العوامل الداخلية للتفكير السليم

طالما يتم تغيير الأهداف باستمرار فسوف يستمر التصاعد في الضغط على العقل لتغيير تركيزه على الهدف، ولذلك ينبغي أن يتم تحديد الأهداف بوضوح والسعي وراء تنفيذها، وبالتالي التفكير بطريقة سليمة.

2023-06-25

كتابة: خلود صلاح

يمكن القول بإنه معرفة يكتسبها الشخص من تفاعله مع المجتمع، وتترسخ تلك المعرفة إلى أن تصبح مركزة في اللاوعي، أي تتركز في الشعور الباطن عند الإنسان.
ما هو الوعي بقدرات الإنسان

إن كلمة الوعي تُشير إلى حالة “اليقظة” الطبيعية عند الإنسان، وأيضًا قدرته المميزة على الشعور بذاته، وتميزه عن أقرانه وكافة الكائنات الحية من حوله، والوعي بقدرات الإنسان يتمثل فيما يلي:

الوعي بالذات في الماضي: أي معرفة من كان الإنسان في الماضي، وكيف نشأ، وما هي مسيرته، وهل له تاريخ نتصل به حاليًا ونستفاد منه، أم إننا من بدأنا الحياة من الصفر، مثل ما يقول البعض.
الوعي بالذات في الحاضر: أي معرفة الواقع الذي نعيش به، في كافة المجالات المختلفة، بحيث يتم إدراكه مثلما هو، دون أي تقبيح أو تجميل، ودون تحقير أو تهويل.
الوعي بالذات في المستقبل: أي بالأمنيات التي يتمنى الإنسان تحقيقها، والفرص التي يتوقعها، وطريقة التعامل معها بواسطة الإمكانيات المتوفرة، حتى يتم الجمع ما بين الواقعية والمثالية باتزان ووسطية.

عوامل التفكير السليم وعوائقه

إن التفكير السليم له العديد من العوامل التي تساعد على تحقيقه، وأيضًا هناك العديد من المعوقات التي تقف في طريقه، ومن عوامل التفكير السليم ما يلي:

التحول عن الصوت الداخلي القديم والبدء في الاستماع إلى الصوت الداخلي السليم الذي ينبع من القبول والحب والدعم، ولذا يجب التدريب على التحدث إلى النفس من هذا المنظور.
الاهتمام بالمجتمع والسعي وراء رد الجميل، واتباع الإجراءات التي تدعم الأهداف في الحياة.
إدراك الرسائل التي يُعطيها الجسد، والاهتمام بها، وذلك يشمل الراحة واستغراق الوقت اللازم للتعافي بعد تجربة مرهقة.
إدراك الحكم وأي تحيز من شأنه تشويه عملية اتخاذ القرار، بما في هذا الميل لمعرفة الخطأ الذي قد يحدث لاحقًا، والبحث عن الجانب الإيجابي في أي موقف.
عدم السماح للخوف أو العواطف السلبية مثل الغضب بالتأثير على القرارات.
التركيز وحضور العقل بشكل تام، من أجل الحصول على أفضل قرار، ومن الممكن تسهيل هذا من خلال الحصول على عدة أنفاس عميقة، مما يجعل الهواء يخرج ببطء.
التأكد من عدم التعلق في الأفكار القديمة، واستخدام كافة المعلومات الجديدة غير المتحيزة في اتخاذ القرار.
ترسيخ الكفاءة والقدرات التي تساعد على الانخراط والتفاعل بشكل إيجابي.

أما العوائق التي تقف أمام التفكير السليم فتتمثل فيما يلي:

الشك الذاتي والتفكير السلبي.
الخوف.
عدم الراحة.

وعلى الرغم من أنها تختلف ما بين الأشخاص، لأن موقف كل شخص فريد عن غيره، إلا أنها قد تؤثر على العديد من الأشخاص بدرجات متفاوتة، وفي التالي توضيح لها: [2]

الشك الذاتي والتفكير السلبي: إذ أن كل شخص يمتلك عقل متشكك من وقت لآخر، ومن الممكن أن يتحول الشك في الذات إلى مشكلة إذا تم البدء في تصديق ما تخبرنا به عقولنا عن أنفسنا.

فالشك الذاتي قد يسبق قدراتنا على إحراز تقدم ما أو القيام بالأشياء التي نرغب في القيام بها لأنه بالفعل قد تم الاعتقاد بأن النفس لا تمتلك المهارات، المواهب أو القدرات لمتابعة تلك التقدمات، وفي الغالب ما يكون هذا بعيدًا عن الحقيقة.

