احمد حاجی صادقیان
تسبب الغزو العسكري والحصار الذي فرضته المملكة السعودية على اليمن في السنوات الثماني الماضية في ربط اسم اليمن بالحرب والخراب وتجویع الأطفال. ولكن مع وقف الضربات الجوية السعودية على اليمن في الأشهر الأخیرة يمكننا النظر في الأنشطة الثقافية والاجتماعية الواسعة لأنصار الله وحكومة الإنقاذ الوطني من أجل التنمية البشرية.
الدورات الصيفية، التی أسسها فی الأصل العلامة السيد بدر الدين الحوثي وطورها الشهيد السيد حسين الحوثي، من النماذج الناجحة فی هذا النطاق التي يتم تنفيذها في مناطق نفوذ حكومة الإنقاذ الوطني وتحاول الحكومة تعويض التخلف الذي فُرض على المجتمع اليمني وتثقيف الجيل الجديد من الشباب اليمني وغرس حس المسؤولية عن قضايا الوطن والعالم الإسلامي.
لأجل التعرف على هذه الدورات، تحدثت صحيفة الوفاق مع السيد قيس الطل، رئيس مكتب الإرشاد في أمانة صنعاء، ليخبرنا المزيد عن هذه الدورات التي هي أقدم من حركة أنصار الله، وكان الحوار التالي:
ما هو تاريخ بداية مشروع الأنشطة والدورات الصيفية؟
بدأ مشروع الدورات والأنشطة الصيفية في اليمن في محافظة صعدة وبالتحديد في العام 1991م بإشراف السيد بدر الدين الحوثي (رحمه الله)، وكذلك برعايةٍ خاصة منه ومن الكثير من العلماء الصالحين المعروفين في تلك الفترة وكانت هذه الدورات تقام في مدارس ومساجد مثل مسجد ومدرسة الامام الهادي(ع) وبعدها توسع العمل سنةً بعد سنة إلى أن انتشر وتوسع في عدة محافظات منها محافظات صعدة وعمران وفي العاصمة صنعاء الطوق وكذلك محافظة زمار، تزايد عدد الدورات الصيفية في هذه المحافظات حتى أصبح بالعشرات، وهذا العمل كان يحظى باهتمام الجميع وبالمقدمة السيد بدرالدين الحوثي كما ذكرنا، وكذلك الشهيد القائد السيد حسين الحوثي وأشرف عليه السيد العلامة محمد ابن بدر الدين الحوثي.
انقسمت المدارس الصيفية في تلك الفترة إلى مدارس مفتوحة ومدارس مغلقة، اعتمدت هذه المدارس بشكلٍ كلي على الدعم المجتمعي والمشاركة المجتمعية، كان هناك حرص وسعي من الناس لدعم هذه المراكز وأنشطتها الصيفية حرصاً على تعليم أبنائهم المعارف الدينية وعلوم أهل البيت(ع)، اعتمدت هذه المدارس في تدريسها على المنهج الإسلامي النابع من القرآن الكريم والسيرة والأحاديث النبوية، ومن سيرة أعلام الهدى، وكذلك الأحكام الفقهية والتي تُعد من العلوم الأساسية والضروية لكل إنسان مسلم.
ما هو دور الشهید السید حسین الحوثی والعلامة السید بدرالدین الحوثي في تأسيس وإقامة هذه الدورات؟
أولى الشهيد القائد هذه الدورات الصيفية اهتماماً كبيراً وأشرف عليها بنفسه، وكان يهتم جداً بزيارة الطلاب والقاء المحاضرات التوعوية حول الكثير من المواضيع منها ما هو متعلق بالدورات الصيفية وأخلاق الطالب فيها ومسؤولية طلاب العلوم الدينية، وكذلك فيما يخص الوعي السياسي والوعي العام تجاه أحداث وقضايا الأمة الاسلامية، فكانت نظرة الشهيد نظرة عالمية نظرة واسعة باتساع القرآن الكريم وبعالميته، هي لم تكن مجرد دورات صيفية لتعلم بعض المعارف الدينية، ويكون الطالب مفصولاً فيها عن الميدان عن الأمة وعن المجتمع، وإنما كان الشهيد القائد يربط الطلاب بقضايا الأمة بالجهاد في سبيل الله، وهذا وهذا كان يميز السيد بدر الدين وكذلك إبنه الشهيد السيد حسين ومن شاركهم في رؤيتهم من العلماء والصالحين، فكان بارزاً فيهم الاهتمام بالثقافة الجهادية بالتربية الإيمانية المصحوبة بالعداوة لأعداء الأمة والاهتمام بقضاياها الكبرى.
