التدوير الوظيفي أداة لتنمية الموارد البشرية

التدوير الوظيفي تقنية إدارية حديثة يمكن من خلالها منح الفرص المتساوية للموظفين وكذلك القضاء على البيروقراطية ورتابة الأعمالن وتكمن أهميته

2023-07-02

نسرين جميل علي قزعاط

في ظل تحديات العولمة، شهد العالم اليوم سلسلة من التغيرات والتطورات في شتى المجالات، وأصبحت المؤسسات أكثر اهتماما بالمورد البشري وتسعى إلى تطويره وتنمية قدراته ومهاراته بهدف تحسين الأداء وتحقيق الهدف من خلال عدة أساليب، ومن أهمها أسلوب التدوير الوظيفي باعتباره أحد أساليب التطوير الوظيفي والتغيير التنظيمي الذي يستخدم لتقييم أداء العمال وتوجيههم نحو الابداع والابتكار.

التدوير الوظيفي يعني أن الموظف يوجه لممارسة أعمال أخرى بشكل منظم ومجدول وفق خطة إدارية مدروسة، وهو أسلوب ذكي للاستثمار والاستفادة من الموارد البشرية، فهو أساس الحركة والتنقلات في المنظمة، حيث يعتبر من أهم الاستراتيجيات لتطوير أداء العاملين من خلال إكسابهم خبرات جديدة ومهارات متنوعة. (قواوري ومريم، 2019،ص1).

يعتبر أسلوب التدوير الوظيفي أسلوبا تغييريا، ولذا يحتاج إلى تمهيد عبر إقناع الموظفين وتدريبهم على مهارات مختلفة في الأعمال التي تتشابه في الوظائف والمؤهلات العلمية، لضمان الأمان الوظيفي والتجدد والتطور لتفادي مقاومة التغير وتحقيق أهداف المؤسسة.

من خلال التدوير الوظيفي يكتسب الموظف خبرات وظيفية متعددة وذلك بنقله مؤقتًا من وظيفة إلى أخرى حيث يساعده في التعرف على الموظفين الآخرين وأنشطتهم وبيئة العمل العملي والاجتماعي، ويساعد أيضًا على تحسين أداء العمل مع الجهات المختلفة لأن الموظف سيعرف مع من سيتصل وبأي طريقة وكيف سيحصل على المعلومة.

يعتبر التدوير الوظيفي من الأساليب المستخدمة لزيادة القدرة الإنتاجية، إذ أن الموظف لا يعمل مهمة محددة بل يتم تغيير مهامه بصفة دورية لذا ينتج عن التدوير الوظيفي فوائد كثيرو وجمة.

مفهوم التدوير لغة:

دار، دورا، دورانا. أي طاف حول الشيء ومنها الدوران، كل ما تحرك ودار

أما اصطلاحا: يعرف على أنه النقل المنظم من وظيفة إلى أخرى بهدف تحقيق عدة أهداف، أهمها تطوير الأداء وتعزيز القيادات الإدارية وتعزيز مبدأ الاعتماد على التنافس في سبيل تشجيع الكفاءات من الأطر (الكوادر) الإدارية في المنظمات.

وتعرفه السحيمي (2008) بأنه عبارة عن نقل الموظف من عمل إلى آخر بشكل دوري، سواء تم هذا النقل في إطار المركز الرئيسي للمنظمة التي ينتمي إليها الموظف أو إلى أحد فروعها أو إلى منظمة أخرى جديدة.

