حد ذاتها تربح المعركة، بمثل هذه الخطوات، وتشجّعك لتنتج وفي نفس الوقت تغرس فيك روح المقاومة، لأن عندما تغرس فيه روح المقاومة، يبدأ يتساءل ما هي فلسطين، لماذا سأكتب عن فلسطين؟، لماذا هذه المؤسسة تهتم بهذا الموضوع؟.
ومن ثم يصبح هو يتقمص هذه الشخصية ويصبح عضوا في المؤسسة بدون علمه، يُجر تلقائياً بطريق الحرير الذي كنّا نتكلّم عنه، يُجر مباشرة لكي يكون عضواً فاعلاً من بعيد، من موقعه، وليس بالضرورة أن تكون عضوا رسميا في الوثائق، هو أن تكون لك العضوية الحيوية والتشاركية، ولو من بُعد.
الهدف نبيل والقضية أنبل
وتابع الدكتور شقرة: أنا أُثني على مؤسسي هذه الجائزة، والثناء الأكبر يكون للأجيال التي ستواصل، لأن العمل إذا مات في بداياته سيُدفن، ولكن إذا تواصل، مثلما نتكلم الآن في المعرض في دورته الـ 34 يعني عمره 34 سنة، فنتمنى من الجائزة أن تصل إلى مئات السنين، ولا تختصر على ثلاث أو أربع دورات ثم تنتهي، كما إنتهى الكثير من الجمعيات السابقة، بما أن الهدف نبيل، والقضية أنبل، فإذن لابد أن نتجنّد جميعا بكل حسب إستطاعته، مَن إستطاع أن يرفع كأس، يرفع الكأس، ومَن إستطاع أن يرفع تلفاز، يرفع تلفاز، يعني بحسب القوة، وبحسب المقدرة نحاول جميعاً أن نتضامن وفي هذا التضامن يأتي هدف آخر، الذي هو هدف المثقف في الوحدة بين الشعوب، أنظروا، قضية جائزة فلسطين جمعت كَم مِن بلد عربي، وكَم مِن عضو في الجائزة، فإذن هذا التبادل يخلق شيئا آخر من التواصل، من نشر المحبة، وربط العلائق الإجتماعية والإنسانية، فإذن دورها ليس دور منح مبلغ مالي وكفى، وأنا كانت عندي مشاركة في توزيع الجائزة حضرت الدورة الأولى، صراحة رغم أنها البداية دائماً صعبة، ولكن تفوقوا في هذ الحفل، الطريقة ذكّرتني بالمهرجانات العالمية الكبرى، مثل الأوسكار وغيرها، في طريقة البحث والبث وفي اختيار المُنشّط، ناشطة تونسية (كوثر البشراوي)، كانت ببساطة وبتلقائية تثير قضايا داخلية فكرية، وهي تطرح سؤالا للذي سيوزّع الجائزة إلى غير ذلك، هذا هو الدور الجميل، فإذن لابد أن نكون أذكياء في الدقة بالإختيار، لا نأتي هكذا للمجاملات، مجاملات تنتهي، كأن ندعوك لأنك صاحبي وصديقي، ندعوك لأنك صديقي نعم ولكن لتفيد، أعرف كيف أختار، وأنتقي، وندعو ضيوفا آخرين، أدعو أشخاصا تتمتعون بهم واستفيدوا من الآخرين، هذه نظرة عامة، والتفاصيل كثيرة جداً، يعني لو الآن يبدأ يشرح تشريح للدورة الأولى فيه كثير من الأمور تُقال.
