الشهيد السيد مجتبى الهاشمي

في انتفاضة 15 خرداد عام 1963 م التحق هو ومجموعة من أصدقائه بالجماهير فأحرقوا سيارة عسكرية وهاجموا أزلام النظام.

2023-06-27

المولد والنشأة

ولد الشهيد السيد مجتبى الهاشمي في أحد أحياء طهران. كان الولد الثالث لأسرة متدينة ومتوسطة مادياً يغمرها حب أهل البيت وعلماء الدين. بعد أن انتهى من دراسته المتوسطة التحق بالجيش، ولتمتعه بجسم رياضي وقدرة بدنية عالية أصبح عضواً في قوات القبعات الخضر الخاصة، إلا أنه بعد مدة لاحظ الأجواء التي كان يعيشها الجيش واطلع على طبيعة نظام الطاغوت أكثر، فخرج من الجيش ليتخذ له عملاً حراً.

انتفاضة 15 خرداد

وفي انتفاضة 15 خرداد عام 1963 م التحق هو ومجموعة من أصدقائه بالجماهير فأحرقوا سيارة عسكرية وهاجموا أزلام النظام. ولأجل ذلك اضطر إلى التواري مدة ثلاثة أشهر إثر قمع الانتفاضة، حيث كان من بعدها ملاحقاً من قبل رجال النظام البهلوي.

وكان السيد مجتبى أحد أعضاء لجنة استقبال الإمام(قدس) وممن ساهم في ذلك الاستقبال التاريخي. وبعد انتصار الثورة في قام سريعاً بتنظيم القوى الثورية مشكلاً لجنة الثورة الإسلامية فيها. ومع بداية الاضطرابات في كردستان، توجه الشهيد إلى غرب البلاد على أثر أمر سماحة الإمام بالتعبئة العامة للمساهمة في تطهير وتحرير تلك المنطقة.

الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية

مع بداية الحرب المفروضة على إيران ، توجه الشهيد مع عدد من أصدقائه إلى جنوب البلاد متطوعين مستقلين ليستقروا في مدرسة “فدائيي الإسلام” في مدينة آبادان ولتتشكل بذلك أول قوة لمواجهة الأعداء في آبادان وخُرمشهر عرفت بمجموعة فدائيي الإسلام.

أنشطته الجهادية

كان للسيد تكتيكات خاصة، ولاسيّما في الحرب النفسية، كان يذهب إلى المدينة ليجمع عشرة إلى عشرين برميلاً فارغاً ويأتي بها إلى الخطوط الأولى. وفي الليل يعطي للشباب أعواداً للطرق على تلك البراميل. كان الجنود العراقيون يُجنَون ويردّون عشوائياً بكافة أسلحتهم، أو  يدفع في الليل بإطارات الشاحنات مصحوبة بضوضاء باتجاه الساتر العراقي ليشغلهم مدة ساعات. لم يكونوا يعلمون ما هذه الأشياء الكبيرة السوداء التي تتجه نحوهم فيوجهون الكثير من نيرانهم وقواهم صوب إطارات خالية. وصل صدى ما قام به الشهيد الهاشمي وفدائيي الإسلام في كل مكان ووصل أخيراً إلى أسماع الدكتور الشهيد شمران، فأتى إلى محورنا  والتقى بالشهيد، سُرّ  به وبأعماله كثيراً، وقبل  الشهيد شمران وجه السيد ورأسه. كانا يتحدثان بحب ويبدي أحدهما ودّه للآخر كأنهما يعرفان بعضهما منذ أمد بعيد”.

الشهادة

من ناحية أخرى كان المنافقون يسعون عبر إيذاء أسرة الشهيد وتهديده إلى زعزعة عزمه في حضور الجبهات ودعمها، ولكنهم لم ينالوا ما يريدون، فلما عجزوا عن ذلك، قاموا في عام 1985معلى أعتاب شهر رمضان المبارك  باغتياله غدراً ، لينال الشهادة على أيديهم، ويُطوى بذلك سجل حياة رجل لم يتوان لحظة عن تقديم الخدمات للإسلام والجهاد في سبيل رفع كلمة الله، حتى ضحى بنفسه في سبيل هدفه، ليراق دمه بيد أشقى الناس ويصب في بحر دم أجداده الطاهرين.

الوفاق/ وكالات