الخوف: بالطبع يتم الشعور بالخوف من حين لآخر، فقد يكون الخوف من المجهول، أو من الفشل، ومن عدم كون الفرد جيدًا بما فيه الكفاية، وواقعًا يلعب الخوف دورًا تطوريًا هامًا في المساعدة على الحماية من الخطر.

وبصرف النظر عما يحرك الخوف داخلنا، فهو عاطفة قوية يمكنها أن تدلنا إلى ما يمكن أن تكون الخطوة التالية، وتساعدنا على المضي قدمًا.

عدم الراحة: من الممكن أن يكون البقاء داخل منطقة الراحة الخاصة بكل شخص مشكلة، وخاصةً إذا كانت القرارات التي يتم اتخاذها باستمرار مبنيةً على تجنب المخاوف والانزعاج إلى الحد الذي يعطل أو يحد من الحياة، تمامًا كالخوف من المجهول، ومن الطبيعي أن يكون هناك تردد قبل الخروج عن منطقة الراحة، إذ سوف يتم الشعور بعدم الارتياح أو بعدم الأمان، فبالنسبة لبعض الأشخاص، فإن احتمال الشعور بعدم الراحة يمنعهم من مغادرة منطقة راحتهم التي أنشأوها، وبالتالي يُعيق تفكيرهم السليم.
كيفية التفكير السليم

يُعتبر التفكير السليم من أكثر الأمور التي تساعد على النجاح في الحياة، حتى يتم التفكير بصورة سليمة، يمكن اتباع الخطوات التالية:

أخذ نفسًا عميقًا.
تنظيم الأفكار عن طريق تدوينها.
وضوح الأهداف وتقييم الموقف الخاص بك.
كن محددًا مع أهدافك.
استخدام التفكير السلبي لتوليد عمل إيجابي.

أخذ نفسًا عميقًا: وتُعد هذه أولى الخطوات، بحيث يستعيد الجسم توازنه حينما يتدفق الأكسجين خلال الجهاز التنفسي إلى الشبكة العصبية، وبالتالي سوف يجد الجسد الهدوء عن طريق أخذ نفس عميق وسوف يتم تعزيز العقل للتفكير بشكل سليم.

تنظيم الأفكار عن طريق تدوينها: عندما يتم اكتشاف وجود العديد من الأفكار التي تدور في الذهن، يكون هناك حاجة إلى تنظيمها، ويمكن وضع قائمة بتلك الأشياء داخل الرأس، وبهذه الطريقة سوف يتم إنشاء قائمة يمكن أن تساعد في كيفية التفكير السليم.

وضوح الأهداف وتقييم الموقف الخاص بك: فعندما يرغب الشخص في تحقيق هدف ما يسعى كل السعي وراءه، وأيضًا عندما يحب تجنب موقف ما فإنه يسعى جاهداً لتجنبه، وهنا يحين الوقت لتقييم الموقف قبل اتخاذ القرار والتفكير بصورة سليمة، وإذا كان سوف يتم تحقيق تركيزًا وتفكيرًا واضحًا، فيكون هناك حاجة إلى أن نكون صادقين مع أنفسنا ونسأل ماذا نريد من هذا الأمر؟ لماذا نريده؟ وهكذا سوف يكون التفكير سليمًا وسيتم إدراك أن وضوح الأهداف يساعد على تعلم كيفية التفكير السليم.

كن محددًا مع أهدافك: طالما يتم تغيير الأهداف باستمرار فسوف يستمر التصاعد في الضغط على العقل لتغيير تركيزه على الهدف، ولذلك ينبغي أن يتم تحديد الأهداف بوضوح والسعي وراء تنفيذها، وبالتالي التفكير بطريقة سليمة.

استخدام التفكير السلبي لتوليد عمل إيجابي: وهذا لأن التفكير السلبي يُعد الكود الذي يمكنه أن يطلق العنان للخيال من أجل تحقيق الرغبات، ففي أي وقت يمكن استخدام التفكير السلبي وسؤال “لماذا لا؟” ، ثم تبديل التفكير بسؤال “كيف؟”، وسوف يؤدي ذلك النهج إلى إطلاق الخيال وإعادة توجيه التفكير السلبي في إنتاج أفعال إيجابية.

وبدلاً من التركيز على الأسباب التي قد تجعل الشخص لا يتقدم في حياته المهنية، يمكنه تحفيز أفكاره بالتفكير في “كيف أصبح” ناجحًا في هذه المهنة، وأيضًا يجب حذف كل سلبية في الذهن، ويجب العلم بأن الأفكار السلبية تمنع قوة العقل من التدفق لاتخاذ الخطوة السليمة في اتجاه الهدف، ولذا يجب المحافظة على صفاء الذهن، خاصة عند التفكير في فكرة ما.

الاخبار ذات الصلة