نهضة إسلامية وإصلاح المنظومة التربوية
وبعد ذلك سألنا الدكتور شقرة: عندما ننظر لجمهورنا، نرى أن الأجيال تعرف “جي كي رولينغ”، أكثر من أي أديب أو شاعر إيراني أو جزائري أو عربي يكتب عن المقاومة، فبرأيكم ما الذي يجب أن نعمله لكي تكون المعارض والجوائز والكتب التي تُقام في متناول اليد ويعرف الشباب والجيل الجديد الكتب والكتّاب والشعراء الذين يكتبون عن المقاومة؟، فقال النائب الأول لأمين عام الإتحاد العام للأدباء وكتّاب العرب: أنا أبدأ إجابتي إنطلاقاً من البداية، لماذا الشباب يرغبون إلى “جي كي رولينغ”، و “هري باتر” أكثر من كتّابنا؟، أريد ان أبدأ من بداية هذا السؤال، الجواب بسيط، هو تقديم هذا الكاتب والإغرء بالدعاية الإعلامية، لأن عندما تكون هناك وسائل إعلام عربية تقدّم لك هذا من الأجانب على شكل أنهم أنبياء ومنقذون، بينما يُحطّم طاقاته الموجودة عنده، أتكلم في الدول العربية عموما وإيران وغير ذلك، فعندما نحن نؤمن بأنفسنا ونسوّق بالمشهد العربي ونبدأ بأنفسنا أولاً، والمشهد العربي والإسلامي عموماً نسوّغ لهؤلاء الشباب، وأيضاً هناك نقطة هامة جداً وأنا ذكرتها في كثير من المداخلات والمحاضرات، وهي قضية الإهتمام بالتعليم، عندما يكون الجيل في عمر الناشئة يعني في 16 سنة تقريباً نبدأ نغرسه في المنظومة، لأن ندرس نهاله بالكتّاب، وأصحاب المقاومة وكذا، يدخل في التدريس، يدخل في المنظومة التربوية، يعني أننا نربيه وننشأه ونكبره على هذا المنهج، مادام نكبره على هذه الصور المتحركة، والكتّاب الأجانب، ونأتي بأفلام تحكي قصة حياة هؤلاء الاجانب، وفي المدرسة ندرسه نصوص مترجمة لهؤلاء يبقى منبهرا بهؤلاء وينسى نفسه ومحيطه، فإذن المشكلة الأساس تكون عند قادتنا عموماً توجهاتهم، أفكارهم، وهل هم واعون بما يفعلون؟ أم يؤمرون الطرف الآخر؟
يقولون لك إذهب ويخلق لك داعش عنده، في مخابر أمريكية وصهيونية، ويبعثها لك على أساس مفتيين دينيين ويخلق لك إشكالية وهي غير موجودة، بين المذاهب الأربعة وبين الشيعة والسنة أو الحنبلي و يخلق لك صراعا داخليا، حتى يُحطّم الطاقة، طاقة المسلمين يحطمها ويشتتها، يصبح الذي في الجزائر ينظر إلى تركيا كعدو، وتركيا ترى إيران عدو، وإيران ترى فلان عدو، وفي أي مكان، نتكلم عموماً فقط، لا نحدد، عدو، فيوقع هذا التناحر مثلما وقع بين العراق وإيران لعدة سنوات، سببه ماذا؟ وهذا الشيطان الذي كنت أتكلم عنه دخل وغرس التفرقة وكان في ذلك الوقت القادة غير واعين بالمسألة في جوهرها، فمن هنا إذا أردنا أن تكون لنا نهضة إسلامية عموماً لابد أن نبدأ بإصلاح منظومة تربوية وبإصلاح منظومتنا الإعلامية، فالإعلام هو أخطر وسيلة في المجتمعات، ننقل لهم الأشياء بدون ما نفرض على ذلك التوجه.
