رجّح الكاتب أنَّ “سبب ذلك هو إدراك بريغوجين بأن المهمة التي وضعها على عاتقه عبثية”، مضيفًا ” ربما تمكن بريغوجين من تحقيق أهداف ضيقة مثل السيطرة على موسكو، الا أنه سبق وأن أخلت الدولة الروسية العاصمة”، معتبرًا أنَّ سقوط هذه المدينة لن يؤدي إلى انهيار الحكومة.
وأضاف الكاتب أنَّ “بريغوجين ما كان ليملك القوة الكافية للتقدم نحو سانت بطرسبورغ حتى ولو أراد ذلك”، لافتًا إلى أنَّ الموكب الذي كان يتوجه شمالاً كان يتكوَّن فقط من حوالى 5000 جندي، معتبرًا أنّ مجموعة “فاغنر” لما كانت استطاعت أن تواصل سيطرتها على موسكو بموازاة وصول قوات روسية بأعداد أكبر قادمة من الخطوط الأمامية في أوكرانيا.
كما شدد الكاتب على أنَّ الأزمة ما كان من الممكن أن تنتهي بتولي بريغوجين منصب الرئاسة لأنَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما كان ليتنازل عن السلطة بشكل طوعي. كذلك أشار إلى أنَّه وفيما لو اندلعت الحرب الأهلية، فسيكون لأحد الأطراف قوة مؤلفة من مليوني عنصر مقابل 25000 عنصر للطرف المقابل، وجزم الكاتب أنّ “هكذا سيناريو كان سينتهي بقتل بريغوجين”، ورأى أنَّ مصير الأخير الآن حتى هو غير مضمون.
وتابع الكاتب أنَّ “بوتين قام بالحد من خسائره من خلال موافقته على التسوية، وبمنح نفسه فرصة كذلك من أجل إعادة بسط سلطته داخل روسيا، كما وأبعد التحديات المحتملة لقيادته وتجنب في النهاية مأساة أكبر بكثير”.
كذلك لفت الكاتب إلى أنَّ الولاء الكامل للحاكم طالما كان من ميزات التاريخ العسكري الروسي، مذكرًا بحالات تمرد وانشقاق عن جيش القيصر خلال الحرب العالمية الأولى، لكن دون أن تؤدي إلى محاولات للانقلاب على القيصر. كما أضاف أن “الجيش السوفييتي بقي مواليًا للحزب الشيوعي رغم قيام جوزيف ستالين بإعدام عشرات الضباط العسكريين الكبار”.
ورأى الكاتب أنَّ “بوتين سعى إلى استمرار هذه المعادلة، وأن المسؤولين الكبار لديه مثل وزير الدفاع سيرغي شويغو يستمرون بتقديم الولاء الكامل له”.