مهنة دمشقيّة عريقة وعمرها أكثر من 3000 سنة:

الزّجاج الدمشقي المعشق

توسعت واشتهرت في القرون الماضية وتوارثتها الأجيال، إنها مهنة الزجاج المعشّق الدمشقيّ

2022-11-16

يتحدث عن هذه المهنة التراثية العريقة شيخ الكار فايز تلمساني قائلاً: “كان اسمها في الأصل «قمريّة» فقبل اكتشاف الزّجاج كانوا يستخدمون حجر «الكوارس» على شكل شرائح توضع على الجبصين كنوافذ للأبنية، وفي اللّيل ينعكس ضوء القمر للداخل خمسة أضعاف ضوئه فينير المكان، ولكن عندما اكتشف الفينيقيون في سورية الزجاج استغنوا عنه واستخدموا الزجاج”.

تلمساني الذي يعدّ اليوم الوحيد الذي لايزال يعمل بالزجاج المعشق الدمشقي في سورية أكد أن تسمية الزجاج المعشق جاءت من الترابط بين الزجاج والجبص فالتماسك بينهما وصفوه بالعشق، وسُميت المهنة بالزجاج المعشّق، ومن سورية انطلق الاسم إلى العالم كله باستثناء اليمن التي لاتزال تحتفظ باسم “قمرية”، يقول: “يمتاز الزجاج المعشق الدمشقي بالتصنيع بطريقة القالب بمعنى أن القطعة ذات وجهين، ويكون متحركاً مع حركة الشمس في النهار ويتحمل العوامل الجوية، وتتألف صناعة الزجاج المعشق الخاص بالنوافذ من الجبصين وقطع الزجاج الملون، وتأخذ أشكال الخيط العربي أي المسدس والمثمن والمعشق كثير الأضلاع، وهي رسوم هندسية منتظمة، إضافة إلى الزجاج المعشق النباتي الذي يأخذ أشكال الورود والنباتات والأشجار”.
وحول الألوان المستخدمة في الزجاج المعشق أشار إلى “أنه بالنسبة للخيط العربي نبدأ باللون الأحمر، وهو قلب القطعة، أما اللون الذي يحيط بالقطعة المركزية فهو الأصفر، ويأتي بعده الأخضر فالأزرق”، وأكد “أنّ دمشق اشتهرت بهذا النوع من العمل فكانت أكثر بيوتها ومساجدها وكنائسها لا تخلو من هذه النوافذ”.

الثورة