الأكواخ منبت العباقرة
ويتابع الدكتور شقرة: أنا أعطيكم بدائل، في السينما وفي كثير من الأمور، يعني مثلاً أصوّر لكم كاتب حياته بسيطة، أعطيكم مثال بسيط، يعني أدخّل لكم موضوع في موضوع، عندما ذهبت مع صديقي في جولة بطهران، بدأناها بقصر الشاه المخلوع ورأينا القصور الفخمة والأبّهة وكيف كان تفكير الشاه المخلوع، نرجع الآن للمقارنة بالمقابل، ذهبنا إلى المعلم الأكبر الإمام الخميني (قدس)، ورأينا بيت الإمام الخميني (قدس)، ومسجده الذي كان يقابل فيه الشخصيات، وتُلاحظ المكان أنه بسيط جداً جداً، يعني ربما مواطن بسيط عنده مسكن أحسن منه، ولكن العبقرية خرجت من هناك، وما خرجت من القصور، وهذا ما قلته لأصدقائي في كثير من المناسبات وأكرره للفائدة، قلت لهم أن هناك كاتبا من لبنان وماروني مسيحي اسمه “مارون عبّود” كتب كتابا جميلا جداً يحتاج إلى الترجمة وتوزيعه وإعادة طبعه لعدة مرات، إسمه “الأكواخ منبت العباقرة”، يعني درس في كل العباقرة الذين غيّروا التاريخ، وفي دراسته أنه يتكلم بأسلوب جميل للقراءة وممتاز جداً، وُجد أن أكبر العباقرة عاشوا في أماكن بسيطة جداً، وفيهم كثير من الذين ماتوا فقراء جداً، وفيهم من ماتوا متشردين في الشوارع، غيّروا مجرى التاريخ، فإذن الثقافة تبدأ من هنا، التكوين يبدأ من هنا، فإننا ننزل إلى أرض الواقع ونبدأ نكوّن في أجيالنا الجديدة، لأنهم هم الذين سيقودون المعركة القادمة التي ستكون صعبة جداً.
نشاطات إتحاد الكتّاب الجزائريين
وأخيراً حول نشاطات إتحاد الكتّاب الجزائريين والتركيز الأصلي فيه، قال رئيس الإتحاد: بالنسبة لإتحاد الكتّاب الجزائريين، هذه التسمية جاءت وورثت في السنوات الأخيرة من ثورة الجزائر للإستقلال، واستمرت، يعني في البداية كان اتحاد الكتاب الجزائريين هي أفكار عند كتّاب مجاهدين ومنهم مَن استشهد، كثير من الكتّاب المؤسسين الأوائل للإتحاد، دون جانب إداري رسمي، إلتقوا و كوّنوا ما يُسمى بجمعية الكتّاب (متطوعين)، بعد الإستقلال تكوّن الإتحاد بصفة رسمية في 1973، ونصبّه الرئيس الراحل، من ثم أخذ دوره الإداري والآكاديمي والثقافي معاً، فأصبح عبارة عن مؤسسة، تُسيّر شؤون الكتّاب، ونقابة تدافع عنهم، فعندها الجانب الإجتماعي، مثلاً كاتب يكون في ظروف عائلية صعبة (مرض أو زواج أو غيرها) تحاول (لا تحل المشكلة ولكن تحاول) مساعدته بطريق مثلاً تتوسط له لدى الجهات المعنية مثلاً وزارة الشؤون الإجتماعية، تنقل ملفه وتدافع عنه .
في الجانب الآخر فيه الطبع والنشر، وهناك لجنة نسميها لجنة القراءة، لأننا في إتحاد الكتّاب عندنا في كل المحافظات فروع، حتى الكتّاب الموجودين يستطيعون التلاقي والعمل والنشاط يراجعون الفرع، الفرع عنده مكتب، ينقل إنشغالات أعضائه لللقيادة الفوق في العاصمة، والقيادات تعمل على حلها مع الجهات المعنية، في الكتب، يتم الجمع على مستوى الفرع، وفي الفرع عنده لجنة مصغرة، يقوم بالتصفية، إذا كان الكتاب غير مؤهل، يساعد صاحبه في التكوين وفي الأمور تدخل في هذا المجال، وإذا الكتاب يستحق النشر يُرفع للقيادة، والقيادة عندها اللجنة الوطنية، تأخذ من الفروع تصفي وتأخذ بحسب الإمكانيات المالية، مثلاً الآن أنا أستطيع ان اكتب عشرة كتب في هذا الوقت، أو إذا إستطعت أن أنشر ألفا، أنشرها، فبحسب الإمكانيات يتم تقديم الكتب إلى وزارة الثقافة التي تتكفّل مالياً، لأن إتحاد الكتّاب لا يسيّر الشأن المالي، بل هو يرفع الأشياء والأمور للطريق الصحيح ويتابعه.
