علي نور الدين…
بموازاة حرب التضليل التي يشنها المعسكر الغربي وتوابعه العربية، ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، على خلفية أحداث الشغب الأخيرة فيها. اشتعل النزاع ما بين مؤسسات إعلامية لطالما ادّعت بأنها تمثل الإعلام الدولي والعربي الحر، عندما نشرت كلا من قناة “بي بي سي” الإنكليزية الناطقة باللغة الفارسية وصحيفة ” الإندبندنت” الصادرة باللغة الفارسية (التابعة للسعودية)، على صفاحاتهما في منصات التواصل الاجتماعي، ما وصفته قناة الجزيرة بالوثيقة المزورة والملفقة، التي زعم معدّوها بأنها رسالة داخلية في القناة القطرية.
وقد جاء في الوثيقة المزورة، أن الإدارة العامة للجزيرة تعمّم على جميع موظفيها، من مذيعين وصحفيين الامتناع عن تداول ما يحصل في إيران، في كل وسائط التواصل الاجتماعي التابعة للقناة، أو حتى من خلال حساباتهم الشخصية، وبأن كل من يخالف هذا القرار سيكون عرضة للعقاب تحت بند الإجراءات الجزائية.
وفور انتشار هذا البيان المزعوم، بدأت سلسلة التغريدات المهاجمة للقناة، لا سيما من الحسابات السعودية وباقي الدول الخليجية، حتى وصل الأمر بالبعض أن يقول في تغريدة: “الى ماذا تستفيد قناة الجزيرة من التخريب والتحريض على السودان وتونس والبحرين ومصر والإمارات.. أتمنى من قناة الجزيرة أن توجه مراسليها من التأجيج في هذه الدول إلى توجيه البوصلة نحو الانتفاضة والمظاهرات الشعبية في إيران التي لم تتطرق إليها ولو بكلمة واحدة”.
أما مدير مكتب قناة الجزيرة في طهران “عبد القادر فايز”، فقد علق على هذه الوثيقة بالقول: “هذه وثيقة مزورة وملفقة ولا أساس لها من الصحة، مضللة في لغتها المتواضعة وأسلوبها غير المحترف، المسميات والمصطلحات والمناصب المذكورة خاطئة وغير متداولة في شبكة الجزيرة”. مضيفاً بأن هذا “تزوير يستهدف الجزيرة كشبكة إعلامية ومن خلفها دولة قطر وسياساتها فضلا عن انجازاتها غير السياسية.. الجزيرة بكل قنواتها العربية والانكليزية تعاملت وتتعامل مع الاحتجاجات الشعبية في إيران بحرفية دون ان تغفل شيئا، ودون ان تسبق معطيات الحدث نفسه في هذا الملف كثير الاستقطاب والجدل”.
على ماذا يدلّ هذا الأمر
_ هذا الأمر إن وقفت خلفه جهات رسمية، خصوصاً سعودية، أم كان من تنفيذ أناس عاديين، فهو يدلّ بشكل ما على انقسام الرأي في الدول الخليجية ووسائلها الإعلامية، حول طريقة التعامل مع أحداث الشغب، فالسعودية رغم نفيها تقوم بتمويل جزء كبير من الحرب التركيبية، خصوصاً من خلال الوسائل الإعلامية التابعة لها كصحيفة الإندبندنت وقناة “إيران انترناشيونال”، وهي مهددة برد إيراني على ذلك وفق ما عبّر عنه القائد العام لحرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي منذ أيام.
_ مرّة جديدة تكشف قناة BBC التي تدّعي المهنية والتزام أعلى معايير الدقة في الخبر، أنها العكس من ذلك تماماً، فقد وقعت فريسة المزورين بسهولة (إن كانوا جهازاً رسمياً تابعاً لدولة فهي مصيبة، وإن كانوا مجرد أفراد فالمصيبة أعظم)، وعندها من يضمن ألا تكون قد وقعت سابقاً أو ستقع مستقبلاً أيضاً.