ما هو التطور الذي حدث لهذه الدورات بعد ثوره 2014؟
بعد ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر/ أيلول عام 2014 م توسع هذا المشروع توسعاً كبيراً وانتشر انتشاراً واسعاً في كل المحافظات الحرة، فاليوم أُسست العديد من المراكز والدورات والأنشطة الصيفية، إذا كنا نتحدث عن العشرات من المدارس الصيفية في مرحلة التسعينيات وقبل حركة المسيرة القرآنية بقيادة السيد حسين الحوثي، نحن اليوم وبعد انتصار الثورة المباركة وفي ظل هذه المسيرة العظيمة والقائد العظيم السيد عبد الملك الحوثي نحن نتحدث عن آلاف، وصل عدد المراكز الصيفية الآن أكثر من تسعة ألاف وستمائة مركز صيفي للبنين والبنات في عموم محافظات الجمهورية الحرة. وكذلك ازداد عدد المشاركين في هذه الدورات الصيفية بشكلٍ كبير جداً خاصةً بعد دعوة السيد بدر الدين الحوثي الناس للمشاركة، فنلاحظ ٌاقبال كبير جداً وبشكل غير مسبوق في كل عام .
کم کان عدد المشارکین والعاملین في هذه الدورات في عامنا الحالي؟
بلغ العدد هذا العام أكثر من ثمانمئة وأربعين ألف طالب وطالبة في عموم المراكز الصيفية في المحافظات الحرة، وأكثر من سبعة وأربعين ألف عامل وعاملة من مدرسين ومدرسات وكافة العاملين الذين يقدمون الخدمات المختلفة فيها من تدريس وتحشيد أو عمليات الإحسان أو الداعمين والمشاركين .
هل هناك اهتمام لهذه الدورات من قبل حکومة الانقاذ الوطنی؟
نحن نتحدث عن قوة بشرية كبيرة جداً لأنّ الجميع أصبح مهتماً بالموضوع، وهذا الاهتمام يبدأ من رأس الهرم في الدولة بدءاً من رئيس الجمهورية إلى رئيس الوزراء إلى كل المسؤولين في الدولة إلى كل الوزارات والهيئات والمكاتب التنفيذية والمجالس المحلية.
هل تحظى هذه الدورات برعاية أنصارالله و حکومة الانقاذ الوطنی؟
الجميع يُعطي أولوية لهذا المشروع العظيم الذي يهتم بالأجيال، يهتم بتعليم بناتنا وأبناءنا التعليم الصحيح لتوجيههم توجيهاً صحيحاً، يدرك الجميع أهمية هذا المشروع القرآني العظيم في حفظ الأجيال لتحصينهم من فساد اليهود وضلالهم، لأننا ندرك جميعاً أنّ اليهود هم أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء الاسلام والمسلمين، وندرك جميعاً إنهم يسعون لافسادنا وإفساد أبناءنا ويسعون كما قال سبحانه وتعالى يسعون في الأرض فساداً وكما قال سبحانه وتعالى:” ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم”، فاليهود مشاريعهم إفساد وتضليل، وهم يسعون لنشر الكفر والشرك والالحاد والعلمانية وغيرها من الفرق الكفرية والتكفيرية كما هي حال الوهابية وداعش والقاعدة وغيرها من الفرق التكفيرية الداعشية الإجرامية، وكذلك يبذلون جهدهم لنشر الزنا والخمور والمخدرات والشذوذ الأخلاقي حتى أصبحت هناك أنظمة ودول استكبارية تروج لكل هذا الفساد بلا أي خجل وبلا أي حياء ومنسلخين من الفطرة الانسانية ومن القيم البشرية التي يعترف بها كل الناس في هذه الدنيا، وكذلك يسعى اليهود والنصارى إلى إفساد الناس والترويج للفساد ونشر الضلال بمختلف أشكاله ومختلف أنواعه ومجالاته، ولذلك نحن في اليمن ندرك جيداً خطورة التفريط في تربية الأجيال، فنهتم بالحفاظ على أخلاقهم وعلى الحفاظ على سلوكياتهم وعلى ذكاء نفوسهم وعلى ثقافتهم من الثقافات الدخيلة ومن الثقافات التي تمسخ فطرتهم والتي توجههم توجيهاً خاطئاً، فنحصنهم من كل هذه الموبقات عبر الثقافة القرانية فالقران الكريم هو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو الكتاب الذي يهدي إلى الرشد وللتي هي أقوم، ولن يرحمنا الله إلا عبر اتباعه وتنفيذ كل ما جاء فيه، ولذلك نلاحظ اهتمام الدولة واهتمام الشعب بهذه الدورات الصيفية بشكلٍ غير مسبوق. تهتم الدولة والحكومة بهذه الموضوع من عدة نواحي، إمّا عبر الدعم المالي والمادي والاحتياجات الضرورية للمراكز الصيفية بمختلف أنواعها المفتوحة والمغلقة والنموذجية وحتى عبر الزيارات الإشرافية والتفقدية لأبنائنا وبناتنا الطلاب، وإمّا عبر دفع المجتمع والميسورين إلى دعم هذه المراكز الصيفية ، فدعم الحكومة هو دعم ملحوظ ومباشر والسيد الحوثي (حفظه الله) هو من يدفع الحكومة للاهتمام بهذه الأنشطة، ولأهمية الموضوع نجد اهتمام ذاتي بهذا الموضوع من قبل كافة المسؤولين واستشعار بمسؤوليتهم أمام الله (سبحانه وتعالى) تجاه أجيالنا وتجاه هذه المشاريع القرآنية التي نحن في أمس الحاجة اليها.
ما هي التطورات التي طرأت على الدورات الصيفية؟
تطورت الدورات الصيفية كماً ونوعاً وشكلاً ومضموناً، فأصبح لدينا الدورات المفتوحة وهي التي تستمر من الصباح إلى الظهر، وهناك الدورات النموذجية وهي فترتين فترة صباحية وفترة عصرية والتي تمتد إلى ما قبل المغرب، والفترة الأخيرة تعتبر أنشطة رياضية وترفيهية وأنشطة مهارية وتدريببة.
هل هذة الدورات خاصة للطلاب أو باستطاعة الجميع المشاركة فيها؟
الدورات الصيفية المغلقة خاصة فقط بالطلاب وتحديداً بالفئة العمرية من صف أول ثانوي لثاني ثانوي وثالت سنوي، وتتميز عن بقية الدورات بأنها تُعنى بالجانب التربوي المستمر على مدار الأسبوع من الناحية الإيمانية والالتزام بالصلوات في أوقاتها، وفيما يتعلق بقراءة القرآن الكريم واتقانه، وفيما يتعلق بالسلوكيات والأخلاقيات وبالروحية الجهادية، وفيما يتعلق بالتدرب على الأنشطة المتنوعة التي ذكرناها سابقاً.
هل هناك دورات خاصة للنساء وربات البيوت؟
أقيمت دورات خاصة مفتوحة ونموذجية للطالبات وربات البيوت، تُدرس في هذه الدورات كل المعارف والعلوم التي تهم المرأة المسلمة وشؤونها في مختلف المجالات، فتتعلم الفتاة في هذه الدورات الكثير من المهارات وتكتسب العديد من الخبرات، مما يجعلها ربة بيت ناجحة ويقوي علاقتها بالله (سبحانه وتعالى) والوازع الديني لديها، وكذلك هناك الكثير من الأنشطة التي تناسب الفتيات والنساء.
وتشهد هذه الدورات الصيفية توافداً كبيراً جداً، إذ بلغ عدد المشاركات الثلاثمائة والثمانية وعشرين ألف طالبة، يتفرغ لمتابعة هذه الأعداد كادر نسائي كبير من المدرسات والقائمات على هذه المدارس، وأعمالهن دقيقة وعظيمة جداً.
وتُركز هذه الدورات على ترسيخ الهوية الإيمانية للفتيات وعلى حمايتهن من الحرب الناعمة ومن التبرج ومن السفور وكل الموبقات التي ينشرها اليهود بينهن، ويسعون عبرها لإفساد النساء والرجال والصغار.
هل ترتبط هذه الدورات بمنظمة الكشافة الدولية، أو تُعتبر أنموذجاً محلياً؟
هذه الدورات الصيفية تشمل الكثير من المجالات، منها ما يسمى بالمجاميع الطلابية في كل المدارس، وتضم مجموعات مختلفة منها مجموعة الاحسان ومجموعة الصحة ومجموعة الزراعة ومجموعات كثيرة جداً، وعندنا أيضاً مجموعة الكشاف الطلابي وهو خاص بالطلاب، وهو كشاف محلي لا علاقة له بأي جهة خارجية، فهو قيادته محلية تهتم بإعداد الطلاب وخاصةً في المراحل العمرية المناسبة في الدورات الصيفية المغلقة، تهتم بتربيتهم تربية جهادية وتهتم بالطابور الصباحي وتعليمهم بعض الحركات القتالية والشؤون الرياضية وبناء الجسم والقدرات وهذا ما نفتخر به حقيقةً، نحن نبني جيلاً قوياً متسلحاً بثقاقة القرآن الكريم وبالروحية الجهادية القتالية وبالعداوة الشديدة لأعداء الأمة من اليهود والنصارى وعلى رأسهم أمريكا والعدو الصهيوني، وكذلك عملائهم النظام السعودي والنظام الاماراتي ومن لف لفهم من صهاينة العرب من عملاء ومنافقين، لذلك نحن نُعد أبنائنا وأجيالنا ليكونوا محصنين من هؤلاء الأعداء الخطرين، وشعار الله اكبر الموت لأمريكا الموت لاسرائيل اللعنة على اليهود النصر للاسلام هو شعار يُردد في كل المدارس الصيفية وعند مختلف الفئات العمرية، نحن لا نُنكر هذا بل نفتخر ونريد أن يعلم العدو الصهيوني أننا نُعد أجيالاً ستواجهه بكل قوة وتحمل على كاهلها هم القضية الفلسطينية وهم تحرير القدس وتحرير المقدسات ومواجهة أعداء الأمة، نحن نربي جيلاً يحمل هم الأمة ومستعد لأن يتوحد مع أبناء الأمة قاطبةً في مواجهة العدو الواحد لها، وهم اليهود والنصارى أمريكا والعدو الصهيوني وأوليائهم المنافقين. نحن نلاحظ كيف يُربي العدو الصهيوني أجياله في مراكزه الصيفية على الدورات القتالية والتدريب على مختلف أنواع الأسلحة، ووصل بهم الحال تدريبهم على كيفية عمل الطائرات والأف 16 والدبابات والرشاشات وعلى جميع أنواع الاسلحة وهذا شيء لا يقومون به بالخفاء بل يعلنون عنه أمام الجميع وينشرونه في وسائل إعلامهم ويفتخرون بذلك، ويعلمونهم أبنائهم العداوة الشديدة لله وللرسول (ص) والعداوة للاسلام والمسلمين. ولذلك نراهم كيف يرددون شعارات الموت للعرب والموت للمسلمين، ويظهرون عداوتهم للجمهورية الاسلامية في ايران وحزب الله وأنصار الله، يعلموهم على معاداة أي حركة مناهضة للسياسات الأمريكية والصهيونية، لذلك لا يمكننا أبداً السكوت والجمود والتخاذل والجلوس والجبن، بل يجب تعليم أجيالنا القوة والبأس الشديد والجهاد والثقة الكبيرة بالله (سبحانه وتعالى)، وتعليمهم الروحية الجهادية والبناء الجهادي القوي والوحدة مع الأمة الاسلامية وحمل هم القضية الفلسطينية والمقدسات، نحن نُعد أجيالاً سيكون لها بالغ الأثر والفعالية في مستقبل هذه الأمة وفي إعادتها إلى الصدارة في عزتها وكرامتها وحريتها واستقلالها.
هل تقام الدورات لفئاتٍ خاصة أم تشمل کل الفئات؟
لا تهتم الدورات الصيفية بفئة عمرية محددة بل تهتم بجميع الفئات العمرية، فالدورات مقسمة إلى أربع مستويات، مستوى تمهيدي ومستوى أساسي، ومستوى متوسط وأخيراً مستوى عالي.
ما أثر هذه الدورات على المشاركين وعلى المجتمع الیمنی؟
لهذه الدورات أثرٌ كبير جداً على المشاركين من طلبة وطالبات، أمّا فيما يتعلق بالمجتمع فهناك تغير ايجابي كبير بالنسبة للطلاب والطالبات من ناحية التزامهم الديني و سلامتهم الأخلاقية والارتفاع الملحوظ في وعي هؤلاء الطلاب تجاه الأحداث التي تمر بها الأمة، كذلك الوعي بالأسس والمفاهيم والمبادئ الاسلامية الصحيحة. ويلاحظ الجميع تطور مهارات الطلاب وتنمية قدراتهم وقد برزت مواهب بعض المشاركين في مجالات مختلفة وهذا يبرز أهمية هذه الدورات، والذي لاحظه المجتمع مما دفع بعض الجاليات الاجنبية المسلمة المقيمة في اليمن بإقامة الدورات الصيفية المعتمدة على مناهجنا التربوية، ويبرز تفاعل المجتمع وتقديره لهذه الدورات عبر ازدياد أعداد المشاركين فيها سنة ًبعد سنة، والإحصائية التي ذكرتها سابقاً هي تعتبر إحصائية غير نهائية، ونحن على مشارف انتهاء أيام التسجيل في الدورات الصيفية ، يوجد بعض الطلاب المتأخرين في التسجيل بسبب متابعة امتحاناتهم وخاصة ً طلاب الصف التاسع والثالث ثانوي، ولذلك وفق توجيهات السيد بأن لا نرد أي طالب والاستمرار بالتسجيل حتى نُتيح لهؤلاء الطلاب التسجيل، وهو ما يعكس روحية السيد العالية وحرصه الكبير على هداية الناس وعلى تزكية وتحصين الناس بالثقافة القرانية.
هل لدیکم مشاریع لمتابعة التعليم بعد اختتام هذه الدورات؟
بعد الدورات الصيفية، لدينا عدة مشاريع أشرف عليها السيد ودشنها بنفسه منها مشروع جيل القرآن الكريم ، وهي تهتم بكل الفئات العملية طلاب وطالبات وتكون في المساجد غالباً، وتركز على حلقات القرآن الكريم وقراءته باتقان وحفظه وتلاوته وتجويده، ولذلك سُميت مدارس جيل القرآن الكريم، وهي فترتها عصرية وكذلك بين المغرب والعشاء. وهناك مدرسة تحفيظ وتعليم القرآن الكريم ، وهذا مسار جديد افتتحناه وهو يهتم بتحفيظ الطلاب القرآن الكريم كاملاً على مدى ثلاث سنوات لمن هم في الصفوف الثانوية، وقد قدمت هذه المدارس نماذج عظيمة وراقية وأصوات قرآنية عظيمة جداً. وهناك مشروع “مدارس شهيد القرآن ” لطلاب المرحلة الثانوية أيضاً وهي تهتم بتدريس المواد العلمية الأكاديمية ، وتُدرس بجانب مواد دينية وثقافة قرآنية، كما إنً هناك اهتمام وتركيز حول قراءة القرآن الكريم وإتقانه، وانتشرت هذه المدارس في معظم المحافظات الحرة وأصبح لها رواج شديد جداً وزادت أعداد روادها، ولدينا مسار الأكاديمية العليا للقرآن الكريم والتي لها عدة فروع في بعض المحافظات الحرة وهي عبارة عن دراسة جامعية يتخرج الطالب منها بدرجة البكالوريوس وفيها عدة تخصصات منها تخصص علوم القرآن ومنها إعلام تربوي وإدارة تربوية وكذلك شريعة وقانون ولا زال الموضوع في توسع. وستتطور الدراسة في الأكاديمية أن شاء الله مع إضافة مرحلتي الماجستير والدكتوراه.
ختاماً أريد القول بأنّ مشاريعنا جميعها تعمل بعنوان القرآن الكريم، وهذا ما أكد عليه السيد، فنحن ندور حول القرآن الكريم ونتحرك بحركته وندعو الناس إلى العودة إليه لأنه الكتاب الأقدس وهو الكتاب الذي قال فيه الرسول (ص) أنه من دعا إليه فقد هدى إلى صراطٍ مستقيم ومن قال به صدق ومن حكم به عدل فكل المشاريع تتمحور حول القرآن الكريم وتنطلق منه لأننا كشعب يمني أدركنا عظمة القرآن الكريم في هذه السنوات التي مرت بنا في ظل العدوان الغاشم.
لقد أدرك الشعب اليمني أنه لولا تمسكنا بالقرآن الكريم وارتباطنا به وبأعلام الهدى من قرناء القرآن الكريم لما استطعنا تحقيق هذه الانتصارات، ولمّا استطعنا أن نحقق هذه النهضة وأن نصنع لنا رقماً عالمياً من المقاومة والجهاد، وهذا من فضل الله (سبحانه وتعالى”، ولذلك ندعو إلى العودة الى القرآن الكريم كما دعا الإمام الخميني (قدس) وكما دعا إليه الشهيد القائد حسین بدر الدين الحوثي، فكل هؤلاء دعوا للعودة إليه لمّا له من أهمية، ولن تعود هذه الأمة إلى عزتها وكرامتها وحريتها واستقلالها ما لم تعد إلى القرآن الكريم، إذا كانت هذه الأمة بعيدة عن القرآن الكريم فهي ستكون بعيدة عن القوة بعيدة عن التأييد الإلهي بعيدة عن العزة والكرامة التي وعد الله (سبحانه وتعالى) بها عباده المؤمنين ونحن نشكر الجمهورية ونشكر جميع الأحرار في محور المقاومة والجهاد، ونُشيد بموقف الجمهورية الاسلامية المشرف تجاه العدوان على شعبنا اليمني وعلى الحصار الظالم الذي أطبقه علينا قوى الاستكبار العالمي أمريكا والكيان الصهيوني، ونحن نُعلن دائماً أننا مع أمة الاسلام كالجسر الواحد والجسد الواحد همنا واحد وقضيتنا واحدة ومصيرنا موحد، ولذلك نحن نؤكد على قضيتنا المركزية آلا وهي هي قضية القدس الشريف، نشكركم جميعاً ونسأل الله تعالى أن يُعجل بالنصر والفرج لنا قريباً وصلى الله على سيدنا محمد(ص) وعلى آله الطيبين الطاهرين.