روابط داخل الإتحاد
ويضيف الدكتور شقرة: تأتي مرحلة أخرى وأن في إتحاد الكتّاب الجزائريين قسّمنا الأعمال، فأصبحت عندنا رابطة داخل الإتحاد مكوّن من مكوّنات، رابطة تهتم بأدب الطفل، يعني ما يُكتب من قصص للأطفال وما يُترجم من قصص للأطفال وما يقوم به للأطفال أيضاً من الأنشطة داخل المؤسسات وغيرها، إلى غير ذلك، يعني هناك قسم خاص بالأطفال، يُسمى رابطة أدب الطفل، وعندما نقول للأطفال ليس بمعنى الطفل فقط، وإنما حتى الكتّاب للأطفال، يعني كلها تدخل في هذه المنظومة، وعندنا رابطة أخرى سميناها رابطة المرأة المبدعة، وتهتم بجانب المرأة، لأن فيها خصوصية تختلف عن خصوصية الآخر، سواء من ناحية الكتابة أو من ناحية الأمور الخاصة بالمرأة، وعلى رأسها إمرأة كاتبة، حتى يسهل التواصل، لأن أحياناً في خصوصية لا يستطيع أن يدخل فيه الرجل، فنتركها لهن، وعندنا رابطة أخرى سميناها رابطة الآداب الأجنبية والترجمة العكسية، يعني كل كتّابنا الموجودين في الجزائر، الذين يكتبون بلغات أخرى، لأن عندنا من يكتب بالفرنسة و من يكتب بالإنجليزية، أو الإسبانية، فهؤلاء يدخلون في هذه الرابطة، ولن نهتم بهم ككتاب في لغاتهم، ثم بعد ذلك يأتي الشق الثاني الذي هو الترجمة العكسية، من هذه اللغات إلى العربية و من العربية إلى هذه اللغات، عندنا أساتذة مترجمون مختصون، يعني هم كتّاب، لأن الترجمة تخدع، إذا لم يكن هناك كاتب متمكّن، فمثلاً مجموعة شعرية، نأخذ لها أكبر مترجم آكاديمي ونأخذها لمترجم مثقف شاعر أصلا، يكون شاعرا، تجد ترجمته تختلف تماماً، واحد يعتمد على المصطلحات والألفاظ، وواحد يعتمد على روح النص، وبالتالي يوصل لك الفكر الذي أراده الشاعر الأصلي، فإذن هنا تخصص آخر، وعندنا رابطة أخرى سميناها رابطة الأدب الشعبي، الأدب الشعبي، هو الأدب المحكي، من الأشخاص العاديين الذين لا يتقنون اللغة العربية، مواطن أو عجائز، أو شيوخ، أو شباب، في مناطق يكتبون الشعر، فيه روائع، عندنا ملاحم بالشعر الشعبي، فيهتمون بهذه الفئة، من حيث طباعة كتبهم والقراءة وغيره، لذلك يؤهلون لترجمة بعض هذه الكتب وهكذا.
عندنا رابطة أخرى وهي رابطة الأدب الأمازيغي، فالجزائر فيها الأمازيغ (أتكلم عن اللغة ولا أتكلم عن التركيبة البشرية)، أقصد يكتبون باللغة الأمازيغية، واللغة الأمازيغية في الجزائر هي لغات، وليست لغة واحدة، تجد مثلا في منطقة القبائل يتكلمون بلغة ولهجة، تختلف هذه اللهجة عن الأمازيغ الذين موجودين في الجنوب مع الحدود مع مالي ونيجر وغيرها، هذه نسميها القبائلية، والأخرى نسميها الشِلحيّة، تختلف عن الشرق في بيتنا، منطقة الأوراس التي فجّرت الثورة، يسموها الشاوية، لهم قواسم، ولكن يختلفون، فالرابطة تهتم بهذا، حتى لا نهمل مكوّنات المجتمع الجزائري، من المثقفين والأدباء، فالأدب في الجزائر غني، وسبب الغنى، أننا نُتقن لغات مختلفة، حتى الشخص العادي الشعبي البسيط يتكلم بالفرنسية وهذا يترك للإنسان أن يدرس ثقافات الآخر، فنحن عندما يصل لنا كتاب بالفرنسية نقرأه عادي، لا نحتاج إلى مترجم أو ترجمة، أعطانا ثقافة أخرى وزوّدنا بها، يفيدنا في ثقافتنا وكتابتنا الإبداعية، إذن هذه تركيبة الإتحاد.