أهمية التدوير الوظيفي

إن التدوير الوظيفي تقنية إدارية حديثة يمكن من خلالها منح الفرص المتساوية للموظفين وكذلك القضاء على البيروقراطية ورتابة الأعمالن وتكمن أهميته فيما يلي:

يستخدم التدوير الوظيفي لتوظيف مجموعة من الأفراد من أجل تهيئتهم وإعدادهم للتدريب على العمل.
يساعد التدوير الوظيفي على حل المشاكل التي تحدث في إدارة الموارد البشرية وإيجاد الحل لها.
يساهم التدوير الوظيفي في زيادة تنوع مهارة الفرد العامل من خلال تناوبه على أعمال عدة أو مواقع وظيفية أخرى.
يساهم التدوير الوظيفي في التطابق بين قدرات الفرد وواجباته ومسؤولياته، ويعتبر التدوير الوظيفي أداة فعالة للتطوير الوظيفي.

 

أهداف التدوير الوظيفي

الحد من رتابة الوظيفة: الهدف الأول والأهم من التدوير الوظيفي هو الحد من الرتابة والتكرار والمشاركة في وظيفة واحدة.
التخطيط للتعاقب: الهدف الرئيس للتدوير الوظيفي هو تطوير مجموعة من الموظفين المحتمل تعينهم في مستوى رفيع عندما يتقاعد شخص ما، بمعنى تكوين بديل فوري للموظف ذو القيمة العالية من داخل المنظمة.
تكوين الموظف المناسب الصالح للوظيفة: نجاح المنظمة يعتمد على الإنتاجية أثناء العمل لموظفيها. فإذا وضعت بشكل صحيح، فإنها سوف تكون قادرة على إعطاء أقصى قدر من الإخراج، لذلك فإن ملاءمة الشخص المناسب في الوظيفة هو أحد الأهداف الرئيسية لتدوير الوظائف.
. تعريض العمال إلى جميع قطاعات المنظمة: تتمثل في جميع القطاعات وعمليات المنظمة من أجل اطلاعهم على كيفية العمل وكيفية تنفيذ المهام واختبار مهارات الموظفين وكفاءاتهم:
اختبار وتحليل مهارات الموظفين وكفاءاتهم ومن ثم تعيينهم في العمل الذي يتفوقون فيه (علي، 2017)

 

أنواع التدوير الوظيفي

التدوير في بداية المسار الوظيفي: يتم هذا النوع من التدوير في السنة الأولى من تعيين الموظف وتهدف إلى تهيئة الفرد للعمل وتعريفه بأقسام المنظمة المختلفة وإكسابهم مهارات مختلفة ومهمة بشكل سريع.
التدوير في مراحل المسار الوظيفي: ويتم في المراحل المختلفة للمسار الوظيفي للفرد، وتهدف إلى اكساب المسار مرونة أكبر وزيادة خبرات الفرد.
التدوير الرأسي: ويقصد به انتقال الموظف من وظيفته الحالية لممارسة أعمال أخرى يقوم بها موظف في مستوى وظيفي مختلف، وينتج عن ذلك زيادة في المزايا المالية.
التدوير الأفقي: ويقصد به انتقال الموظف من وظيفته الحالية لممارسة أعمال أخرى يقوم بها موظف في ذات المستوى الوظيفي، وقد لا ينتج عنه تغيير في المزايا المالية ولكن قد تكون زيادة في السلطة أو الأهمية.
التدوير الوظيفي في الإدارة: ويقصد به انتقال أحد الموظفين العاملين بإدارة معينة لممارسة أعمال أخرى يقوم بها زميل له.
التدوير بين مديري الإدارات: وذلك بأن يتم انتقال مديري الإدارات للعمل في إدارات أخرى غير التي يمارسون أعمالها.
التدوير القصير والسريع: يتم تدوير الموظفين حديثي الخدمة بين مجموعة من الوظائف الأساسية داخل المنظمة، على ألا تتجاوز هذه العملية سنة كاملة، والهدف هو إكسابهم معارف ومهارات سريعة حول طبيعة الأعمال المختلفة للمنظمة.
التدوير الطويل والبطيء: يتم تدوير الموظفين بين مجموعة من الوظائف داخل المنظمة خلال فتـرة حياتهم الوظيفية الكاملة، بحيث يمضون في كل وظيفة فترة زمنية مناسبة.