الميلاد والنشأة
ولد الشهيد المجاهد محمد الأسود في 1986 م بين أسرة محافظة ومتدينة عرفت بقربها وارتيادها للمساجد نشأ وتربى، فكان لذلك الأثر الإيجابي على سلوكه ومستقبله، فمنذ نعومة أظافره كان ملتزماً في المسجد، محافظاً على الصلاة في الجماعة، وقد غرست فيه تربية المسجد والأسرة المتدينة ذات الأخلاق الحميدة والصفات الحسنة التي يشهد بها كل من عرفه من عدو أو صديق، فما من أحد عرف الشهيد إلا وأحبَّه.
مسيرته التعليمية
بدأ الشهيد دراسته الابتدائية في “مدرسة أبو عاصي” لينتقل إلى المرحلة الإعدادية في مدرسة الرمال، وعُرف بين أقرانه بطيب النفس ورقي الخلق، والقرب من الآخرين، وأكمل دراسته الثانوية في مدرسة شهداء الشاطئ، وهناك انتمى للكتلة الإسلامية، وكان من أكثر الشباب العاملين بصمت وثبات وعرف بقربه من الشباب.
صفاته وعباداته
تعلق محمد منذ صغره بعبادة ربه، فنشأ على طاعة الله، وكان والده يصطحبه معه للصلاة في المسجد القريب من سكناه وعرف عنه حبه لإخوانه في المسجد، إلى أن أصبح من المتميزين في التزامه بالصلاة جماعةً، وخاصةً صلاة الفجر إدراكاً منه بأنّ من يصلي الفجر في جماعة فهو في ذمة الله، والجنة مثوى له، وعرف عنه حبه لإخوانه في المسجد، ووكان يحرص على الإكثار من قيام الليل وحضور الجلسات القرآنية، ويصوم النوافل، وخاصةً صيام يومي الاثنين والخميس. ولقد امتلك أسلوباً جميلاً في التعامل مع أفراد أسرته، عطوفاً بكل معنى الكلمة على إخوته، باراً بوالديه، واصلاً لرحمه، لم يكن أحد لينكر عليه خلقاً فهو من خيرة الشباب أخلاقاً.
المشاركات الجهادية
منذ بداية انتفاضة الأقصى الأخيرة، كان له نشاطه الواضح في حركة المقاومة الإسلامية حماس، أصر محمد على الإخوان أن يكون ضمن صفوف المجاهدين، بعد إلحاحه الشديد على إخوانه فكان له ما أراد، ودخل ضمن الصفوف، في أوائل عام 2004م، وقد تدرج ضمن هذا العمل فقد أخذ العديد من الدورات التدريبية العالية حتى أصبح من الرجال الذين يُعتمد عليهم في المواقف الصعبة، وكان له الدور الكبير ضمن كل الوحدات حيث لم يبخل بعطائه الكبير على الحركة التي تربى بين أحضانها وترعرع في صفوفها.
وداع الأحبة
يوم الثلاثاء 13-6-2007م الذي سيبقى محفوراً في قلوب وعقول أحبابه، إذ احتضن هذا اليوم حادثة استشهاده، وهو يحاول مساعدة جريح وإسعافه الى المستشفى.
الوفاق/ وكالات