الوفاق- أجرى الرئيسان الإيراني آية الله السيد ابراهيم رئيسي، والروسي فلاديمير بوتين، مباحثات هاتفية تناولت التطورات الأخيرة، لا سيما حادثة التمرّد التي قام بها قائد مجموعة فاغنر الخاصة في جنوب روسيا والتي تمخّضت عن إتفاق يتم نفي زعيم المجموعة الخاصة الى بيلاروسيا.
موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية من التطورات المتسارعة التي وقعت خلال يومي الجمعة والسبت وانتهت يوم الأحد المنصرم بالإتفاق آنف الذكر، كان جلياً ومُشرّفا، إذ أبدت تحفّظها على ما يحدث مؤكدة دعمها لسيادة ووحدة الأراضي السورية، ورفضها لأي تدخل في الشأن الداخلي الروسي، كما أكدت ايران من موقفها إزاء التطور الذي حدث في روسيا أن الأخيرة ستتجاوز هذه المحنة بكل سهولة وهو الأمر الذي حدث على أرض الواقع، إذ لم تكد تُبدي موقفها بأن محاولة التمرّد التي حصلت في روسيا ستصطدم بحائط مسدود حتى تحقّق ما تنبأت به السلطات في ايران، الأمر الذي يكشف عن نظرة ثاقبة في إطار التطورات الدولية الجارية وتحليل دقيق لموقعية وقوّة الدول التي تكوّن ايران علاقات معها.
*التطورات في منطقة القوقاز
عن المحادثة الهاتفية بين رئيس الجهورية ونظيره الروسي كتب النائب السياسي لمكتب رئيس الجمهورية محمد جمشيدي في تغريدة على تويتر: “استعرض آية الله رئيسي، اليوم في اتصالين منفصلين مع الرئيس الروسي بوتين ورئيس الوزراء الأرميني باشينيان، العلاقات الثنائية وبحثوا التطورات في منطقة القوقاز”.
وأضاف: رحّب الدكتور رئيسي بمحادثات السلام معتبرا أن أي تغييرات في الجغرافيا السياسية للمنطقة والوجود العسكري الأجنبي يضر بأمن القوقاز.
*بوتين يستعرض مجريات الواقعة
وتابع: قدم السيد بوتين توضيحات حول التمرد العسكري الأخير، وأكد أن هذا الحادث لا يمكن أن يقوض السيادة الوطنية لروسيا، كما أكد الرئيس على دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للسيادة الوطنية لروسيا.
من جهته قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، ان الرئيس الإيراني أكد دعمه الكامل للرئيس بوتين خلال اتصال هاتفي، وأضاف بيسكوف: ان بوتين ورئيسي أكدا استمرار الاتصالات على المستوى الشخصي. وتابع بيسكوف: الرئيسان الإيراني والروسي تطرقا إلى الأجندة الدولية بما في ذلك ضمان الاستقرار في القوقاز والتسوية السورية.
*التدخّل الأجنبي يضرّ بأمن القوقاز
بالتزامن مع مباحثاته الهاتفية مع الرئيس الروسي أجرى السيد رئيسي مباحثات هاتفية مع رئيس الوزراء الأرميني باشينيان، بحث خلاله التطورات في منطقة القوقاز كما استعرض العلاقات الثنائية، مؤكداً ضرورة تعزيز وتطوير التعاون بين البلدين. وفي معرض ترحيبه بمحادثات السلام، اعتبر الدكتور رئيسي أن أي تغييرات في الجغرافيا السياسية للمنطقة والتدخّل الأجنجبي يضر بأمن القوقاز. وصباح السبت، أعلن مؤسس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، دخول قواته مدينة “روستوف نا دون” الحدودية مع أوكرانيا، قبل التوجه إلى مدينة فورونيج، ثم مدينة ليبيتسك التي تبعد نحو 510 كم عن العاصمة موسكو. وفي ساعات المساء، أعلن بريغوجين، سحب مقاتليه إلى معسكراتهم “تجنبا لسفك الدماء الروسية”، بناء على وساطة الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو.